المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الكبير نزار قباني



Al dustoor_88
28-10-05, 09:23 PM
نزار قباني (1923 دمشق - 1998 لندن)
تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
في الثلاثين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني. وهذه بعض قصائده ...


المهرولــون(1)
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا..
ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء..
(2)
سقطت..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز.. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا في زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
(3)
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا في آخر الصوم إلينا
بصلة...
(4)
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدي العرب
سقط التاريخ من أيدي العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا..
سقطت إنطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدي الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوي
ولا ثم رجولة....
(5)
سقطت آخر محظياتنا
في يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد في قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع ؟؟
(6)
لم يعد في يدنا..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الزوجات .. والأولاد..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش.. والنعناع منا
وقناديل الجوامع...
(7)
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة)...
عظمة يابسة تدعى (أريحا)..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
(8)
لم يعد ثمة أطلال لكي نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع ؟؟
(9)
بعد هذا الغزل السري في أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين !!...


(10)
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب !!
(11)
بعد خمسين سنة..
ما وجدنا وطنا نسكنه
إلا السراب.
ليس صلحا..
ذلك الصلح الذي أدخل كالخنجر فينا..
انه فعل اغتصاب !!...
(12)
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
(13)
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا في مزبلة!!
(14)
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء ؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم ؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات...
والتجار.. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلين...
(15)
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التي ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا..
وأخذناها إلى شهر العسل..
وسكرنا ... ورقصنا..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد !!
(16)
لم يكن في العرس رقص عربي
أو طعام عربي
أو غناء عربي
أو حياء عربي
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلو خردلة!!..
(17)
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسي بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المار ينز...
كلها قد صنعت في أمريكا ...
(18)
وانتهى العرس... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى..
ليس هذا الثوب ثوبى..
ليس هذا العار عارى..
أبدا... يا أمريكا...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا ...






أتحبنـــــي
أتحبني بعد الذي كانا؟؟
إني أحبكِ رغم ما كانا
ماضيكِ لا أنوي إثارتهُ
حسبي بأنكِ ها هنا الآنا
تتبسمينَ..وتمسكينَ يدي
فيعودُ شكي فيكِ..إيمانا
عن أمسِ لا تتكلمي أبداً
وتألقي شعراً..و أجفانا
أخطاؤكِ الصغرى..أمرُّ بها
وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا
لولا المحبةُ في جوانحهِ
ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا
عامٌ مضى..وبقيتِ غاليةً
لا هنتِ أنتِ..ولا الهوى هانا
إني أحبكِ..كيفَ يمكنني؟؟
أن أشعلَ التاريخَ نيرانا
وبهِ معابدنا,جرائدنا
أقداحُ قهوتنا..زوايانا
طفلينِ كنا في تصرّفنا
وغرورنا,وضلالِ دعوانا
كلماتنا الرعناءُ..مضحكةٌ
ما كانَ أغباها..وأغبانا
فلكمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ
ولكمْ قسوتُ عليكِ أحيانا
ولربما انقطعتْ رسائلنا
ولربما انقطعتْ هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحبُّ أكبرُ من خطايانا
عيناكِ نيسانانِ..كيفَ أنا
أغتالُ في عينيكِ نيسانا
قدَرٌعلينا أن نكونَ معاً
يا حلوتي..رغمَ الذي كانا
إنَّ الحديقةَ لا خيارَ لها
أنْ أطلعتْ ورقاً..وريحانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
ورفيقنا..ورفيقُ نجوانا
طفلٌ نداريهِ ونعـــبدهُ
مهما بكى معنا..وأبكانـا
أحزاننا منهُ .. ونسألهُ
لو زادنا دمعاً..وأحزانا
هاتي يديكِ فأنتِ زنبقتي
وحبيبتي..رغمَ الذي كانا



نهريّ أحزانْ
عيناكِ كنهريّ أحزانِ
نهريّ موسيقى حملاني
لوراءِ وراءِ الأزمانِ
مهربَ موسيقى قد ضاعا
سيدتي, ثمّ أضاعاني
الدّمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيانِ
عيناكِ, وتبغي..وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محترقٌ
نيراني تأكلُ نيراني
أأقولُ أحبكِ يا قمري
آهٍ لو كانَ بإمكاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ وأحزاني
سفني في المرفأ باكيةٌ
تتمزقُ فوقَ الخلجانِ
ومصيري الأصفرَ حطمني
حطم في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكتي
يا ظلَّ اللهِ بأجفاني
يا صيفي الأخضرَ..يا شمسي
يا أجملَ أجملَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ..وقصتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عتمةِ شعرٍ أسباني
يا حبي الأوحدَ لا تبكي
فدموعكِ تحفرُ وجداني
إني لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ وأحزاني
أأقولُ أحبكِ يا قمري
آهٍ لو كانَ بإمكاني
فأنا إنسانٌ مفقودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيعني دربي..ضيعني اسمي
ضيعني عنواني
تاريخي!ما لي تاريخٌ
إني نسيانُ النسيانِ
إني مرساةٌ لا ترسو
جرحٌ بملامحِ إنسانِ
ماذا أعطيكِ؟أجيبيني
قلقي!إلحادي!غثياني؟
ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ
يرقصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألفُ أحبكِ فابتعدي
عني..عن ناري ودخاني
فأنا لا أملكُ في الدنيا
إلا عينيكِ..وأحزاني






أيـن أذهـب
لمْ أعدْ دارياً إلى أينَ أذهبْ
كلّ يومٍ أحسُّ ?أنكِ أقربْ
كلَّ يومٍ يصيرُ وجهكِ جزءاً
من حياتي, ويصبحُ العمرُ أخصبْ
وتصيرُ الأشكالُ أجملَ شكلا
وتصيرُ الأشياءُ أحلى وأطيبْ
قدْ تسرّبتِ في مساماتِ جلدي
مثلما قطرةُ الندى تتسرّبْ
اعتيادي على غيابكِ صعبٌ
واعتيادي على حضوركِ أصعبْ
كم أنا..كم أنا أحبكِ..حتى
أنّ نفسي من نفسها تتعجبْ
يسكنُ الشعرُ في حدائقِ عينيكِ
فلولا عينيكِ لا شعرَ يكتبْ
منذُ أحببتكِ, الشموسُ استدارت
والسماواتُ صرنَ أنقى وأرحبْ
منذُ أحببتكِ, والبحارُ جميعاً
أصبحتْ من مياهِ عينيكِ تشربْ
حبكِ البربريّ أكبرَ مني
فلماذا على ذراعيكِ أصلبْ
خطأي أنني تصورتُ نفسي
ملكاً- يا صديقتي - ليسَ يغلبْ
وتصرّفتُ مثلَ طفلٍ صغيرٍ
يشتهي أن يطولَ أبعدَ كوكبْ
سامحيني إذا تماديتُ في الحلمِ
وألبستكِ الحريرَ المقصبْ
أتمنى لو كنتِ بؤبؤَ عيني
أتراني طلبتُ ما ليسَ يطلبْ
أخبريني من أنتِ, إنَّ شعوري
كشعورِ الذي يطاردُ أرنبْ
أنتِ أحلى خرافةٍ في حياتي
والذي يتبعُ الخرافاتِ يتعب
هــــذا أنـا
أدمنتُ أحزاني
فصرتٌ أخافُ أن لا أحزنا
وطعنتُ آلافا من المرّاتِ
حتى صارَ يوجعني, بأن لا أطعنا
ولعنتُ في كلِّ اللغاتِ
وصار يقلقني بأن لا ألعنا
ولقد شنقتُ على جدارِ قصائدي
ووصيتي كانت..بأن لا أدفنا
وتشابهت كلُّ البلادِ
فلا أرى نفسي هناكَ
ولا أرى نفسي هنا
وتشابهت كلُّ النساءِ
فجسمُ مريمَ في الظلامِ كما منى
ما كان شعري لعبةٌ عبثيةٌ
أو نزهةٌ قمريةٌ
إني أقولُ الشعر َسيدتي
لأعرفَ من أنا
يا سادتي
إني أسافرُ في قطارِ مدامعي
هل يركبُ الشعراءُ إلا في قطاراتِ الضنى
إني أفكرُ باختراعِ الماءِ
إنَّ الشعرَ يجعلُ كلَّ حلمٍ ممكنا
وأنا أفكرُ باختراعِ النهدِ
حتى تطلع الصحراءُ بعدي سوسنا
وأنا أفكرُ باختراعِ الناي
حتى يأكلَ الفقراءُ-بعدي-الميجنا
إن صادروا وطن الطفولةِ من يدي
فلقد جعلتُ من القصيدةِ موطنا
يا سادتي
إنَّ السماءَ رحيبةٌ جدا
ولكنَّ الصيارفةَ اللذينَ تقاسموا ميراثنا
وتقاسموا أوطاننا
وتقاسموا أجسادنا
لم يتركوا شبراً لنا
يا سادتي
قاتلتُ عصراً لا مثيلَ لقبحهِ
وفتحتُ جرحَ قبيلتي المتعفنا
أنا لستُ مكترثا
بكلِّ الباعةِ المتجوّلين
وكلِّ كتابِ البلاطِ
وكلِّ من جعلوا الكتابةَ حرفةً
مثلَ الزنى
يا سادتي
عفواً إذا أقلقتكم
أنا لستُ مضطراً لأعلنَ توبتي
هذا أنا
هذا أنا




ملاحظة ... من يريد أي قصيدة لنزار قباني ( فقط ) يبلغني ويتدلل ..

بوحمد
30-10-05, 06:17 PM
Al dustoor_88

اشكرك جزيل الشكر
واتمنى تواصلك الدائم
بانتظار جديدك القادم
ولك تقديرى واحترامي

Al dustoor_88
30-10-05, 09:19 PM
الشكر الجزيل موصول لك بوحمد على هذي المداخلة الطيبة التي تعنيلي الكثير

لك مني جل الاحترام والتقدير

تحيااااااااااااااااتي

Al dustoor_88
30-10-05, 09:20 PM
بس اخوي بو حمد .........

ليش عامل وجه متشائم ؟؟؟؟(فضول)؟؟؟؟

يعطيك ألف عااافية

الكتمان
30-10-05, 10:31 PM
تسلم اخوي/ Al dustoor_88
على المشاركه الرائعه
وفي انتظار جديدك....
بارك الله فيك.....

Al dustoor_88
30-10-05, 11:12 PM
اختي الكتمان أشكرك على مرورك ...

تسلميييييييييييييييييين

بارك الله في الجميع

تحياتي

وهــج
31-10-05, 02:49 AM
مشكور أخوي الدستور على المشاركة..


دمت في حفظ الله..

Al dustoor_88
31-10-05, 04:43 PM
الشكر لكِ أنتِ اختي وهج على المرور

بارك الله فيكِ

تحياتي وتقديري

دمعة المقهور
31-10-05, 11:02 PM
شكرا على الموضوع

Al dustoor_88
01-11-05, 02:25 PM
دمعة المقهور

شكرا على المرور

تحياتي