خليفة المعولي
08-11-02, 08:21 PM
الحلقة الثانية
تكلمنا في الحلقة الاولى عن تعريف الصوم.
وفي هذه الحلقة سوف نتكلم عن "الصيام والانسان"
كان الصوم ملازما للانسان منذ نشئته واعتبره جزءا لا يتجزء من حياته العامة و المنقذ له في السراء والضراء على مختلف العصور .
الصيام الديني
اعتبرت الامم القديمة بان الصوم من الاعمال الحسنة و تكفير عن بعض الذنوب وضربا من ضروب التوبة وقد مارس الفرس والصنين والروم والهنود والبابليون واليهود والمسيحيون والمسلمون الصوم كل بطريقته وفهمهه له ومعتقداته وسوف احاول توضيح بعض ذلك حسب المعلومات التي وردت لدينا في الكتب الدينية والتاريخية لهذه الشعوب.
الصوم كوسيلة من وسائل السحر والشعوذة
لقد مارس الاقدمون الصوم لنوع من وسائل الشعوذة والسحر كي يدفع عنهم النوائب والمصائب او لكسب المال او الجاه واستعمل بعضهم لتحرير البلاد من الطغاة المستعمرين مثل "صوم غاندي" البوذي في الهند حيث صام من اجل تحرير بلاده لكي تعلو سلم الحضارة والتعلم. كما استخدم الصوم كدواء للحصول على الشفاء من مرض من قبل بعض العائلات في مختلف البلدان والعصور .
الصوم كنوع من النظام او التاديب للنفس
صام الفلاسفة اليونانيون والهنود والصينويون والبابليون والاشوريون لتعليم انفسهم وتهذيبها لكي تتحمل المشاق والصعاب في الحياة , اضافة الى الصحة الجيدة والنشاط طليلة ايام السنة وذلك باعتقادهم بان الصوم هو السبيل الى التعليم والتهذيب والصحة الجيدة وان هناك لا بديل غير الصوم في حل مشاكلهم النفسية والصحية لانه يعطيهم الراحة الجسدية وبالتالي العقلية ولذلك قال اليونانيون "ا العقل السليم في الجسم السليم" وهذا لا يتوفر الا بالصوم.
الاضراب عن الطعام
اعتبر الصيام عند البعض بانه احد الطرق لتنفيذ متطلبات الفرد او الشعب السياسية غير القيام بالاضراب عن الطعام وقد استخدمه غاندي ونجح في استقلال بلاده من الاستعمار الانجليزي وما زال السياسيون يمارسونه في جميع انحاء العالم وكذلك السجناء حتى يحصلوا على حقوقهم المشروعة.
الصوم في حالات المرض
لقد استخدم هيبوقراط (ابو الطب )اليوناني الصوم كوسيلة في معالجة بعض الامراض او لتخفيف من اعراضها على الاقل وخاصة في اثناء الطور الحاد منها. وكثيرا ما نصح الاطباء الناس القيام بالصيام كنوع من انواع الحمية التى تتناسب والمرض الذي الم بهم وسوف يأتي مثل هذه الامور بالتفصيل ان شاء الله
ماالمدة التي يستطيع الانسان الصيام فيها دون تأثير صحي على جسمه ؟
لقد اتيحت لاحد الجراحين فرصة تشريح عدد كبير من الجثث لمرضى اختلفت اسباب وفياتهم بعدما فقدوا اوزانهم بصورة ملموسة . فوجد ان حجم الدماغ والرئة والقلب يبقى طبيعيا ما عدا في بعض الحالات المرضية القليلة جدا يكون فيها واحد او اكثر من هذه الاعضاء مصابا بالمرض.
ومما سبق ذكره نرى ان الانسان تظل اجهزهته المهمة طبيعية حتى في حالة المرض اما في حالات الصوم فان الانسان لا يصل الى الوضع الانف الذكر وبالتالي فليس هناك خطر من الصوم لان العضوية تستهلك من مدخراتها حيث تبدأ بالمواد الشحمية اولا والجليكوجين المدخر فيها ثم بعدها تاخذ جزء من الزلال (البروتين) وقد يصل هذا الاسهلاك الى 25-50 % من وزن الانسان خلال الصيام في حالات التعب الشديد وفقدان القوى في حالة العمل المرهق اوفي ظروف قاسية.
يعطي الصيام الراحة الجسمية اثناء الصوم مما يجعل مدخراته تدوم وقتا اطول وبالتالي يمكن له ان يصوم دون ائ ضرر .
ومن الخطأ ان نعتقد بان اسس التغذية تتوقف اثناء الصوم بل ان الذي يتوقف اثناء الصوم هو عمليات الهضم فقط وليست عمليات التغذية لان كل عضو من الاعضاء داخل كل خليية من خلاياه المدخرات الخاصة به .
ففي الكبد والعضلات مثلا تتراكم كميات من الجليكوجين (مولد السكر) يدخرها الجسم لحين الحاجة وهناك كميات كبيرة من الشحوم المدخرة في الانسان سواء كان بدين او نحيف اثناء الصوم يستهلك العضو كل يوم جزء من مدخراها الغذائية تلك المدخرات التى تستطيع ان تمد الجسم بكمية كافيه من الطاقة (هناك مثلا الجمل يدخر كمية كبيرة من الماء داخل جوفه يستعملها في حالات الحرمان من الماء)
ان الصوم يدرب الجسم على استعمال مدخراته بشكل اقتصادي الى حد بعيد والدليل على ذلك هو ان الصائم بعد الايام الثلاث الاولى يصبح عاديا وليس هناك شعور باي اعراض مرضية وجسمية لدى الانسان .
هكذا نرى ان الوضع بهذه الصورة ليس هناك خوف من الصيام وحتى ولو لفترة طويلة قد تصل الى 80 يوما دون ان يؤدي ذلك الى أي اذى في اى عضو من اعضاء الجسم بل انه لن يؤثر في اية خلية من خلايا تلك الاعضاء .
على اية حال فان هذه المدة تتوقف على عوامل عديدة اخرى مثل السن والجنس والعرق والوزن والحالة الصحية قبل البدء بالصوم .
لقد لوحظ بان البدين يفقد ما مقداره 9-111 كجم فقط خلال الاسبوعين الاولين من الصوم اما في الاسبوع الثالث فانه يخسر حوالي 3كجم فقط وهذا يدل ان الجسم قد تكيف مع الوضع كما انه ليس هناك هلاكا او موتا من الصوم, ولربما تحدث بعد الصوم بعض الحالات المرضية عند بعض الناس البدينين وخاصة عندما يرجع الصائم البدين الى التصرفات غير المسئولة في طريقة طعامه فيصاب بتخمة وسوء هضم وارتباك في المعدة والامعاء مما يثقل نفسه بهذه التصرفات
والى القاء الحلقة القادمة ان شاء الله0000
تكلمنا في الحلقة الاولى عن تعريف الصوم.
وفي هذه الحلقة سوف نتكلم عن "الصيام والانسان"
كان الصوم ملازما للانسان منذ نشئته واعتبره جزءا لا يتجزء من حياته العامة و المنقذ له في السراء والضراء على مختلف العصور .
الصيام الديني
اعتبرت الامم القديمة بان الصوم من الاعمال الحسنة و تكفير عن بعض الذنوب وضربا من ضروب التوبة وقد مارس الفرس والصنين والروم والهنود والبابليون واليهود والمسيحيون والمسلمون الصوم كل بطريقته وفهمهه له ومعتقداته وسوف احاول توضيح بعض ذلك حسب المعلومات التي وردت لدينا في الكتب الدينية والتاريخية لهذه الشعوب.
الصوم كوسيلة من وسائل السحر والشعوذة
لقد مارس الاقدمون الصوم لنوع من وسائل الشعوذة والسحر كي يدفع عنهم النوائب والمصائب او لكسب المال او الجاه واستعمل بعضهم لتحرير البلاد من الطغاة المستعمرين مثل "صوم غاندي" البوذي في الهند حيث صام من اجل تحرير بلاده لكي تعلو سلم الحضارة والتعلم. كما استخدم الصوم كدواء للحصول على الشفاء من مرض من قبل بعض العائلات في مختلف البلدان والعصور .
الصوم كنوع من النظام او التاديب للنفس
صام الفلاسفة اليونانيون والهنود والصينويون والبابليون والاشوريون لتعليم انفسهم وتهذيبها لكي تتحمل المشاق والصعاب في الحياة , اضافة الى الصحة الجيدة والنشاط طليلة ايام السنة وذلك باعتقادهم بان الصوم هو السبيل الى التعليم والتهذيب والصحة الجيدة وان هناك لا بديل غير الصوم في حل مشاكلهم النفسية والصحية لانه يعطيهم الراحة الجسدية وبالتالي العقلية ولذلك قال اليونانيون "ا العقل السليم في الجسم السليم" وهذا لا يتوفر الا بالصوم.
الاضراب عن الطعام
اعتبر الصيام عند البعض بانه احد الطرق لتنفيذ متطلبات الفرد او الشعب السياسية غير القيام بالاضراب عن الطعام وقد استخدمه غاندي ونجح في استقلال بلاده من الاستعمار الانجليزي وما زال السياسيون يمارسونه في جميع انحاء العالم وكذلك السجناء حتى يحصلوا على حقوقهم المشروعة.
الصوم في حالات المرض
لقد استخدم هيبوقراط (ابو الطب )اليوناني الصوم كوسيلة في معالجة بعض الامراض او لتخفيف من اعراضها على الاقل وخاصة في اثناء الطور الحاد منها. وكثيرا ما نصح الاطباء الناس القيام بالصيام كنوع من انواع الحمية التى تتناسب والمرض الذي الم بهم وسوف يأتي مثل هذه الامور بالتفصيل ان شاء الله
ماالمدة التي يستطيع الانسان الصيام فيها دون تأثير صحي على جسمه ؟
لقد اتيحت لاحد الجراحين فرصة تشريح عدد كبير من الجثث لمرضى اختلفت اسباب وفياتهم بعدما فقدوا اوزانهم بصورة ملموسة . فوجد ان حجم الدماغ والرئة والقلب يبقى طبيعيا ما عدا في بعض الحالات المرضية القليلة جدا يكون فيها واحد او اكثر من هذه الاعضاء مصابا بالمرض.
ومما سبق ذكره نرى ان الانسان تظل اجهزهته المهمة طبيعية حتى في حالة المرض اما في حالات الصوم فان الانسان لا يصل الى الوضع الانف الذكر وبالتالي فليس هناك خطر من الصوم لان العضوية تستهلك من مدخراتها حيث تبدأ بالمواد الشحمية اولا والجليكوجين المدخر فيها ثم بعدها تاخذ جزء من الزلال (البروتين) وقد يصل هذا الاسهلاك الى 25-50 % من وزن الانسان خلال الصيام في حالات التعب الشديد وفقدان القوى في حالة العمل المرهق اوفي ظروف قاسية.
يعطي الصيام الراحة الجسمية اثناء الصوم مما يجعل مدخراته تدوم وقتا اطول وبالتالي يمكن له ان يصوم دون ائ ضرر .
ومن الخطأ ان نعتقد بان اسس التغذية تتوقف اثناء الصوم بل ان الذي يتوقف اثناء الصوم هو عمليات الهضم فقط وليست عمليات التغذية لان كل عضو من الاعضاء داخل كل خليية من خلاياه المدخرات الخاصة به .
ففي الكبد والعضلات مثلا تتراكم كميات من الجليكوجين (مولد السكر) يدخرها الجسم لحين الحاجة وهناك كميات كبيرة من الشحوم المدخرة في الانسان سواء كان بدين او نحيف اثناء الصوم يستهلك العضو كل يوم جزء من مدخراها الغذائية تلك المدخرات التى تستطيع ان تمد الجسم بكمية كافيه من الطاقة (هناك مثلا الجمل يدخر كمية كبيرة من الماء داخل جوفه يستعملها في حالات الحرمان من الماء)
ان الصوم يدرب الجسم على استعمال مدخراته بشكل اقتصادي الى حد بعيد والدليل على ذلك هو ان الصائم بعد الايام الثلاث الاولى يصبح عاديا وليس هناك شعور باي اعراض مرضية وجسمية لدى الانسان .
هكذا نرى ان الوضع بهذه الصورة ليس هناك خوف من الصيام وحتى ولو لفترة طويلة قد تصل الى 80 يوما دون ان يؤدي ذلك الى أي اذى في اى عضو من اعضاء الجسم بل انه لن يؤثر في اية خلية من خلايا تلك الاعضاء .
على اية حال فان هذه المدة تتوقف على عوامل عديدة اخرى مثل السن والجنس والعرق والوزن والحالة الصحية قبل البدء بالصوم .
لقد لوحظ بان البدين يفقد ما مقداره 9-111 كجم فقط خلال الاسبوعين الاولين من الصوم اما في الاسبوع الثالث فانه يخسر حوالي 3كجم فقط وهذا يدل ان الجسم قد تكيف مع الوضع كما انه ليس هناك هلاكا او موتا من الصوم, ولربما تحدث بعد الصوم بعض الحالات المرضية عند بعض الناس البدينين وخاصة عندما يرجع الصائم البدين الى التصرفات غير المسئولة في طريقة طعامه فيصاب بتخمة وسوء هضم وارتباك في المعدة والامعاء مما يثقل نفسه بهذه التصرفات
والى القاء الحلقة القادمة ان شاء الله0000