لكل شي نهاية كما له بداية ... فالخيط مثلا له بداية كما أن له نهاية ... أيضا انت أيها الحب لك نهاية تختلف عن كل النهايات ... نهايتك تتوارى خلف أبواب الزمن ... نهايتك تأتي مع سفينة أبحرت في عباب الدهر لترسو على مرسى اللحظة ... نهايتك يا حبي قد تكون قريبة وقد تكون بعيدة ... نهايتك أيها الحب قد تكون مليئة بشتى الوان الورد والزهور الموضوعة فوق سطوح الزمن ... وقد تكون مفروشة باشواك الهم وأظافر الحزن المدفونة تحت تراب المستقبل ...
نهايتك أيها الحب ليست نهاية مفتوحة ... نهايتك ليست بصنع الأنسان ... بل نهاية يتقدمها القدر المحتوم المرفوع تحت المشيئة الألهية ... فقد يكون قدرك أيها الحب سعيدا كشاب يمتطي صهوة فرس أبيض يتسابق مع الريح ويظفر بالأميرة الجميلة ... وقد يكون القدر في الحب حزينا كأكياس تنتظر طويلا ملأها ولكن دون جدوى يقطعها الزمن لتصبح في عداد مفقوداتها ... ومهما تكن من نتيجة جميلة كانت أم قبيحة ... فلا تعطى من تهواه قلبك كاملا بل أعطيه نصفا والنصف الآخر اجعله كالمسند الذي يسند النخلة التي يعلن جذعها النزول ... وبذلك تستعد استعدادا تاما للنهاية القدرية ... المحتومة ... الألهية ... والمكتوبة في اللوح المحفوظ ... فكن حذرا قويا صبورا وأنت تحفر حتى تصل الى كنزالنهاية ...