[align=center]
تنبهت الأمم المتحدة، هذه المرة، الى عدم اهدار وقت المترجمين لديها بترجمة مشروع القرار العربي الاخير في مجلس الامن المندد بالتوغل الإسرائيلي الوحشي في شمال قطاع غزة، فقد ادركت المنظمة الدولية ان ترجمة المشروع الى اللغات الاخرى لن تجدي كونه مشروع قرار لن ينجو من الاغتيال الأمريكي له باستخدام حق النقض "الفيتو" ضده طالما انه يتعلق بالشعب الفلسطيني فالارواح والدماء الفلسطينية لا قيمة لها من منظور الادارات الأمريكية المتعاقبة ولذلك فقد ظل المشروع بنصه الاساسي باللغة الانكليزية وهي ما يحدث في الامم المتحدة للمرة الاولى.
وفي سرد فلسطيني لاعداد المرات التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد القرارات الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني، قال الدكتور ناصر القدوة، المراقب الدائم لفلسطين لدى الامم المتحدة للصحافيين بعد استخدام الولايات المتحدة، فجر امس (بتوقيت الرياض) "الفيتو" ضد المشروع المندد بجرائم (إسرائيل) في شمال قطاع غزة: "إن هذا هو الفيتو السابع للولايات المتحدة في ظل اداراتها الحالية والفيتو التاسع والعشرون للولايات المتحدة منذ العام 1967، فيما يتعلق بمشاريع القرارات الخاصة بالوضع في الارض الفلسطينية المحتلة".
وقال الدكتورة ناصر القدوة وهو يقدم نسخاً من قائمة "الفيتو" الأمريكي للصحافيين خارج قاعة مجلس الامن: "هناك جوانب اخرى للحالة في الشرق الاوسط مارست فيها الولايات المتحدة، ايضاً، حق "الفيتو" وهو ما يلخص مأساة الشرق الاوسط".
وحمل المندوب الفلسطيني الولايات المتحدة مسؤولية انهيار عملية السلام والوضع في الشرق الاوسط، حيث قال للصحافيين: "بشكل او بآخر فان الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الوضع القائم حالياً فهي التي توفر هذه الحماية الاتوماتيكية لقوة الاحتلال الإسرائيلي وهي التي سمحت ل"إسرائيل" الاستمرار في انتهاكاتها للقانون الدولي واستعمار الارض الفلسطينية ومحاولة تغيير وضع القدس والاستمرار في ممارساتها البشعة والقمعية ضد الشعب الفلسطيني".
وختم الدكتور ناصر القدوة تصريحاته حيال الانحياز الأمريكي ل "إسرائيل" بالقول: "هذا يجب ان يتغير وبدون ان يتغير هذا فلن يكون بالامكان اقامة سلام حقيقي في المنطقة".
ويطالب مشروع القرار الذي رفعته الجزائر باسم المجموعة العربية (إسرائيل) بوقف عدوانها الغاشم على قطاع غزة وسحب قواتها من المنطقة المحتلة.
وانتقد المندوب الأميركي جون دانفورث بشدة في تفسيره لاستخدام الفيتو مشروع القرار، ووصفه بانه "غير صادق" و"يفتقر الى الموضوعية والصدقية". واعتبر انه يشدد على المطالب حيال (إسرائيل) فيما "يلزم الصمت" حول الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها على حد قوله.
واتبع دانفورث بصورة عامة عادة قديمة درجت عليها واشنطن وتقضي بانتقاد الامم المتحدة. فقال "حين يتحد باقي العالم ضد (إسرائيل) ويلزم صمتا خبيثا بشأن (الارهاب)، فهو لا يساهم في تقدم قضية السلام" على حد تعبير المندوب الأميركي الذي يتحدث بلسان (إسرائيلي).
واشارت معظم الدول الاعضاء في مجلس الامن قبل عملية التصويت الى العملية العسكرية الإسرائيلية "غير المتناسبة" مع التهديد المزعوم.
ولولا الفيتو الأميركي، لكان تم اصدار القرار اذ صوتت 11دولة لصالحه، مقابل امتناع ثلاث دول هي المانيا ورومانيا وبريطانيا عن التصويت، علما انه يتوجب ان يحصل اي مشروع قرار على اصوات تسعة على الاقل من اعضاء مجلس الامن ال 15وان لا تمارس اي من الدول الدائمة العضوية (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حق النقض ضده حتى يتم اقراره.
وتم استخدام الفيتو الأميركي ثلاث مرات في اكثر من سنة بقليل، وكان ذلك في 15اذار (مارس) لوقف نص يدين اغتيال الزعيم الروحي لحركة (حماس) الشيخ احمد ياسين وفي 14تشرين الاول (اكتوبر) 2003لمنع ادانة الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وفي 16ايلول/(سبتمبر) 2003حتى لا تطالب الامم المتحدة (إسرائيل) بالعدول عن ابعاد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
وابدى سفير الجزائر لدى الامم المتحدة عبدالله بعلي اسفه الكبير لاستخدام واشنطن حق الفيتو، معبرا بذلك عن خيبة امل الدول العربية التي رعت النص.
وقال "ان مشروع القرار حول الوضع في غزة الذي حصل على اكثر من الغالبية المطلوبة، أفشله فيتو".
واعتبر ان "مجلس الامن لا يضطلع بمسؤولياته ويتخلى عن الشعب الفلسطيني"، مضيفا انه "يعزز الانطباع بانه لا يكون فاعلا الا حين يهتم بدول عربية (..) ويؤكد انه يعجز عن التحرك حين يتعلق الامر بإسرائيل".[/align]
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...TICS_28567.php
مواقع النشر (المفضلة)