( نزولاً عند رغبة البعض .. من محبي قراءة القصص القصيرة ، شرعنا ان نكتب هذه القصة ، لعلّه تُرضيكم .. فتفضلو تابعووونا )
بسم الله ..
1
ربيع أُنْثوي *
ضجيج يتطاير منه أجيج ، هكذا أهجس في بني جلدتي ،يشعلون جذوة أجيجهم بجلبة ضجيجهم ، صرخاتهم تتعالى ، لكأنّ أمر خفيّ يختلج في دواخلهم ، يحدث هذا ، عند كل موقف ، بطريقة مُفاجئة ومُدهشة .. خوف ينتقل إليّ بالوراثة ، هو خير ما ورّثته بشريتي ، حين ينتقل خوف الخارج إلى خوف داخلي يتزايد . يتطاير ما تختلج به تلكم الأنفس المهووسة لكأنّها في داخلي ، تسكنني فجائيتها وتُدهشني كحال كثيرٌ من الناس ، فقد نجد جذوةٍ داخلية تشتعل بلا ميزان راجح ، بلا تعقّل ، ثورات ، واحتجاجات ، واعتصامات ، وإرادات عَصماء وبُغيات عصيّة النظرة ، تفتن النفس حتى التهلكة ، تقتلها بِفتْنتها ، تختلق ابتداعاتها طُرقاً شتّى فيُذكّي طرفاً عن طرف ، وتزادد الفِتَن اشتعالاً ولا تنطفي نار البغضاء بينهم ، تُثمر العداوة وتينعَ أجيج فِتْنتها ، فلا محبّة مُتلازمة ولا مُتقاربة .. شرارات خصيمة تشتعل جذوتها في النفوس ، فتحرق القيَم ، وتهدمَ الموروث الحقيقي ، وتغيب المحبة بيننا وتُغيّب مواتها .. كل ذلك لان بشريّتنا تعيش في منظر ذا قلقلةٍ مُغلّفة يحوم حولها الصمت ثم تنفجر فجأة ، هكذا قالتْ لي أستاذتي وهي تقترب مني تعاطفاً ، تُرغبني في هجْسها وأنا أتوجّس خِيْفة ، ارتبكت ، وانتفضت .. ترتعش قوائمي ، أكاد أُخفي سرّ وجودي من شدّة الخوف .. شفتاي تهتزان ، تضربان في بعضهما ، بارتجافات مُتتالية ..
> يتبع << أي فيه بقية <<<
* الكاتب العُماني :
حمد الناصري .
مواقع النشر (المفضلة)