* قُلت لها ذات مرة .
___________

مالذي جعلكِ أن تفهمي أُموراً وتقيسينها كما تقيسين عباءةً تستُرك او تسترَ الجسد في ملئِه ونحافته ، وبطوله وقُصره ، فأيما كان العرض يكون الجانب الليّن أكثر إستعصاءً وليس قاسياً ، كما هو الحال في سُلوكنا تُحددّها بدهيات علائق مبادئنا والدوافعَ قد نحيدَ عنها لو أحسنّا التعامل المرِنَ مع القِيم التي نعتدّ بها . فالشيء يتناهىَ ويبلغ نهايته لكن للعلاقات الخاصة مَناهٍ نحن عنها بعيدون في آرائنا وتوجّهاتنا من واقع عِلاقاتنا مع بعض ، فليس كل شيء نُفسّره كونه غاية الشيء فنحدسُ بدوافعَ نُسمّها او نطلق عليها عُنوةً بالدوافع التي لا نحيدَ عنها ، أوليستْ هي سُلوكاً يحتاج إلى تغيير.. فالعقْل البصير ينأىَ عمّا نُهيَ عنه في اعتياد السلوك التي نتلقّفها منذ الصّغر والتي نهلنا منها كالمورد الذي منه شرِبْنا ولم تكنْ في أنفُسنا نهْمة الشّهوة او الرغبة المُفْرطة فيها حتى لو كُنّا ولعينَ ونهِميْن في الشيء نفسه .. ذلك لآن الإناء الذي شربنا منه لا يُمكننا أن نُثقِلُه بسقطة عابرة تُزلزل ما ألتزمنا به .. قد لا أكون مُحقاً في الردّ لعدم فهمي لذات الموضوع ولكني حملتَهُ على عاهنَ مُقتضى الفهْم فيه . ومهما تنوّعتْ الأشياء تبقى الأصناف قابلة ايضاً للتصنيف .. / جيد / وجيد جداً/ ممتاز/ مقبول ..هذه الأخلاط من التصنيفات كما أخلاط الأملاح تماماً ، كُلها مُفيدة ، كما ان النوعية فيها هي الأهم . لكل ناشدٍ لحياة واقعٍ خالياً التعقيدات المُستعصية والقاسية ايضاً على حدّ قولك .

* الكاتب نفسه .