المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حافلة الموت .. محمد جنيدي



عاشق الزمن الجم
30-12-07, 08:49 PM
حافلة الموت

سالم فقد نومه وهو في ريعان شبابه، شعوره بالقَّهر مع الاحتلال يفتح النَّار على ضميره كُلَّ ساعة، له ولدان في المرحلة الابتدائيَّة، يُقيم مع أسرته في ضواحي بغداد ، بالطَّبع لم يُصَدِّقْ ادعاءات جيوش التَّحالف بأنَّهم جاءوا من أجل أن يرفعوا عن بلاده سنوات الظُّلم والاستبداد .
قرر سالم أن يجد خلاصاً من ضغوط ضميره عليه، فخرج إلى فصائل المقاومة، وفي أوَّل ليلة له معهم، وجدهم قد أمسكوا برهينتين ينتميان لإحدى البلدان الأوربِّيَّة ويعملان لإحدى القنوات الفضائيَّة الَّتي تقوم بتغطية الأحداثِ في بلاد الرَّافدين، وعندما حدَّثته نفسه أنَّ ما ذنب هؤلاء ؟! وبدا عليه ذلك، قال له الأمير ( كما يُسَمُّونه ! ): أتأخذُك الرَّحمة بهؤلاء؟! ، فقال سالم: بالطَّبع لا ولكنَّني أودُّ أن أطمئنُّ على ما نفعله، فقال له أميره: يا سيِّدي نحن نَقْتِلُ إخوانَنا لنصل إلى دَم الغزاةِ المحتلِّين لبلادنا.. يا سالم، لو أنَّ لنا ما لهم من قوَّة وعتاد لقاتلناهم وجهاً لوجه، ولكنَّهم قهرونا ببطشِهم فأردنا أن نَبُثَّ الرُّعب في قلوبِهم ليرحلوا عن أراضينا، فقال سالم: ولكنَّ إخواننا الَّذين يموتون معهم هم دائماً الأكثر !! ، فقال الأمير: لا تقل يموتون بل قل يَتَّخذهم الله شهداء عنده، فاستقرَّ هذا الفكر في وجدان سالم، وتوالت العمليَّات حتَّى جاء يومه .
في هذا اليوم ذهب سالم ظهراً حيث أمره أميره بسيارته الملغومة بالقرْب من ساحة تقف فيها حافلة لجنود الاحتلال، وهكذا انتظر سالم مرورها بمقربة منه، فلمَّا صارت الأمور إلى ما أراد ، تعامل مع جهاز بيده لتفجير السَّيَّارة الملغومة عن بُعْد، ثمَّ ابتعد عن المكان - ولكن - ما حدث فجأة .. وقُبَيل الوقت المحدَّد للانفجار بثوان قليلة أنَّ حافلة أخرى تحمل تلامذة مدرسة كانت تسير على الجَّانب الآخر لحافلة الجنود بعد ما أنْهَوا يومهم الدِّراسي، فتوالت الانفجارات، ومات الَّذي مات - ويا للأسف - هذه المرَّة، نَجَت حاملة الجنود، وطالت النِّيران أطفالنا وفلذة أكبادنا فقط فلم يبق من حاملة أرواحهم سوى صفائح سوداء متناثرة، فتألَّم سالم بالطَّبع لهذا المشهد البغيض ولاسيما أنَّه لم يشف غليله - ولكن - ما لم يكن في حسبانه أبداً أنَّه رأى زوجته عند عودته إلى داره تُهِيل التُّراب على وجهها - هنا - عَلِم سالم أن طفلاهما كانا معاً ضمن ضحاياه في حافلة الموت !! .

محمد جنيدي

بحر العيون
01-01-08, 07:02 AM
الله المستعان
اللهم احفظ الاسلام والمسلمين

يعطيك العافية اخي على هذه القصة التي تقطع القلب

فتى الاحلام
01-01-08, 06:56 PM
لاحوه والاقوه الابالله


جزاك الله خيرا اخوي