بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب الذي يحوي في طياته حكايات وروايات واقعية عن أهل عمان وأهل الحق والإستقامة، حكايات لها عبرة وإعتبار لكل من يقرأها، روايات لم تذكر في كتب التاريخ، حكايات ليس من نسج الخيال وما أروعها من حكايات وروايات . قام بجمعها وترتيبها مشكوراً الأخ الفاضل الشيخ محمد بن عبدالله بن سعيد السيفي.
وها أنا ذا أقوم بنقلها إليكم عبر هذا المنتدى وليعلم وليتعلم منكم من لم يعلم لأن هذا الكتاب قد منع منعاً باتاً نسخه أو طبعه من قبل الحكومة ولكن الحق لم ولن يُدمغ، وسوف أقوم بنقلها لكم عن طريق حلقات في كل مرة سوف أقوم بكتابة ما بين حكايتين إلى ثلاث حكايات أو على ما أستطيع عليه. ونسأل الله العون والتوفيق، والله العليم بما وراء عملي هذا.
كما أرجو من الأخ المشرف تثبيت الموضوع لحين إكتماله إن أمكن.
الحيطة والحذر عند الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي
قال البدر أحمد بن حمد الخليلي في تفسيره " جواهر التفسير" ومن هنا نرى كثيراً من العلماء كتنوا أميل إلى الحيطة والحذر في تفسير القرآن الكريم خوفاً من الوقوع في الخطأ وخشية من إستحقاق الوعيد ولقد حُدِثت عن أحد مشايخنا إنه بدأ يؤلف تفسيراً للقرآن حتى إذا وصل إلى قوله تعالى:{وَلَو تَقوْل عَلَينْا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمْ لَقَطَعْنَا مَنهُ الوْتيِن} ( سورة الحاقة 44 - 45 - 46 ) فقام إلى ما حرره فمزقه.
الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي يجادل فتى العقيدة
كان الحجاج بن يوسف الثقفي جالساً بين الحاشية ودخل عليهم صبي فلما دخل لم يعبأ به الحجاج وبعد فترة إلتفت الحجاج ورأى ذلك الصبي فقال له: يافتى أحَفِظتَ القرآن؟ فقال الغلام: أو خفت عليه من الضياع حتى أحفظه وقد حفظه الله تعالى! فقال الحجاج: أفجمعت القرآن؟ قال الغلام: أو كان مفرقاً حتى أجمعه.؟ قال الحجاج: أفحاكمت القرآن؟ قال الغلام: أليس الله أنزله محكما. قال الحجاج: أستظهرت القرآن؟ فقال الغلام: معاذ الله أن أجعل القرآن وراء ظهري. فقال الحجاج وقد ثار غضباً: ويلك قاتلك الله ماذا أقول؟ قال الغلام: الويل لك ولقومك قل أوعيت القرآن في صدرك. فقال الحجاج: فأقرأ شيئاً من القرآن. فإستفتح الغلام: بسم الله الرحمن الرحيم: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس (يخرجون) من دين الله أفواجا- فقال الحجاج: ويحك إنهم يدخلون.فرد عليه الغلام قائلاً: كانوا يدخلون أما اليوم صاروا يخرجون. فقال الحجاج: ولماذا؟ قال الغلام: لسوء فعلك بهم. فقال الحجاج: ويلك ياغلام هل تعرف تعرف من تخاطب؟ قال الغلام: نعم، شيطان ثقيف الحجاج. فقال الحجاج: من رباك؟ قال الغلام: الذي زرعني. فقال الحجاج فمن أمك؟ فقال الغلام: التي ولدتني. قال الحجاج: فأين ولدت؟ قال: في بعض الفلوات. قال الحجاج: أمجنون أنت فأعالجك؟ قال: لو كنت مجنوناً لما وصلت إليك ووقفت بين يديك. فقال الحجاج: فما تقول في أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان؟ قال الغلام: فاسق فاجر. قال الحجاج: ويحك، لما استحق اللعنة أمير المؤمنين؟ قال الغلام: أخطأ خطيئة ملآت ما بين السماء والأرض. قال الحجاج: ماهي؟ قال الغلام: إستعماله إياك على رعيته تستبيح أموالهم وتستحل دمائهم. فإلتفت الحجاج إلى جلسائه وقال: ما تشيرون في هذا الغلام؟ قالوا: إسفك دمه فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة. فقال الغلام: ياحجاج جلساء أخيك فرعون خير من جلسائك حيث قالوا لفرعون من موسى وأخيه "أرجه وأخيه" وهؤلاء يأمرون بقتلي. فقال الحجاج: هذب ألفاظك وقصر لسانك فإني أخاف عليك القتل وقد أمرت بأربعة ألاف درهم. فقال الغلام: لا حاجة لي بها بيض الله وجهك وأعلى كعبك. فإلتفت الحجاج إلى جلسائه وقال: هل علمتم ما أراده بقوله بيض الله وجهك وأعلى كعبك؟ قالوا: الأمير أعلم. فقال الحجاج: أراد بقوله بيض الله وجهك العمى والبرص وبقوله أعلى كعبك التعليق والصلب. ثم إلتفت إلى الغلام وقال له: ما تقول فيما قلت؟ قال الغلام: قاتلك الله ما أفهمك. فإمتزج الحجاج غضباً وأمر بقتله فقال أحد الحاضرين للحجاج: هِبْهُ لي يأمير المؤمنين. قال: هو لك ولا بارك الله لك فيه. وبعد فترة أمر الحجاج بدس السُم لهذا الفتى فقتل مسموماً من قِبل الحجاج.
العلاّمة جميل السعدي وقاموس الشريعة
يروى عن العلامة جميل بن خميس السعدي أته كتب كتابه قاموس الشريعة الذي يقع في إثنين وتسعين مجلداً ثلاث مرات حتى إنكفت أصابعه.
{إني آمنت بربكم فاسمعون}
كان أحد الصالحين قد إعتاد أن يقرأ كل يوم عشرة أجزاء من القرأن الكريم وذات يوم كان يقرأ في سورة يس حتى إذا ما وصل إلى قوله تعالى:{إنِي إذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِين} (يس:24) صعدت روحه إلى السماء فتعجب أصحابه ومن حوله وقالوا كان هذا رجلاً صالحاً فكيف يختم له بهذه الآيه :{إنِي إذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِين} (يس:24)، فرآه أحد الصالحين في المنام بعد دفنه فقال له يافلان إنك قد ختم لك بقوله تعالى :{إنِي إذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِين} (يس:24) فكيف حالك اليوم مع الله؟ فقال: لما دفنتموني وتركتموني جاءني الملكان وسألني وقالا من ربك؟ فأكملت لهم القراءة فقلت لهم: {إِنِي آمَنْتُ بِرَبِكُمْ فَاسْمَعُونِ} (يس:25) .
توقير الإمام الخليلي (رضي الله عنه) لشيوخه.
يُروى عن الإمام محمد بن عبدالله الخليلي أنه كان كثير التوقير لشيوخه ويحترمهم أيما إحترام رداً لجميلهم حيث قال عن نفسه: لما كنت أتعلم بالقابل نويت يوماً صياماً وإعتكافاً في المسجد، وفي الضحى دخل علىّ شيخي نور الدين فتذاكرت معه ملياً ولما قام أخذ بإصبعي وقال هلم أبا عبدالله إلى البيت ولحبي مذاكرته وأُنسي بقربه تناسيت الإعتكاف وخرجت معه إلى البيت وأمر بإحضار القهوة وقال لزوجته عندنا أبو عبدالله فإصنعوا له سيويا. ولما حضرت أكلت منه نزولا على رغبته ونويت البدل وقعدت في المسجد والقصد من ذلك أن أتفرغ للقراءة فإذا به يأتيني مثل المرة الأولى وقعد عندي يعلمني ملياً حتى إذا هم بالقيام أخذ بصبعي كذلك فلما كنت في الباب أخبرته إني معتكف فأطلقني وسار عني.
مواقع النشر (المفضلة)