الجار قبل الدار

[جمــــــــــانه]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الإحسان إلى الجار برهان قاطع على الإيمان بالله ودليل عملي على صدقه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره‏ ) رواه مسلم.

ولقد عظم الإسلام حرمة الجوار حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره )

كما ورد التحذير من إيذاء الجار والتعدي عليه حيث قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) قال الصحابة من يا رسول الله ؟ قال: ( من لا يأمن جاره بوائقه )

وحدد المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا من حقوق الجار فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله ما حق جاري علي؟ قال: ( إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته وإن عري سترته، وإن أصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها )

و في قيام المرء بحق جاره تتآلف القلوب ، وتتقارب النفوس ، ويكون المسلمون مثل الجسد الواحد يتعاونون على الخير ويفعلونه ، ويتناهون عن الشر ويحذرونه . يتناصحون فيما بينهم ، ويحب كل واحد لأخيه ما يحبه لنفسه وهذا من كمال الإيمان الذي حث عليه ديننا.

والإحسان إلى الجار يجلب المودة ، ويزيد المحبة ، ويشيع الصفاء ، ويزيل الكدر ، ويبعد التنافر ، ويذهب الوحشة ، وكما قيل الجار قبل الدار .

وبالله التوفيق ....