هل تعاني من مشكلة بتسجل الدخول ؟ و لا يمكنك استرجاع كلمة المرور بسبب مشكله بعنوان بريديك الالكتروني المسجل بالمنتدى؟ انقر هنا لكي تتواصل معنا و سوف نقوم بمساعدتك!

أضف اعلانك هنا

كن مساهما في التطوير

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 42

الموضوع: شخصيات عمانية..نقشت على جدران الزمن.."متجدد"

  1. #21
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    أخوي جراح الابداع يكون بتواصلكم اللي يزيد فينا الحافز لبذل المزيد من الجهود لكتابة المواضيع التي تكون بمستوى رقي الاعضاء

    ننتظر مشاركتك اخوي















  2. #22
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية ZOOROO
    الحالة : ZOOROO غير متصل
    رقم العضوية : 6068
    تاريخ التسجيل : Apr 2010
    الدولة : اممم ما يخصك
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 920
    Rep Power : 14
    Array

    الشيخ العلامه ابو زيد عبدالله بن محمد بن زريق الريامي

    ولادته

    ولد الشيخ العلامة أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي في ليلة الجمعة الخامس من شهر رمضان المبارك من سنة 1301هـ، وكانت ولادته في تنوف الواقعة على سفح الجبل الأخضر وقيل في ازكي.. ولكنه انتقل مع أبيه وعمه إلى إبرا بالشرقية حيث يقومان بتعليم القرآن الكريم. وفي إبرا يموت أبوه فتربى في عناية عمه ثم انتقل إلى ازكي واتخذها وطنا، وكان آباؤه وأجداده يتخذون العين في قمة الجبل الأخضر وطنا لهم ثم انتقل منها جده سليم إلى ازكي.


    تلميذ ثم أستاذ

    يقول الشيخ عن نفسه (كنا نخرج أنا وأخي من منزلنا في الصباح ولا نعود إلى المساء، نذهب داخل البلد وكلما وجدنا حمارة أو شيئا من الحيوان التي تركت أطلقناها وقمنا نتجول عليها داخل البلد.. وذات يوم أمسكني أحد المرشدين قائلا لي: لك أحد الأمرين إما أن تذهب إلى بلدة القابل بالمنطقة الشرقية لتتلقى العلم مع الشيخ العلامة نور الدين السالمي، وإما أن تذهب إلى فلان الصائغ).
    توجه أبو زيد إلى الشرقية حيث تتلمذ على يد علامة عصره الإمام نور الدين السالمي فأخذ عنه أصول اللغة العربية وأصول الفقه وفروعه وصار من أكبر تلاميذه وأصبح له قدر كبير حيث طالت تلمذته له.
    بعد ذلك رجع أبو زيد إلى وطنه ازكي وذلك عام 1328هـ، حيث أقام هناك مجلسا للتدريس وذلك بمسجد الحواري فتعلم على يديه جمع عظيم أكبرهم (الشيخ محمد بن سالم الرقيشي).

    من أعمال أبي زيد في بهلا

    تولى أبو زيد للإمام سالم بن راشد الخروصي القضاء على ولاية ازكي ثم أصبح واليا على بهلا وظل حتى وفاة الإمام سالم بن راشد وحين صارت الإمامة إلى الإمام الخليلي أقره على ولاية بهلا وتولى وظيفتي الولاية والقضاء وبقي حوالي ثلاثين عاما.

    أعمال العلامة أبي زيد في بهلا:

    1- رعى المساجد.
    2- عني بإصلاح الطرق وتمهيدها.
    3- خصص عاملا يقوم على الآبار.
    4- عمّر ثلاثين بئرا للزجر.
    5- قام بكسوة فقراء المسلمين وأطفالهم من بيت المال لما وقع الغلاء في أثناء الحرب العالمية .
    6- رعى الأفلاج وأمر بخدمتها وأنشأ بعضا منها.
    7- زرع قصب السكر لبيت المال على أنه لم يأخذ منه لنفسه قط.
    8- زرع خمسمائة نخلة خلاص لبيت المال، ومن أنواع النخيل الأخرى سبعة آلاف نخلة.
    9- قام بشراء آلة الحرب من سلاح ورصاص، وقد وجد في بيت المال بعد موته فوق ما كان متوقعا.

    صفاته

    من أهم ما يوصف به الشيخ العلامة أبو زيد التواضع والتحرج مع بسالة وشجاعة وقناعة، فهو يساعد الخدم بيديه وهو ينظف سواقي بيت المال من الطحالب بيديه وهو يجلس على التراب أو يفترش الخيش وهو لم يقبل هدية من أهل ولايته بل امتنع عن شرب الماء من بيوتهم. وهو مقتصد في المأكل والملبس والإنفاق وهو الشديد إذا عاقب، روي أن الشيخ عيسى بن صالح الحارثي أشار للإمام الخليلي بسجن أحد الأشخاص ببهلاء قائلا: لا يوجد مؤدب مثل أبي زيد. لازم الاعتكاف طوال حياته. يذكر بأنه اشتهر عنه رحمه الله بكتابة التعاويذ القرآنية وشفى أناسا ببركته، وقد روي أنّ أحد الأشخاص أصيب بعارض من الجن فجيء به إلى أبي زيد وقبل وصوله إلى بهلا نطق ذلك العارض في الرجل: ارجعوا وسوف لا يلقى مريضكم أذى مني ولا تصلوا إلى أبي زيد فإن وصولكم إليه محرقني بسره. وما أن وصل الرجل ومن معه إلى أبي زيد، ورأى أبا زيد الرجل، حتى شوهد نوع من الدخان يخرج من الرجل وشفي بإذن الله.

    مؤلفاته

    ألف أبو زيد رحمه الله تعالى كتابا في النحو وكتابا عن مناسك الحج ووضع سؤالات ما أشكل عليه أثناء قراءاته على العلامة نور الدين السالمي وسماه ( حل المشكلات) وقد تم نشره بوزارة التراث القومي والثقافة.

    وفاته

    لقد أصيب الشيخ بقروح في رجليه فظلت هذه القروح تتفاقم وهو لا يطلب دواء بل كان يكتفي بكبسها بالتراب.. وكان يفصل الأحكام ويقوم بقضاء حوائج الناس وهو على هذه الحالة حتى عجز عن الخروج فاستأجر من يحمله لمجلس الحكم.
    وبعد عصر اليوم الثالث من شهر رجب من عام 1364هـ وفي الشيخ العلامة الفاضل أبو زيد محمد بن رزيق بن مسلم الريامي وذلك في مدينة بهلا ودفن وقبره معروف.


    هذا ما لدي حتى الان ولي عوده ان شاءالله
    بتقرير جديد عن عالم عماني جديد...

    مودتي





  3. #23
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    تســـــــــــــــــــــــــلم اخوي زورو ع المعلومات القيمة

    أنا بصراحة أول مرة اعرف عن هذا العلامة القدير..

    جزاك الله خير أخوي ..

    نتمنى من الأخوة والأخوات المشاركة بما لديهم من معلومات















  4. #24
    عضو جديد
    الصورة الرمزية محبة جراح وبس
    الحالة : محبة جراح وبس غير متصل
    رقم العضوية : 6099
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 9
    Rep Power : 0
    Array

    رووووووووووووووووعة





  5. #25
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    الاروع مرورك الغلا ..عاد نتمنى تشاركينا بمعلوماتك















  6. #26
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array



    أبو مسلم ناصر بن سالم الرواحي البهلاني


    الإمام أبو مسلم البهلاني رحمه الله

    نسبـــه:
    هو إمام العلم والأدب العلامة الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد البهلاني الرواحي القبيلة المعروفة في عبس وهي رواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

    فهو ينحدر من أصل أصيل ومن فرع عريق ، فشجرته زكية رائحتها طيبة ثمارها ( ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها) كان أبوه سالم بن عديم الرواحي أحد أهل العلم في وقته،فكان قاضياً للإمام عزان بن قيس –رضي الله عنه- الذي بويع بالإمامة في عمان ( 1285 هـ – 1287 هـ )، وكان جده عبدالله بن محمد البهلاني قاضيا أيام دولة اليعاربة على وادي محرم .


    مولده ونشأته :

    ولد الشيخ أبو مسلم في أحضان بيت علم وفضل في بلدة محرم أعز بلاد بني رواحه في عمان ، ولد سنة 1277هـ .

    وقرية محرم هي موطن آبائه وأجداده منذ أن انتقل إليها جده القاضي عبدالله بن محمد البهلاني، وأبو مسلم ولد في وادي محرم الذي أضيف إلى هذه القرية، ويبعد الوادي عن العاصمة مسقط حوالي 150 كم ، ويشتمل وادي محرم على العديد من القرى أكبرها وادي محرم ، وهي القرية التي فتح المؤلف عينه فيها على هذا الوجود ، وهناك نشأ وترعرع ودرج أيام طفولته البريئة في أوديتها وشعابها ، وتفيأ ظلال بساتينها ونخيلها .


    دراسته وشيوخه:

    إن المتأمل في مراحل حياة النوابغ من العلماء والأفذاذ من الرجال ليجد أن العناية الإلهية والرعاية الربانية قد أحاطتهم من كل جانب وأن القدر قد هيأ لهم وأعدهم ليكونوا قادة وأساطين علم ، ورواداً في الفكر والأدب ، وساسة لخلفاء الله في الأرض ، وأبو مسلم البهلاني من هذا الصنف الذي من الله عليه بالفطنة والذكاء والحنكة والدهاء ، وهو واحد من عباقرة الأمة العمانية ونبغائها التي أنجبتهم عبر مسيرتها الحضارية القائمة على دعائم راسخة ، من رجال عظام ، وفكر قوي ، وهو أحد مفاخر الأمة العربية لغة وفكرا ، فهو الشاعر المفلِق ، الأديب المدقق ، والفقيه المحقق . ولا ريب أن يبلغ أبو مسلم هذا المبلغ من العلم حيث إنه استقى من معين المعرفة ، ورضع لبانها وتربع في حضن العلم والصلاح ، فعائلته عائلة كريمة الطباع ، عالية الأخلاق ، فكما أسلفنا أن والده كان قاضيا للإمام عزان بن قيس –رضي الله عنه- وكان من قبله جده عبدالله بن محمد قاضيا في واد ي محرم أيام دولة اليعاربة .
    وكما هو معروف أنه لا يختار للقضاء إلا من كان متضلعا في العلم ، مستقيما في الأخلاق ، قد أهلته مواهبه وأخلاقه لهذا المنصب .
    درس الشيخ أبو مسلم علومه الأولية على يد والده سالم بن عديم فحفظ كتاب الله - عز وجل - وتدبر معانيه مما كان له الأثر الواضح في بناء شخصيته علما وأدبا وسلوكا :


    وخــــــذ بكتــــاب الله حســـــبك إنه ** دليـــل مبين للطــــريق خفـــير
    فما ضـــل من كــــان القـــرآن دليله ** وما خاب من سير القرآن يسير
    تمسـك به في حــالة السخط والرضا ** وطهـر به الآفـــــات فهو طهور
    وحارب به الشيطان والنفس تنتصر ** فكــافيك منه عاصم ونصــــــير



    ثم انتقل بعد ذلك إلى بلدة ( السيح ) بوادي محرم ، فلازم الشيح حمد بن سليم الرواحي ، فنهل من علومه الفياضة ونبعه الصافي ، فدرس العلوم الشرعية واللغوية ، وكانت البيئة والعصر مساعدين على نبوغ أبي مسلم إذا شاع الأدب في ذلك العصر وازدهر الشعر ، فظهر غير واحد من الشعراء والأدباء أمثال : خميس بن سليم في مدينة سمائل ، وشيخ البيان ابن شيخان السالمي وغيرهم .

    وكان زميله أيام دراسته وشبيبته على يد الشيخ محمد بن سليم الرواحي صديقه الخل الوفي ، الشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي كما كانا زميلين في الخلوة الروحانية ، التي اختلياها معا صفاء للروح ونقاء للضمير وطهارة للقلب وشفافية للوجدان وتقوية للصلة بالله تعالى ، وهو الذي عناه في نونيته بقوله :


    أرتاح فيها إلى خل فيبهرني … صدق وقصد ومعروف وعرفان
    فحال حكم النوى بيني وبينهم … هنا تيقنت أن الدهر خوان
    وذلك أن الشيخ يمم شطره نحو زنجبار بلد المهجر وأندلس الشرق وقبلة العمانين .



    رحلته إلى زنجبار:

    شاءت عناية الله أن ينتقل الشيخ أبو مسلم إلى زنجبار سنة 1295هـ وهو إذا ذاك في آخر العقد الثاني من عمره ، يقول الدكتور محمد ناصر: " … ويبدو أن ما جُبلت عليه نفس أبي مسلم من طموح وتفتح طوحت به إلى الغربة بعيدا عن وطنه ، ولا ندري أسباب ذلك بالتحديد ، ولكن المؤكد أن نفسية مثل نفسية أبي مسلم تضيق بالمجالات الضيقة ، والبيئات المختلفة ، وطموح أبي مسلم ما كان ليرضى بالحدّ الذي وصل إليه علماً أو مالاً " .

    ولا ريب أن ضيق المعيشة وغلاء الأسعار في عمان وقلة ما في أيدي الناس من الأموال جعل العمانيين يفدون إلى زنجبار زرافات ووحدانا ، وخاصة أن زنجبار كانت آنذاك في عصرها الذهبي الإسلامي العماني ، عصر السلطان برغش بن سعيد الذي وجد العمانيون في أحضانه الدفء والرعاية والحدب والعناية ، وكان هذا السلطان يتطلع إلى الاستفادة من الخبرات العمانية في كل المجالات ، يحرضهم على الهجرة إليه والعيش في ظل دولته ، وكان همه ألا يبقى بعمان من أخيارها أحد إلا جلبه إلى زنجبار ليكونوا جمالها العربي وإظهارا لترف أهل عمان في وجوه أهل إفريقيا، فاجتلب أهل عمان تقديره وإحسانه وفضله وامتنانه، فكانوا يزورون عمان ويستوطنون زنجبار .
    وكان ممن هاجر إلى زنجبار والده الشيخ سالم بن عديم الرواحي ، حيث تقلد منصب القضاء للسيد برغش بن سعيد .
    وهكذا هاجر أبو مسلم إلى زنجبار وبقي بها خمس سنوات ، ولا ندري ما كان عمله خلال هذه الخمس السنوات .

    وفي عام 1300هـ عاد إلى عمان لما تعاظم من شوق إلى وطنه الأصلي ، وبرَّح به البعد وهاج في نفسه ذكر الإخوان ، فأقام في عمان خمس سنوات أيضا حتى سكنت نفسه وقرت عينه، ثم عاد مرة أخرى إلى زنجبار حيث طنب خيمته للمقام وألقى عصا التسيار ، وقضى حياته بها حيث عاش في كنف حكامها الذين أحاطوه بالرعاية التامة وأولوه العناية الكاملة ، ولا سيما في عهد السلطانيين حمد بن ثويني وحمود بن محمد بن سعيد ومن بعدهما من سلاطين زنجبار ، حيث تقلد منصب القضاء في زنجبار ثم أسند إليه رئاسة القضاء بها ، وكان لذلك الجو الذي يسوده مُناخ من التقدير والاحترام لدى السلاطين ، كما كان لتلك البيئة التي عاشها في ربوع مدينة زنجبار الوادعة أثر في نفس الشيخ أبي مسلم ، فأكب على المطالعة وقراءة نفائس الكتب الفقهية والأدبية على اختلاف أنواعها ، حتى نبغ في العربية والأدب والشعر والعلوم الشرعية ، وصارت له مكانة رفيعة ومنزلة عالية في زنجبار لدى الحكام والمحكومين، اعترافا بعلاميته وشاعريته حتى أطلق عليه في الشعر لقب شاعر العرب وشاعر العصر، وعبر عن تلك المكانة والمنزلة بقوله :

    عزة العلم أمجدتني مقاماً … فتبينتُ كل رأيٍ سخيفِ

    فطاب له المقام في زنجبار وسعدت بها أيامه ، وصفت لياليه .
    في تلك الحياة السعيدة ، والبيئة الهادئة نمت مواهبه واكتملت مداركه ، وتفتحت قريحته ، فسال يراعه متدفقا بمختلف العلوم ، ونبغ في الشعر نبوغا حتى صار لا يشق له غبار في مضماره ، وكانت له حلبة السبق في بحوره وأغراضه ، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أغراضه الشعرية المتنوعة ، ولا دراسة توجهاته الإسلامية الهادفة ؛ لأن ذلك لا يتعلق بدراستنا ، ولأنه يحتاج إلى دراسة متأنية ويحتاج لإفراده ببحث مستقل، وإنما غرضنا دراسة الجانب العقدي في شعره وأثر تلك العقيدة على الأخلاق والسلوك .

    وفي آخر أيامه- رحمه الله- أخذ الشوق يشده إلى وطنه عمان ، وذلك في عهد الإمام الرضي سالم بن راشد الخروصي ، وقام يشدو بها شدو البلابل على أغصانها ويحن إليها حنين الإبل إلى معاطنها ، ويشدو بها في شعره إشادة لا مثيل لها ، يقول في قصيدته النونية :



    إن هيج البرق ذا شجو فقد سهرت ** عيني وشبـــت لشـجو النفس نيرانُ
    وصيَّر البــرق جفنـــي من سحائبه ** يا برق حسبك ما في الأرض ضمآنُ
    إني أشح بدمـــعي أن يســــح على ** أرضٍ وما هـــي لي يا برق أوطــانُ
    هبك استطرت فؤادي فاستطررمقي ** إلـــى معــــاهد لــــي فيهن أشجــانُ
    تلك المعاهد ما عهـــدي بها انتقلت **وهن وســـط ضميـــري الآن ســكانُ
    نأيت عنها ولكـــن لا أفـــــــــارقها **
    بلـــى كما افترقت روح وجــــــثمانُ


    إلى أن قال :
    لها على القلب ميثاق يبوء به ** إن باء بالحب في الأوطان إيمانُ
    نزحت عنها بحكم لا أغالبه ** لا يغلب القــدر المحتوم إنسانُ


    صفاته وأخلاقه:


    اتصف أبو مسلم بدماثة خلقه ولين طبعه ، فكان-رحمه الله- أديبا ظريفا في أدبه الفكاهة والدعابة ، بشوشا في وجوه إخوانه وأصحابه ، يفرج عنهم الهموم ويكشف الغموم ، واتصف بجانب العفة والأخلاق في شعره ، فلم يخرج عن روح العالم الفقيه والقاضي النزيه ، والمسلم الغيور ، والمتعبد الزاهد ، والمغترب الحنون .
    وكان-رحمه الله- سخيا جوادا كريما، يقول الشيخ سالم بن حمود السيابي عنه:"… أخبرني عن كرمه الحاتمي من عاصره وعاش بالقرب منه، وهذا هو خلق العلماء الذين يستحقون الوصف باسم العلم ، فإن الدنيا الدنية رأس كل خطيئة ولا يشح بها إلا المشغوف بحبها والعياذ بالله " .


    تلاميذه:

    رغم ازدحام الأعمال على الشيخ أبي مسلم، واشتغاله بأمور المسلمين ، ونظره في مسائل القضاء ، وجلوسه للتأليف ، ومع كل هذه الأشغال والأعمال ، فقد حمل عنه العلم كثيرون منهم :
    الشيخ : سالم بن محمد الرواحي .
    الشيخ : عبدالرحمن بن محمد الرواحي .
    الشيخ : برهان بن مُكلا القمري .
    الشيخ : سالم بن سليمان البهلاني ( ابن أخيه ) .
    الشيخ : مهنا بن ناصر بن سالم البهلاني ( ولده ) .


    منزلته وفضله:

    يقول عنه الشيخ الأديب محمد بن راشد الخصيبي : " فهو يعد من جهابذة العلماء ، ومن كبار المؤلفين المحققين ، وحظي حظاً وافراً من علم الأسرار … وهذا الشيخ هو ثالث الثلاثة ، المترجم عنهم أنهم أعلم الشعراء وأشعر العلماء والذين هم :
    - ابن النضر صاحب الدعائم .
    - الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي .
    - وثالثهم أبو مسلم ناصر بن سالم الرواحي " .

    ويقول الخصيبي أيضا في الثناء عليه: " ولو لم يكن من شعره إلا النونية والمقصورة لكانت بهما كفاية وغنى " .
    ويقول عنه الشيخ سالم بن حمود السيابي : " … وله في البلاغة ما يعترف له به أعلام الحقيقة والمجاز ، وقد ألجم الخصم وأفحم المجادل في القواعد الشرعية ، وله قوة الذاكرة ونشاط الوعي وأعمدة الإخلاص لله ولرسوله في أقواله كلها، إنه بحق أقول في عهده وحيد، وفي عصره فريد، وفي قصيده مجيد . قام في أمة ساذجة إلا في أغراض خاصة، سماه بعضهم شاعر مصره ، وقال آخرون : قال شاعر عصره، وفي كلام فريق آخر شاعر العرب ، وكما هو شاعر العرب ، هو علامة قوي الإدراك ، فقيه ملي ولغوي قوي ، وتلك مواهب الله لعبده …وله اليد الطولى في السلوك والدعوات الإلهية في مراحل يعجز أن يأتي بمثلها شاعر أو ناثر ، وله في الملة ما لا يعرف لغيره ، وله في أصول الأدب العربي ما لم يكن لابن دريد ، ومقصورته التي قال فيها بعضهم الدريدية الثانية ، وأنا أقول هي الأولى وهي الثانية ، إنه كان يكافح عن المذهب الكفاح المرير الذي كان لا يقدر عليه غيره ، وهيهات أن يقدر على اقتحامه المعترض ، ولقد نادى رافعا عقيرته لمذهبه بين أعلام المذاهب فبز من رام نقد بنائه " وعند ذلك قال :


    طنَّبت بالوادي المقدس خيمتي ورعيت بين شعوبه أغنامي
    قل للذئاب الكاسرات تفسحي عز الحمى وأعز منه الحامي


    ويقول عنه شيخنا خاتمة الحفاظ أحمد بن حمد الخليلي:" .. هو الرجل الذي تلاطم في حيزومه بحر العلم والأدب، فهو الأديب الذي لا يشق له غبار، وهو الفقيه المحقق المعروف بعمق مناقشاته الفقهية، وقوة تأصيلاته لمسائل الفقه، وهو المتكلم البارع المحجاج الذي يثبت حجة الحق بما يثلج الصدور وما يبهج القلوب، هو إمام العلم والأدب العلامة الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم…" .

    مؤلفاته:

    ترك لنا أبو مسلم ثروة علمية ضخمة ، تدل على علامية الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه ، ولا يعرف ذلك إلا من اطلع على كتبه ومؤلفاته وغاص في أعماقها فمن تلك المؤلفات ما يلي:
    1- النشأة المحمدية: مولد نبوي– مختصر عن النور المحمدي– تعليق أبو إسحاق أطفيش.
    2- النور المحمدي .
    3- النفس الرحماني لأبي مسلم البهلاني ( في الأذكار ) .
    4- كتاب السؤالات في الفقه .
    5- العقيدة الوهبية - كتاب في التوحيد - حوار بين أستاذ وتلميذه.
    6- نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر شرح لكتاب ( جوهر النظام ) منظومة الشيخ نور الدين السالمي، وأتم أبو مسلم من كتابه نثار الجوهر ثلاثة أجزاء كتبها بخط يده ، والكتاب مصور على حالته التي تركه المؤلف عليها ، حيث عاجلته المنية ، وكان في نية المؤلف أن يجعله في اثنين وعشرين جزءاً .

    يقول الشيخ أحمد بن سعود السيابي : " وكان خاتمة المطاف في هذا الشرح القيم نهاية باب الصوم ، ولعمري فقد أودعه خلاصة اجتهاده ونتيجة أبحاثه الطويلة ، فالذي يقف على هذا الكتاب يرى ما فيه من عظمة التدقيق وجودة التحقيق وسعة اطلاع المؤلف ورسوخ قدمه في علم الشريعة ومـن نافلة القول أن نشير إلى أن هذا الكتاب لا يستغني عنه باحـث في الفقه المقارن.. " اهـ .
    7- ديوان شعر .
    8- اللوامع البرقية:رحلة السيد/ حمود بن حمد سلطان زنجبار(طبع بالمطبعة السلطانية بزنجبار سنة 1316 هـ ) .
    9- ألواح الأنوار وأرواح الأسرار.
    10- الكنوز الصمدية ( لم يطبع ) .
    11- النور الوقاد في علم الاعتقاد ( أرجوزة لم تتم ) .
    12- قام بتأسيس جريدة النجاح بزنجبار عنيت بالأدب والقضايا الإسلامية والأحداث الدولية، وكان أبو مسلم رئيس تحريرها .

    وقد ذكر هذه المؤلفات حفيده في المرثية التي رثاه بها ومنها قوله :


    وصنف في فنون العلم كُتْباً … وأعظم كتبه سفر النــثارِ
    نثار الجوهر المكنون حقاً … سمحت لدمــع جفنك بانتثارِ
    عقيدة آل وهب من لنقص … عــراك يتمه بشديد غـارِ
    أشعة نور ربي أي رزءٍ … دعاك عن الإضاءة في السوارِ
    ويا نفحات نشر المسك مالي … فقدت النشر من كل الديارِ
    ويا ألواح أسرار الأسـامي … أفض أسفاً لأبحرك الغزارِ
    وشافية الفروع ألا شفــاءٌ … لملتمس المعـارف بافتقارِ
    ويا وادي المقدس أي خطب … رماك عن الإفاضة في البراري
    ويا وقاد أنوار اعـــتقادٍ… توقَّــد في حشاي لهيب نارِ
    ويا عين الهدى قد حار عقلي … لــداهية رمتني للدمـارِ
    ويا ناموس أسنى من لوهمٍ … وهى جلدي وقد نفد اصطباري
    ويا للمعرج الأسنى أأرقى … إلى أوج السعادة والفـــخارِ
    ويا للباقـــيات أفيكِ بُقيا … لملهوف يغــوِّث في جؤارِ


    وفـــــاته:

    لم يزل أبو مسلم شاقاً طريقه إلى الأمام، طريق التعليم والعمل والاجتهاد لدين الله، قد أثقلت كاهله الأعمال الملقاة على عاتقه،فلم يعرف للنوم طعما،ولا للراحة معنى، فمصائب المسلمين وآلامهم في مشارق الأرض ومغاربها تقض مضجعه، وتؤرق ليله، وتحكيم شرع الله وإقامته في الأرض يشغل فكره .

    فجاهد بلسانه ويراعه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، مستغلا ما آتاه الله من نعمة البيان والفصاحة في استنهاض إخوانه المسلمين أينما كانوا؛لكي يجتمع شملهم، وتتوحد كلمتهم، فينشروا العدل في أصقاع الأرض ، وترتفع راية الإسلام عالية خفاقة ، وما زال هكذا دأبه - رحمه الله - حتى وافته المنية في شهر صفر سنة 1339هـ بعد أن عاش اثنتين وستين سنة قضاها في خدمة العلم والأدب ولزوم طاعة الله والدفاع عن الإسلام ، وكانت وفاته بمدينة زنجبار بإفريقيا الشرقية فرحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته .

    وكان آخر ما دبج يراعه وجادت به قريحته في فن القريض ( ثمرات المعارف ) تخميس لميمية الشيخ العالم الرباني سعيد بن خلفان الخليلي- رضي الله عنه- فقد سال بها قلمه يوم 28 من محرم 1339هـ أي قبل آخر عهده بالدنيا بثلاثة أيام، ومطلعها :


    هو الله فاعرفه ودع فيه من وما
    دعاك ولم يترك طريقك مظلما
    عن الحق نحو الخلق يدفعك العمى

    تقدم إلى باب الكريم مقدما له منك نفسا قبل أن تتقدما

    رثـــاؤه:

    إن فقد العلماء العاملين مصيبة في الدين ؛ لأنهم خلفاء الله في أرضه وهم ورثة الأنبياء ، فلا غرو أن تتفطر الأكباد لفقدهم وأن تتقرح المقل لرحيلهم فتنهل دموع العين لفراقهم ، ويعتصر القلب أسى لخلو الأرض منهم ، فتأتي المراثي معبرة عما في قلوب قائليها من حرقة ولوعة ، وممن رثى الشيخ أبو مسلم حفيده سالم بن سليمان بن عمير الرواحي بقصيدة مطلعها :


    إليكِ إليكِ عني يا دفارِ فإنك لست لي أبداً بدارِ

    وفيها يقول :

    فوا أسفي على شيخي وركني … ومعتمدي ومستندي وجاري
    سأبذل في البكاء عليه جهدي … أكفكف دمع عيني بانهــمارِ
    لقد شط المزار فلا لقـــاء … إلى يوم اللقا والانتـــشارِ
    ووالهفا عليك أبا المهــنا … أتسمع أنت مني ذا الجــؤارِ
    فمن لي والكوارث والعوادي … إذا شدت عوابسها الضواري
    لقد كنت المرزأ والمرجَّـى … إذا ضنّ الغيـوث عن انحدارِ
    رحلت لدعوة الرحمـن عنا … وأُبنا بالتحــــرق والأوارِ
    فيا رحم المهيمن خير حـبرٍ … دفناه بأرض الزنجــــبارِ
    وأزلفه إلى الفــردوس منّا … ولقّانا به في خــــير دارِ

    ورثاه كذلك الشيخ سالم بن حمود السيابي إذا يقول :

    أبا مسلم هل من يسد لثغرةٍ … من العلم قِدماً كنت فيها مُصـدِّرا
    أبا مسلم من للمعارف مطلقاً … يعبر عنها بالمراشــد للـورى
    أبا مسلم من للبيان يصوغه … قلائــد درٍّ حيرت من تبصّـَرا
    أبا مسلم من للقوافي إذا أتت … ومن ذا الذي يعلو بها فيك مِنبرا
    أبا مسلم أديت للحق واجباً … وأيقظت للإسلام من سنة الكـرى
    أبا مسلم رصّعت تأريخك الذي … عرفت به درّاً نضيداً وجوهرا


    فرحم الله تلك الأبدان وأدخل أرواحها الجنان .


    هذي معلومات قدرت اجمعها ولوعندكم اضافات ياريت تفيدونا
















  7. #27
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    هذه نبذة بسيطة عن شيخنا العلامة محمد بن شامس البطاشي رحمه الله

    نسبه ونشأته

    هو سيدي الشيخ العلامة محمد بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس بن كهلان بن خنجر بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس البطاشي .
    ولد ببلدة مسفاة بني بطاش من أعمال ولاية قريات في الثاني عشر من شهر صفر الخير سنة 1330هـ من ابني عم توفي والده وهو في المهد رضيع لم يتجاوز عمره أربعة أشهر وقد عوضه الله عن حرمانه من العطف الأبوي بالحنان الدافق واللمسة الحانية من أمه التي لم تدخر في سبيل تربيته وتهذيبه وتعليمه وسعا ولا طاقة فكانت له الأم والأب ترعاه كما ترعى إخوته الآخرين عدي وهو أكبرهم وحمد وأحمد وأصغرهم محمد .
    لقد كانت ليلى بنت محمد بن شامس البطاشية امرأة حصيفة عاقلة عرفت بالتقوى والصلاح لها همة تتقاصر دونها همم الرجال .
    لم تستسلم لليأس بعد وفاة زوجها ولم تركن للدعة والراحة وهي من هي في قومها فأبوها محمد بن شامس أثرى بني بطاش وكان له من الأموال والأملاك ما لا يعدله به أحد في جماعته وعمها خنجر بن شامس زعيم وقائد فذ له أيام ووقائع ناهيك بجدها شامس بن خنجر إذ لم يكن يطاوله في جماعته أحد وكانت له هيبة وسطوة أكسبته شهرة وذكرا بين القبائل ومع ذلك كله فقد كانت ليلى بنت محمد امرأة عاملة تقوم على بيتها بنفسها وتعني بشؤون منزلها ولا تكل أمر ذلك إلى غيرها وبهذه الروح الوثابة غرست مكارم الأخلاق ومبادئ الدين في نفوس أولادها وكأنها تعدهم ليوم قادم يحملون فيه راية العز والمجد والفخار .
    إذا كانت أم شيخنا هي أول راع ومؤدب له كما كان لأخيه عدي بن شامس الذي يكبره باثنتي عشرة سنة دور بارز في سنيه الأولى فقد تولى قسطا من رعايته وتأديبه كما أن لعمه المهنا بن خنجر يدا طولى في تنشئته وتعليمه ولا يمكننا أن ننسى بحال أخاه أحمد بن شامس الذي أشرف على تعليمه بل كان هو معلمه الأول كما سيأتي .
    لقد كانت البيئة التي اكتنفت طفولة الشيخ عاملا مساعدا في تحصيله العلمي إذ لقي من أقاربه الحث والتشجيع والمؤازرة الدائمة كما كان لمن مضى من سلفه من الأجداد الذين نالوا حظا من التعليم حافز قوي ودافع إلى الأمام في مشواره العلمي .
    وبنو بطاش القبيلة التي ينتسب إليها شيخنا قبيلة أزدية من ولد عمرو بن عامر ماء السماء وهم فرع من غسان يتصلون بجبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان بالشام على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    وينقل الشيخ في رسالة له عن نسب بني بطاش ينقل عن أخيه أحمد بن شامس أنه بعد موت جبلة رجع ابنه عمرو إلى المدينة فاسلم ورجع إلى الشام ثم إن أولاده خرجوا إلى الأحساء وأقاموا بها سنينا وإن أهل الأحساء ضجروا منهم فخرجوا منها إلى عمان وذلك في أيام الإمام الخليل بن شاذان .
    وكانوا دبروا أمراً أن يتملكوا عمان بالقهر ولكنهم رأوا دولة عمان قوية فكاعت نفوسهم فتوجهوا إلى الجانب الشرقي من عمان وبقي بعض بوادي الجيلة وكانت عندهم موالي كثيرون وعندهم خيل وبعضهم توجه إلى وادي الطائيين إلى بلدة إحدى وبعضهم ذهب إلى حاجر دما وبعضهم ذهب إلى المسفاة فمنهم من استوطن أحدا ومنهم من استوطن المسفاة وكانت هذه الناحية الشرقية تسكنها قبائل طي الذين منهم بنو عرابة وبنو عمرو وبنو وهيب والهاديون وبنو أخزم وبنو غسين والمشارفة فأنزلوهم معهم ورأسوهم عليهم وانضموا إليهم فلذلك يذكر أهل عمان الذين لا يعرفون الحقيقة أن بني بطاش من طي ومنهم شاعر العرب الشيخ ناصر بن سالم رحمه الله في قصيدته النونية حيث يقول :
    وأين عنها بنو بطاش أين هم عادات طيئ تخضيب السيوف وإر . من لي بهم وهم للحرب أخدان واء المثقف وهو اليوم عطشان .
    والذي يذهب إليه شيخنا البطاشي رحمه الله أن بني بطاش من غسان ويؤيد ذلك بقاء هذه النسبة حتى في ألسنة العوام فإنهم ينتمون إلى جبلة وفي خطوطهم القديمة يكتبون البطاشي الأزدي ولا يكتبون الطائي .
    ويشير الشيخ رحمه الله في رسالته إلى وجود سلسلة نسب بني بطاش تتصل بجبلة بن الأيهم بخط الشيخ عدي بن صلت البطاشي عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت .
    أما انتسابهم إلى بطاش فينقل الشيخ البطاشي عن أخيه الشيخ العلامة أحمد بن شامس أن بطاش لقب عمرو بن عدي بن محمد بن بلعرب بن محمد بن بلعرب بن كهلان بن مزاحم بن بلعرب بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن مربع بن حارث بن عمرو بن جبلة بن الأيهم .
    وقد تخرج من هذه القبيلة جملة من العلماء والقادة فمن أهل احدا بوادي الطائيين رجال أهل علم وفضل منهم الشيخ العالم الفقيه سلطان بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي وهو جد الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت لأمه وكان معاصرا للإمام احمد بن سعيد وتولى القضاء للسيد حمد بن سعيد بن أحمد .
    ومنهم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت المتوفى حروة سنة 1278 هـ وكان معاصرا للمحقق الخليلي وبينهما مراسلات وكذلك العلامة ناصر بن أبي نبهان ولا يبعد أنه تلمذ على أبي نبهان وقد تولى للسيد سعيد بن سلطان القضاء وسافر معه إلى زنجبار وكان السلطان يوده ويقربه وبينهما مراسلات باقية إلى اليوم وكانت له محاولات لإحياء الإمامة وهو أحد الذين قبّضهم حمود بن عزان الحصون التي تملكها من ابن عمه السلطان سعيد بن سلطان إلا أن الشيخ سلطان لم يدرك إمامة الإمام عزان.
    وللشيخ سلطان جوابات ورسائل تنبئ عن رسوخ قدمه في العلم وإن غاب كثير منها إلا أن الموجود يشي إلى عبقريته ونبوغه .
    ومن بني بطاش أهل احدا الشيخ الفقيه عدي بن صلت بن مالك بن سلطان عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت عاش في القرن الثاني عشر الهجري وله أجوبة في الأثر .
    ومنهم الشيخ العالم عبد الرحمن بن محمد بن بلعرب بن محمد البطاشي من علماء القرن الثاني عشر وكان معاصرا للإمام احمد بن سعيد وله فيه مدائح وعاش إلى أيام حفيده السيد حمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي وهو ناظم للشعر وطبيب وفقيه ترك مكتبة تحوي أكثر من ألف مخطوط .
    ومنهم الشيخ عمرو بن عدي بن عمرو بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي نسبا الأحدوي وطنا أحد الذين تلمذوا على المحقق الخليلي .
    وهو من رجال العلم والورع وله يد في علم الحرف والأسرار وله شعر جيد وتوجد له مسائل في التمهيد وهو من أكابر جماعته ومن أعيانهم ومع هذا كان زاهدا عابدا وكانت له مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب الفقهية واللغوية إلا أنها تلاشت بعد وفاته ولم يبق منها إلا القليل وكانت وفاة الشيخ عمرو سنة 1317 هـ .
    وابنه عدي بن عمرو بن عدي بن عمرو من أهل العلم كذلك وهو ناظم للشعر وفقيه توفي في الليلة التي توفي فيها والده .
    ومنهم الشيخ سيف بن حمود بن حامد بن حبيب بن بلعرب بن عمرو الفقيه المؤرخ صاحب إتحاف الأعيان في التراجم وغيره من الكتب التاريخية المعتبرة المتوفى سنة 1420 هـ تولى القضاء في عدة ولايات ثم عمل مراجعا ومحققا لكتب التراث العماني بوزارة التراث قبل أن يتصل بالسيد محمد بن احمد ويتفرغ للتنقيب عن مكنونات التراث العماني ويخرج عدة كتب أشهرها موسوعته في تراجم علماء عمان .
    ومن أهل المسفاة كذلك رجال أهل علم منهم الشيخ محمد بن سنان بن سلطان بن مسعود بن ورد البطاشي كان قاضياً في أيام الإمام أحمد بن سعيد .
    ومنهم الشيخ خنجر بن شامس بن ناصر جد جد شيخنا المترجم له تلمذ عند الشيخ محمد بن سنان فطلبه السلطان سعيد بن سلطان للقضاء فاعتذر لكونه صاحب ثروة كبيرة وحاشية .
    ومنهم سلطان بن محمد بن سلطان من أهل المسفاة أيضاً طلبه السلطان تيمور أن يكون قاضياً بقريات فلم يتم الأمر لأسباب .
    ومن أهل العلم من المسفاة أيضا الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر صنو الشيخ محمد بن شامس وابن عمهما الشيخ الفقيه خالد بن مهنا بن خنجر البطاشي الذي درس العلوم بنزوى فولاه الإمام الخليلي على وادي دما والطائيين ثم على بدبد ثم عمل للسلطان سعيد بن تيمور على عدة مواضع ثم للسلطان قابوس وآخر ما تقضى بظفار وتوفي سنة 1425 هـ .
    ومن أهل المزارع الشيخ شامس بن خنجر بن ورد البطاشي كان فقيها وناظما للشعر ويذكر الشيخ سيف بن حمود نقلا عن الشيخ أحمد بن شامس أن للشيخ شامس بن خنجر ديوان شعر وان االشيخ احمد ذكر له شيئا من شعره والشيخ شامس هذا قديم العصر ولا يعرف تاريخ حياته تحديدا .
    ومن المزارع الشيخ حمود بن محمد بن شماس بن محمد بن شامس البطاشي تلمذ عند الشيخ السالمي ولما نصب الإمام سالم بعمان جعله والياً وقاضياً بوادي الطائيين .
    هؤلاء هم أهم من أنجبتهم هذه القبيلة من العلماء ولعل هناك غيرهم طوى الدهر ذكرهم ومحا خبرهم ولم يصلنا عنهم شيئ لعدم اعتناء العمانيين بتدوين التاريخ والأحداث وتراجم الرجال .
    ومن غير العلماء هناك القادة وفحول الرجال وقد عد الشيخ محمد بن شامس جملة منهم مثل الشيخ شامس بن خنجر وابنه عدي بن شامس وابنه محمد بن عدي وابنه شامس بن محمد والشيخ شماس بن محمد بن شامس وابنه محمد بن شماس وابنه سلطان بن محمد وابن عمهم عبيد بن محمد بن شامس .
    ومن أهل المسفاة ناصر بن سيف وابنه شامس بن ناصر وحفيده شامس بن خنجر وبلعرب بن مالك وعبيد بن شامس الملقب بالقحف .
    ومن رجال القبيلة عدي بن مالك وناصر بن سميح وأحمد بن سلطان وحبيب بن مسعود وغيرهم من أهل دغمر



    المبحث الثاني : تعليمه

    يمكن تقسيم الفترة الزمنية التي قضاها الشيخ البطاشي في تلقي العلم إلى مرحلتين زمنيتين :

    المرحلة الأولى :

    وأعني بها مرحلة الطفولة وهي تحديدا من سن الإدراك والتمييز حتى سنة 1343هـ السنة التي التحق فيها بمدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في هذه المرحلة بدأ شيخنا البطاشي يشق طريقة نحو العلم وكعادة العمانيين قديما فإن أول ما يتعلم الطفل من العلوم هو القرآن الكريم وقد أخذ يدرس القرآن على أخيه أحمد بن شامس ولم يبلغ السابعة من العمر إلا وقد استظهر القرآن .
    والشيخ أحمد بن شامس يكبر أخاه محمدا بأربع سنين وكان قد تلقى حظا من العلم على يد الشيخ العالم قسور بن حمود الراشدي لما كان واليا على بلاد بني بطاش وكان مقره ببلدة حيل الغاف وهي تبعد عن المسفاة حوالي ستة كيلو مترات وكان الشيخ أحمد بن شامس يتردد على الشيخ قسور يدرس عليه .
    لم يجد الشيخ البطاشي في هذه المرحلة من التعليم ما يشبع نهمه أو يروي غلته من بحر العلم إذ كان جل ما تعلمه في هذه الرحلة يعتمد على ما أسعفته به ذاكرته الحادة من حفظ للمتون والأشعار وآداب العرب وأخبارها وقصصها وقد ذكر أنه في هذه المرحلة افتقد المعلم الذي يشبع نهمه ويثري عقله وفكره فغاية ما يمكن أن يتلقاه من أفواه معلميه لا يتناسب وقدراته على التحصيل والفهم لدرجة أنه كان يحفظ كل ما تتلقفه يداه من منثور أو منظوم وذكر أنه لما يمم شطر الإمام الخليلي سأله عن محفوظه فأخبره أنه يحفظ القرآن العظيم ويحفظ كل ما قرأ من شعر ونثر ومن جملة ما يحفظ ذكر قصص العرب المطولة كقيس وليلى وعنتر وعبلة وغيرها مما كان موجودا متداولا بين أهل بلده وكان يحفظها بلفظها الذي رسمت به .
    وخلال هذه الرحلة وفي هذه السن المبكرة بدأ رحمه الله نظم الشعر وقرضه فقد كانت له محاولات شعرية عديدة لم يحفظ لنا الدهر شيئا منها إذ أتت عليها عوادي الزمان كما أتت على كثير غيرها من نتاج الشيخ شعرا ونثرا .
    وأحسب أن شيخنا رحمه الله شاعر بالفطرة فإنه قال الشعر مبكرا قبل أن يتعلم بحوره وقبل أن يدرس أوزانه وتفعيلاته وأقدم نص شعري وجد للشيخ كان عبارة عن أبيات قالها لما استقر به المقام في كنف الإمام الخليلي بنزوى يخاطب فيها قومه وعمره آنذاك أربع عشرة سنة وأجزم هنا أن الشيخ رحمه الله بدأ قرض الشعر في سن العاشرة أو الحادية عشرة على أقصى تقدير .



    المرحلة الثانية :
    وهي المرحلة التي قضاها في كنف الإمام الخليلي في نزوى بدأ من سنة 1343هـ وتعتبر أهم مرحلتي تعليمه فقد صقلت هذه المرحلة نبوغه وأشبعت نهمه للعلم ووجد فيها بغيته .
    هناك التقى بالعلماء وأخذ عن كل عالم فنه الذي يلقيه على طلبته ولقد كانت نزوى عاصمة الإمامة وبيضة الإسلام كما يطلق عليها ملتقى طلبة العلم في عمان يفدون إليها من أرجاء الوطن الكبير وينهلون العلوم على يد علمائها وقضاتها وكانوا جميعا في رعاية الإمام الخليلي الذي يتعهد طلبة العلم ويشرف عليهم بنفسه وكان إذا أحس من أحدهم نجابة وفطانة أدناه منه وقربه إليه وأولاه عناية خاصة على سائر أقرانه .
    لقد أعجب الإمام الخليلي بتلميذه الجديد الذي ما إن وطئت قدماه أرض نزوى حتى أخذت ينابيع المعرفة تتدفق من جوانبه وراح يلتهم من موائد العلم أصنافا شتى وفاق على أقرانه وزملائه فكان أحد النجباء القلائل الذين نالوا حظوة القرب من مجلس الإمام الخليلي وكان قد سبقه أخوه أحمد إلى هذه المكانة التي يغبطهما عليها كثير من طلبة العلم آنذاك .
    ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر أهم أسباب النبوغ والتفوق لدى الشيخ البطاشي رحمه الله فإلى جانب الفهم وسرعة البديهة وحضور الذهن وهي صفات لازمته منذ نعومة أظافره كان رحمه الله حافظا واعيا قلما تعزب عنه شاردة أو تند عنه واردة من مسائل الأثر لدرجة أنه لا يقرأ شيئا وينساه إلا ما ندر حتى قصص العرب وأخبارها كان يحفظها بلفظها.




    المبحث الثالث : شيوخه وأقرانه

    شهد عصر الشيخ البطاشي نهضة علمية كبيرة تمثلت في مدرسة الشيخ نور الدين السالمي وما أفرزته من علماء مجتهدين ومن مؤلفات قيمة ما لبث أن أعقبتها مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي تلك المدرسة التي أخذت على عاتقها حمل شعلة العلم في عمان فكانت ملتقى العالم والمتعلم وضمت بين أركانها خيرة العلماء الذين تخرجوا من مدرسة نور الدين السالمي واستقطبت أصحاب الهمم من طلاب العلم ونحن لو أردنا أن نستقصي من أخذ عنهم والدي رحمه الله من أولئك العلماء الأجلة لكانوا من الكثرة بحيث يعسر عدهم ولكن اذكر هنا من أكثر الشيخ في الأخذ عنهم ومن تتلمذ عليهم في حلقات العلم :

    1: أخوه الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر البطاشي

    ولد الشيخ أحمد سنة 1326هـ وتلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ قسور بن حمود الراشدي عندما كان واليا للإمام الخليلي على حيل الغاف وظل ملازما له حتى ترك شيخه منصبه سنة 1341هـ حينها غادر وطنه المسفاة والتحق بمدرسة الإمام الخليلي بنزوى وهناك عب من بحور العلم وأخذ عن كبار العلماء وبعد سنتين التحق به أخوه الشيخ محمد بن شامس وصارا متلازمين في الدرس وقد برع الشيخ أحمد في علوم العربية وكان المقدم على جميع تلامذة الإمام في هذا الفن كما برع الشيخ محمد في علوم الدين وكان المقدم على جميع أقرانه كذلك وبلغ الشيخ احمد في علوم اللغة مبلغا عظيما وكان علامة العربية في زمانه ومرجعا لعلماء اللغة وطلبة العلم .
    ويعد الشيخ أحمد أول من تلمذ عليه الشيخ محمد بن شامس البطاشي وكان عمره عشر سنين وكان عمر شيخنا ست سنين ورغم صغر سن المعلم والتلميذ إلا أنهما كانا على الطريق الصحيح وكانت تلك المحاولة التعليمية اللبنة الأولى التي أقاما عليها فيما بعد صرحا عظيما طاول السماء وبقي شاهدا على عظمتهما وصدق عزيمتهما .
    ترك الشيخ أحمد ديوان شعر غاب كثير من قصائده وشعره جيد .
    وفي سنة 1363 هـ سافر إلى الهند وقد استقر به المقام في ضيافة حاكم ولاية حيدر أباد وكان مسلما محبا للعرب والمسلمين وظل مقيما هناك ما يقرب من أربع سنين حتى كانت الفتنة الكبرى بين المسلمين والهندوس والسيخ إبان استقلال الهند وإعلان دولة باكستان وحدث أن وقعت معركة بين الطرفين أبى الشيخ أحمد ومن معه من العمانيين إلا الثبات ونصرة الإسلام وقد أذن له الحاكم في الخروج ولكنه أثبت قدميه في مستنقع المعركة وجاهد إلى أن خر شهيدا وكان ذلك في سنة 1367هـ .


    2: الشيخ حامد بن ناصر النزوي

    الشيخ حامد بن ناصر النزوي من أهل بسيا من أعمال ولاية بهلا ولد في أول القرن الرابع عشر الهجري على ما تحراه صاحب شقائق النعمان عند ترجمته له.
    انتقل إلى نزوى لطلب العلم واستقر بها وكان ضريرا ذا فهم وحفظ صارت لديه ملكة في علوم العربية حتى لقب بسيبويه .
    تولى التدريس بجامع نزوى على عهد الإمامين سالم بن راشد الخروصي ومحمد بن عبد الله الخليلي وتلمذ عليه علماء وقضاة وأدباء كثر .
    كان يقول الشعر وله مناظيم فقهية وهو أول أستاذ لشيخنا عند قدومه نزوى .

    3: الشيخ العلامة عبد الله بن عامر بن مهيل العزري
    ولد الشيخ عبد الله بن عامر العزري في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ببلدة الأخشبة من أعمال ولاية المضيبي كف بصره في الرابعة من عمره تلمذ على نور الدين السالمي وابن عمه محمد بن شيخان السالمي وكان حافظا للمتون وللكثير من أشعار العرب وملما بالأدب سافر إلى زنجبار وأقام هناك عالما عاملا ولما بويع الإمام سالم بن راشد الخروصي عاد إلى عمان وولاه الإمام سالم قضاء ولاية إبرا ثم استدعاه إلى نزوى سنة 1337هـ فكان فيها قاضيا ومفتيا ومدرسا ولما بويع الإمام الخليلي كان الشيخ العزري من أكبر أعوانه وأنصاره .
    تخرج على يديه كثير من العلماء منهم شيخنا البطاشي فقد أخذ عنه الفقه وأصوله وأصول الدين والتفسير والحديث وعلم الكلام ، توفي سنة 1358هـ .


    4: الشيخ العلامة سعيد بن ناصر بن عبد الله الكندي
    ولد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي سنة 1268هـ بنزوى حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين تلمذ على العلامة المحقق الخليلي .
    استوطن العامرات ومسقط ودرس في مسجد الخور أدرك الإمام عزان بن قيس و الإمام سالم بن راشد الخروصي والإمام محمد بن عبد الله الخليلي تولى القضاء في بوشر ونزوى وكان له دور في التوقيع على اتفاقية السيب بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل وحكومة الإمام الخليلي سنة 1339هـ تلمذ عليه علماء أجلاء منهم الشيخ سليمان بن محمد الكندي والشيخ هلال بن زاهر اليحمدي والشيخ احمد بن شامس والشيخ محمد بن شامس وغيرهم .
    ومما يذكره شيخنا البطاشي رحمه الله أن الشيخ سعيد بن ناصر كان يستنهض همم تلاميذه ويشحذ من عزائمهم ويحثهم على حفظ المتون قال الشيخ رحمه الله : وكأن شيخنا رحمه الله لم يرق له حال تلاميذه وتعثرهم في الحفظ وكنت من جملة تلاميذه فحدثنا ذات يوم أنه كان يحفظ في سن الطفولة مقدار خمسين بيتا من الشعر في اليوم الواحد فلما سمعته يقول ذلك خجلت أن أقول له بأني أحفظ مائتي بيت في اليوم الواحد وكان طلب منا حفظ ألفية الإمام السالمي في أصول الفقه فأتيته بعد خمسة أيام وقد حفظتها فعلم ساعتها مقدار حفظي فأدناني منه وقربني . توفي الشيخ سعيد سنة 1355هـ ودفن بالعامرات.




    5- الشيخ العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكي

    ولد الشيخ عامر بن خميس المالكي بوادي بني خالد من شرقية عمان سنة 1282هـ تردد على عز والقابل طالبا للعلم إلا انه استقر ببدية في جوار الشيخ السالمي وتلمذ على يديه وهو اكبر تلاميذه منزلة علمية وكان الركن الثاني في دولة الإمام سالم بن راشد بعد شيخه السالمي ثم بوفاة شيخه آلت إليه رئاسة العلم ومشيخة المسلمين وكان رئيسا على القضاة بنزوى ومرجعا في الفتيا وهو المقدم على سائر علماء عصره .
    اشتغل بالتدريس حال قيامه بنزوى وتخرج عليه عدة علماء منهم الشيخ محمد بن سالم الرقيشي والشيخ سعيد بن أحمد الكندي والشيخ منصور بن ناصر الفارسي شيخنا البطاشي .
    له مؤلفات مهمة منها كتاب موارد الألطاف في نظم مختصر العدل والإنصاف أرجوزة في الأصول وكتاب غاية المطلوب وكتاب غاية المرام في الأديان والأحكام في أربعة مجلدات وغاية التحقيق في أحكام الانتصار والتغريق ومنظومة في الدماء والأروش وجوابات ورسائل كثيرة توفي رحمه الله سنة 1346هـ بنزوى.




    6- الإمام محمد بن عبد الله الخليلي .

    ولد الإمام الخليلي بسمائل سنة 1299هـ في أسرة عريقة وتربى في كنف والده الشيخ الأديب عبد الله بن سعيد الخليلي وكان جده المحقق الخليلي المرجع الديني والسياسي الأول في عصره .
    تلمذ على نور الدين السالمي ونبغ وبلغ درجة الاجتهاد وعرف عنه الورع والزهد والاستقامة بويع بالإمامة سنة 1338هـ عقب استشهاد الإمام سالم بن راشد الخروصي .
    سعى إلى توحيد العمانيين ولم شمل الأمة العمانية وهادن سلاطين مسقط وفي سنة 1339هـ وقع على معاهدة السيب مع السلطان تيمور بن فيصل .
    عمل على ترسيخ أسس دولة قوية وبذل في سبيل ذلك الكثير وباع أموالا كثيرة ورثها عن أبيه لتثبيت دعائم الدولة وتقوية اقتصادها .
    أنشأ مدرسة بقلعة نزوى تخرج منها علماء كثيرون ويعد شيخنا البطاشي أحد من تخرج على يديه وصف الشيخ سيرته في بعض مؤلفاته بأنها غرة في جبين الدهر . ترك جوابات كثيرة جمعت في كتاب الفتح الجليل في أجوبة الإمام أبي الخليل . توفي سنة 1373هـ بنزوى وله كرامات كثيرة .



    أقرانه في الدراسة :

    كانت مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله محط رحال طلاب العلم بعمان يفدون إليها من كل أرجاء عمان وقد تخرج من تلك المدرسة علماء وشعراء وقادة ورجال دولة ولا غرو فإن من يغذو لبن الشهامة والكرامة لا يبعد أن يكون فحلا تناط به مهام عظام كما أن من يجالس الإمام ورجال دولته حتما سيستفيد وستتوسع مداركه .
    كان عدد تلاميذ مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في حدود مائة وعشرين طالبا وكان من بين هؤلاء زملاء دراسة لشيخنا البطاشي رحمه الله وأتراب سن أذكر من جملتهم .

    1 – الإمام غالب بن علي الهنائي
    2 – الشيخ سفيان بن محمد الراشدي
    3 – الشيخ سالم بن حمود السيابي
    4 – الشيخ سيف بن راشد المعولي
    5 – الشيخ عبد الله بن الإمام سالم الخروصي
    6 –الشيخ احمد بن شامس البطاشي
    7 – الشيخ سعود بن سليمان الكندي



    انتظروني مع شخصية جديدة




    التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة السلطنة ; 07-06-10 الساعة 02:11 PM











  8. #28
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية زائر الليل
    الحالة : زائر الليل غير متصل
    رقم العضوية : 5772
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 407
    Rep Power : 15
    Array

    تسلمي على هذه المعلومات القيمه
    وننتظر المزيد





  9. #29
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    يشرفني تشاركوني بمعلوماتكم القيمة..الموضوع للجميع

    تسلم اخوي زائر على مرورك الطيب















  10. #30
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية زائر الليل
    الحالة : زائر الليل غير متصل
    رقم العضوية : 5772
    تاريخ التسجيل : Sep 2009
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 407
    Rep Power : 15
    Array

    كل الشرف لي اختي العزيزه ان اشارككم في هذا الموضوع الرائع





صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •