هل تعاني من مشكلة بتسجل الدخول ؟ و لا يمكنك استرجاع كلمة المرور بسبب مشكله بعنوان بريديك الالكتروني المسجل بالمنتدى؟ انقر هنا لكي تتواصل معنا و سوف نقوم بمساعدتك!

أضف اعلانك هنا

كن مساهما في التطوير

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرغبة في القراءة.. د. عبد الكريم بكّار

  1. #1
    عضو جديد
    الحالة : شاهين توام غير متصل
    رقم العضوية : 6581
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2
    Rep Power : 0
    Array

    الرغبة في القراءة.. د. عبد الكريم بكّار



    الرغبة في القراءة
    .. د. عبد الكريم بكّار

    تحدثت في المقال السابق عن شيء مهم، وهو أن الرغبة تُصنع صناعة على أيدي المربين والمعلمين، وبتأثير من المحيط والبيئة السائدة، ووعدت أن أتحدث عن نموذج للرغبة المصنوعة، وهو الرغبة في القراءة، وأنا الآن أفي بما وعدت به. يقولون: أنت لا تستطيع معرفة اهتمامات الناس حين يكونون مشغولين، لكن أعطهم وقتاً حراً، أو اجعلهم في موقف ينتظرون فيه حدوث شيء، ثم تأمل في الأمور التي ينشغلون بها، وهذا صحيح، وقد رأيت أن الانتظار مدة أربع أو خمس ساعات في المطارات الدولية بين رحلة ورحلة يكشف فعلاً عن اهتمامات الناس، وقد رأيت ذلك مرات عديدة، كما رآه غيري؛ فالأوربيون ـ والغربيون عموماً تكون معهم ـ غالباً ـ كتبهم وحاسباتهم الشخصية، وبها يملؤون وقت الانتظار بين رحلة وأخرى، أما أبناء ما يُسمّى بالدول النامية فإنك ترى معظمهم حائرين في ملء الفراغ الذي أتيح إليهم؛ فمنهم من ينام على كرسيه، ومنهم من يذهب إلى مكان تناول القهوة والشاي، ومنهم من يقلِّب نظره في الجالسين والعابرين.. ولا شك أن الفارق بين هؤلاء وأولئك لم يأت من الموروث الجيني، وإنما من التربية
    والتنشئة والبيئة.


    لو تساءلنا عن أساليب تحبيب القراءة إلى الصغار، فإن الجواب سيُغرقنا بالعشرات من التفاصيل الصغيرة، فلنتحدث إذن عن المبادرات والأساليب الأساسية، وهي أيضاً كثيرة، ولعل أهمها الآتي:

    1ـ أسرة مهتمة: الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، ولهذا فإن الأسرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة. إن الأسرة هي التي ترجَّح ما أمام الطفل من خيارات، وهي التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والرسم والتلوين والكتابة، كما أنها هي التي تتيح له أن يتعود الانغماس في اللهو واللعب والخروج مع الرفاق وتتبع الأمور التافهة؛ ولهذا فإن اهتمام الأسرة بتعويد أطفالها على القراءة هو شرط أولي وأساسي، ولطالما كان الاهتمام أباً لمعظم الفضائل.

    2- أسرة قارئة: الأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، لكنها الأسرة التي يمارس أفرادها القراءة كل يوم؛ إذ إن الطفل حيثما التفت وجد أباً ممسكاً بكتاب، أو أخاً يرسم شيئاً، أو أماً تشرح لأخيه شيئاً غامضاً في أحد المقررات الدراسية. إن مشاهدات الطفل لهذه الأنشطة تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي، وقد أجرت الرابطة الأمريكية لمجالس الآباء استطلاعاً حول موضوع القراءة لدى الصغار، وقد تبين من ذلك الاستطلاع أن (82%) من الأطفال الذين لا يحبون القراءة لم يحظوا بتشجيع آبائهم وأمهاتهم. ولا ريب أن التشجيع على القراءة لا يكون بالحث ولكن بإيجاد جو، يقتدي فيه الصغار بالكبار؛ ولهذا يمكن القول: إن أطفالنا لا يمارسون نشاط القراءة؛ لأننا نحن الكبار لا نفعل ذلك!

    3- المكتبة المنزلية: حين تدخل إلى بيوت معظم الغربيين تجد الكتاب في كل ركن من أركان المنزل، ولهذا فإن الطفل يألف وجود الكتب، ويألف رؤية من يقرؤها في كل وقت. كثير من بيوتنا خالٍ من أي مكتبة، وبعضها فيه مكتبات، ولكنها أشبه بالمتاحف؛ إنها لتزيين المنزل، وليست لنفع أهله، لهذا لا تمتد إليها أي يد! المطلوب أن تكون هناك مكتبة تغذي عقول الصغار والكبار، ويشترك جميع أفراد الأسرة في اختيارها، وهي تحتاج إلى تجديد وتغذية مستمرة.

    4- ضبط استخدام وسائل التقنية: قد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن التلفاز والإنترنت والجوّال والألعاب الإلكترونية قد أضعفت القدرة على التركيز لدى الناشئة، وجعلت معظم اهتماماتهم قصيرة الآجال، وهذا مضادّ لكل عمليات التثقف الرصين، ومن هنا فإن على الأسرة ألاّ تسمح بدخول "الكتاب" في منافسة مع الأدوات الإلكترونية؛ لأن هزيمة الكتاب ستكون حينئذ محقَّقة، ولهذا فإن من المهم جداً ألاّ يُسمح للأطفال باستخدام "النت" والجلوس أمام التلفاز... إلاّ مدة ساعة أو ساعتين يومياً، وحينئذ سنجد أن الأطفال يتجهون إلى قراءة القصص والروايات والكتب بوصفها المخرج الوحيد من الملل والسأم، ومع الأيام يشعرون بمتعة القراءة وتتعلق قلوبهم بالكتب. إن صغارنا سيتملكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أنّ مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا في تغذية أجسامهم؛ وعلى الله قصد السبيل.
    * * * *
    د. عبد الكريم بكّار -حفظه الله-

    * * * *
    القراءة فطرة، يولد الإنسان محباً لها شغوفا بها، فأبواه إما ينميانها فيه بالتشجيع وحسن القدوة، أو يصرفانها عنها بالإهمال وسوء الأسوة. محمد عدنان سالم
    * * * *
    إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأنّ القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألد أعداء الحرية. جيفرسون الرئيس الأمريكي الثالث
    * * * *
    الوقت الذي تتوقف فيه عن القراءة، هو الوقت الذي تنتهي فيه. د. سلمان العودة
    * * * *
    الطفل الذي يرغب في القراءة كثيراً، يكون أذكى من قليل القراءة. محمود مهدي الاستنباولي




    هذا أول مواضيعي في منتداكم الطيب
    أتمنى أن ينال إعجابكم و تنالو فائدته
    تقبلو تحياتي ..






  2. #2
    نائب المشرف العام
    الصورة الرمزية الروح
    الحالة : الروح غير متصل
    رقم العضوية : 4058
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في عالم خيالي
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 9,299
    مقالات المدونة
    3
    التقييم : 195
    Array
    Rep Power : 50
    Array

    أسعدك ربي ~ أستاذي الكريم ,,
    أوافقك الرأي تماما ,, أن للتنشأه الصحيحة ,, و البيئه التي يعيش فيها الطفل ,, هي العامل الأول والأكثر تأثيرا في التحبيب للقراءة و العلم بشكل عام ,, أو النفور عنها ..!!
    ولكن ,, أخالفك الرأي في نقطة واحده ,, فليس سكان الدول الناميه أقل اهتماما بالقراءة من غيرهم ,, وكثيرا ما نشاهد أشخاص عرب يقرأون كتب ,, أو مجلات و صحف .. حين انتظار موعد الرحله في المطارات ,,!!
    ..

    طرحك مميز ~ و أسلوبك جميل شيق ,, لك مني التحيه ,,

    وأود أن اقتبس مقولة رائعه قرأتها في اطروحك ,, و هي:

    القراءة فطرة، يولد الإنسان محباً لها شغوفا بها، فأبواه إما ينميانها فيه بالتشجيع وحسن القدوة، أو يصرفانها عنها بالإهمال وسوء الأسوة. محمد عدنان سالم
    * * * *

    حفظك ربي ^_^








معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •