المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام من القلب لم أستطع إخفائها



العاصمي
31-08-02, 11:55 PM
يُخطئ كثيرًا كل من يتصور أن للحكام العرب حدًا للصبر على إسرائيل ، أو حدًا للهوان مع أمريكا ـ إن من يتصور ذلك يعش واهمًا آملاً أن يصحو يومًا على صوت الحجر الذى يسكن فى صدور الحكام معلنًا رفض الصمت ودفع الذل ومقت العار .

لقد تحول أغلب الحكام العرب إلى نساء ، وأصبحوا اضحوكة العالم وتسلية حكامه ، بعدما تفككت أوصالهم وتقطعت أرحامهم وتآكلت أطرافهم ولم يحافظوا على أرض ولا عرض ولا شرف ولا قيمة ...

مخطئ من يتصور أن لنا حكام من الأساس ، لأن الحقيقة التى نعيشها أثبتت أننا ضحية إعلام كاذب كذب علينا وصدقناه ... صدقنا أن لنا كبراء يعملون من أجلنا ، وحكام يحافظون على أرضنا ، وحكماء يقدروا قدرنا، وشيوخ يراعوا ديننا ، ومثقفون يحترموا عقولنا ... وللأسف لم يكن لنا من كل ذلك شئ !!!

صَدَقنا أن لنا رؤساء همهم الوطن ، وزعماء غايتهم المحافظة على أمننا وسلامتنا ـ تعاملنا على هذا الأساس ، وهو أساس ليس لـه وجود ، وضعنا أملنا فى كلب قد يصبح سبعًا ، وفأر قد يصبح أسدًا ، ونسينا أن فاقد الشئ لا يعطيه وأن الغرب قد وضع لهم من الخطط ما يغنيهم عن الشعوب ومكنهم من آلية الاستمرار فى الحكم دون الحاجة إلينا ـ ويوم يستغنى الحاكم عن شعبه لا يمكن أن يعمل لمصلحته ، ولا يمكن أن يستشعر الخطر المحيط به ، ومثلما فعل الغرب مع الحكام ـ فعل الحكام معنا ونصبوا علينا نواب شعب هم أسوأ من فينا ومكنوهم من النجاح دون الحاجة إلينا ليبقوا جميعًا تحت أقدام الصهاينة ، وقد انصرفوا عن مصالحنا وبعدوا عن مشاكلنا وتقاسموا الغنيمة والوليمة على حساب مصلحة الوطن وأمنه .

تصورنا أن يصبح للخونة ضمير وللصوص شرف ، وهذا ما أعمانا عن الحقيقة وضللنا عن الواقع الذى نعيشه .

إن الحقيقة التى لا تقبل الشك هى أننا بدون حاكم نكون أفضل ألف مرة من أن يكون الحاكم عميلاً ، واننا بدون نائب مزور نكون أكثر ادراكـًا للحقيقة ، وبعدًا عن الزيف .

لقد وضعنا الأمل فى غير موضعه يوم طلبنا الأمن من قاطع طريق ، ورجونا الشرف من شواذ ، وطلبنا الحرية من جَلاد ، وطلبنا القيادة من قواد .

كلما ازدادت إسرائيل عربدة واجرامًا إزداد حكامنا لينًا وتفريطًا ، وكلما بغت إسرائيل حربًا وتدميرًا ـ بغى حكامنا سلمًا وترويضًا ـ كلما أجرت إسرائيل أنهار الدماء أجرى حكامنا أنهار الدموع ، وكلما ارتفعت فوهات المدافع وعليها نجمة داوود إرتفعت فى المقابل فتحات الشرج وعليها أغصان الزيتون .. جربنا الرقود بكل أشكاله والانبطاح بكل معانيه واعتبرنا مجرد جلوسهم معنا حول مائدة المفاوضات ـ أو التنازلات ـ شرف لا يدانيه شرف ونجاح ما بعده نجاح ، وكلما ألقوا إلينا طعمًا من الدود ـ ألقينا إليهم لحمًا ولود .. إذا ضحكوا إلينا أو علينا ضحكت الشمس لنا وتفتحت الورود من حولنا ، إذا داسوا علينا بالأقدام جعلنا ظهورنا كبارى ترفعهم إلى ما فوق السحاب ليتبولوا علينا من جديد مستقبلين روثهم بالسجود حمدًا لإسرائيل على هذا العطاء ، وشكرًا لأمريكا على نعمة إبقاء كراسى الحكم .

أيها الشعب الصابر فى كل قطر عربى : نجاتك فى هلاك حكامك ، وعلوك فى إنخفاض أقزامك ... لن تنتصر على اليهود أبدًا وعليك وكلاء منهم ، ولن تنتقم لشرفك يومًا وحولك حكام دنسوا هذا الشرف .

تحدثت أمريكا بالأمس عن ما بعد حكم طالبان .. واليوم تتحدث عن ما بعد حكم ياسر عرفات وصدام حسين ، وفصلت الجنوب عن الشمال فى السودان .. والحبل ما زال على الجرار !!

لا تسأل أين الحكام وقد استهلكوا بترولنا فى المباحثات العقيمة والتحركات الخائبة والقمم المصغرة والمكبرة وتطابق وجهات النظر المكررة .

يحتفون بالجلاد وقت الجلد ، ويمرحون ويضحكون وقت الجد ، ويستقبلون من الوفود الإسرائيلية ما يفوق العد ـ للدرجة التى زادت فيها الوفود عن ما كانت تحلم به إسرائيل فاعتبرت ذلك تدخلاً فى شئونها الداخلية !!

لدى حكامنا ولدينا سوء تقدير وخلل فى التفكير ـ لدينا أمل فى عودة الحكام إلينا ، ولديهم أمل فى عودة إسرائيل إلى مائدة المفاوضات !!

لدينا صبر لن نثاب عليه ـ لا من قِبل الله ولا من قِبل الحكام ـ لأنه صبر فى غير موضعه ... صبر مَن رأىَ الفساد ولم يقاومه ، والمنكر ولم يغيره ، والشذوذ واستمتع به ـ صمت من آثر السلامة على المقاومة ، والمصلحة الخاصة عن مصلحة الوطن ـ تجنبًا لعواقب المقاومة .

واليوم ترتفع الأصوات فى أمريكا مطالبة بضرب مصـر والسعودية ، وبالتأكيد لن يضربونا .. حيث يصعب على المحتل أن يضرب النظام الذى يسنده والأرض التى تحمله ، وكل ما فى الأمر أنهم يجددون ترويضنا فى كل حين ، مثلما يجدد المؤمن إيمانه ، ويفصلوننا أكثر وأكثر عن المسلمين مثلما يفصل الجزار رأس ذبيحته !!

يهددون السعودية بتجميد الأرصدة ، وما زال شيوخهم يتفرجون إلى أن يحين موعد التجميد ، ولم نسمع عن أمير واحد أصدر قرارًا بسحب أرصدة بلاده من بنوك الغرب وكأنه إن فعل ذلك يكون كمن أعلن الحرب ، ولكن ما الذى يهمهم وهل تعبوا فى هذه الأموال حتى يحافظوا عليها ؟!!

تضيع أموالنا مثلما تضيع أرواحنا ، وطوال العمر فى صحة وعافية !!

تبيع أمريكا السلاح لكل دول الخليج ويتم تخزينه لحين وصول السيد الأمريكى لاستخدامه فى ضربنا !!

نشترى السلاح لنـُضرب به وندفع عوض من يموت وهو يضربنا على أرضنا !!

حكام علقت أمريكا على صدر كل منهم "ببرونة أطفال" يسمونها وسام ، وأجلست كل منهم على كرسى هزاز يوحى للمشاهد بأنهم ما زالوا أحياء ، مع وصفهم بالحكمة وهم فى أعلى مراتب الغباء !!

تضربهم أمريكا بالحذاء ويتسابقوا فى الانحناء لإلتقاط الحذاء ومناولته لأمريكا من جديد لإعادة الضرب الجميل !!

يتسابقون فى التبرع لضحايا أحداث الحادى عشر من سبتمبر ـ وأطفال الإنتفاضة لا يجدوا لقمة العيش ـ فيعود "الشيك" إليهم وعليه بصقة عار ونظرة إحتقار ، ورغم ذلك لا تتغير السياسة ولا تتحرك النخوة !!

ضع علامة إستفهام ... أمام كل الحكام واسأل نفسك :

ما ضرورة الحكام ؟!!
والأمن والنظام .. ونحن كالأيتام ؟!!
نتسول الطعام ..
ونتسول السلام ..
ونعيش كالأغنام .. فى دولة الإجرام ... فما ضرورة الحكام ؟!!
بأسهم فينا شديد ..
للغرب خدام عبيد ..
هم المستعمر الجديد ..
هم النار والحديد ..
عملاء وأصنام .. ما ضرورة الحكام ؟!!
فساد يسنده فساد ..
فى كل أرجاء البلاد ..
وماء من تحت الرماد ..
ودجاج أعجبه الرقاد ..
وأسُود يحكمها نعام .. ما ضرورة الحكام ؟!!
ضعفهم كسر العيون ..
ظلمهم ملأ السجون ..
ما عاد فى الشك ظنون ..
كل ما فيهم يخون ..
نشروا فى الشرق الظلام .. ما ضرورة الحكام ؟!!!

Abdulmajeed
01-09-02, 07:50 AM
الكلام أغلبه صحيح

ولكن يبقى ...........



المهم ...

نحن أيضاً " الشعب " من الدجاج الذي لا يطير ، ولا أحد منّا ومنكم ينكر ذلك ، وإلا إذا كان هذا حال الحكام فأين الشعوب ، هل يكفي تلك الأحزاب المتناحرة ، وتلك البرلمانات وتلك المجالس الوهمية التي نوكّل فيها أصحاب " الكروش " بينما نحن ، أعني نحن الشعب ما هو دورنا الصحيح


فكمّا تكونون يولّى عليكم