سندريلا
07-04-06, 11:03 PM
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممـشاها
أثوابها رثّةٌ والرجل حافية
والدمــع تذرفه فــي الخــدّ عينــاها
بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها
واصفرّ كالورس من جوع محيّاها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهــر من بعـده بالــفــقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها
والــهــمّ أنحلهــا والـغــمّ أضــناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها
والــبــؤس مــرآه مقرون بــمرآها
كرّ الجديدين قد أبلى عباءتها
فانشــقّ أســـفلها وانشــق أعــلاها
ومزّق الدهر ويل الدهر مئزرها
حتى بدا من شــقــوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها
كـأنـه عــقــرب شــالــت زبــانــاها
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا
كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها
حمـــلاً على الصـدر مدعــوماً بيمناها
قد قمّطتها بأهدام ممزّقة
في العــــين مـنثرها ســمج ومطــواها
ما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعها
تشـــكـو إلـى ربـــّها أوصــاب دنيــاها
تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن
هـــذي الرضيـــعة وارحمــني وإيــاها
ما تصنع الأم في تربيت طفلتها
أن مســّها الــضــرّ حتى جـــفّ ثديـــاها
يا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلت
كـــزهــرة الــروض فقد الغيث أظماها
ما بالها وهي طول الليل باكية
والأم ســــاهـــرة تبــكــي لــمــبــكـاها
يكاد ينقدّ قلبي حين أنظرها
تبكـــي وتــفــتح لــي من جـوعها فاها
ويلمّها طفلة باتت مروّعةً
وبتّ من حــولـــها في اللــيل ارعــاها
تبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بها
ولــســت أفـهــم منـــها كــنه شـكواها
قد فاتها النطق كالعجماء أرحمها
ولــســـت أعـــلــم أيّ الســـقــم آذاها
ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها
بالـــفــقــر واليــتم آهـــا منـــهــما آها
كانت مصيبتها بالفقر واحدة
ومـــوت والدهـــا بالــــيــتـــم ثــــنّاها
هذا الذي في طريقي كنت أسمعه
منها فأثــرّ في نفســــــي وأشـــجــاها
حتى دنَوت إليها وهي ماشية
وادمــــعي أوسعت في الخــد مـجراها
وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل
أشــارك النــاس طــرّاً فـــي بــلايـاها
سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها
في قالـة أوجــعــت قلـبي بفـــحـــواها
هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها
مـا في يــدي الآن اســترضي بــه الله
ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي
دراهــــــــماً كنت استــبقي بــقــايـاها
وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي
بأخــــــذهــا دون مـــا مـــنٍّ تغــشـاها
فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً
ترمــي الــسهام وقلـبي مــن رمــاياها
وأخرجت زفرات من جوانحها
كالــنــار تصـــعد من أعــماق أحشاها
وأجشهت ثم قالت وهي باكية
واهـــاً لمــثـــلـك مــن ذي رقــــة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّنك لي
ماتاه في فلــــــوات الـفــقــر مــن تاها
أو كان في الناس انصاف ومرحمة
لــــم تشــك أرمـــلة ضنــكاً بدنــيــاها
هذي حكاية حال جئت أذكرها
وليس يخــفي على الأحـــرار مــغزاها
أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ
وأشرف الناس مـن في المـال واسـاها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممـشاها
أثوابها رثّةٌ والرجل حافية
والدمــع تذرفه فــي الخــدّ عينــاها
بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها
واصفرّ كالورس من جوع محيّاها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهــر من بعـده بالــفــقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها
والــهــمّ أنحلهــا والـغــمّ أضــناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها
والــبــؤس مــرآه مقرون بــمرآها
كرّ الجديدين قد أبلى عباءتها
فانشــقّ أســـفلها وانشــق أعــلاها
ومزّق الدهر ويل الدهر مئزرها
حتى بدا من شــقــوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها
كـأنـه عــقــرب شــالــت زبــانــاها
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا
كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها
حمـــلاً على الصـدر مدعــوماً بيمناها
قد قمّطتها بأهدام ممزّقة
في العــــين مـنثرها ســمج ومطــواها
ما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعها
تشـــكـو إلـى ربـــّها أوصــاب دنيــاها
تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن
هـــذي الرضيـــعة وارحمــني وإيــاها
ما تصنع الأم في تربيت طفلتها
أن مســّها الــضــرّ حتى جـــفّ ثديـــاها
يا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلت
كـــزهــرة الــروض فقد الغيث أظماها
ما بالها وهي طول الليل باكية
والأم ســــاهـــرة تبــكــي لــمــبــكـاها
يكاد ينقدّ قلبي حين أنظرها
تبكـــي وتــفــتح لــي من جـوعها فاها
ويلمّها طفلة باتت مروّعةً
وبتّ من حــولـــها في اللــيل ارعــاها
تبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بها
ولــســت أفـهــم منـــها كــنه شـكواها
قد فاتها النطق كالعجماء أرحمها
ولــســـت أعـــلــم أيّ الســـقــم آذاها
ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها
بالـــفــقــر واليــتم آهـــا منـــهــما آها
كانت مصيبتها بالفقر واحدة
ومـــوت والدهـــا بالــــيــتـــم ثــــنّاها
هذا الذي في طريقي كنت أسمعه
منها فأثــرّ في نفســــــي وأشـــجــاها
حتى دنَوت إليها وهي ماشية
وادمــــعي أوسعت في الخــد مـجراها
وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل
أشــارك النــاس طــرّاً فـــي بــلايـاها
سمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها
في قالـة أوجــعــت قلـبي بفـــحـــواها
هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها
مـا في يــدي الآن اســترضي بــه الله
ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي
دراهــــــــماً كنت استــبقي بــقــايـاها
وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي
بأخــــــذهــا دون مـــا مـــنٍّ تغــشـاها
فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً
ترمــي الــسهام وقلـبي مــن رمــاياها
وأخرجت زفرات من جوانحها
كالــنــار تصـــعد من أعــماق أحشاها
وأجشهت ثم قالت وهي باكية
واهـــاً لمــثـــلـك مــن ذي رقــــة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّنك لي
ماتاه في فلــــــوات الـفــقــر مــن تاها
أو كان في الناس انصاف ومرحمة
لــــم تشــك أرمـــلة ضنــكاً بدنــيــاها
هذي حكاية حال جئت أذكرها
وليس يخــفي على الأحـــرار مــغزاها
أولى الأنام بعطف الناس أرملةٌ
وأشرف الناس مـن في المـال واسـاها