المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إياكم وقتل الرحمة!



الوالي
10-01-06, 02:08 AM
رفض الدكتور محمد سيد طنطاوي -شيخ الأزهر- في لقاء جمعه بأطباء وقضاة في القاهرة كل ما يثار عن قتل الرحمة مؤكدًا أن قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارًا متاحًا من الناحية الشرعية للطبيب أو لأسرة المريض أو للمريض نفسه، غير أن شيخ الأزهر أكَّد إلى جانب ذلك أن الأمر قد يختلف فيما يتعلَّق بحالات الوفاة المخية، حيث يجوز للطبيب أن يفصل الأجهزة الطبية عن المريض ليتوقَّف قلبه إذا تأكَّد أن عودته للحياة مستحيلة.
وأضاف شيخ الأزهر في الجلسة التي عقدت خلال المؤتمر الدولي السنوي الثالث والعشرين لكلية طب عين شمس تحت عنوان "الطب المتكامل"، والذي عقد في الفترة من 21-24 فبراير 2000 الجاري أن حياة الإنسان أمانة يجب أن يحافظ عليها، وأن يحافظ على بدنه ولا يلقي بنفسه إلى التهلكة لقوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، وحرَّم الإسلام قتل النفس لقوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، ونهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أن يقتل الإنسان نفسه نهيًا شديدًا، وتوعَّد من يفعلون ذلك بسوء المصير في الدنيا والآخرة، فقد أكَّدت شريعة الإسلام على التداوي من أجل أن يحيا الإنسان حياة طيبة، كما أمرت الشريعة الإسلامية الأطباء بأن يهتموا بالمريض، وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به، وعلى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة على الله -سبحانه وتعالى-، وعلى الطبيب ألا يستجيب لطلب المريض في إنهاء حياته، وإذا استجاب يكون خائنًا للأمانة؛ سواء بطلب المريض أو بغير طلبه، والعقاب للطبيب في هذه الحالة يكون حسبما يراه القاضي لكل حالة على حدةٍ.
وطرح الأطباء على شيخ الأزهر خلال الجلسة عدة حالات يحتار فيها الطبيب؛ منها رفض مريض السرطان أخذ العلاج لإدراكه أن أيامه قليلة، وطلب الأسر في بعض الحالات المتأخرة خروج المريض من المستشفى الموجود به الأجهزة التي تساعده على الحياة لعدم استطاعتها سدَّ نفقات العلاج بالمستشفى، وحالة المرضى الذين ماتوا مُخيًّا لكن قلبهم ما زال ينبض، في حين أن فرص عودتهم للحياة معدومة، فهل من حق الطبيب أو الأهل أن يطالبوا بمنع هذه الأجهزة عن المريض؛ إما لحاجة مريض آخر فرصته في الشفاء أعلى من المريض الأول، أو للتقليل من النفقات التي قد لا تؤدي إلى نتيجة؟!
وكان ردّ شيخ الأزهر على هذه الأسئلة هو أن الموت هو مفارقة الحياة، ومن يحكم بمفارقة الحياة هم الأطباء، وليس رجال الدين، فإذا رأى الطبيب أن المريض الذي ينبض قلبه ومات مخّه ميتًا فهذا شأن الطبيب، لكن لا يجوز للأسرة إخراج المريض من المستشفى لتحرمه من الشفاء، أما في حالة أن بقاء قلب المريض ينبض مرتبط بوجوده على الأجهزة ومخه قد مات أصلاً فلا بأس من أن تطلب الأسرة منع الأجهزة عنه؛ لعدم استطاعتهم الوفاء بمصروفات هذه الأجهزة، ويرضون بقضاء الله، أما المريض الذي يطلب موت الشفقة أو موت الرحمة أو غير ذلك من المسميات لينتهي من عذاب الآلام.. فلا يجوز له ذلك.
من جانب آخر.. فقد أكَّد رجال القضاء المصريون للأطباء أن قتل الرحمة مجرَّم من الناحية القانونية، وأن الطبيب الذي يقدم عليه قد يعاقب بتهمة القتل العمد، وفي هذا الصدد قال المستشار عبد العزيز الجندي -رئيس اللجنة التشريعية بوزارة العدل المصرية-: إن القانون لا يفرق بين باعث الرحمة أو الثأر أو غير ذلك عندما ينظر في جريمة القتل، لأن الباعث ليس ركنًا في الجريمة، ويشترط في جريمة القتل إحداث فعل مادي ونية لارتكاب هذا الفعل، واشترط في القتل قصد خاص هو قصد إزهاق الروح حتى لا يتداخل مع الضرب الذي يفضي إلى وفاة، بالإضافة إلى القصد العام، وهو العلم والإرادة لما يفعله الإنسان، ولذلك فإنه في حالة منع الأجهزة عن المريض الذي ما زال قلبه ينبض باعتباره قد مات مخيًا فهذا يعتبر قتلاً عمدًا.

الطائر الحزين
15-01-06, 09:26 PM
شكراً لك أخي الوضاحي وعلى التوضيح بارك الله فيك

الوالي
16-01-06, 01:11 AM
بارك الله فيك أخي الطائر الحزين وعلى مجهودك وردوك الجميله والرائعة في رمسة الثقافة الإسلامية

بوحمد
22-01-06, 06:37 AM
اخى الكريم alwadahi

جزاك الله خير الجزاء على هذا التوضيح
وبارك الله فيك
واسأل الله ان ينفع به

الوالي
23-01-06, 02:45 AM
شكرا أخي بوحمد لرد الجميل

مون999
25-01-06, 06:39 PM
موضوع جميل منك أخي العزيز منه الفائده والمعلومه للجميع

الوالي
26-01-06, 09:48 PM
شكراً لك أختي ولمرورك الطيب بارك الله فيك

الساعدي
13-07-06, 12:40 PM
بارك الله فيك

الوالي
14-07-06, 02:18 PM
الله يبارك بحياتك أخي الساعدي

أشكر مرورك العطر وكلماتك الطيبة