المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيمة الإحسان في ظلال شهر رمضان المبارك



بوحمد
17-10-04, 10:43 AM
قيمة الإحسان في ظلال شهر رمضان المبارك

يقول الله سبحانه وتعالى وهو يتحدث عن الإحسان، إحسان الانسان الى نفسه والى الناس من حوله: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان” (النحل/90) “ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها إن رحمة الله قريب من المحسنين” (الأعراف/56) “إن الله لا يضيع أجر المحسنين” (التوبة/120) .

تنوع الإحسان

أيها الأحبة هذا يوم ينفع المحسنين إحسانهم، وهذا شهر ينفع المتقين تقواهم، وهذه ليالي شهر رمضان وساعاته توحي بكل معاني الهدى والإيمان والرجاء.. حيث يحدثنا الله عن المتقين: “إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم (الذاريات 15-19) ويقول الله تعالى ايضا: “وأحسن كما أحسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض”.
الإحسان هذه الكلمة التي تمثل قيمة روحية اخلاقية انسانية، ومعنى هذه الكلمة في المدلول العبادي ان يكون الانسان محسنا في عبادته لربه وفي المدلول الاجتماعي ان يكون محسنا للناس .

في المدلول العبادي ان يحسن الانسان عبادته في صلاته وفي صومه وفي حجه وعمرته وفي كل ما كلفه الله سبحانه من واجبات ومستحبات وذلك بأن يدقق في معاني هذه العبادات، وفي شروطها الشرعية بحيث يأتي صلاته بشروطها التي تصح بها الصلاة، وينفتح من خلال عبادته صلاة كانت أو صوما أو حجاً على الله تعالى، فلا تكون الصلاة مجرد كلمات يقولها وحركات وأفعال يقوم بها ويؤديها، بل تكون الصلاة معراجا بروحه الى الله، وكلماته مناجاة لله والانفتاح عليه، وعمله خضوعاً لله وابتهالاً اليه سبحانه، بحيث يركع قلبه لله في ركوعه ، ويسجد كل كيانه لله في سجوده .. وأما صومه، فإن الانسان يصوم عن كل ما حرمه الله في صيامه ، فيظمأ امتثالاً لأمر الله، ويجوع خضوعاً للارادة في سبيل الله، ليكون الصوم خطا في دائرة التقوى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.

وأن يهاجر الى الله تعالى من كل شهواته ومطامعه وأنانيته اذا هاجر الى الحج. وبذلك يحسن الانسان عبادة ربه فيحسن بذلك الى نفسه، لأن الله لا يضيع أجر المحسنين ولأن رحمة الله قريب من المحسنين .

الانفتاح على الناس

وهكذا ، عندما ينفتح على الناس بالإحسان، فإنه ينفتح على قيمة العدل، والعدل يتحرك في حقوق الناس مع بعضهم بعضا ، فلك حق على الناس ان يعدلوا معك، بأن يؤدوا اليك كل حقوقك، وللناس حق عليك ان تعدل معهم، بأن تؤدي اليهم كل حقوقهم، من حقك ان تعاقب من عاقبك بمثل ما عاقبك، ومن حقك ان ترد الاعتداء بمثله، ولذلك قال الله تعالى في كتابه “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله وأعلموا ان الله مع المتقين” (البقرة/194).

من حقك ان تأخذ حقك ولكن اذا عفوت عمن أساء اليك وعفوت عمن اعتدى عليك، فإن ذلك أقرب للتقوى لأنك بذلك تتمرد على مشاعرك النفسية لحساب رضوان الله ولحساب محبته. كأن الله يريد ان يقول لك اختر إحدى اثنتين: لك ان تأخذ بحقك ولكن ليس لك عندي شيء من ذلك. ولك ان تعفو عمن أساء اليك ولك عندي القرب والحب والأجر العظيم ، فأيهما تختار؟ هل تختار ان تفجر غيظك، أو تختار ان يحبك ربك؟ إن الانسان المؤمن الواعي هو الانسان الذي يكظم غيظه “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” (آل عمران/134) .


القيمة الكبرى

من خلال ذلك ينطلق العفو الذي يمثل الإحسان في معنى الروحية الانسانية، ويمثل معنى الإحسان في معناك، ينطلق ليتفوق في نتائجه الأخروية على العدل اذا كان العدل لحسابك، أما اذا كان العدل لحساب غيرك فهو القيمة الكبرى ان تعطي غيرك ما له عليك من حق .

وهكذا عندما يعيش الانسان معنى الإحسان في الواقع الاجتماعي ، فإن المسألة لا تقتصر على ان تعفو عمن أساء اليك، ولكن ان تندفع الى المجتمع كله ولك الكثير من الطاقات، لأنك قد تملك طاقة من مال يحتاجها المحرومون في المجتمع، وقد تملك طاقة من جاه يمكن لك ان توظفها في حل مشكلات المجتمع، ويمكن ان تكون لك طاقة من قوة بدنية أو سلاحية أو اجتماعية أو سياسية وأنت قادر على ان تحمي المجتمع بقوتك وأن تعطي الضعيف قوة من قوتك انك بذلك تكون من المحسنين الذين يحبهم الله، لا في الواجبات فقط من هذه الامور، ولكن حتى في المستحبات كونها تمثل الروح التي تحمي الواجبات وتعمق الإحساس بالمسؤولية .

اشراقه
17-10-04, 11:23 PM
الله يجزاك الخير اخوي بو حمد .. وبارك الله فيك على نقلك المميز

الذي يحتوي على ادلة من الكتاب الكريم

واسال الله ان نكون من المحسنين

دمت بخير

اشراقه

بوحمد
18-10-04, 01:54 AM
شاكر لك مرورك الكريم اختى اشراقة ويعطيك العافية