المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالروضة... طفل يقبّل الفتيات



Abdulmajeed
30-08-02, 11:32 AM
كنت في زيارة للسجن المركزي في الكويت لألقي محاضرة على المساجين تحت عنوان «كيف يستقبل السجين أهله عند زيارتهم له؟» همس شاب في أذني بكلمات طيبة ثم سقاني من الشاي الذي صنعه بيده، ورأيت على الشاب علامات التدين، وكان وجهه يتلألأ نوراً، وهو الذي أذن لصلاة المغرب في مسجد السجن، وعندما جلست معه قلت له: ما تهمتك ؟

قال: تعاطي المخدرات، فقلت في نفسي:

سبحان الله هذا الشاب الجميل ذو الوجه الجميل والتفكير الجميل يتناول المخدرات! ثم أعلنت ما في نفسي، فقال لي:

ولكني تبت والحمد لله، وإن خرجت من السجن فسأسعى لتربية نفسي وأبتعد عن أصحاب السوء، فهم السبب في دخولي للسجن وإن كان السبب الأساسي هو إهمال والدي لتربيتي..

قصة استوقفتني أياماً بعد هذه الزيارة وأنا أفكر في أثر الوالدين وتربيتهم وضياع مستقبل أجيالنا بين أم عاملة وأب مسافر.

وقصة أخرى أنقلها لقراء مجلة «ولدي» تبين أثر التربية على سلوك أبنائنا وتحكي لنا هذه القصة «المعلمة المشرفة» على الفصل في الروضة.

فتقول: إني أتولى صفاً يضم أطفالاً من الجنسين، من أول يوم حضر فيه هذا الطفل لاحظته يقوم بتقبيل البنات فقط بطريقة هيسترية، حتى البنات خارج الصف، وكنت أظن أن ذلك أثر عادي، إذ كيف يتسنى لطفل في مثل سنه أن يرتكب فعلاً جنسياً، وكنت أنظر للأمر بعين الهزل ونتبادل الضحكات عندما نتحدث عن هذا الطفل مع زميلاتي، إلى أن جاء اليوم الذي كنت جالسة فيه بين الأطفال براحتي، إذ بي أجد الطفل يختلس النظر لجسدي، ثم يقترب مني وينقض عليَّ بطريقة هيسترية مفزعة ويقبلني بشكل مستفز، شعرت معه أن رجلاً يغتصبني، فدفعته عني بقوة فبكى بكاءً شديداً ولكنه عاد مرة أخرى ليقبل زميلاته واحدة واحدة.. وبالتحليل والدراسة للحالة: اتضح أنه من أسرة تقيم السهرات الماجنة يتبادل فيها الرجال القبلات مع النساء مع قرقعة الكؤوس... ومع ملاحظة الطفل للسلوك المنحرف من نماذج أسرية محببة لدية اعتقد أن هذا السلوك مقبولاً ومحبباً لكي تعبر عن حبك للآخرين، وتكون فيه القبلات من نصيب النساء.

بعد ذكر هاتين القصتين يتبين لنا كم هي رسالة التربية عظيمة جداً والاهتمام بأولادنا أعظم استثمار يصرف من أجله الوالدين أوقاتهما، فإهمال الوالدين قاد الأول إلى السجن وهو في زهرة شبابه وأثر في الثاني بسلوك منحرف وهو في بداية أنفاسه بالحياة.

فساعة من التربية تضع بها يدك على يد ابنك وتتواصل عينك بعينه وتتحاور معه تساوي الأمن النفسي والاجتماعي وتساوي ضمان مستقبل أبنائنا وحمايتهم من الانحراف.
وتحياتي
عبد المجيد الكلباني