بوحمد
26-10-04, 12:22 AM
طنين الأذن
http://www.alkhaleej.ae/dak/images/2004/10/23/helth.jpg
الطنين مرض يتمثل في ضجيج ينبع من داخل الأذن وليس من البيئة الخارجية وقد يحدث في الأذنين معا. ولطالما وصف الطنين بأنه صوت رنين أو أزيز أو هدير يشبه صوت الماء أو صفير يشبه ذلك الذي تسمعه عندما تضع صدفة بحرية بالقرب من أذنك. وهناك عدة أنواع من الطنين منها على سبيل المثال الطنين النغمي الذي يتمثل في سماع رنين متواصل وكأن نغمة موسيقية يتم تكرارها مرة بعد مرة، والطنين النبضي ويتمثل في أصوات تسمع على إيقاع نبضات القلب .
في حالات نادرة، يصاب الناس بنوع نادر من الطنين يسمى “الطنين الموضوعي وفي هذه الحال لا يكون الشخص المصاب هو الوحيد الذي يسمع الصوت ، بل يسمعه أشخاص آخرون أيضا .
وبالإضافة إلى الأصوات، هناك أعراض أخرى مرتبطة بالطنين وتشمل الشعور بالدوار وألم في الأذن وإحساس بالامتلاء في الأذنين والصداع. وقد يصيب الطنين أي شخص، علما بأن احتمالات الإصابة به تزداد مع التقدم بالعمر. والأشخاص المعرضون لدرجة كبيرة لتصلب الشرايين، هم أكثر عرضة للإصابة بالطنين مقارنة بالآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعملون في أجواء صاخبة هم أيضا معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بطنين الأذن .
والطنين عمليا ليس من الأمراض الخطيرة ولكن سبق أن ترافق مع فقدان السمع مرارا. ويخشى العديد من المصابين بالطنين من أن يفقدوا القدرة على السمع مع ان الطنين بحد ذاته لا يسبب الصمم .
ويعتقد البعض أن الاكتئاب يسبب الطنين وإذا ما تمت معالجة الاكتئاب يتخلص المريض من الطنين. ويعتقد معظم الخبراء أن الحالة المعاكسة هي الأرجح، أي بمعنى ان الطنين قد يسبب الاكتئاب الذي يجب أن تتم معالجته .
في حال الإصابة بالطنين الموضوعي، يستطيع الطبيب سماع الأصوات التي يسمعها عن طريق السماعة. وعادة ما يكون منشأ تلك الأصوات مشاكل بسيطة تتعلق بفتح وإطباق مفصل الفك والنفير (القناة السمعية التي تربط بين الأذن والجزء الخلفي من الأنف) نتيجة تقلص العضلات المتكرر. وهناك أسباب أخرى تشمل الجريان النبضي للدم عبر الشريان السباتي في الرقبة أو الهمهمة المستمرة الصادرة عن التدفق الطبيعي للدم عبر العصب الرقبي. وهناك عضلتان صغيرتان نسبيا في الأذن الوسطى مرتبطان بالعظام الدقيقة الموجودة في الأذن. وتتقلص هاتان العضلتان قليلا استجابة للأصوات الصاخبة أو الأصوات المفاجئة لحماية الأذن من الإصابة بفرط الإثارة. وفي بعض الأحيان، قد تبدأ إحدى هاتين العضلتين أو كليهما معا، بالتقلص والارتخاء على نحو منتظم لأسباب غير واضحة. ولأن هاتين العضلتين متصلتين بالعظام الدقيقة في الأذن، فقد تحدث تلك التقلصات صوت تكتكة منتظمة. وفي حالات نادرة، تؤثر التقلصات المنتظمة في إحدى عضلات الحنجرة المتصلة بالقناة السمعية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى صدور أصوات تكتكة مزعجة .
وفي بعض الحالات الحادة جدا، قد يكون الطنين الموضوعي مؤشرا مبكرا لارتفاع الضغط في السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي (السائل النخاعي). وقد تصدر أصوات نبضية عن انسداد شريان لسبب ما .
العلاج
هناك العديد من الخيارات العلاجية وتشمل العلاج البديل والأجهزة السمعية المساندة وتعزيز الوظائف الفيزيولوجية والمستزرع القوقعي والتحفيز والعلاج المعرفي والعقاقير .
* العلاج البديل: وجد بعض المرضى الذين تناولوا المعادن مثل المنغنيزيوم والزنك والتركيبات العشبية مثل “الجينوكو بيلوبا” وفيتامينات B ، أنها مفيدة، في حين أن آخرين استفادوا من الوخز بالإبر واستخدام المغناطيسيات والعلاج بالأكسجين مفرط الضغطية والتنويم المغناطيسي. بيد ان هذه العلاجات لم تصل أبدا إلى مرحلة تستطيع أن تثبت المزاعم التي تحكى عنها. ومع ذلك، فقد يسمح الطبيب بتجريبها لعلاج الطنين باعتبار أن مخاطرها الصحية قليلة جدا .
* الأجهزة السمعية: يشعر بعض المرضى الذين يعانون من الطنين وفقدان السمع كليا أو جزئيا، بالراحة ويجدون فائدة كبيرة من استخدام الأجهزة التي تعزز السمع .
* تعزيز الوظائف الفيزيولوجية: يتمثل هذا الأسلوب العلاجي في الاسترخاء بهدف ضبط بعض وظائف الجسم المرتبطة بالنظام العصبي المستقل. والهدف من هذا العلاج هو مساعدة المريض في إدارة الضغوط النفسية التي يتعرض لها من خلال تغيير استجابة الجسم لها .
* المستزرع القوقعي: وتتكون هذه التقنية من جزأين، يتمثل الجزء الأول في منظومة من الأقطاب الكهربائية تزرع في القوقعة، في حين يتمثل الجزء الثاني في جهاز استقبال يزرع تحت الجلد وراء الأذن مباشرة. وتقوم الأقطاب بإرسال إشارات صوتية كهربائية من الأذن إلى الدماغ. وحيث أن زرع الأقطاب يؤدي إلى تدمير جميع ما تبقى من خلايا الشعر السليمة داخل القوقعة، فإن هذا الأسلوب العلاجي يطبق على الذين فقدوا حاسة السمع تام أو شبه التام. وقد كشفت إحدى الدراسات أن نصف الذين كانوا يعانون من الطنين قبل زراعة الجهاز القوقعي، قد تحسنوا من خلال هذا الإجراء.
* العلاج المعرفي: يعتمد هذا الأسلوب على علاج ردود الفعل العاطفية تجاه الطنين بدلا من معالجة الطنين ذاته. ولتحقيق التغيير المطلوب في هذا الاتجاه، يعمل المستشار على مساعدة المريض على تحديد السلوكيات وأنماط التفكير السلبية ومن ثم يحاول أن يجري تغييرات فيها. ويتم تصميم برامج المشورة بما يتناسب مع كل مريض على حدة، وتقدم هذه البرامج أفضل النتائج عندما تترافق مع علاجات أخرى للطنين كالأدوية والطرق العلاجية الأخرى مثل العقاقير .
* العقاقير: أجريت العديد من الدراسات على أنواع مختلفة من العقاقير المستخدمة كمخفضات للطنين ومنها مضادات التوتر ومضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين التي نجحت في معالجة الطنين بدرجة أو بأخرى. ولكن نظرا لما لها من تأثيرات جانبية سواء أخذت بشكل منفرد ام على شكل تركيبة من مجموعة أدوية، شأنها في ذلك شأن جميع الأدوية، فإنه يبقى على المريض تحديد ما إذا كانت كفة التخلص من الطنين راجحة على كفة تلك التأثيرات أم لا .
تمكن فريق من العلماء بقيادة الدكتور آلان إتش. لوكوود في جامعة نيويورك الحكومية بمدينة بوفالو، للمرة الأولى من تحديد منطقة في الدماغ لها علاقة في تولّد الطنين. وباستخدام تقنية التصوير الطبقي بالبوزيترون، تمكن لوكوود من رسم خريطة للمناطق الدماغية لأشخاص يعانون من طنين في أذن واحدة. وكان باستطاعة هؤلاء الأشخاص رفع مستوى الطنين بالقيام ببعض الحركات في الوجه والفم. وتم قياس مستوى جريان الدم الدماغي الذي يعد مؤشرا على ارتفاع نشاط الدماغ عند هؤلاء الأشخاص، في عدة مراحل: فترة الراحة وخلال القيام بالحركات الوجهية وأثناء الاستماع إلى صوت صفير عال وأصوات نقية باستخدام سماعة الهاتف. وتمكن جهاز التصوير الطبقي من رصد تغيرات في القشرة الدماغية السمعية التي تمثل الجزء من الدماغ المسؤول عن معالجة الأصوات، في النصف الدماغ المعاكس للجهة المصابة بالطنين. وفي المقابل، استجابت القشرة الصوتية في جانبي الدماغ إلى الأصوات الصافية التي سمعها الشخص من أذن واحدة عبر السماعة. وعليه خلص العلماء إلى نتيجة مفادها: طالما أن الأصوات الخارجية التي وصلت إلى الدماغ عبر أذن واحدة، تستطيع أن تؤثر في جانبي الدماغ، فإن أن الأصوات الداخلية التي تؤثر في جهة واحدة فقط من الدماغ، تشير إلى ان الطنين قد ينشأ عن النشاط الدماغي .
وقال البروفيسور جيمس إف. باتي، مدير المعهد الوطني للصم والاضطرابات التواصلية الأخرى: “تمثل هذه النتائج إنجازا كبيرا وخطوة باتجاه فهم ظاهرة الطنين. ونحن على ثقة من أن هذه الدراسة ستقود إلى أبحاث تترجم إلى خيارات علاجية لملايين الناس الذين يعانون من الطنين”. ومن جهته، قال لوكوود: “إن تطوير علاجات فعالة أمر في غاية الصعوبة في ظل عدم توفر أدلة ملموسة عن كيفية تطور الطنين ومكان نشوئه. لقد خطونا خطوات مهمة باتجاه التوصل إلى علاج لهذا الظاهرة المزعجة”.
وعليه، فإن الطنين هو أحد الأعراض التي تترافق مع العديد من أمراض فقدان السمع. ولا تزال الآليات التي تقف وراء ظاهرة الطنين غير معروفة بالكامل، مما يعنى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لكشف الألغاز التي تقف وراء هذه الظاهرة .
المصدر : الملحق الطبي / جريدة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/dak/images/2004/10/23/helth.jpg
الطنين مرض يتمثل في ضجيج ينبع من داخل الأذن وليس من البيئة الخارجية وقد يحدث في الأذنين معا. ولطالما وصف الطنين بأنه صوت رنين أو أزيز أو هدير يشبه صوت الماء أو صفير يشبه ذلك الذي تسمعه عندما تضع صدفة بحرية بالقرب من أذنك. وهناك عدة أنواع من الطنين منها على سبيل المثال الطنين النغمي الذي يتمثل في سماع رنين متواصل وكأن نغمة موسيقية يتم تكرارها مرة بعد مرة، والطنين النبضي ويتمثل في أصوات تسمع على إيقاع نبضات القلب .
في حالات نادرة، يصاب الناس بنوع نادر من الطنين يسمى “الطنين الموضوعي وفي هذه الحال لا يكون الشخص المصاب هو الوحيد الذي يسمع الصوت ، بل يسمعه أشخاص آخرون أيضا .
وبالإضافة إلى الأصوات، هناك أعراض أخرى مرتبطة بالطنين وتشمل الشعور بالدوار وألم في الأذن وإحساس بالامتلاء في الأذنين والصداع. وقد يصيب الطنين أي شخص، علما بأن احتمالات الإصابة به تزداد مع التقدم بالعمر. والأشخاص المعرضون لدرجة كبيرة لتصلب الشرايين، هم أكثر عرضة للإصابة بالطنين مقارنة بالآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعملون في أجواء صاخبة هم أيضا معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بطنين الأذن .
والطنين عمليا ليس من الأمراض الخطيرة ولكن سبق أن ترافق مع فقدان السمع مرارا. ويخشى العديد من المصابين بالطنين من أن يفقدوا القدرة على السمع مع ان الطنين بحد ذاته لا يسبب الصمم .
ويعتقد البعض أن الاكتئاب يسبب الطنين وإذا ما تمت معالجة الاكتئاب يتخلص المريض من الطنين. ويعتقد معظم الخبراء أن الحالة المعاكسة هي الأرجح، أي بمعنى ان الطنين قد يسبب الاكتئاب الذي يجب أن تتم معالجته .
في حال الإصابة بالطنين الموضوعي، يستطيع الطبيب سماع الأصوات التي يسمعها عن طريق السماعة. وعادة ما يكون منشأ تلك الأصوات مشاكل بسيطة تتعلق بفتح وإطباق مفصل الفك والنفير (القناة السمعية التي تربط بين الأذن والجزء الخلفي من الأنف) نتيجة تقلص العضلات المتكرر. وهناك أسباب أخرى تشمل الجريان النبضي للدم عبر الشريان السباتي في الرقبة أو الهمهمة المستمرة الصادرة عن التدفق الطبيعي للدم عبر العصب الرقبي. وهناك عضلتان صغيرتان نسبيا في الأذن الوسطى مرتبطان بالعظام الدقيقة الموجودة في الأذن. وتتقلص هاتان العضلتان قليلا استجابة للأصوات الصاخبة أو الأصوات المفاجئة لحماية الأذن من الإصابة بفرط الإثارة. وفي بعض الأحيان، قد تبدأ إحدى هاتين العضلتين أو كليهما معا، بالتقلص والارتخاء على نحو منتظم لأسباب غير واضحة. ولأن هاتين العضلتين متصلتين بالعظام الدقيقة في الأذن، فقد تحدث تلك التقلصات صوت تكتكة منتظمة. وفي حالات نادرة، تؤثر التقلصات المنتظمة في إحدى عضلات الحنجرة المتصلة بالقناة السمعية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى صدور أصوات تكتكة مزعجة .
وفي بعض الحالات الحادة جدا، قد يكون الطنين الموضوعي مؤشرا مبكرا لارتفاع الضغط في السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي (السائل النخاعي). وقد تصدر أصوات نبضية عن انسداد شريان لسبب ما .
العلاج
هناك العديد من الخيارات العلاجية وتشمل العلاج البديل والأجهزة السمعية المساندة وتعزيز الوظائف الفيزيولوجية والمستزرع القوقعي والتحفيز والعلاج المعرفي والعقاقير .
* العلاج البديل: وجد بعض المرضى الذين تناولوا المعادن مثل المنغنيزيوم والزنك والتركيبات العشبية مثل “الجينوكو بيلوبا” وفيتامينات B ، أنها مفيدة، في حين أن آخرين استفادوا من الوخز بالإبر واستخدام المغناطيسيات والعلاج بالأكسجين مفرط الضغطية والتنويم المغناطيسي. بيد ان هذه العلاجات لم تصل أبدا إلى مرحلة تستطيع أن تثبت المزاعم التي تحكى عنها. ومع ذلك، فقد يسمح الطبيب بتجريبها لعلاج الطنين باعتبار أن مخاطرها الصحية قليلة جدا .
* الأجهزة السمعية: يشعر بعض المرضى الذين يعانون من الطنين وفقدان السمع كليا أو جزئيا، بالراحة ويجدون فائدة كبيرة من استخدام الأجهزة التي تعزز السمع .
* تعزيز الوظائف الفيزيولوجية: يتمثل هذا الأسلوب العلاجي في الاسترخاء بهدف ضبط بعض وظائف الجسم المرتبطة بالنظام العصبي المستقل. والهدف من هذا العلاج هو مساعدة المريض في إدارة الضغوط النفسية التي يتعرض لها من خلال تغيير استجابة الجسم لها .
* المستزرع القوقعي: وتتكون هذه التقنية من جزأين، يتمثل الجزء الأول في منظومة من الأقطاب الكهربائية تزرع في القوقعة، في حين يتمثل الجزء الثاني في جهاز استقبال يزرع تحت الجلد وراء الأذن مباشرة. وتقوم الأقطاب بإرسال إشارات صوتية كهربائية من الأذن إلى الدماغ. وحيث أن زرع الأقطاب يؤدي إلى تدمير جميع ما تبقى من خلايا الشعر السليمة داخل القوقعة، فإن هذا الأسلوب العلاجي يطبق على الذين فقدوا حاسة السمع تام أو شبه التام. وقد كشفت إحدى الدراسات أن نصف الذين كانوا يعانون من الطنين قبل زراعة الجهاز القوقعي، قد تحسنوا من خلال هذا الإجراء.
* العلاج المعرفي: يعتمد هذا الأسلوب على علاج ردود الفعل العاطفية تجاه الطنين بدلا من معالجة الطنين ذاته. ولتحقيق التغيير المطلوب في هذا الاتجاه، يعمل المستشار على مساعدة المريض على تحديد السلوكيات وأنماط التفكير السلبية ومن ثم يحاول أن يجري تغييرات فيها. ويتم تصميم برامج المشورة بما يتناسب مع كل مريض على حدة، وتقدم هذه البرامج أفضل النتائج عندما تترافق مع علاجات أخرى للطنين كالأدوية والطرق العلاجية الأخرى مثل العقاقير .
* العقاقير: أجريت العديد من الدراسات على أنواع مختلفة من العقاقير المستخدمة كمخفضات للطنين ومنها مضادات التوتر ومضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين التي نجحت في معالجة الطنين بدرجة أو بأخرى. ولكن نظرا لما لها من تأثيرات جانبية سواء أخذت بشكل منفرد ام على شكل تركيبة من مجموعة أدوية، شأنها في ذلك شأن جميع الأدوية، فإنه يبقى على المريض تحديد ما إذا كانت كفة التخلص من الطنين راجحة على كفة تلك التأثيرات أم لا .
تمكن فريق من العلماء بقيادة الدكتور آلان إتش. لوكوود في جامعة نيويورك الحكومية بمدينة بوفالو، للمرة الأولى من تحديد منطقة في الدماغ لها علاقة في تولّد الطنين. وباستخدام تقنية التصوير الطبقي بالبوزيترون، تمكن لوكوود من رسم خريطة للمناطق الدماغية لأشخاص يعانون من طنين في أذن واحدة. وكان باستطاعة هؤلاء الأشخاص رفع مستوى الطنين بالقيام ببعض الحركات في الوجه والفم. وتم قياس مستوى جريان الدم الدماغي الذي يعد مؤشرا على ارتفاع نشاط الدماغ عند هؤلاء الأشخاص، في عدة مراحل: فترة الراحة وخلال القيام بالحركات الوجهية وأثناء الاستماع إلى صوت صفير عال وأصوات نقية باستخدام سماعة الهاتف. وتمكن جهاز التصوير الطبقي من رصد تغيرات في القشرة الدماغية السمعية التي تمثل الجزء من الدماغ المسؤول عن معالجة الأصوات، في النصف الدماغ المعاكس للجهة المصابة بالطنين. وفي المقابل، استجابت القشرة الصوتية في جانبي الدماغ إلى الأصوات الصافية التي سمعها الشخص من أذن واحدة عبر السماعة. وعليه خلص العلماء إلى نتيجة مفادها: طالما أن الأصوات الخارجية التي وصلت إلى الدماغ عبر أذن واحدة، تستطيع أن تؤثر في جانبي الدماغ، فإن أن الأصوات الداخلية التي تؤثر في جهة واحدة فقط من الدماغ، تشير إلى ان الطنين قد ينشأ عن النشاط الدماغي .
وقال البروفيسور جيمس إف. باتي، مدير المعهد الوطني للصم والاضطرابات التواصلية الأخرى: “تمثل هذه النتائج إنجازا كبيرا وخطوة باتجاه فهم ظاهرة الطنين. ونحن على ثقة من أن هذه الدراسة ستقود إلى أبحاث تترجم إلى خيارات علاجية لملايين الناس الذين يعانون من الطنين”. ومن جهته، قال لوكوود: “إن تطوير علاجات فعالة أمر في غاية الصعوبة في ظل عدم توفر أدلة ملموسة عن كيفية تطور الطنين ومكان نشوئه. لقد خطونا خطوات مهمة باتجاه التوصل إلى علاج لهذا الظاهرة المزعجة”.
وعليه، فإن الطنين هو أحد الأعراض التي تترافق مع العديد من أمراض فقدان السمع. ولا تزال الآليات التي تقف وراء ظاهرة الطنين غير معروفة بالكامل، مما يعنى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لكشف الألغاز التي تقف وراء هذه الظاهرة .
المصدر : الملحق الطبي / جريدة الخليج