المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أركان الإسلام ودعائمه العظام



هاري12
10-06-03, 02:40 PM
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان " .
رواه البخاري ومسلم .

أهمية الحديث :

حديث " أركان الإسلام " حديث عظيم جدا ، فهو أحد قواعد الإسلام وجوامع الأحكام ، إذ فيه معرفة الدين وما يعتمد عليه ومجمع أركانه ، وهذه الأركان منصوص عليها في القرآن الكريم .

لغة الحديث :

" بني " : فعل ماض مبني للمجهول من بنى يبني بناء أي أُسس .

" على خمس " : وفي رواية " على خمسة " أي خمس دعائم أو خمسة أركان ، و " على " بمعنى : من .

" شهادة " : أي الإقرار والتصديق .

" أن لا إله إلا الله " : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وأصلها أنه : أي الشأن والأمر .

" إقام الصلاة " : المداومة عليها ، وفعلها كاملة الشروط والأركان ، مستوفية السنن والآداب .


فقه الحديث وما يرشد إليه :

1- بناء الإسلام : يشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام الذي جاء به - والذي يخرج به الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار - بالبناء المحكم ، القائم على أسس وقواعد ثابتة ، ويبين أن هذه القواعد التي قام عليها وتم هي :

1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووحدانيته ، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان ، قال عليه الصلاة والسلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " حديث صحيح أخرجه البزار .

2- إقام الصلاة : والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها ، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها ، ومراعاة أدابها وسننها ، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [ العنكبوت : 45 ] . والصلاة شعار المسلم ، وعنوان المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " أخرجه مسلم وغيره . وقال " الصلاة عماد الدين " حديث حسن أخرجه أبو نعيم .

3- إيتاء الزكاة : وهي إعطاء نصيب معين من المال - ممن ملك النصاب ، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين . قال الله تعالى في وصف المؤمنين : ( والذين هم للزكاة فاعلون ) [ المؤمنون : 4 ] وقال ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24 ] ، وهي عبادة مالية تتحقق بها العدالة الاجتماعية ، ويقضي بها على الفقر والعوز ، وتسود المودة والعطف والاحترام بين النسلمين .

4- الحج : وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج ، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة ، والقيام بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك ، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير ، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد ، قال الله تعالى ( و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) [ الحج 27 - 28 ] . ولذا كان ثواب ثواب الحج عظيما وأجره وفيرا ، قال عليه الصلاة والسلام " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " . وقد فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) [ آل عمران : 97 ] .

5- صوم رمضان : وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ البقرة : 185 ٍ] . زهز عبادة فيها تطهير للنفس ، وسمو للروح ، وصحة للجسم ، قال عليه الصلاو والسلام : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له تقدم من ذنبه " .

2- ارتباط أركان الإسلام بعضها ببعض : من أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلما كامل الإيمان ، ومن تركها كان كافرا قطعا ، ومن أنكر واحدة منها كان غير مسلم بالإجماع ، ومن اعتقد بها جميعا وأهمل واحدة منها - غير الشهادة - كسلا فهو فاسق ، ومن أتى بالإعمال وأقر بلسانه مجاملة فهو منافق .

3- غاية العبادات : ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها ، وإنما المراد غايتها ومهناعا مع القيام بها ، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما لايفيد صوم لا يترك فاعله الزور والعمل به ، كما لا يقبل حج أوزكاة فعل للرياء والسمعة . ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات ‘ذا لم تحقق ثمرتها ، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها .

4- شعب الإيمان : ليس هذه الأمور المذكورة في الحديث كل شيئ في الإسلام ، وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها ، وهناك أمور كثيرة غيرها ؛ قال عليه الصلاة والسلام : " الإيمان بضع وسبعون شعبة " متفق عليه .

5 - ويفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل ،فلا ينفع عمل دون إيمان ، كما أنه لا وجود للإيمان دون عمل .


منقول من كتاب الوافي في شرح الاربعين النووية
تأليف الدكتور مصطفى البغا ـ محي الدين مستو


تحياتي : هاري 12