[ وينك ... يا فرحة العيد ؟ ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في وسط زخم هذه الحياة لا ينسى أن يطل علي كل عام حنيني للماضي التليد .. حنين يهمس لي قائلا:
كيف كنا نحن بالأمس البعيد؟!
وإلى ما أصبحنا به اليوم من عهد جديد ؟!!
كنا بالأمس صغارا نتوق شوقا للقاء يوم العيد ..
ونترقب لهفة لسماع صوت المدفع معلنا لصلاة الفطر السعيد ..
يوم الفرح والأهازيج والطرب والنشيد.. يوم الوجوه المستبشره بمقدمه المجيد ..
يوم يختلف طلوع فجره عن جميع الأيام السالفه بأختلاف فريد ..!!
كان التحضير له والأستعداد لا يكلفنا الكثير مقارنة بيومنا هذا المرير ..
كانت السعادة تغمرني بشراء نعل جديد .. فمن عام إلى عام أكاد أرى واحدا ولا أزيد ..!
فأحفظه في صندوقه ولا أعلن عن أفتتاحه إلا صبيحة يوم العيد !!
وكنت أغتر أمام صديقاتي إذا ما فاجأني أبي بما أريد !
بدمية صغيرة تغني وتهتز عكس دماهن التي لا حراكا ولا غناءا تجيد !
كانت زينتي يوم العيد مشبك ع رأسي من زجاج وحديد ..
ولكني كنت أراه يومها تاجا مرصعا بالألماس الفريد .. فأزهو به متفاخره كأميرة من أميرات العصر العتيد !
وروائح الحنا تفوح أريجا من بعيد ..!
فترى الأيادي والأقدام تملأ به بلا نقوش أو زوايا تحيد ..
وإنما بمسحة وربطة فلا تنقص أو تزيد..
ومع ذلك فالكل قنوع وبالقليل زهيد وبلا تذمم تسمع به ولا وعيد شديد ..
عكس يومنا هذا فتتفنن النساء بالحنا بألوان ونقوشا عديد .. ومع أفضل الصالونات الشهيرة وبحجز يسبق شهرا أو يزيد
ومع هذا كله نخرج متأففين وبلا مزاج سعيد !!
كبرنا .. وتبدل الحال والزمان وصار طعم العيد مختلفا عما مضى من أعاييد .. !!
حتى كدنا ننسى الفرحه ولا نتذكر إلا المأسي والأحزان التي تبيد !!
لما يا ترى تغيرت فرحتنا بالعيد ؟
وهل العيد يبقى مجرد لبسة نزهو بها وزينه نتحلى فيها
كي تحرك مشاعرنا الراكده من جديد ؟!
أم إن فرحة العيد هي هدية لا ينالها إلا كل صائم صابر قائم يحتسب الآجر من رب العبيد..؟
أما ما كنا نحس به من فرح في طفولتنا
فهو لأننا كنا نحمل قلوبا طاهرة لم يصبها بعد الصديد !
ولهذا كان حقا مشروعا لنا أن نفرح .. في حين لا غرابة أن نحرم منها اليوم ،، بهذا العصر البليد !!
أسعدكم الله في الدارين وكل عام وأنتم إليه أقرب
 |
 |
|
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)