هل لدينا حكام أم خدم ل...؟ ! !

[العاصمي]

فى الريف ـ مهد القيم والحكمة ـ إذا انحرف رب الأسرة وأهمل بيته وحقله ، وهام خلف الغوانى والراقصات فى الموالد والأفراح ـ يرتبك حال كل أفراد الأسرة ، وتنحصر كل مطالبهم فى إبعاد هذا المعتوه عنهم وتركهم وشأنهم ـ لأنهم من غيره يملكون زمامهم ويتدبرون أمرهم وينظمون حياتهم ، وتتقدم الأم لتأخذ دور الأب وتقود الأسرة كأفضل ما تكون القيادة ، وهذا ما يلزمنا الآن فى كل الدول العربية المنكوبة بحكامها ، لتستقيم أمور بلادنا ويرتفع بين البلاد قدرنا .

لقد خلقنا الله لرسالة وهدف ، ولم نخلق للهو والعبث ، ويكفى أن العالم كله الآن يعيش على أمل عودة الإسلام لينتشله من انحطاطه وشذوذه وزيف ملذاته وشهواته بعدما تشوهت الحضارة الانسانية وأصبح لا الانسان انسان ، ولا الحيوان حيوان ، ولا التقدم تقدم ، ولا الرقى رقى !!

لقد اكتشف العالم كله أن تقدمه تأخر ، ورُقيه هبوط ، وحياته أفضل منها الموت ـ إكتشف اننا من غير الإسلام أصبحنا كقطيع من الحيوانات الغير متجانسة ـ يفترس القوى فيها الضعيف ، ويسحق الغنى فيها الفقير .... إن العالم الآن يعيش أيامه السوداء بعدما غاب عنه قانون السماء ، وسار خالف العاهرة أمريكا .

لقد أضاعنا الحكام العرب وجعلونا نتسول العيش فى كل بلاد العالم ... نبنى دول الغير وبلادنا أحق بالبناء ، ونضع أموالنا فى بنوك الشرك ولا نضعها فى بنوك الإيمان ، تـُبحث مشاكلنا بعيدًا عنا ولا يؤخذ برأينا فيها ـ وما يقرره الغرب ينفذه الشرق ، وكلنا فى الهم شرق ولن تنجو منا دولة بمفردها حتى لو نجحت فى الافلات لأن المؤامرة كبيرة وخطيرة ، ولابد من تكاتف شعبى من المحيط إلى الخليج يربك كل مخططات الغرب .

إن أى دولة عربية تقف بمفردها فى ساحة الصمود والتحدى لابد أن تسقط لأن الغرب يطوقها ويستهدفها ـ حدث ذلك لمصـر فى 67 والعراق من عام 90 وحتى الآن ، والسودان يُذبح فى هذه الأيام ، والتاريخ يثبت كل يوم أن الرؤوس المنخفضة تجعل الواقفة مستهدفة ، وأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا الشاردة ، وأن الاعتصام قوة والتفرق ضعف .

نحتاج لمن يوحد جهد الشعوب ويجعل ساعة الصفر هى لحظة ضرب العراق ويشعل الثورة فى كل مكان دون هوادة أو انكسار إلى أن تسقط عروش الطغاة وكروش البغاة ، ويا ليت ما أقوله الآن تتبناه قناة فضائية يصل إرسالها لكل دولنا العربية لتكرر من الآن بين كل برنامج وآخر وطوال ساعات إرسالها عبارة واحدة مفادها :

"إلى كل الشعوب العربية..ساعة الصفر هى لحظة ضرب العراق"

أتمنى لو يقود الأمة قائد حتى ولو كانت قناة فضائية تخرج منها الشرارة الأولى التى تنظم الجهد وتوحد الصف وتحدد الهدف ـ ثم لا تهدأ الأمور بعد ذلك إلا باقامة العدل وتنصيب الحاكم العادل الذى يحكم بما أنزل الله .

إن الوقت الآن هو وقت الشعوب وليس وقت الحكام .

لقد أمدنا الله بكل أسباب القوة ... فلما نعيش كل هذا الضعف ؟!!

أمدنا بالأرض المستقرة الطاهرة ، والجو المعتدل البديع ، والبحار والأنهار والغرس والنسل وكل الثمرات والمعادن والبترول ، وجعل أرضنا مهد كل الرسالات ، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبدًا "كتاب الله وسنة رسوله" فلما كل هذا الهوان والتشرد والضياع ؟!!

إن الموقف العربى والإسلامى اليوم أكثر من خطير ، وضرب العراق يمثل الفصل الأهم والأخير فى مخطط الهيمنة الصليبية على مقدسات الأمة الإسلامية ....

إن التعقل فى هذه الظروف يعنى الانتحار ، والسكوت ليس له وصف إلا الخيانة العظمى ، والصبر على حكامنا أكثر من ذلك يجعلنا مشاركين معهم أمام الله فى الطامة الكبرى التى أوشكت على أن تحل بالأمة .

على كل حاكم عربى أن يدرك أنه إن لم يكن أهلاً للمسئولية فى هذا الوقت العصيب فعليه أن يرحل ويترك الأمر لمن يحسن القيادة .. إن الخطب جلل وعظيم ويحتاج إلى رجال لهم تاريخ مشرف وليسوا من طراز "برويز مشرف" .

وفى كل الحكام العرب أصرخ :

أضعتمونا ... أضعتمونا ... أضعتمونا
أضعتم جهد رسولنا العظيم ...

أضعتم جهد الصحابة والتابعين ...

أضعتم خير أمة أخرجت للناس ، تحت مسمى الحكمة والتعقل ...

ألم تشاهدوا ما نشاهد .. وتسمعوا ما نسمع ، وتستخلصوا النتائج الحتمية لمواقفكم المخزية ؟!!

إن مشاهدة لحظة واحدة من لحظات الهوان الفلسطينى اليومى لكافية بأن تزلزل الأصنام والأخشاب والانس والجان ... لم يعد هناك شئ يمكن إضافته لما نشاهد بعدما بلغت المشاهد أقصى ما يمكن بلوغه من اجرام ونذالة وعار !!

مُزق السودان شر تمزيق ، وأحتلت دول الخليج بالترحيب والتصفيق ، وعشماوى يعد العدة الآن لضرب العراق الشقيق ، والصهاينة فعلوا الأفاعيل فى فلسطين وما زال الحريق ، ونحن تحصدنا الأمراض دون تفريق .. وما زلتم يا أصحاب الجلالة والفخامة تجتمعون وتتباحثون وتتحاورون وتتبادلون وجهات النظر ـ دون أن نرى منكم ما يشفى الصدر ، ويُذهب الهواجس ‍!!

لقد تركتم الخالق من أجل المخلوق ، وغيرتم سنن الله وإتبعتم سنن الغرب شبر بشبر ، وذراع بذراع إلى أن بلغتم جحر ضب .. عفن .. نتن .. مظلم ...

.... تبشرنا الجرائد القومية الآن بالإعلان عن حالة الطوارئ القصوى ـ ليس لمحاربة إسرائيل وإنما إستعدادًا لمسلسلات وبرامج الشهر الكريم !! أيكون بعد هذا الهوان هوان ؟!!!
تركناك يا عادل .. من أجل ظالم !!
تركناك يا قادر .. من أجل غادر !!
تركناك يا غنى .. من أجل فقير !!
تركناك يا قوى .. من أجل ضعيف !!
تركناك يا كبير .. من أجل صغير !!
تركناك يا عزيز .. من أجل حقير !!
تركناك يا دائم .. من أجل زائل !!
تركناك يا حق .. من أجل باطل !!
تركناك يا خالق .. من أجل مخلوق !!
تركناك يا رازق .. من أجل مرزوق !!
تركناك يا غفور .. من أجل ثور !!
تركناك يا الله .. من أجل بوش !!!!

يقول أحمد مطر فى "فصل الخطاب" :

( السلاطين كلاب .. السلاطين كلاب )
إشتموا منذ حلول الليل حتى الفجر
لن يهتز كرسى ولن ينهار باب
( السلاطين كلاب )
هذه الأوساخ لا يندى لها بالسب وجه أبدًا
فاحترموا وجه السباب !
( السلاطين كلاب )
عبثـًا ..
إن البغايا ليس يخجلن
إذا سميتموهن "قِحاب" !
( السلاطين كلاب )
ويْحَكم .. كفوا
فأنتم لا تهينون السلاطين بهذا الوصف
بل أنتم تهينون الكلاب

***

أطبقوا أفواهكم
يا من تنامون على صحوة ظفر
وتفيقون على يقظة ناب
وأسمعوا فصل الخطاب :
السلاطين دُمى من ورق
فوق عروش من ورق
تحت النفط اندلق
بدلاً من أن تلعنوهم
.. أشعلوا عود ثقاب !

[Abdulmajeed]

وبس