المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذين دمروا مستقبل 247 معلم حاسوب



yasser
04-09-02, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الذين دمروا مستقبل 247 معلم حاسوب

إلى كل من يهمه الأمر أوجه هذه الرسالة لعلها تجد أذنا صاغية ...
أنادي فيكم قلوبكم الحية وضمائركم اليقظة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
-----------------------------------
ها أنا ذا أعود إلى أرض الوطن بعد غياب دام سبعة أشهر، كانت كأنها الدهر كله ، فكان أول همي ساعة هبطت أرضها ، أن أرى أعز أصدقائي ، بعد أن انقطعت اتصالاته ، وحاولت مرارا وتكرارا الاتصال به ، غير أن جدار الصمت كان يقف في وجهي كلما حاولت ذلك ، وذهبت بي الظنون في شأنه كل مذهب ، إلا أن أرتاب في صدقه ووفائه، فذهبت إلى منزله في الساعة الأولى من الليل، فرأيت ما لا تزال حسرته متصلة بقلبي حتى اليوم، تركت هذا المنزل فردوساً صغيراً من فراديس الجنان ، تتراءى فيه السعادة في ألوانها المختلفة ، وتترقرق وجوه ساكنيه بشرا ً وسروراً ، ثم زرته اليوم فخيل إلى أنني أمام مقبرة ساكنة موحشة لا يهتف فيها صوت ولا يتراءى في جوانبها شبح ، ولا يلمع في أرجائها مصباح ، فظننت أني أخطأت المنزل الذي أريده ، أو أنني بين منزل مهجور ، فمشيت إلى الباب ، فطرقته ، فلم يجبني أحد، فطرقته أخرى ، فسمعت خطوات تقترب ، ثم لم يلبث أن انفرج لي عن وجه غلام صغير ، فتأملته على ضوء المصباح ، فرأيت في وجهه صورة أخيه ، فسألته عنه ، فأشار إلي بالدخول ، ومشي أمامي حتى وصل قاعة الضيوف ، وأشار إلي بالجلوس فجلست ، ثم سألته عن سبب تغير أخاه فأخبرني أن أخاه أصبح معلماً لكن مع وقف التنفيذ ، ثم استأذن وذهب، وكم كانت تلك الثواني دهوراً طولية ، انتظرت خلالها أعز أصدقائي ، وفي نفسي من القلق والاضطراب ، ما يكون في نفس الذاهب إلى ميدان سباق قد خاطر فيه بجميع ما يملك ، فهو لا يعلم أيكون بعد الساعة أسعد الناس أم أشقاهم ، سمعت خطوات تقترب وفتح الباب وانكشف عن مشهد لا يزال يأرقني حتى الساعة.

الآن عرفت أن الوجوه مرايا النفوس ، تضيء بضيائها ، وتظلم بظلامها ، فقد فارقت الفتى منذ سبعة أشهر فأنستني الأيام صورته ، ولم يبقى في ذاكرتي منها إلا ذاك الضياء اللامع ، ضياء السعادة والأمل الذي كان يتلألأ فيها تلألأ نور الشمس في صفحتها . فلما رأيته الآن ، ولم أر أمام عيني تلك الغلالة البيضاء التي كنت أعرفها ، خيل إلي أنني أرى صورة غير الصورة الماضية ، ورجلا غير الذي كنت أعرفه من قبل .

لم أرى أمامي ذلك الفتى الجميل الوضاح الذي كان كل منبت شعرة في وجهه فما ضاحكا ، تموج فيه ابتسامة لامعة ، وكان الأمل بالغد الأفضل من أهم صفاته ، والتفاؤل من أهم مميزاته ، بل رأيت مكانه رجلا شقيا منكوبا قد لبس الهرم قبل أوانه ، وأوفى على الخمسين قبل أن ينسلخ من العشرينات ، فاسترخى حاجباه ، وثقلت أجفانه ، وجمدت نظراته ، وتجعد جبينه ، وتهدل عارضاه( خداه) ، واستشرف عاتقاه ، وهوى رأسه بينهما ، وكأن أحزان الأرض قد جثت على صدره ، وهموم الدنيا قد لازمته ، أصبح يعيش بلا أمل بالمستقبل ، ينظر إلى الحياة بعين التشاؤم .
دخل الفتى ، فوقفت ، وساد الصمت بضع لحظات ، لم أعرف ما أقول له ، ولم يعرف هو ما يقول لي، غير أننا تبادلنا نظرات فيها من المعاني ما لا تستطيع أن تقوله الألسن ، غير أنه كان لا بد لأحدنا أن يكسر حاجز الصمت.
فكان أول ما قلت له : لقد تغير فيك كل شيء ، يا صديقي ، حتى صورتك! وكأنما ألم بما في نفسي ، وعلم أني علمت من أمره كل شيء، فأطرق برأسه إطراق من يرى أن باطن الأرض خير له من ظهرها ، ولم يقل شيئاً، فدنوت منه حتى وضعت يدي على عاتقه ، وقلت له :

والله ما أدري ماذا أقول لك ؟ أأعظك ، وقد كنت واعظي بالأمس ، ونجم هداي الذي أستنير به في ظلمات حياتي ؟ أم أرشدك إلى ما أوجب الله عليك في نفسك ؟ ولا أعلم شيئاً أنت تجهله ، ولا تصل يدي إلى عبرة تقصر يدك عن نيلها . أم أسترحمك لنفسك ولأهلك ؟ وأنت صاحب القلب الرحيم الذي كان طالما خفق بالبعداء ، فأحرى أن يخفق رحمة بالأقرباء!

إن هذه الحياة التي تحياها ، يا صديقي ، إنما يلجأ إليها الهمل العاطلون الذين لا يصلحون لعمل من الأعمال ، ليتواروا عن أعين الناس حياء وخجلا حتى يأتيهم الموت ، فينقذهم من عارهم وشقائهم، وما أنت بواحد منهم !
أنك تمشي ، يا صديقي ، في طريق القبر ، وما أنت بناقم على الدنيا ، ولا بمتبرم ( سئم وضجر) بها ، فما رغبتك في الخروج منها خروج اليائس المنتحر ؟!

حسبنا، يا صديقي ، من الشقاء في هذه الحياة ما يأتينا به القدر . فلا نضم إليه شقاء جديداً ، نجلبه بأنفسنا لأنفسنا ، فهات يدك ، وعاهدني على أن تكون اليوم كما كنت بالأمس ، ثم مددت يدي إليه ، فراعني أنه لم يحرك يده ، فقلت له : ما لك لا تمد يدك إلي؟
فاستعبر باكياً وقال : لأنني لا أحب أن أكون كاذباً ولا حانثاً .
فقلت : وما يمنعك من الوفاء ؟
قال: يمنعني منه أنني رجل شقي ، لا حظ لي في سعادة السعداء .
قلت : قد استطعت أن تكون شقياً ، فلم لا تستطيع أن تكون سعيداً؟
قال : لأن السعادة سماء والشقاء أرض . والنزول إلى الأرض أسهل من الصعود إلى السماء ، وقد زلت قدمي عن حافة الهوة ، فلا قدرة لي على الاستمساك ، حتى أبلغ قرارها ، وقد شربت أول جرعة من جرعات الحياة المريرة ، فلا بد لي من أن أشربها حتى ثمالتها( البقية الباقية في قعر الإناء) .
قلت : ليس بينك وبين النزوغ ، إلا عزيمة صادقة تعزمها، فإذا أنت من الناجحين .
قال : أن العزيمة أثر من آثار الإرادة ، وقد أصبحت رجلاً مغلوباً على أمري لا إرادة لي ولا خيار . فدعني يا صديقي ، والقضاء يصنع بي ما يشاء ، وابك صديقك القديم منذ اليوم ، أن كنت لا ترى بأساً في البكاء على فاقدين الإرادة . يا صديقي لو أن الأمر بيدي ، أو أنني قصرت في شيء لما حزنت ، غير أنني منذ خمس سنوات ، سنة في الثانوية العامة ، وأربع سنوات في كلية التربية ، وأنا أعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل ، ولما أقترب الحصاد وأينعت الثمار ونضجت وحان قطافها ، اكتشفت أنها سراب.
قلت: وهل معنى هذا أنك تيأس وتستسلم .
قال : أنك يا صديقي لست أنا ، ولم تمر بما مررت به ، دعني أقص لك ما حصل لي بالتفصيل ، لعلك تقدر وضعي .

كانت أياماً وأسابيع وأشهر مملوءة بالجد والنشاط والاجتهاد، وليالي لم تعرف فيها عيني سنة من نوم ،وكان لا يراني الرائي إلا ناظراً في كتاب أو كاتباً في دفتر أو أستظهر قطعة أو أعيد درساً، وفي النهاية وصلت إلى آخر الطريق و جنيت ثمر ما زرعت ، وحصلت على أعلى النسب ، كانت تلك أيام الثانوية العامة قبل أربع سنوات .

ولما كانت مهنة التعليم اختياري الأول منذ الصغر قررت الالتحاق بكليات التربية لأصبح معلماً في إحدى مدارس وطني الغالي ، وكان لا بد لي من أن أختار أحد التخصصات ، فاخترت تخصص الحاسوب لأنه تخصص جديد ويطرح للمرة الأولى وبذلك سأكون من الدفعة الأولى ، وكذلك لأن الحاسوب لغة العصر ، وأن تعريف الجاهل سيصبح في المستقبل القريب ( هو الشخص الذي لا يعرف استخدام الحاسوب ) وليس الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة ، ولأن معلم الحاسوب معلم متميز بين زملائه المعلمين ، وحتى في الحياة العامة والمجتمع ينظر إليه نظرة خاصة ، لكل ذلك وأكثر اخترت تخصص الحاسوب .

ومرت أربع سنوات عانيت فيها من صعوبة المقررات ومرارة الغربى غير أن الأمل بمستقبل أفضل كان يدفعني لمزيد من الجهد والاجتهاد ، وساعة تلو ساعة ويوم تلو يوم مرت أربع سنوات.

وانتظرت التعيين بفارغ الصبر ،وكم كانت تلك الأيام دهوراً ، عشتها ساعة بساعة، عين زملائي في التخصصات الأخرى ، أما نحن تخصص الحاسوب فلا خبر عنا ، وبعد أسبوعين جاء ت النتيجة التي تقول أن من كان معدله 2.76أو أعلى فقد عين أما من هو أقل فلم يعين وعليه الانتظار.

وعندما راجعنا قسم التخطيط بوزارة التربية والتعليم قالوا لنا إنه لا يوجد شاغر وأننا اكتفينا بمئة وثلاثة منكم أما الباقون وهم مائتان وسبعة وأربعون فلا يوجد شاغر لهم ، وعليهم الانتظار إلي السنة القادمة .
سبحان الله !، أولستم أنتم الذين قلتم لوزارة التعليم العالي قبل أربع سنوات من الآن أنكم تتوقعون أنكم ستحتاجون لثلاثمائة وخمسين معلم حاسوب في السنة الدراسية 2002/2003 ، مالكم الآن تتخلون عنا ، ولماذا أرقامكم لا تطابق الواقع ، وإذا فرضنا أنكم أخطئتم ـ والكمال لله ـ فستخطئون في شخص أو شخصين وربما عشرة أو حتى عشرين ، فما بالكم في مائتين وسبعة وأربعون ، يا له من خطأ فادح ، ثم بعد ذلك كله تعدوننا بالسنة القادمة ، حينما تتخرج الدفعة الثانية والتي عددها ليس أقل من الدفعة الأولى فهي في قرابة 350 وإذا جمعنا إليها من لم يتعينوا من الدفعة الحالية فسنحصل على قرابة 600 معلم ، بالله عليكم أيها المخططون إذا لم تستطيعوا أن تعينوا سوى 103 هذه السنة فهل ستستطيعون أن تعينوا 600 في السنة القادمة ؟ وحينها تتعقد الأمور فمن ستعينون هل الدفعة الأولى أم الدفعة الثانية ؟.
يا له من خطأ كبير ارتكبتموه ، والثمن ندفعه نحن ولستم أنتم ، الثمن هو مستقبلنا مستقبل 247 معلم، أيعقل هذا ... يقول تعالى {{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}} الأنعام 164، ترى ما يكون موقفكم لو جعلتم أنفسكم مكاننا ، أو لنقل أنكم خسرتم وظائفكم .هذا هو احترامكم للمعلم ، وما ذنبنا غير أننا اخترنا هذا التخصص.

كانت لي أمال وأحلام وطموحات بغد أفضل ومستقبل مشرق ، معلماً أعلم أطفال بلدي ، ومدرساً أدرس أبناء وطني ، وأكون يداً تبني و ساعداً يعمر ، ولأرد ولو الشيء القليل من فضل عمان الغالية، وأشتري هدية أقدمها لأغلى أم ، وأقول لأبي الغالي : حان الوقت أن تستريح ، أنا سأكمل المسير عنك، وأبني بيتاً أطل من إحدى نوافذه فأطل على سماء وطني ، وأشتري سيارة أطوف بها ربوع بلدي .

أما الآن فلا أمال ولا أحلام ولا طموحات ، فقد أنهدم قصر طموحات الأشم لأنني اكتشفت أن أساسه قد اختفى ،فأصبحت كالذي يسير في طريق يعتقد أن في نهايته جنة خضراء ملتفة الأشجار مترادفة الأغصان ، فيها من الأزهار ما شاء الله ، ومن الأنهار الكثير، فإذا بي أجد نفسي في صحراء قاحلة لا أشجار فيها ولا أنهار و لا شيء يدل على الحياة ، ولا حتى سحابة صغيرة في الأفق البعيد تبشر بخير.
والآن أصبحا عالة ليس على نفسنا وأسرنا فقط بل على مجتمعنا ووطننا أيضاً ، وأصبحنا أشخاصاً تعساء وأشقياء وأصبنا بإحدى النكبات العظام والرزايا الجسام ، وأصبحنا نظن أن باطن الأرض خير لنا من ظهرها .

غير أننا لم نستسلم وذهبنا لمقبلة العديد من المسئولين ، موظفين في كل من وزارة التربية والتعليم ، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الخدمة المدنية ، ووزارة المالية ، ومدراء عموم ، ووكلاء ، كما قابلنا سعادة وزير التربية والتعليم .
وخلاصة المقابلات أنه لا توجد وظائف شاعرة ، ولكن الأمر قيد الدراسة الجادة ، وكل ما علينا هو الانتظار.
هذا غير الاتصالات الهاتفية والرسائل. والكل يعدنا بالخير .

التكمله في الموضوع الثاني لئن المنتدا محدد طول الرساله ألف

yasser
04-09-02, 01:09 PM
والآن نحن لا ندري هل كل تلك الوعود والكلام المعسول مجرد وسيلة لتخلص منا ، وأداة لتهدأتنا .
أين ذهب جهد وتعب خمس سنوات .
وكل ما نخشاه هو أن يتأخر تعييننا إلى السنة القادمة ، حيث أنه- كما سبق أن قلت - في بداية السنة الدراسية القادمة سيصبح مجموع عدد الخريجين قرابة 600(247 الذين لم يتعينوا هذه السنة و 350 خريجين السنة القادمة ) فأن سيذهب كل هؤلاء ، أن لم تستطع وزارة التربية والتعليم أن تعين سوى 103 هذه السنة ، فهل ستستطيع أن تعين 600 في السنة المقبلة ؟ لا أعتقد ذلك ، والضحية هم نحن أيضاً.
ترى لماذا نحن طلاب الحاسوب فأران تجارب على طول الخط ، فنحن الدفعة الأولى تم تجريب المناهج والمقررات علينا تجريباً ، المقرر الجيد سيدوسونه السنة المقبلة ، والغير جيد لا يدرسونه ، أو يطورونه ، ولماذا المقررات الصعبة دوما من نصيبنا ، وحين تخرجنا عين البعض القليل منا بنسبة 29.4% أما الباقون وهم الأكثر بنسبة 70.6 % فلم يعينوا ، وكأنه لم يكفنا ما حصلنا عليه في الثانوية العامة من نسبة عالية ، وما لقيناه في الكلية من صعوبة حتى نفاجأ بعدم تعيين 70.6 % منا .
ولماذا زملائنا في التخصصات الأخرى يغبطوننا ويحسدوننا على ما نحن فيه من تخصص، ولماذا الأساتذة والدكاترة وعمداء الكليات دوما يقولون لنا دوما أنتم واجهة الكلية، كما يمكنكم أن تكملوا دراستكم العليا بسهولة ، ولماذا كل زائر ومسئول للكلية يقول لنا أن لكم مستقبل متلألأ ، وغداً مشرق ، حتى رفعتمونا إلى السحاب ولما كنا واثقين من تعيينا واقتربت ساعة ذاك اليوم ، فوجئنا بأن 70.6 % لم يعينوا ، ترى هل تدركون كم حطمتمونا ، ودمرتمونا ، وكأننا كنا جوعا فإذا بكم تعطوننا فاتحاً للشهية ثم تتركوننا.
ترى هل الخطأ ناتج من التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي؟ ، بالله عليكم أي تنسيق هذا الذي يأدي إلي تعيين 29.4% أما الباقون وهم 70.6 % فلا يعينون. وفي النهاية نحن الضحية.

وإذا لم ترحمونا فرحموا أماً ضعيفة ، وأباً كهلاً ، لا مطمع لهم من الدنياً إلا أن يروا أبنائهم قد صاروا رجالاً.
ترى ألم يكفي الوطن عشرات الآلاف من خريجي الثانوية العامة من دون عمل ، حتى نكون نحن زيادة لهم.

قلت : أني أعرف كل هذا وأكثر ، وأعلم أنك لم تقصر ، وأنك لست وحدك فمعك 247 معلم من أبناء هذا الوطن الغالي ، ولكن رغم ذلك كله اصبر أن الله مع الصابرين .
ولتعلم أن صبرك هذا هو اختبار حقيقي لمدى قوة إيمانك بالله ، ومحك لمدى إيمانك بالقضاء والقدر .

أرفع يديك إلى السماء وأدعو رب العزة والجلال {{ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }} الأنبياء 83
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نفث روح القدس في روعي: أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله تعالى، فإن الله لن ينال ما عنده إلا بطاعته.

عَنْ ابن عباس رضي الله عنهِ قَالَ: كنت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوما فقَالَ: {يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعَنْ باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف} رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
وفي رواية غير الترمذي: (احفظ اللَّه تجده أمامك، تعرف إِلَى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) .


عن أبي يحيى صهيب بن سنان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم } :عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمِنْ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له{ رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وقرأ قول الشاعر:
اصطكت فلما اشتدت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وقول الشاعر:
يا صاحب الهم أن الهم منــفرج أبشر بخير فإن الفـــارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصــــاحبه لا تيأس فإن الكافــــــــــي الله
الله يحدث بعد العسر ميســــرة لا تجزعن فإن القاســــــم الله
إذا بليت فثق بالله وارض بـــه إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحــــد فحسبك الله كــــــــــل لك الله

قال : هل تطلب منا أن نرضى بالواقع ، ونجلس في بيوتنا .
قلت : لا بالطبع ، ما قصدته هو أنه يجب عليكم أن تكونوا ذي إرادة حديدية ، لا يصيبكم اليأس والإحباط ، واستمروا في مقابلة المسئولين ، فأنتم على الطريق الصحيح ، وإذا صبرتم خمس سنوات فما يضيركم من الصبر عدة أسابيع أخري ، فهذا حقكم وثمرة سنوات جهدكم. لكن لا تيأسوا وشددوا الضغط على المسئولين ليعينوكم فأنكم إن لم تعينوا خلال هذه الأيام فلا أعتقد أنكم ستعينون السنة المقبلة لأنهم سيعينون دفعة تلك السنة لأنها جديدة ، أما أنتم فجلسوا في بيوتكم ، ومسحوا من أذهانكم فكرة التعيين ، ونسوا أنكم اجتهدتم وثابرتم خمس سنوات. ذلك أن المسئولين أخطئوا في حقكم مرتان، الأولى منهما : عندما أدخلوا 350 طالب في العام الدراسي 1998/1999 بينما كان المفترض أن يدخلوا 103 فقط ، أما الثانية : رفضهم الشديد لتعينكم الآن ، وكل وزارة تلقي المسؤولية على الوزارة الأخرى وتتخلى هي عن المسؤولية .
خلاصة القول : لا تتخلوا عن إصراركم في التعيين ، لأنكم إن تخليتم انتهيتم ، وكونوا دوما معاً لأنكم فقط بذلك تنجحون.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في النهاية أعتذر عما وقع في رسالتي من أخطاء
راجيا من جميع من يقرأ هذه الرسالة أن يعلق عليها ( إجابياتها و سلبياتها)
راجيا من جميع أن يناصروننا بالنصح والإرشاد
----------------------
راجيا من الجميع أن يتعاون معنا ويقوم بإيصال نسخ من هذه الرسالة إلى كل من:
نسخة إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأدامه عزاً لهذا الوطن الغالي.
نسخة إلى مجلس الوزراء الموقر.
نسخة إلى كل من الوزارات التالية:
وزارة التربية والتعليم
وزارة التعليم العالي
وزارة الخدمة المدنية
وزارة المالية
نسخة إلى البرنامج التلفزيوني دائرة الضوء
نسخة إلى البرنامج الإذاعي البث المباشر
نسخة إلى كل معلم حاسوب لم يعين
نسخة إلى كل مواطن ومقيم يعيش على أرض هذا الوطن .

السلام عليكم ،،،
أخوكم الناطق باسم الذين لم يعينوا
-------------------------------------------------------------------------
عليكم صابرين والصبر طول عسى أنال في صبري شفاعه

sweet dreem
04-09-02, 05:46 PM
الله يعين بس

king1
13-09-02, 07:03 PM
طبعا هناك الكثير مما ورد بموضوع الاخ( ياسر) طارح الموضوع ولكني سأركز في النقاط التي أعتقد أنها أهم ما ورد بموضوعه ومن ثم سأحاول أن أبدي رأيي به ...


في موضوع الاخ ياسر: يحكي عن مدى التغير الذي أصاب صديقه من جراء المفاجأة التي تلقاها من قبل قسم التخطيط بوزارة التربية والتعليم ، والتي حولته لأن يعيش بلا أمل بالمستقبل ، يظر الى الحياة بعين التشاؤم.

يقول ألاخ كاتب الموضوع ::( لم أرى أمامي ذلك الفتى الجميل الوضاح الذي كان كل منبت شعرة في وجهه فما ضاحكا ، تموج فيه ابتسامة لامعة ، وكان الأمل بالغد الأفضل من أهم صفاته ، والتفاؤل من أهم مميزاته ، بل رأيت مكانه رجلا شقيا منكوبا قد لبس الهرم قبل أوانه ، وأوفى على الخمسين قبل أن ينسلخ من العشرينات ، فاسترخى حاجباه ، وثقلت أجفانه ، وجمدت نظراته ، وتجعد جبينه ، وتهدل عارضاه (خداه ،( واستشرف عاتقاه ، وهوى رأسه بينهما ، وكأن أحزان الأرض قد جثت على صدره ، وهموم الدنيا قد لازمته ، أصبح يعيش بلا أمل بالمستقبل، ينظر الى الحياة بعين التشاؤم. )
يقول المعني بالأمر (أي الخريج) : ((. يا صديقي لو أن الأمر بيدي ، أو أنني قصرت في شيء لما حزنت ، غير أنني منذ خمس سنوات ، سنة في الثانوية العامة ، وأربع سنوات في كلية التربية ، وأنا أعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل ، ولما أقترب الحصاد وأينعت الثمار ونضجت وحان قطافها ، اكتشفت أنها سراب((. .

لقد كانت مهنة التدريس اختياره الأول ، فاختار تخصص حاسوب لأسباب أهمها: ( لأنه تخصص جديد، لأنه يطرح لأول مرة ، ولأنه سيكون من الدفعة الولى بهذا المجالن ولأن تخصصه هذا هو لغة العصر، ولأنه سيصبح استاذا متميزا بين زملائه الاساتذة ، ولأن المجتمع ينظر لمثل هؤلاء نظرة خاصة عن باقي التخصصات الاخرى) . كل هذه الاسباب وأكثر دفعته لأن يختار هذا التخصص ، ثم تأتي الصدمة التي غيرت مجرى حياته عند اعلان النتائج بقبول من كان معدله (2.76 أو أكثر )بأنهم قد عينوا والباقي ما دون ذلك ينتظر التعيين ...

قسم التخطيط بوزارةالتربية والتعليم يقول بأنه استكفى بعدد (103) خريج من أصل (350) ،والباقي (247) خريج ينتظر دوره ، او بالأحرى لا يوجد شواغر لهم بالوقت الحاضر ، ويجب عليهم الانتظار الى السنة القادمة .

عليهم الأنتظار الى السنة القادمة ، اي عليهم ان ينتظروا خريجي السنة القادمة والذين يحملون نفس التخصص ، أي أنهم سنتظرون العدد القادم من الخريجين والذي يماثل عددهم تقريبا، اي أنهم سيصبحون بحدود (600) خريج تخصص حاسوب !!

يقول صديق كاتب الموضوع : (غير أننا لم نستسلم وذهبنا لمقبلة العديد من المسئولين ، موظفين في كل من وزارة التربية والتعليم ، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الخدمة المدنية ، ووزارة المالية ، ومدراء عموم ، ووكلاء ، كما قابلنا سعادة وزير التربية والتعليم .(
وخلاصة المقابلات أنه لا توجد وظائف شاغرة ، ولكن الأمر قيد الدراسة الجادة ، وكل ما علينا هو الانتظار.
هذا غير الاتصالات الهاتفية والرسائل. والكل يعدنا بالخير . والآن نحن لا ندري هل كل تلك الوعود والكلام المعسول مجرد وسيلة لتخلص منا ، وأداة لتهدأتنا . أين ذهب جهد وتعب خمس سنوات .

لقد كانت لي أمال وأحلام وطموحات و....أما الآن فلا أمال ولا أحلام ولا طموحات ، .. وأصبحنا نظن بأن باطن الأرض خير لنا من ظهرها..


وفي النهاية يقول الأخ طارح الموضوع (ياسر) :
راجيا من الجميع أن يتعاون معنا ويقوم بإيصال نسخ من هذه الرسالة إلى كل من:
نسخة إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأدامه عزاً لهذا الوطن الغالي.
نسخة إلى مجلس الوزراء الموقر.
نسخة إلى كل من الوزارات التالية:
وزارة التربية والتعليم
وزارة التعليم العالي
وزارة الخدمة المدنية
وزارة المالية
نسخة إلى البرنامج التلفزيوني دائرة الضوء
نسخة إلى البرنامج الإذاعي البث المباشر
نسخة إلى كل معلم حاسوب لم يعين
نسخة إلى كل مواطن ومقيم يعيش على أرض هذا الوطن .
-------

الآن دعونا ننظر الى الموضوع من زواياه كافة : يقول الاخ ياسر طارح الموضوع وعلى لسان صديقه الخريج ((أولستم أنتم الذين قلتم لوزارة التعليم العالي قبل أربع سنوات من الآن أنكم تتوقعون أنكم ستحتاجون لثلاثمائة وخمسين معلم حاسوب في السنة الدراسية 2002/2003 ،))

في هذه الجملة وردت كلمة (( تتوقعون )) .. هذه الكلمة الصادرة من جهة وزارة التعليم العالي بالتوقع وليس (( بالتأكيد )) ، فالوزارة لم تقل أؤكد لكم بأنكم ستتوظفون ، وانما نطقت بكلمة التوقع ... فالتوقع شيء والتأكيد على الامر شيء اخر .... هذه من جهة ، ومن جهة اخرى فانه حين تم قبول (350) طالبا ، تخصص حاسوب، هل قامت وزارة التربية بالتأكيد على أنه سيتم توفير الشاغر لهذا العدد من الطلبة؟؟ لا أعتقد ذلك ، وانما قامت بتعليمهم حسب ما هو كان متوقع ... كان من المتوقع توظيف هذا العدد ولكن ما كل ما يتمناه المرا يدركه ..تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ... من جهة ثالثة لو تمعنا الى هذا التخصص جيدا ، سنجد بأنه تخصص مرغوب به بشكل كبير من قبل القطاع الخاص ، فهناك الفرص الكبيرة والشواغر لمثل هذا التخصص وربما تكون الدرجة المالية أفضل من درجة القطاع الحكومي .....

فهل ستوضف الحكومة كل خريج ؟!! هل ستوظف خريجي الجامعة أم كليات التربية أم ستوظف خريجي بعض المعاهد الحكومية ؟؟!!!

ولي تكملة بعد أن ارى ارائكم بهذا الموضوع....

king1
13-09-02, 07:15 PM
وللمزيد من الايضاح حول هذا الموضوع تفضل وقم بزيارة السبلة العامة لمنتدى سبلة العرب (http://glory.vosn.net/~omanian/vip/ubb/ultimatebb.php?ubb=get_topic;f=3;t=018561)

yasser
15-09-02, 02:15 PM
أنت معنا ولا مع المخططين الاغبياء new01

king1
16-09-02, 12:48 PM
أخي ياسر ، أطال الله بقائك ، فأولا أنا لست مع الأغبياء ولست أيضا مع الأذكياء......

أنا مع ما أراه حق وأصح .......... نعم أنا معك في أن الوزارة كانت تتوقع في توضيف العدد الذي طلبته ولكن ما استكفت حتى أهملت الباقي وأقنعتهم بالأنتظار لحين الحصول على الشواغر في الجهات الحكومية المختلفة....... ولكن كما قلت سابق أنظر الى الخريجين من زاوية أخرى ... انهم شباب كاملي العقل والعلم وحسن التدبير والتصرف .

القطاع الخاص يرحب بمثل هذه المواهب ويفتح أبوابه على مصراعيه ، ولكنه ينتظر منهم أن يعبروها، فهل عبروها ؟‍

القطاع االخاص بمختلف أنشطته له علاقات ذات صلة مع الجهات الحكومية ، حينها يكون الخريج قد أكتسب خبرة عمل أضافة الى درجة علمية ، فهل ستقول الوزارة المعنية بألمر ، لا نريد من يمتلك مثل هذه الخبرات والعلاقات والشهادة العلمية ؟؟؟

الاخطبوط
17-09-02, 09:37 PM
حسبي الله ونعم الوكيل ما نقول الا الله يعينهم بس:(