المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة التي يحملها المسلمون



ساجد
28-06-10, 11:28 PM
http://www.fayoumwindow.net/userfiles/resalaaaa%281%29.jpg


إن كان الغرب بسعيه في الأرض واستفادته من خيراتها المتاحة للجميع قد نجح في امتلاك زمام التقدم والحضارة, فإن هذا لا يعني أن نسير مثلهم في نفس الطريق، ونعطي ذلك الأولوية المطلقة؛ وذلك لجملةٍ من الأسباب:
أولاً: أن الله تعالى قد اختصَّ الأمة الإسلامية بنعمةٍ عظيمة, لم يختص بها أمةً معها على وجه الأرض ألا وهي رسالة الإسلام التي تُعد بمثابة رسالة هداية للبشرية جمعاء ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: من الآية 143).
هذه المزية العظيمة التي تجعل من أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وتضعها على رأس الأمم الأخرى، مرتبطةٌ بمدى تمثُّل الرسالة في الأمة، وبمدى تبليغها إياها لسائر الناس؛ فإن لم تفعل ذلك عاقبها الله- عزَّ وجلَّ- بعقوبات كثيرة كي تفيق من سباتها وتقوم بواجبها، وسيستمر العقاب طالما استمرَّ الإعراض عن القيام بذلك الواجب، وهذا هو التشخيص الحقيقي لواقعنا المرير.
فنحن الآن في مظانِّ الغضب والعقوبة الإلهية بسبب خيانتنا للأمانة، ومهما اجتهدنا في تحصيل الأسباب المادية فلن يُرفع عنا العقاب أو الذل والهوان إلا إذا عدنا إلى ديننا أولاً.. ألم يقل صلى الله عليه وسلم : "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (صحيح، رواه أبو داود عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع، 423).
ولقد كان ثمة أمة في الماضي خانت الأمانة ولم تبلغ الرسالة, فحدث لها مثل ما يحدث لنا الآن من عقوباتٍ حتى يرجعوا, فلمَّا أصروا على غيهم سلب الله منهم الأمانة وحمَّلها لنا، تلكم هي أمة بني إسرائيل ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (البقرة: 211).
ثانيًا: أن مصدر رفعة وعزة الأمة الإسلامية مرتبط بمدى علاقتها بربها، ومدى دخولها في دائرة معيَّته وكفايته ﴿وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 139).
ويتمثل ذلك جليًّا في قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام؛ فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
وفي المقابل فإن مصدر رفعة الأمم الأخرى في الدنيا يكون على قدر امتلاكها للأسباب المادية "فقط"؛ لأنها لم تُكلَّف بما كُلِّفنا به، ومن الخطأ بمكان أن نسعى إلى الرفعة من خلال تقليدهم والسير وراءهم ﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا﴾ (النساء: من الآية 139).
ثالثًا: أن باب الأسباب المعنوية نملكه دون غيرنا من الأمم الكافرة بالله ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ﴾ (محمد: 11).
فكيف نترك سر تفوقنا؟! كيف نترك ما اختصنا الله به ونبحث عما في أيدي الآخرين؟! كيف نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونعطيه الأولوية؟! ألم يقل سبحانه: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾ (آل عمران: 13).
رابعًا: لو أُغلق أمامنا باب الأسباب المعنوية، وتساوينا مع الكفار في السباق نحو امتلاك الأسباب المادية، فستكون النتيجة لصالحهم لا محالة؛ فكما قال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما تُنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصيتهم له؛ فإذا عصيتموه تساويتم ".
هذا من ناحية.. ومن ناحيةٍ أخرى فنحن حين نترك الأسباب المعنوية ونعتمد على الأسباب المادية فقط, فإننا نتعرض للعقوبة من الله بالخذلان وتعسير الأمور, بينما هم لن يعاقبوا مثلنا وإن كانوا أكثر منا معصيةً، ولِمَ لا وقد خُنَّا أمانة عظيمة ائتمننا الله عليها دون غيرنا.
وهذا ما أكده عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما- قبل تحرُّك جيش المسلمين لملاقاة الفرس في القادسية بقوله: "ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يُسلَّط علينا؛ فرُبَّ قوم سَلَّط الله عليهم من هو شرٌّ منهم، كما سَلَّط على بني إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار(1).
خامسًا: نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب المادية بالقدر المتاح أمامنا لإقامة الستار الذي يتنزل من خلاله قدر الله ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال: 60)، ولسنا مطالبين أمام الله عز وجل بأكثر مما نقدر على تحصيله من تلك الأسباب.
وفي الوقت نفسه فقد طالبنا الله- عز وجل- بالأخذ بالأسباب المعنوية كلها؛ من توبةٍ وتذللٍ وانكسارٍ إليه، واستعانةٍ به، وتوكلٍ مطلق عليه، وليس لنا عذر في تركها، وكيفَ لا وهي متاحة أمامنا جميعًا، ولا يوجد ما يحول بيننا وبين الأخذ بها.
وهذا هو ترتيب دعاء المجاهدين ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (آل عمران: 147.
إن هذا الدور كما يجب على الأمة مجتمعة فهو يجب على كل فرد منا , ذكرا كان أو أنثى , المعلم وطالب العلم , والفلاح في حقله , والعامل في مصنعه , الصغير والكبير سواء بسواء .
الكل يتقي الله , والكل يخشى الله .
والكل يتسابق إلى النفل والفريضة , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .

العرندس
02-07-10, 06:05 PM
رسالة عظيمة بالفعل التي نحملها نحن المسلمون وأصعب مافيها هو إيصالها بالطريقة الصحيحة السمحاء كما أرادها رسولنا الكريم
وليس كما يفعل البعض من تشويه لصورة الإسلام للاسف ..
بارك الله فيك اخي ساجد وجعله الله في ميزان حسناتك ..
ولك التحية والتقدير ..


http://forum.ramsat.net/mwaextraedit6/extra/70.gif

شُموخيـﮯ يكسرﮒ
15-07-10, 08:57 AM
|http://vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif|

اللهً يقًدرنآ ع حملً هالرسآلهً وأدآئهآ بأكملً وجه

ربيً يحفظكً اخي سآجدً

|http://vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif|

دارين
17-07-10, 02:49 AM
تسلم أخي ساجد
جزاك الله خيرا
انشاءالله تكون امانه
في ارقابنا هذه الرساله...

تفاح اخضر
20-07-10, 10:12 AM
هذه هي الرسالة التي يجب علينا حملها ،، والله يقدرنا على حملها ونشرها ان شاء الله ،،

بارك الله فيك اخي على ماتذكرنا به من واجبات لنصرة الدين الاسلامي ونشره في الارض ،، وكيفية حمل الرسالة وكيفية نشرها ،،

جزاك الله خيرا اخي ،،