الفصل الثالث...
×× صباح يوم جديد ××
ها هي شمس الصباح تشرق من جديد.. وتخترق أشعتها الساطعة نافذتي الصغيرة..
نهضتُ من النوم... وبعدها دخلتُ لأغتسل وأتوضأ.. أسأل الله أن يخلصني مما أنا فيه... ويعيد إليّ السعادة...
ثم خرجتُ لأتجول في هذا الجو الرائع بملابسي الرياضية..
الحركة تطغى على أرجاء الأرض .. والفوضى تعم المكان بعد ليل من الهدوء والسكون... الكل يجري هنا وهناك خارجين للتنزه، فاليوم يوم عطلة...
أخذتُ ركناً بعيداً عن ذلك المكان... وجلست لأستريح قليلاً بعد المسافة الشاسعة التي قضيتها بالجري...
وإذا بصوت الهاتف يغتال لحظات الهدوء...
هذا أحمد...
وليد: هلا والله..
أحمد (وهو يدّعي الحزن): لااااا...؟؟ أنت واحد جذاب ومنافق وخاين...
لم استغرب من كلامه فقد تعودتُ على اسلوبه...
فأجبته: الله عاد الحين هذا أنا؟؟
فأجابني قائلا: وألعن بعد.. وينك إنت صار لي جم يوم ما شفتك..!!
تلعثمت لم أعرف بما أجيبه.. أصبحتُ لا أفارق جحري.. وتلك الشاشة...
أحمد: ما ترد.. ايه طلّعلك أعذار...
-لا بس...
فقاطعني قائلا: قول إنك للحين عايش على الأطلال... تركض ورا وهم .. سراب اسمه الماضي.. اصحى بسك إجرام في حق نفسك... خلاص انسى الماضي قطه ورا ظهرك.. عيش حياتك...
لم يكن يعلم بأني أتجرع المرارة بقسوة كلماته... قد يكون محقاً.. ولكني لستُ سوى إنسان أسره الماضي وقيده بقيود الذكرى رغماً عنه...
لما أحتمل سماع المزيد...
فما كان مني سوى أن صرختُ بأعلى صوتي قائلاً: خلااااااااااااااص يـا أحمد كافي واللي يرحم والديك اللي فيني يكفيني...
ثم أغلقتُ الهاتف في وجهه...
فانتابتني رغبة شديدة في البكاء.. فأطرقتُ رأسي.. وأطلقتُ العنان لدموعي وبكيتُ كــ بكاء الصغار... أجل بكيتُ بحرقة.. لعلّي أتخلص من الذكريات شيئاً فشيئاً مع كل دمعة حزن تنسكب من عينيّ...
وبعدها...
أحسستُ براحة تسري في جسدي...
فحملتُ حقيبتي خلف ظهري.. وأقفلتُ راجعاً إلى بيتي الصغير...
وكالمعتاد فتحت جهازي... وفعلاً وجدتها...
وجه القمر: وأخيراً.. وينك يا وليد صار لي ساعة وأنا أنطرك..
وليد: اعذرني يا رؤى.. كانت عندي جم شغلة خلصتها ورجعت...
-تدري................. وبدأت بالكلام.. الذي استمتع بالإصغاء إليه...
ولكن كلام أحمد كان له وقع في نفسي... فلم أبالي بما تقوله الصغيرة...
وانشغلتُ بالتفكير بحالتي التي يرثى لها...
وبعد فترة عدتُ لأشارك أميرتي فيما تقوله...
ولكني لم أجدها.. لم أجد سوى عبارتها الأخيرة...
" أنا ما قاعدة أحاجي نفسي.. الظاهر إني وايد ثجلت عليك.. باي"..
لا أعلم ما الذي حصل لي... لا أريد مجرد التفكير بأنها غادرت... لقد تعودتُ عليها... أصبحتْ شيئاً أساسياً في حياتي... أنشغل بشئونها.. ونتبادل أطراف الحديث.. نتشارك الأفكار والآراء.. لأعلم ما سبب شعوري بالارتياح عندما أتذكر وجودها في حياتي... لا أدري ما الذي فعلته بي..!!!..
لقد كانت سبباً في دخول الأمل إلى حياتي... لقد كانت تلك المدة التي قضيتها برفقتها كفيلة بأن تجعل رؤى تحتل حيزاً في قلبي على الرغم من أني لم أراها... التمستُ فيها الصدق، البراءة، والاهتمام الذي كنتُ أحلم به...
لم أفكر يوماً أن علاقتنا ستتعدى تلك الشاشة...
مضى الوقت وأنا أنتظرها.. ونار الشوق تلتهب في جوفي...
خشيتُ أن لا أراها بعد اليوم...
كم أنا أحمق... أجل أحمق خسرتها بغبائي...
ومرت الأيام وأنا مازلتُ أنتظر...
وأخيراً..
**********************
******
**
يتبع...
مواقع النشر (المفضلة)