المقام السامي
19-04-10, 10:59 PM
http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_44925728.gif
مساءاتكم /صباحاتكم لجة ضوء
http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_62150617.gif
تــعودنا أن نتذكــر محــاسن موتانا , ولا مانع من ذكر أسمائهم كاملة
مادامو قد رحلوا لن يشتبه أحد أو يشك
مجرد شك إننا ننتظر من وراء هذا المديح جزاء أو مقابلاً
وأسمحوا لي أن اقدم نموذجاً رائعاً للبساطة والتواضع
هو أبو سعيد – رحمة الله- توفي وعمره يناهز 120 سنة !!
طيب القلب يقابلك بأبتسامة تظهر أسنانة المتكسرة
التي أكل الدهر عليها وشرب!!
كنت أجلس معه ساعات وساعات لا أشعر سوى بالعتمة تكبر
والنهار يذوب في الظلام فيحمل هو معولة
والبجلي(مصباح يدوي) ليذهب لري المزروعات في العتمة!!
لا يتأفف من فضولي ومن كثر الأسئلة التي أسئلها عن البلاد
بين الماضي والحاظر وكيف تغيرت وكيف صارت وأصبحت!!
ذات مرة قلت له ألا يخجل أبنائك من عملك وأنتم ولله الحمد ميسرون الحال ؟؟
فقال: يا ولدي أنا خلقني الله بيدار ولد بيدار وسأبقى أزاول مهنتي حتى يأخذ الله أمانته!!
ورحل أبو سعيد وفياً مخلصاً لمهنة الأجداد وعاش بين الأفلاج
بأنسيابية الأثر والبادة وشموخ النخيل الباسقات ولم يرثها أبنائه من بعده
بل ورثها بعض النفرات من الهنود والبنجالية!!
لماذا غيرتنا المظاهر ولم تغير أبو سعيد؟؟
لماذا أصبحت كالعدوى تنتقل من بلاد لبلاد ومن جيل إلى جيل؟؟
أتذكر قوله عن زواج جدي وكم كان المهر أنذاك قال لي جدك تزوج
ب700 قرش فقط؟؟
أي ما يعادل ثلاثمائة ريال ,,,, تصوروا !!
ولكم أن تتخيلوا النعيم الذي كان أجدادنا يعيشوا أيامه.
ولكم أن تتصورا جحيم المعاناة التي يعيشها الشباب من أمثالي !!
فبعد أن كانت بلاد النفط والماء (( عبري الواعدة)) أشتهرت منذ الأزل
بغلاء المهور التي تدفع للبنت أنتقلت العدوى لبيضة الأسلام ((نزوى))
فبعد أن كان حلمي بالزواج من أمرأة نزوانية فقد تبخر اللآن بعد
أن أخبرني صديقي "الفرقاني" بأن أمهات نزوى صرنا حكومات أستبداد
قد أخذنا شعار واحد وهو "مالش تزوجي بنتش رخيصة"!!
ثمانية آلاف وتسعة آلاف رخيصة حرام عليكن!!
ومع الأسف لا يوجد نظام لديسكاونت هنا عيب!!
وبالرغم من إن الشاب قد نجح في جمع المهر بدعاء الوالدين إلا
إن هناك أمور قد تثقل من كاهل
المعرس وهي قاعات الأفراح خاصة إذا أردت أن تحتفل بزواجك
في مسقط فلا يقل السعر عن 1000 ريال!!
وتعالوا عاد للكوشة وما أدراك ما الكوشة وفوق كل هذا وذاك هناك
هم من نوع آخر وهو هم الهدايا للمعازيم
وبالرغم من تفاوتها في الأسعار إلا إنها تعد حمل إضافي
مطالب الشاب بتحضيره والأعداد له!!
وكل هذه الأمور سببها سطحية نظرة الناس وحبهم للمظاهر !!
فهم يعقدوا بينهم وبين أنفسهم مقارنات وأوصاف بين فرح
فلان من الناس وفرح آخر!!
فيتبادلون الحديث بأن البيت الفلاني ليسوا أفضل منا فرحهم كان
فيه كذا وبطريقة كذاوهذا بالتأكيد
يجعلنا أمام واقع مر وحتمي وهو إن نظرة الناس هي المقياس لتصرفاتنا
وتحركاتنا فلا ضير إذا أنقلبت حياتنا رأساً على عقب بسبب الديون وتكليف النفس ما لا
طاقة لها به المهم أن تبقى تلك الليلة عالقة في أذهانهم ونالت أعجابهم
وتعالت أصوات عبارات المديح!!
فمن سيتحمل الفاتورة هما العروسين لا المدعوين، ومن سيظل يدفع أغلب راتبه
الشهري أقساطا تلوأقساط هو ذلك العريس الذي أسعد قلب زوجته ليلة
وأحزنها أعواما قادمة!!
الآن أصبح أكثرنا سلاطين، وما من أحد أحسن من الآخر، والفقير المعدم لا بأس أن
يعيش يوماواحدا سلطانا ويجلب تلك الصواني الفخمة المملؤه بالعيش واللحم كأنه
هارون الرشيد يستعرض جاهه وامواله ليقضي بقية العمر يدفع فاتورة الليلة
السلطانيةالتي أعجب بها الناس ساعة، ونسوها ونسوا صاحبها بقية العمر!!
تركنا كل شيء للمظاهر حتى إننا لم نعد نعلم إن كنا نحن نحن .....أم تغيرنا!!
ولندع الأعراس وهم الأعراس جانباً ولننظر إلى واقعنا بشكل أكثر
تفصيلي فنحن سكان عمان نبلغ عدد
2مليون ونص نسمة كما يقول التعداد ولنجعل كل منزل عنده سيارة يعني بمعدل
مليونين سيارة في السلطنة والشاهد على كلامي الذي أعتبره ليس واقعياً إلا أن حجم
الأزدحام المروري في مسقط وحده ينبيك عن الحقيقة!!
فالحال يغني عن الكلام والمشاهد تدل على إن عدد السيارت يفوق الأربعة ملايين!!
ولنأخذ الحي الذي أسكن فيه نموذج لواقع تحكمه نظرة الناس فكل بيت تحت مظلته
ثلاث سيارات وليس هذا فحسب بل إن السيارات صارت في حينا تتشابه "أودي ,
أفالون , لكزس,x5 ,,,, ألخ"
إن العيش وفق الظروف والميزانيات الحقيقية هو العيش الحقيقي، أما التعامل مع
المظاهرعلى أنها قصة الفرح فتلك خيانة للذات، ومخالفة صريحة لمنطق الأشياء.
وأنظر لحال المعلمات تنافس في ارقى الموديلات وأغلى الأكسسوارات وأفخم
الماركات والطالبات يا حليلهن بدل لا يركزن في الدرس ويناقشنه مع زميلاتهن يجلسن
طوال الفسحة يناقشن التطريز في فستان المعلمة ويحلمن يلبسن مثله !!
فالسير مع التيار فيما يخص المظاهر كفيل بل قادر على الإطاحة بمبدأ النفس الإنسانية
وما نفع حمل المبادئ أصلا إن تم تغليفها وسترها بمظهر زائف لا يُثمر هذا غير حقيقة
أن رضا الناس لا يُدرك وقد يكون لنا فيقِصة جُحا وابنه مع الحِمار شاهد فلا هم
استحسنوا ركوب الابن والأب
على الحِمار ولا هم استحسنوا سير الابن وركوب الأب ولا ركوب
الابن وسير الأب وحتى سيرهم
وترك الحِمار وشأنه لم يستحسنوه.
وربما العم سعيد رحمه الله قد أمد الله في عمره كل هذه السنين120 سنة
لاستسهاله الأمور الصعبة وعدم الغيرةوالحسد من الأخرين وعاش بمعزل
عن" سوى فلان وقال فلان " فعاش جل يومه من أجل نخلته وحبه لعمله
فعاش مرتاحاً هانئ البال وأجزم أنه من الطيبين الذين وعدهم الله برحمته!!
الله ما أجمل الصدق مع الذات والحياة، وما أروع الإنسان
وهو يحيا بسلام مع نفسه والحياة بعيدا كل البعد عن
أن يكون عبدا لأحد غير خالقه ومولاه.
http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_62150617.gif
من هــــنا إلى حيث أنتم قوافل ودي وأكليل ورد
مساءاتكم /صباحاتكم لجة ضوء
http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_62150617.gif
تــعودنا أن نتذكــر محــاسن موتانا , ولا مانع من ذكر أسمائهم كاملة
مادامو قد رحلوا لن يشتبه أحد أو يشك
مجرد شك إننا ننتظر من وراء هذا المديح جزاء أو مقابلاً
وأسمحوا لي أن اقدم نموذجاً رائعاً للبساطة والتواضع
هو أبو سعيد – رحمة الله- توفي وعمره يناهز 120 سنة !!
طيب القلب يقابلك بأبتسامة تظهر أسنانة المتكسرة
التي أكل الدهر عليها وشرب!!
كنت أجلس معه ساعات وساعات لا أشعر سوى بالعتمة تكبر
والنهار يذوب في الظلام فيحمل هو معولة
والبجلي(مصباح يدوي) ليذهب لري المزروعات في العتمة!!
لا يتأفف من فضولي ومن كثر الأسئلة التي أسئلها عن البلاد
بين الماضي والحاظر وكيف تغيرت وكيف صارت وأصبحت!!
ذات مرة قلت له ألا يخجل أبنائك من عملك وأنتم ولله الحمد ميسرون الحال ؟؟
فقال: يا ولدي أنا خلقني الله بيدار ولد بيدار وسأبقى أزاول مهنتي حتى يأخذ الله أمانته!!
ورحل أبو سعيد وفياً مخلصاً لمهنة الأجداد وعاش بين الأفلاج
بأنسيابية الأثر والبادة وشموخ النخيل الباسقات ولم يرثها أبنائه من بعده
بل ورثها بعض النفرات من الهنود والبنجالية!!
لماذا غيرتنا المظاهر ولم تغير أبو سعيد؟؟
لماذا أصبحت كالعدوى تنتقل من بلاد لبلاد ومن جيل إلى جيل؟؟
أتذكر قوله عن زواج جدي وكم كان المهر أنذاك قال لي جدك تزوج
ب700 قرش فقط؟؟
أي ما يعادل ثلاثمائة ريال ,,,, تصوروا !!
ولكم أن تتخيلوا النعيم الذي كان أجدادنا يعيشوا أيامه.
ولكم أن تتصورا جحيم المعاناة التي يعيشها الشباب من أمثالي !!
فبعد أن كانت بلاد النفط والماء (( عبري الواعدة)) أشتهرت منذ الأزل
بغلاء المهور التي تدفع للبنت أنتقلت العدوى لبيضة الأسلام ((نزوى))
فبعد أن كان حلمي بالزواج من أمرأة نزوانية فقد تبخر اللآن بعد
أن أخبرني صديقي "الفرقاني" بأن أمهات نزوى صرنا حكومات أستبداد
قد أخذنا شعار واحد وهو "مالش تزوجي بنتش رخيصة"!!
ثمانية آلاف وتسعة آلاف رخيصة حرام عليكن!!
ومع الأسف لا يوجد نظام لديسكاونت هنا عيب!!
وبالرغم من إن الشاب قد نجح في جمع المهر بدعاء الوالدين إلا
إن هناك أمور قد تثقل من كاهل
المعرس وهي قاعات الأفراح خاصة إذا أردت أن تحتفل بزواجك
في مسقط فلا يقل السعر عن 1000 ريال!!
وتعالوا عاد للكوشة وما أدراك ما الكوشة وفوق كل هذا وذاك هناك
هم من نوع آخر وهو هم الهدايا للمعازيم
وبالرغم من تفاوتها في الأسعار إلا إنها تعد حمل إضافي
مطالب الشاب بتحضيره والأعداد له!!
وكل هذه الأمور سببها سطحية نظرة الناس وحبهم للمظاهر !!
فهم يعقدوا بينهم وبين أنفسهم مقارنات وأوصاف بين فرح
فلان من الناس وفرح آخر!!
فيتبادلون الحديث بأن البيت الفلاني ليسوا أفضل منا فرحهم كان
فيه كذا وبطريقة كذاوهذا بالتأكيد
يجعلنا أمام واقع مر وحتمي وهو إن نظرة الناس هي المقياس لتصرفاتنا
وتحركاتنا فلا ضير إذا أنقلبت حياتنا رأساً على عقب بسبب الديون وتكليف النفس ما لا
طاقة لها به المهم أن تبقى تلك الليلة عالقة في أذهانهم ونالت أعجابهم
وتعالت أصوات عبارات المديح!!
فمن سيتحمل الفاتورة هما العروسين لا المدعوين، ومن سيظل يدفع أغلب راتبه
الشهري أقساطا تلوأقساط هو ذلك العريس الذي أسعد قلب زوجته ليلة
وأحزنها أعواما قادمة!!
الآن أصبح أكثرنا سلاطين، وما من أحد أحسن من الآخر، والفقير المعدم لا بأس أن
يعيش يوماواحدا سلطانا ويجلب تلك الصواني الفخمة المملؤه بالعيش واللحم كأنه
هارون الرشيد يستعرض جاهه وامواله ليقضي بقية العمر يدفع فاتورة الليلة
السلطانيةالتي أعجب بها الناس ساعة، ونسوها ونسوا صاحبها بقية العمر!!
تركنا كل شيء للمظاهر حتى إننا لم نعد نعلم إن كنا نحن نحن .....أم تغيرنا!!
ولندع الأعراس وهم الأعراس جانباً ولننظر إلى واقعنا بشكل أكثر
تفصيلي فنحن سكان عمان نبلغ عدد
2مليون ونص نسمة كما يقول التعداد ولنجعل كل منزل عنده سيارة يعني بمعدل
مليونين سيارة في السلطنة والشاهد على كلامي الذي أعتبره ليس واقعياً إلا أن حجم
الأزدحام المروري في مسقط وحده ينبيك عن الحقيقة!!
فالحال يغني عن الكلام والمشاهد تدل على إن عدد السيارت يفوق الأربعة ملايين!!
ولنأخذ الحي الذي أسكن فيه نموذج لواقع تحكمه نظرة الناس فكل بيت تحت مظلته
ثلاث سيارات وليس هذا فحسب بل إن السيارات صارت في حينا تتشابه "أودي ,
أفالون , لكزس,x5 ,,,, ألخ"
إن العيش وفق الظروف والميزانيات الحقيقية هو العيش الحقيقي، أما التعامل مع
المظاهرعلى أنها قصة الفرح فتلك خيانة للذات، ومخالفة صريحة لمنطق الأشياء.
وأنظر لحال المعلمات تنافس في ارقى الموديلات وأغلى الأكسسوارات وأفخم
الماركات والطالبات يا حليلهن بدل لا يركزن في الدرس ويناقشنه مع زميلاتهن يجلسن
طوال الفسحة يناقشن التطريز في فستان المعلمة ويحلمن يلبسن مثله !!
فالسير مع التيار فيما يخص المظاهر كفيل بل قادر على الإطاحة بمبدأ النفس الإنسانية
وما نفع حمل المبادئ أصلا إن تم تغليفها وسترها بمظهر زائف لا يُثمر هذا غير حقيقة
أن رضا الناس لا يُدرك وقد يكون لنا فيقِصة جُحا وابنه مع الحِمار شاهد فلا هم
استحسنوا ركوب الابن والأب
على الحِمار ولا هم استحسنوا سير الابن وركوب الأب ولا ركوب
الابن وسير الأب وحتى سيرهم
وترك الحِمار وشأنه لم يستحسنوه.
وربما العم سعيد رحمه الله قد أمد الله في عمره كل هذه السنين120 سنة
لاستسهاله الأمور الصعبة وعدم الغيرةوالحسد من الأخرين وعاش بمعزل
عن" سوى فلان وقال فلان " فعاش جل يومه من أجل نخلته وحبه لعمله
فعاش مرتاحاً هانئ البال وأجزم أنه من الطيبين الذين وعدهم الله برحمته!!
الله ما أجمل الصدق مع الذات والحياة، وما أروع الإنسان
وهو يحيا بسلام مع نفسه والحياة بعيدا كل البعد عن
أن يكون عبدا لأحد غير خالقه ومولاه.
http://www.ramsat.net/imgup/upload/fh_62150617.gif
من هــــنا إلى حيث أنتم قوافل ودي وأكليل ورد