المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخجلتني تلك الإبتسامة



مخاوي الهم
16-06-13, 12:28 PM
" أخجلتني تلك الإبتسامة "




كنت أنوي الرحيل فقد أعددت لذالك منذ ليلة البارحة ..
حقيبة ملابسي ومعطفاً يلتف حول عنقي يهمس لأذني قائلاً : ليس هناك مايدعو للبقاء لوقت أطول ،،
مااللذي انتظره إذن ؟؟
لعله صادقاً في مايقول فكل شي ماضاً للرحيل مااللذي يبقيني ؟؟
أغلقت نافذة غرفتي وأطفأة الأنوار وخرجت من منزلي ،، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف فجراً كان منظر الفجر جميل أمتزج لون السماء بشي من السواد والزرقة ويسبح فيه ساحب ثلجي اللون تحمله نسمات الهواء كان الجو بارداً يقترص جسدي توقفت قليلاً اتأمل ذالك الفجر..

كل شي كان ساكناً لايتحرك وجميع الطرقات خالية تماماً ليس هناك أحداً سواي أنا والفجركان ينظر إلي كان وكأنه طفل وديع في مهده يبتسم لي أحسست أنه يودعني

أخجلتني تلك الإبتسامة ووقفت حاني الرأس خجلاً منه ،،

ياإلهي إنها الساعة السادسة صباحاً ستقلع طائرتي بعد ساعتين من الأن !!

أنتبهت لنفسي والناس من حولي يسيرون من أمامي لم أكن أدرك أن الشمس قد أشرقت وسعى كلن إلى كسب عيشه ، لم أشعر بذالك كنت نائماً بجوار ذالك الفجر فقد ضننت انها لبرهة من الزمن ولكنها كانت ساعة ونص وأنا بجانب الطريق ..

يجب أن أمضي في الحال ،،

كان الطريق طويلاً إلى المطار وبين جنباته كنت أراقب المارة لعلي أرى بين تلك الجموع من البشر أحداً أعرفه !!

لا أحد ..

ليس هناك أحد ..

الكل مجهول بالنسبة لي ..

تبادر لذهني سؤال حينها هل هناك من يهم أن أراه بعد أن خرجت من القرية دون أن اخبر احد ؟؟


" قاعة المغادرون "

كل الوجوه متشابهة من حولي كلن كان يحمل حقيبة وينتظر والبعض الأخر هم بالمضي ،،

كنت أجهل إلى أين هم ذاهبون ولماذا هم مهاجرون هل هناك أوجه شبه في ماداعنا للتواجد بمكان واحد ؟

لا أظن ذالك ولكن ربما تكون ثلة قليلة منهم من كان على شاكلتي ..

ستقلع الطائرة قريباً ومازال ذهني يسرد لي قصصاً من الماضي القريب،،
نهرته في داخلي دعني وشأني لا أريد أن اتذكر تلك الليلة ولكنه أبى إلا أن يعود بي لبضعة أيام من هذه اللحظة ..
تلك الليلة وقبل ثلاثة أيام من الآن كنت قد أستيقضت على صوت رنين هاتفي وكانت هيه من يتصل تلك الفتاة اللتي احب بعد أن غابة ليومين لم أسمع فيهما حتى صوتها ،،
عجباً !!
ماللذي تريده في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟؟!
كانت صامته ولكن أنفاسها تتحدث بما يجعلني أشعر بالخوف ولكنني بادرتها بالحديث سائلاً مابكي ؟؟
فقالت يافلان اتبحث عن سعادتي ؟
فقلت لها نعم أوتجهلين ذالك ؟
فقالت لا ولكنني أردت أن يطمئن قلبي وقد أطمئن الآن ثم قالت عد إلى النوم وسأخلد أنا أيضاً..
أغلقت الهاتف وعدت إلى نومي قرير العين إلى أن أستيقضت باكراً وأسارع للهاتف لكي أبادر الأتصال بها فقد أيقنت إنها أشتاقت لي ليلة البارحة بعد أن أبتعدت ولكن فرحتي لم تكتمل بعد أن وجدتها قد بعثت برسالة مفادها ،،
ليكن قلبك راضياً عني ولتبقى سعادتي هيه من يهمك كما تقول فأنا قد أخترت رفيق دربي ،، لا أعلم ربما لم أفهم مابداخلي تجاهك !!
ربما.. ربما.. كانت نزوة حب عابرة وإنتهت أرجوا منك أن تسامحني ..

وضعت هاتفي جانباً وعدت للنوم ،،

أتعلمون شيئاً ؟؟

قرار هجر القرية كان قبل خروجي بدقائق قليلة لذالك أنا الآن في إنتظار موعد الإقلاع ..

ولكن رغم إنني أحسست أن مافعلته صائب إلا أن هناك صوت بداخلي يقول لي لقد اتخذت قرار ساذج !!

لماذا هوه الرحيل ؟؟

لماذا كل هذا العناء ؟؟

نعم محق ذالك الصوت لقد أصاب القول لماذا كل هذا العناء ؟

لماذا أترك القرية اللتي احبها وأحب أهلها ؟
لماذا هوه الهروب ؟
هل لان فتاة لم تحبني سأهجر القرية ؟
حقاً إنه قرار ساذج والعدول عنه صواب لايحتمل الإنتظار ،،



سأعود للقرية بعد رحلة أستجمام قصيرة ..


بقلمي : مخاوي الهم
2013/6/8

حكآية نآي
16-06-13, 03:03 PM
مخاوي الهم
كتبت ف أبدعت..
رائع ما يخطه قلمك.،،
كتابه رائعه جدا تشرفت بقراءتها،،
طابع الحزن كان عليها..
وكانه طفل يتيم لم يكن معه أحد...

رائعه يا مخاوي الهم...

الروح
16-06-13, 03:54 PM
عود أحمد ..
جميل أن نستقبل قدومك الذي طال انتظاره بطرح جميل ..
دائما لقلمك نزف دافيء .. أعشقه .. على الرغم من نزعة الحزن التي تسيطر عليه ..!!
..
هنــآ تخيلت نفسك شاب من الريف : في أحد الدول الأوربية ..!!
لمـــآ وصفته من برودة الجو و ارتداءك للمعطف
ذاق مرارة الفراق ..(من التي لم تكن تستحق الحب الذي خبأه لها , فقد ظنت أنه لم يكن إلا نزوة أو حلم مزعج و ما لبثت حتى استيقظت منه لتستكمل حياتها بهدوء).. !!
اراد الهروب..
لكنه انتبه .. بعد أن استشار عقله .. أن قراره ساذج.. ولا بد من نفيه..!!

استمتعت بحروفك ,, وأتمنى أن تستمر كالشلال ,, دون انقطاع..
دمت بود يا أخي ..

مخاوي الهم
22-09-14, 12:36 PM
شكراً لكي اختي الروح