[BIMG]http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_44925728.gif[/BIMG]



يقولون إن الذكريات هي بمثابة العزف الرقيق على أوتار


الخلجات تستل أنفاس الوجع من خلايا الجوانح المثخنة بالألم


فتنثر شعاع البهجة المشرقة في أروقة حنايانا المتضخمة بعبق


الأمل وتزرع سنابل الفرح في ثنايا الروح!!


ولأننا في رمضــان شهر التوبة والغفران فلي مع هذا الشهر


الفضيل ذكرى وحكايات !!



[BIMG]http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_63190632.jpg[/BIMG]




فهذه الصورة التي في الأعلى ألتقطت لي وأنا في الصف


الخامس الأبتدائي , الصف الذي شهد عهدي الأول بالصيام !!


فكيف كانت سنة أولى صيام يا ترى؟؟


دعوني معكم وبكم أحاول أن أتقمص الطفولة كما أراها تتراقص


أمام عيني فأخترق المرايا كما أليس ونذهب أنا وأنتم لبلاد الطفولة


الساحر متطرقاً لبعض العبر من حياتي عسى أن تلتصق بشغاف


قلوبكم فأنا أدرك تماماً أن في قلوبكم وعقولكم مساحات بيضاء


قادرة على إستيعاب شيء من هَذَوناتي!!


أتذكر إن المرحلة الأصعب التي كانت تلي الصيام بعد طول


النهار هي صلاة التراويح ليس لأنها طويلة ومرهقة فحسب


بل لأنها تتوافق وفترة عرض المسلسلات الكرتونية


وبرامج الأطفال حينها!


فأخذت على عاتقي البحث عن إمام مسجد سريع يهون علينا طول


الصلاة ولكن حتى هذه الأمر لم يشفع لنا الوصول في الوقت


المناسب للعرض فما كان من " خموس الحلط "الذي يكبرنا


بحوالي 5سنوات إلا أن أهدانا لطريقة مختصرة للصلاة وهي


النية الصادقة كما كان يزعم للصلاة ثم النقب نقباً فلا تشهد


ولا سجود ولا ركوع!!


وحينها إحنا ما كذبنا خبر و أستطعنا فهم الدرس جيداً


وأستيعابه فتمكنا بهذه الطريقة من الحضور بالوقت الملائم


لعرض برامج الأطفال !!


فنتسمر أمام الشاشة الفضية ونشاهد سالي التي عصفت بها الأقدار


وأحرقت قلوبنا والتي أبكت أختي ذات مساء من فرط حزنها عليها


أو " وسيدريك" الفتى النبيل الذي يرتقي في سلم ذاكرتي كنكهة


العيد مع جده وكلبه وأمه التي توقد الدفء في أعماقنا !!


أي طفولة كنا نعيشها أي حضناً رحب كان يتسع لشقاوتنا أي


حلم وردي كان!!


ها قد وضعنا آخر أوراق الطفولة كنجمة المساء نراها كلما كانت


السماء صــافية فقط من بعيد !!


الطفولة لا تعود ولكن الرغبة بها تعود الطفل لا يعرف المجاملة


ولا الخجل فهو صريح إلى أقصى درجة ولهذا يحنّ كل إنسان


إلى طفولته إلى تلك البراءة والمباشرة التي افتقدها إلى عدم


الخجل مما يريد وما يرغب وما يبحث عنه.



[BIMG]http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_34795835.jpg[/BIMG]




وهاهم ضئيلوا القامة قد كبروا ولاحت فيهم بوادر سن


الرشد وأتسعت مداركهم بقدر ما كان للتيه نصيباً من رغيف


حياتهم ونبت الشعر في ذقونهم بعدد ذنوبهم وربما أكثر!!


وهاهم جنود إبليس يتناوبون على هدم كل حصون النور في


قلوبهم التي كانت بريئة وطاهره وتأزهم أزاً للمعصية !!


المراهقة مرحلة اللا مسؤولية وربما حتى المرحلة اللا دينية في


حياتي فلقد زينت لنفسي حب الدنيا ولذتها فما أن تغرب شمس


النهار حتى أهرع من فوري وأتلصص على دريشة بنت الجيران


معتبراً إن في ليل رمضان تباح فيه محظورات النهار !!


ولا أنسى عهدي المناضل تحت أسقف المجمعات التجارية


ومطاردة الفتيات تحت مسمى الرغودية!!


كلما حاولت العودة والصيام على خير ما يكون الصيام لا أفلح كل


محاولاتي كانت تبوء بالفشل مع إنني أدرك إن العمر سيفنى وإن


بعد الموت سؤال وحساب لكن كل من حولي كانوا يذبحون بقايا


الأمل التي تقربني من الله أكثر "علووووه ما تقدر هذي حياتك" !!


فأعود لما كنت عليه من صياعة ومن قلة الشغل حتى أتى ذالك


اليوم الذي أشغل كل كياني ودب في عروقي دماء لم تكن تضخ


في قلبي من قبل إنها دماء الحب وزهرته !!


نعم خضت معترك الحب وأنا في عقدي العشريني فصيرني


هذا الحب شخصاً آخر مختلف كلياً عن تلك الشخصية فصرت


أكثر وسامة وأكثر مسؤولية وأكثر قراءة وأكثر قرباً لله!!


وعشت أربعة أعوام متوهماً الحب أعاني الفقد أسهر الليل أتضرع


الألم حتى أَذَن داعي الضمير في قلبي "إييييه أصحى" فما هذا


الحب إلا كمثل سيل نزل بأرضٍ يباب فما زادها إلا جدباً


ومحلا متصدع الأركان زائف لا أساس له لأنه لم يبنى على أسس


صادقة ونبيلة من الطرفين فعدت مرة أخرى لحياة


المجون وفي داخلي إنكسار عظيم حسبت إنني سألملم شتاته


بهذا العبث اللامسؤول!!


وبالرغم من هذا الشرخ في حياتي وظلام الحظ الذي كان يرافقني


دائماً إلا أنني كنت حريص على الصلاة جماعة في أوقاتها!!


وكنت دائم التساؤل بيني وبين نفسي ترى :-


هل هذه الكلمة ترضي الله؟


هل هذا الفعل يرضي الله؟؟


هل هذا التفكير يرضي الله؟؟


حتى كان ذالك اليوم الذي أشرق أفقه أمامي بعد أن غططت غيوم


الغفلة نور قلبي لسنوات ففي رمضان قبل سنتين تعالت خفقات


الأمل بالعودة وانفردت بعيداً عن رفاق الماضي وأودعت ذكرياتي


في سجن النسيان ثم بدأت !!


أستيقظ قبل العصفور أتوضأ للصلاة في ظلام كالح قبل الفجر


أنقاد بخطى مباركة للمسجد وأول صوت أسمعه ذالك اليوم قبل


صوت القرآن هو صوت المطوع ناصر وهو يزلزل السكون بــ


"الله أكبر الله أكبر... ثم أخرج من البيت لأقضي مآربي وهناك


يبدأ الجهاد الأعظم هاهي جارتنا المعلمة الممتلئة القوام التي


نثرت بشذى عطرها كل بقاع السكة وبداخلي صوت يقول : إياك


أن تنظر أصرف عينيك اللآن وإلا فهي نكتة سوداء!!


ألتقي مع راشد بالمديرية مصادفة فيبدأ بالتذمر من المراجعات


والتهكم على المداومين وهنا منادي ينادي من داخلي أمسك


لسانك وإلا نكته سوداء ثانية!!


هكذاكان حالي بعد أن أودعت حب الله في قلبي لا غير فبحب


الله أدركت السمو ولمست الراحة التي لم أعهدها من قبل


حب ذو لذة لا متناهية!!


أخواني أخواتي :


شاركتكم ذكرياتي لأنكم جزء من حياتي فردودكم ودعواتكم


الصادقة وحضوركم المشرق الدائم بمثابة المعـــين


الذي أشدد به أزري !!


من يعلم ربما دعوة لا ترد من أخ أو أخت صيرتني


لما أنا عليه اللآن!!


ولأن أختي الروح مسكونة بحب هذا المنتدى فلا ضير من أن


نشاركهــا هذه اللحظات الطيبة لتذكر أعضاء كانوا معنا ذات


رمضان أعضاء سطروا أسمى معاني الأخوة الصادقة كانوا


وطن للضاد هم حين سكبوا مداد براعتهم هنا !!


دعوني أتذكر الرائعين الأفذاذ:


"بوحمد" صاحب أول رد أزتان به موضوعي الأول منذ قرون!!


"العاصمي"الأخ الذي تميزبجهده الرائع الذي لا ينكر في رمسات!!


"جاسم الباسم" العفوي الذي تلمس طيبته في ردوده!!


" أخر العنقود" كونان مميز بلطافة ردوده وحضوره المتوهج!!


"الوالي" رفيق موضوعاتي حين لم يزرها زائر في تلك الفترة!!


"جمانة"طيبة الذكرالمميزة بمواضيعها الآسرة بالأسرة والمجتمع!!


"صفاء القلوب" عاشقة الشعر وسحر المساجلات!!


" وهــج" عنوان الطيبة و شعلة من النشاط في تلك الفترة!!


"بنت لادن" الرائعة الشفافة الخلوقة طيبة الحضور !!


أسأل الله أن يلتمسوا لي العذر إذا أخطأت في حق أحداً منهم


بسوء أعلمه أو لا أعلمه وأن يسامحوني بقدر ما يحملونه من


قلوب طيبة وأشهد الله أنني أعذركم وأسامحكم على ما بدر


منكم في حقي!!


فنحن لا نملك سوى مضغة بحجم قبضة اليد لنجعلها بيضاء


ناصعة فلنحافظ عليها من الذنوب والخطايا !!


لكم كل الود