المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لشهر رمضان مكانة عظيمة عن الله عز وجل



جاسم الباسم
15-10-05, 01:18 PM
تعيش الامة الاسلامية هذه الايام التي تتميز بالنفحات الايمانية بفضل ليالي شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي تتجلى فيه المعاني الانسانية فهو الذي يعتبر موسم خير وبركة وبر واحسان ورحمة ففيه تضاعف اجور المسلمين وفيه تغفر ذنوب التائبين وهناك المزيد من المزايا والاحكام التي انزلها الله تعالى في هذا الشهر الفضيل نتلمس جزءا منها في لقاء مع فضيلة الشيخ سالم بن حمد ابن سليمان الحارثي قاضي المحكمة العليا للاستئناف الذي بدأ حديثه قائلا: ان لشهر رمضان المبارك مكانة عظيمة عند الله عزّ وجل فهو شهر الخيرات والبركات لذلك كان لابد للمسلم ان يستعد له الاستعداد الروحي والنفسي حتى يحظى وينال رضى الله عز وجل ومن صور هذا الاستعداد هو ترك جميع انواع المنكرات والمفطرات وتهيئة النفس على الخضوع لكل ما امر الله به وان تجتنب كل ما نهى الله عنه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وسلسلت الشياطين«.



النية اولا
وقال: انه من ضمن استعدادات هذا الشهر الفضيل هو ان يُبيت المسلم النية بالصوم فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل« ويقول عليه الصلاة والسلام: «للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك والصيام جُنة (وقاية) فإذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم«. وقال عليه الصلاة والسلام : «اذا كان اول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار ولم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنة ولم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار«.


الصوم عبادة

الصوم عبادة باعتباره الركن الرابع من اركان الاسلام الخمسة ولا يتم اسلام امرئ الا بصيامه لأن شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله عمود الخيمة التي تُمسك وتثبت من اربعة اركان وهذه الاركان هي الصلاة والزكاة والحج والصوم، وقال ايضا ان الصوم هو عبادة لله تعالى حيث ان المسلم في ايام صيامه يجتنب جميع المنكرات والمفطرات من سب وشتم وشرب المسكرات ويتجه بكل حواسه الى ما يرضي الله سبحانه من صلاة وامساك عن الاكل والشرب حيث ان اعمال المسلم ترفع الى الله عز وجل ويؤجر عليها وقال ان صيام وقيام رمضان فيه العديد من الاحكام الشرعية التي يقوم بها المسلم وهي فرصة للتواصل مع الله عز وجل والقرب منه ناهيك عن التزامه بصلاة الجماعة في المسجد التي تزيد من حب الله في قلبه وتزيل حساسيات الطبقات السائدة بين افراد المجتمع وهو عبادة لان المسلم يحرص على ان يقضي جميع وقته في قراءة القرآن وتدارس شيء من الفقه والسنة والاحكام الشرعية.


خصائص متعددة
وقال فضيلة الشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي قاضي المحكمة العليا للاستئناف: ان انزال القرآن الكريم بدأ في شهر رمضان وجلسات مدارسة القرآن الكريم من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام حيث يقول تعالى : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وهذا القرآن الذي امرنا الله تعالى بالاعتصام به (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وهو وعاء الشريعة والحقيقة (والذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) وهو اصل الاصول وحجة الله البالغة على عباده. كما ان بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فليلة القدر الاولى كانت منحة الهية والعطية الربانية ببعثته ونبوة خير البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة. كما ان شهر رمضان فيه اسمى شعيرة من شعائر الاسلام حيث اضاف الله تعالى جزءا لنفسه حين قال (الصوم لي وانا اجزي به) وجعله المولى الكريم وقاية لقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا كتب عيكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (الصوم جنة) وجعل وسطه رشدا (لعلهم يرشدون) (ان الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة) وهذا الشهر حمام روحي يغتسل المسلم فيه من ادران الخطايا (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فشهر رمضان انزل فيه القرآن وبعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم وفرض فيه الصيام وفيه ليلة القدر لذلك استقبل الرسول هذا الشهر باستقبال يتفق وشعيرة الصيام التي هي عبادة بدنية خالصة لله.


ثمرة الصيام
وعن الثمرات التي يجنيها المسلم الصائم في هذه الليالي العظيمة قال: من ثمرات هذا الشهر الفضيل سكون النفس الامارة بالسوء وكسر شهوتها بالفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين والاذن واللسان والفرج ، فالخوف من الله عز وجل يجعل المسلم يجتهد في طاعة الله ويبتعد عن كل ما يغضب الله، اما ثمرة الصوم في المجتمع فإن اسمى الروابط الاجتماعية ينميها الصوم فالاغنياء يزدادون برا بالفقراء والاقوياء يزدادون رحمة بالضعفاء وبذلك يكون مجتمع المسلمين متراحما متعاونا متحابا والصوم يقوي الرابطة التي تربط بين المسلمين جميعا اذ يصومون في وقت واحد والصوم يربي النفوس ويهذب الغرائز ويقوي الارادة ويعود الانسان على الصبر وينمي فيه روح الخير والمسلم في حاجة الى ارادة قوية حازمة تكون عاصمة له من الفتن والمعاصي والصوم كفيل بتكوين هذه الارادة لان المسلم في شهر رمضان يجاهد نفسه ويكبح جماحها ويروضها على الحرمان والصبر والصوم يعلم الانسان المراقبة واذا راقب المسلم ربه عز وجل اخلص في عمله وادى واجبه على اكمل وجه فلا يتهاون في عمله ولا يسرق ولا يغش ولا يخون ولا يخادع ولا يظلم ولا يرتشي ولا يرتضي ولا يحتال ، لماذا ؟ لانه يراقب الله عز وجل الذي لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء من خلال الاقلاع والتخلي عن الكثير من الرذائل والعادات السيئة فبالصوم ومع الصوم تتحقق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة .


ظاهرة الإسراف

وحول ظاهرة الاسراف قال ان الاسراف ليس من اخلاق المسلمين فشهر رمضان المبارك هو الشهر المتميز بين الشهور حيث ننتظره بفارغ الصبر لما له من نعم ونفحات ايمانية واجر عظيم للإنسان المسلم ولا شك ان ظاهرة الاسراف في الطعام في هذا الشهر الفضيل هي ظاهرة دخيلة على مجتمعنا العماني المسلم وذلك نظرا لاحتكاك المجتمع بالثقافات الاخرى اضافة الى عامل الفضائيات التي تلعب دورا في بث العديد من المأكولات كل يوم وكأن هذا الشهر هو شهر المأكولات فالاسر تنفق في هذا الشهر الفضيل ما يوازي انفاق عدد من الاشهر خلال السنة وكأن المسلم يستعد لرمضان بما لذ وطاب من اصناف الطعام مؤكدا ان السبب في ذلك يعود الى قلة الوعي لدى بعض هذه الاسر لكيفية استغلال هذا الشهر الفضيل الذي يعد موسما جيدا وفرصة سانحة لتنقية الجسم من فضلات الطعام انطلاقا من مفهوم الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا« فالصوم يغرس في النفوس قوة الارادة التي تتمثل في تركه الطعام والشراب وهو امامه امتثالا لامر الله عز وجل فإنه كفيل بأن يرد المسرف الى الاعتدال في نفقته ليدخل في عداد عباد الرحمن الذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ويمنع المستغل الجشع من الاستغلال وما احوج الامم على الارادة القوية وكذلك الافراد وخصوصا من يتعرضون لهزات اقتصادية او نقص في الموارد ان يتركوا بعض ما يشتهون ويكفوا عن الاسراف.


إرشاد النفس

وعن الحياة والعصرية وما يشملها من ملذات وشهوات شتى تحيد بالانسان عن جادة الصواب احيانا قال فضيلة الشيخ سالم بن حمد الحارثي انه ينبغي للإنسان ان يقيم نفسه ويمسكها ويرشدها الى الطريق الصحيح ولا يتأتى له ذلك الا بقدوة يقتدى بها ويسير منهجه عليها وخير قدوتنا جميعا هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين استطاعوا بانتهاجهم النهج الاسلامي والتشريع الرباني ان تستقيم حياتهم ويهنئوا بها وقال انه لو اتحد المسلمون وتمسكوا بالكتاب والسنة والاستقامة واعتصموا بيد واحدة استطاعوا بذلك رفع كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله فيجب على الانسان ان يقوي قلبه بذكر الله عز وجل وقراءة القرآن وقيام الليل وكثرة الدعاء الى الله فكل هذه الامور من شأنها ان تقرب الانسان الى ربه وبالتالي تحببه الى المجتمع المحيط به وقد فهم المسلمون الاوائل هذه المعاني كلها فكان رمضان بالنسبة لهم موسما للقناعة ومجالا للعطف على ذوي الفاقة والعسر فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن كما كان رمضان في الامس الغابر ميدانا للاجتهاد في العبادة ومدارسة القرآن والحديث والاعتكاف الخالص للتأمل والتدبر والتفكر.

عادات حسنة

وعن العادات والتقاليد التي كان الناس يتبعونها خلال شهر رمضان المبارك قال : لقد كان الناس في السابق يمارسون خلال ايام وليالي رمضان المبارك العديد من العادات والتقاليد الحسنة والتي تتمثل في كثرة اطعام المساكين والفقراء والمحتاجين وكثرة زيارة الارحام وكان غنيهم يعطف على فقيرهم وكذلك كان الناس يتجمعون في مكان واحد يتسامرون فيه ثم يذهبون لاداء صلاة التراويح واما الآن فالزيارات قليلة ومحدودة بين الناس خلال شهر رمضان وذلك بسبب تعلل الناس بكثرة انشغالهم وتعدد اعمالهم.


صيام الناشئة
وفي قضية تعويد الناشئة صيام شهر رمضان والسن المناسبة للصيام قال: ان بلوغ الطفل السن العاشرة الى اثنتي عشرة سنة هي السن المناسبة لتعويد الطفل على الصيام حيث انها سن الادراك التي يكون فيها الطفل قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ وعن كيفية ترغيب الطفل في الصيام قال: على الاسرة ان لا تكلف الطفل على صيام الشهر كاملا بل بإمكانها ان تسمح له بصيام نصف اليوم فقط وفي اليوم التالي صيام اليوم كاملا على ان يعطى جائزة كتشجيع له على صيام اليوم التالي مع امتناعه عن انواع المفطرات . واضاف ان تربية الابناء وتعويدهم على الصوم هو جزء عظيم ومهم وله وزنه في منظومة التربية الصحيحة .


الشباب و رمضان
وحول قضاء بعض فئات الشباب وقتهم في السهر قال انه بالفعل من الامور التي قد تعوق منهج الاصلاح الرمضاني للأسرة هو قيام الابناء بالسهر خارج المنزل حتى الصباح التي اصبحت قضية لها آثارها السلبية على النفس والاسرة والعمل والمجتمع بل ربما تهدم افعال الليل اجر صيام النهار واثره في تربية النفس وهكذا تتجرح ليالي رمضان كل عام جرحا بالغ الاثر وذلك لاسباب اهمها ان رمضان بالنسبة للأمة الاسلامية هو شهر مبارك ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم مرة لبيان انه شهر الصيام قال تعالى (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فالحكمة من الصيام مراقبة الله تعالى في السر والعلن مع الخشية التي تجعل المؤمن يقف عند حدود الله سبحانه وتعالى في الامر والنهي. واوضح فضيلته ان من الخطأ السهر في ليالي رمضان في غير طاعة الله كالسهر في اللعب والسمر وفي الطرقات والاماكن العامة والارصفة بينما الاصل ان رمضان يجب ان يصام نهاره ويقام ليله بالصلوات والطاعات وعلى الانسان ان يصلي قيام الليل وان يؤدي الفرائض في جماعة ويكثر من صلاة التطوع ويلازم صلاة التراويح في جماعة ويحرص على اداء صلاة السحر.

الكتمان
15-10-05, 02:12 PM
مشكور اخوي جاسم على الموضوع
وتقبل الله صيامكم في هذا الشهر الفضيل
وتقبل اعمالكم ان شاء الله
بارك الله فيك

Malena
15-10-05, 03:37 PM
بارك الله فيك اخ جاسم
وجزاك الله خيرا وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك

جاسم الباسم
16-10-05, 12:00 PM
الكتمـــان
Malena


جزاكم الله الف خير على مروركم الطيب

ودمتم في حفظ الرحمن

وهــج
17-10-05, 03:19 AM
جعله الله في ميزان حسناتك ...

يعطيك العافية أخوي جاسم ع المشاركة الرائعة...

جاسم الباسم
18-10-05, 10:04 AM
اختي العزيزة جزاك الله الف خير ويعطيك الف عافيه ودمتي في حفظه ورعايته

بوحمد
18-10-05, 04:20 PM
اخوى / جاسم الباسم

اثابك البارى على الموضوع الطيب
الله اسأل أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى
وأن يعيننا على الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة بإذنه عز وجل .

جاسم الباسم
20-10-05, 12:45 AM
اللهم آمــــين

جزاك الله الف خير واسأل الله لي ولكم خير الجزاء ونعم الثواب

ودمت في حفظه رعايته