المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان ليس جوعاً وعطشاً وسهرات فضائية



بوحمد
18-10-04, 08:06 PM
رمضان ليس جوعاً وعطشاً وسهرات فضائية

كيف نستقبل شهر الصيام والقيام ؟
لو ان ضيفاً حبيباً الى قلبك، عزيزاً على نفسك، اتصل بك وأخبرك بقدومه إليك، وبقائه عندك بضعة أيام ، فماذا تفعل؟ وكيف يكون شعورك ؟ لا شك انك ستفرح وتسعد .. ومن ثم تستعد لتلك الزيارة المرتقبة ، وتصنع ما تستطيع من ترتيب نفسك، وتهذيب بيتك، وإعداد برنامج عظيم لاستقبال ضيفك . فكيف أخي المسلم إذا كان هذا الضيف ليس حبيباً إليك فحسب، بل هو حبيب الى الله، وحبيب الى رسوله، والى المسلمين اجمعين؟ كيف إذا كان هذا الضيف يحمل بين طياته وخلال أيامه ولياليه الخير والبركة ؟ فاغتنمه أيها المسلم الكريم ولا تضيعه، وأحسن استقباله ولا تهمله، فإنه شهر القرآن والصيام، شهر التهجد والقيام، والصدقة والاحسان، والرحمة والغفران، والعتق من النيران، والعصمة من الشيطان، والفوز بالجنان . قال صلى الله عليه وسلم : “ إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت جهنم ، وسلسلت الشياطين”. فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب، ورغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له الذنب، وينجو من العذاب. فمن لم يربح في رمضان ففي أي وقت يربح ؟! ومن لم يتقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح. كيف كان السلف رضي الله عنهم يستعدون لاستقبال رمضان ويغتنمون أوقاته في الطاعة والاحسان ؟ كان السلف رضي الله عنهم يستعدون لاستقبال رمضان من العام للعام، ويكثرون من الدعاء ان يبلغهم الله رمضان .

قال المعلى بن الفضل رحمه الله : كان السلف يدعون الله ستة أشهر ان يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر ان يتقبله منهم . وقال يحيى بن كثير رحمه الله : “كان من دعائهم : اللهم سلمني الى رمضان وتسلمه مني متقبلا”.
وكان عمر رضي الله عنه قد أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري ان يؤما بالناس في شهر رمضان ، فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة، حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وما كانوا ينصرفون إلا قرب الفجر.وكان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف . يقول أبوالدرداء رضي الله عنه : “صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور ، صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور ، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير”. ولم لا يكون هذا حالهم ؟ وقد مدت في رمضان موائد الانعام للصوام . لم لا يشتاقون لقدومه وينهلون من نعيمه وصوته يردد في الآذان : يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي واركعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي ، ويا أرض الهوى ابلعي ماءك ، ويا سماء النفوس اقلعي .

التزود بالطاعات وماذا على المسلم في رمضان من طاعات وأعمال صالحات ؟
1 - عليك أخي التزود بالطاعات، وبأعمال البر والصالحات، والمحافظة على الصلوات في الجماعات والاكثار من صلاة النافلة والخلوات، لتكثر الحسنات، وتضاعف الخيرات، وتمحى الخطايا والسيئات .
2- الزم القرآن فهو خير صاحب ورفيق لك في شهر الصيام ، فهو حبل الله المتين، والكتاب الحكيم، والصراط المستقيم ، واعلم ان لك بكل حرف تقرؤه حسنات ودرجات .
3- لا يزال لسانك رطباً بذكر الله، من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير، باسمه تشدو الألسن ، وبذكره تطمئن القلوب، وتسكن الأرواح، وتهدأ المشاعر، وتبرد الأعصاب، ويستقر اليقين .
4- تزود بالدعاء ، فإنه شهر تستجاب فيه الدعوات، فارفع اكف الضراعة الى الله ، إليه يصعد الكلم الطيب، والدعاء الخالص، والهاتف الصادق، والتفجع الواله، والدمع البريء، اليه تمد الأكف في الأسحار، والأيادي في الحاجات، والأعين في الملمات .
5- أكثر في رمضان من الصلاة والسلام على سيد الأنام ، طبيب القلوب، وطب العيون ، لكي تحشر خلف لوائه ، وترد حوضه، ويسقيك من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً .
6- حافظ على قيام الليل فإنه عنوان الشرف ورمز الرجولة والكرامة كما في حديث جبريل عليه السلام “يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك تجزى به، واعلم ان شرف المؤمن قيامه الليل، وان عزه استغناؤه عن الناس” وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما “الرجل يا عبدالله لو كان يقوم الليل” وقوله : “من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” .
7- أكثر من التوبة والاستغفار فإن الله تعالى يغفر ذنوب المستغفرين، ويقبل التائبين، ويتجاوز عن المسيئين. ولا تضيع اغتنام ليلة القدر، فكم هي النفوس التي تشتكي قسوة القلوب وكم هي القلوب التي تئن من أثر الذنوب، وكم هي الذنوب التي أضلت العبد ان يتوب، فياليت ان الله يغفر ما مضى، ويعجل في توباتنا فنتوب . قال صلى الله عليه وسلم: “ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها” .
8- ولا تنس حق اليتيم فإن اليتيم فقد عزيزاً عليه، وقائماً يقوم بشؤونه بعد الله عز وجل، فقد من كان يدخل عليه بالهدايا والاتحافات، ويقابله بالمعانقة والابتسامات فهو أحوج ما يكون الى مواساتك ومداواتك.انه بحاجة الى طعام يسد جوعه ، والى مال يقضي حوائجه.انه بحاجة الى ملابس نظيفة مهذبة، تستر عورته ، وترعى حرمته، وتسعد قلبه بين أقرانه من البنين والبنات خاصة في يوم العيد المجيد.فطيب نفسه، واجبر خاطره ، وادخل عليه السرور والبهجة لتحظى بصحبة حبيبك صلى الله عليه وسلم في الجنة الذي قال : “ أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار باصبعيه السبابة والوسطى”. فامسح أخي على رأس يتيم، وأعد البسمة الى شفاه الأرامل والمساكين وفرج عن مكروب، واعط محروماً، وانصر مظلوماً ، واطعم جائعاً ، واسق ظامئاً، وواس مصاباً ، وابذل طعامك ، وتصدق بدرهمك ، فإنه صدقة لك .
9- راجع أخي موقفك من زكاة مالك وصدقاتك، فإن المال محبوب للنفوس وهو فتنة.قال تعالى: “انما أموالكم وأولادكم فتنة” واعلم ان مالك امانة عندك يجب عليك ان تضعه في موضعه . سئل اعرابي عنده ابل كثيرة : لمن هذه الابل يا أعرابي ؟ قال : هي لله تعالى عندي .
10- أمسك عليك لسانك، فاللسان سبع ان لم تقيده افترسك، وهو ثعبان ان لم تضبطه لدغك وقتلك، وضيع حسناتك.وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : “ليس الصيام من الأكل والشراب انما الصيام من اللغو والرفث”. وقال عليه الصلاة والسلام : “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه”.
11- هنيئاً لمن فطّر صائماً:يا لها من سعادة . حين تلمس البسمة والرضا على وجه صائم لا يجد ما يفطر عليه، ثم تأتي انت أيها الحبيب فتفطره، وكذلك حين يرفع دعواته الى السماء لتزفها الملائكة الى الله لتكون ذخراً ومدخراً.ان الكثير من الناس بحاجة الى طعام يفطرون عليه، ويسدون به رمقهم.أرأيت طعامك الذي يفيض منك، وربما يرمى في سلة المهملات، والله ان الكثير من الناس يحتاج اليه، ممن ضاقت بهم السبل ، في أنحاء متفرقة من العالم، ربما لا يجدون إلا ورق الشجر لهم قوتاً، ويشربون مياه المجاري . فهل من العدل والانصاف ان يشكو أناس من التخمة ويعالجون أمراض السمنة وآخرون يتضرون جوعاً ويموتون ظمأ وعطشاً؟فالباب مفتوح أخي لتفطير الصائمين سواء كان ذلك صدقة منك، او كفارة كانت عليك بسبب يوم أفطرته، او حلف حلفته ثم حنثت به، او نذر نذرته او غير ذلك.ان تفطير الصائمين يبعث روح المحبة والتعاون والألفة بين المسلمين وهو لا يكلفك إلا القليل .
12- إياك والحرام فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً.فيا آكل الربا، ويا آكل الرشوة: كيف تصوم عن المباح من طعام وشراب وتفطر على الحرام.ويا آكل أموال اليتامى ظلماً وعدواناً: كيف تزعم انك من الصائمين وأنت لحقوق العباد من المضيعين ولأموالهم من السارقين.وكيف يقبل صومك وربك يقول : “انما يتقبل الله من المتقين” وكيف ستؤدي حق من سرقت ومن غششت يوم القيامة؟ وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لتؤدن الحقوق الى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”.

وهل كل المسلمين يعلمون لهذا الشهر قدره ويغتنمون أوقاته ؟
ان الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام ، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.وان القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع!فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان ، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى ان يتقبله منهم.أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا، فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل “فيلم” خليع، وكل “مسلسل” وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان، لأن “رمضان كريم” كما يعلنون!وقبل دخول شهر رمضان بأيام.. إذا ذهبت الى الأسواق والمتاجر والجمعيات فستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام . فأين هم مما يحدث لاخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام ؟ وما ان تغمر نفحات الشهر الكريم أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب، فيتحولون الى “خفافيش” فيجلسون طيلة الليل أمام الشاشات، او يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية والسهرات الدورية، ثم ينامون قبل الفجر! وفي النهار نيام وعلى الرغم من ان معظم حكومات الدول الاسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، إلا ان السواد الأعظم من الموظفين والعاملين ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن، ويعطلون مصالح البلاد والعباد ، وإذا سألتهم قالوا: اننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام! فما عرف سلفنا الكرام الجد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر ، وفتح مكة ، وعين جالوت، وفتح الأندلس ، وغيرها إلا في رمضان. والدراسات العلمية الحديثة أثبتت فوائد جمة للصيام .

فلماذا أيها الموظفون تتهمون الصيام بأنه سبب كسلكم وخمولكم ؟
أ. وإذا أردت ان تبكي، فاذرف الدمع مدراراً ، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة الى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة النارجيلة على أنغام الطرب، ورقصات الفنانة، وفرقة، في الخيمة الرمضانية .
ب. وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة اسلامية سترى عجباً عجاباً لو ترى عيناك! سترى المحلات والأسواق مفتوحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، وأصوات اللهو والأغاني ترتفع فوق السحاب ، والمعاصي عياناً جهاراً، وانقلب الليل نهاراً فأين أرباب القيام ؟ أين المحافظون على آداب الصيام ؟ أين المجتهدون في الصيام والقيام ؟ أين المجتهدون في جنح الظلام؟ فشهر رمضان مضمار السابقين ، وغنيمة الصادقين ، وقرة عيون المؤمنين ، وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الايمان.ان إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيّب الموت من صاحب ، ووارى من حميم ساحب، وكم اكتظت الأسرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم ، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان ، او يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن، حيل بينهم وبين ما يشتهون .
ان كثيراً من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام ، وظنوا ان المقصود منه هو الامساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط! امسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب : “ ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر إن شاء الله” ثم يشعل سيجارته!وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار ، من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية، او الشبكات العنكبوتية، أو يكون زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية ، والخيام المسماة زوراً بالرمضانية ؟ وإذا دعي الى صلاة التراويح والقيام تعلل بالحمى والأسقام ، والبرد والزكام، وغواية اللئام!ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش . ورب قائم حظه من قيامه السهر!يروى ان الحسن بن صالح وهو من الزهاد الورعين كانت له جارية فاشتراها منه بعضهم فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة.. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟ فقالت: أنتم لا تصلون إلا المكتوبة ؟ فلما أصبحت رجعت الى الحسن بن صالح ، وقالت له : لقد بعتني الى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردني فردها وقلت : قلبي يعتصرني خجلاً ، ويتوارى قلمي حياء وأنا أخط هذا الكلام ، لأن من المسلمين اليوم من ضيع الفروض في رمضان وليس التراويح والقيام .

كيف صار رمضان سبباً في علاج المشكلات الاقتصادية في مجتمعات المسلمين ؟
أقبل إلينا شهر كريم ، وضيف حبيب ، انه شهر الصيام والقيام، شهر التهجد والقرآن ، شهر الصدقة والإحسان، والرحمة والغفران ، والعتق من النيران.شهر يسهم مساهمة فعلية في علاج المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها الأمة، وتتجرع مرارتها الشعوب.والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يسهم رمضان في حل المشكلات الاقتصادية ، وهو الشهر الذي تعلن عند قدومه حالة الطوارئ الغذائية في أرجاء العالم الاسلامي، وتصبح الشركات والمؤسسات والمصانع في حالة استنفار تام حتى نهاية الشهر الكريم ، في محاولة شبه فاشلة لتغطية احتياجات الشعوب خلال الشهر المعظم ؟

كيف يسهم رمضان في حل المشكلات الاقتصادية ولا يزال الكثير من المسلمين يتمسكون بمبدأ الإسراف والتبذير، لدرجة اننا إذا نظرنا الى ما يُلقى عندهم من الغذاء في سلة المهملات لوجدناه أضعاف ما يأكلونه ويستخدمونه مما يتسبب في كسر قلوب الفقراء والمحتاجين ؟
وللجواب على هذه التساؤلات نقف على هذه العناصر :
أولاً: رمضان وترشيد الاستهلاك: وذلك لأنه في ظل العولمة الحديثة أصبح العالم سوقاً مفتوحة تسوده المنافسة الشرسة للحصول على أموال المستهلك باستخدام آلية شديدة التأثير على قرارات ذلك المستهلك ، هي آلية الإعلانات . وقبل رمضان بشهر أو شهرين يبدأ الإعلان المتواصل والمغري عن الأكلات الرمضانية بأنواعها المختلفة ، وكأن شهر الصيام تحول الى شهر الطعام ، وتناسى الكثير من المسلمين ان الصيام فيه كبح لهذه الشهوة ألا وهي شهوة الطعام، وتدريب للنفس على الصبر والتحمل والزهد وعدم التكلف ، وترك الإسراف والتبذير الذي نهى عنه الله تعالى بقوله : “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين” ، وقال سبحانه : “ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين” لأن في الإسراف مفسدة للمال وللنفس وللمجتمع، فيه إهدار لأموال الأمة وقوتها من غير مصلحة ولا فائدة .
فشهر الصيام فرصة للإقلال من الاستهلاك الغذائي ، لأن عدد الوجبات التي يتناولها الصائم تقل ، فمن الطبيعي ان يقل الاستهلاك لا ان يزيد، وكما قيل: “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع”. وكذلك لأن الطعام وسيلة لإعانة الانسان على عبادة الله تعالى ، وليس غاية يعيش المسلم من أجلها .
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : “بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه ” الحديث. ولما تولى يوسف عليه السلام أمر قومه وضع خطة للاستهلاك تقوم على الاقتصاد والتقشف حتى أخرج أمته من أزمتها.فعلى المسلم ترشيد استهلاكه للطعام والشراب خاصة في شهر الصيام، فهذا مما ينمي دخله ، ويُحدث توازناً اقتصادياً عظيماً ينفعه وينفع أمته.ثانياً : رمضان والصحة العامة : لا شك ان الاسلام العظيم أرشدنا كيف نحافظ على أبداننا ونرعى حرمة جوارحنا، فجعل من شهر الصيام فرصة عظيمة لراحة المعدة وانتعاش الحالة الصحية للمسلم.قال تعالى : “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل”.
ولقد أجمل النبي صلى الله عليه وسلم الفوائد الصحية للصيام في كلمتين “صوموا تصحوا” فالصحة نتيجة للصيام ، لذا يجب على المسلمين ان يغيروا عادات الأكل التي اعتادوا عليها، فبدلاً من ان تصبح عدد الوجبات اليومية ثلاث وجبات أو أكثر ، تصبح وجبتين في الإفطار والسحور .

المصدر : جريدة الخليج

اشراقه
19-10-04, 02:59 PM
فلنجعل من رمضان هذه السنة شيئا مختلفا


بعيدا عن التلفاز بعيدا عن كل ما يجرح صيامنا

من غيبة ونميمة واطلاق بصر ...

فلنتقرب الى الله اكثر ونحرص على تقوى الله عزوجل

ولنكثر من التوبه والاستغفار في الليل والنهار وكثرة قراة القران

فلنحاول ان نبدأ ونسأل الله التوفيق والسداد

:: بوحمد ::

أحسنت وجزاك الله كل خير اخي الكريم على هذا الموضوع المفيد
جعله الله في ميزان حسناتك

كل احترامي تقديري

اشراقه

بوحمد
19-10-04, 05:00 PM
جزاك الله خيرآ بمثله على مرورك ومداخلتك وشاكر لك متابعتك وتواصلك الطيب اختى الفاضلة اشراقة