المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثائق صادرة عن المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم



الشيخ
07-07-07, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


:shofoo:
وثيقة المقاطعة الاقتصادية


وفي مايلي عرض لوثيقة المقاطعة الاقتصادية

وثيقة المقاطعة الاقتصادية:

تعريف المقاطعة الاقتصادية:
هي عملية توقف وقطع جمهور الشعب (المستهلِك والمستورِد والمنتِج) صلة التعامل مع سلعة أو خدمة لدولة أو شركة تُسيء أو تُلْحق الضَّرَرَ بالدين أو الأمَّة أو الوطن.
وتستخدم للتعبير عن المقاطعة ألفاظ ومصطلحات متعددة يمكن اعتبارها من المترادفات، مثل (الحصار- الحظر – العقوبة) فيمكن أن نجد مصطلح الحظر الاقتصادي ، والعقوبة الاقتصادية بمعنى المقاطعة المذكورة آنفاً.

أنواع المقاطعة:
يمكن إدراج أنواع المقاطعة المختلفة تحت اعتبارين اثنين وهما:
الأول: أنواع المقاطعة باعتبار المجالات:
1)- المقاطعة الاقتصادية
2)- المقاطعة السياسية
3)- المقاطعة الثقافية
4)- المقاطعة الإعلامية وغيرها
5)- المقاطعة العامة الشاملة

الثاني : أنواع المقاطعة باعتبار جهات التنفيذ :
1)- المقاطعة الحكومية: كالمقاطعة التي كانت من الدول العربية للكيان الصهيوني والشركات الداعمة لها.
2)- المقاطعة الأممية: والتي تصدر من المؤسسات الدولية كالمقاطعة التي فُرضت على العراق وليبيا.
3)- المقاطعة الشعبية: والتي تدعو إليها من القيادات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني حتى تشمل معظم شرائح الشعب كمقاطعة الشعوب الإسلامية والعربية لمنتجات بعض الدول المعتدية على دول المسلمين والداعمة لها، والدول المسيئة للإسلام أو مقدساته.
4)- المقاطعة المتكاملة : وذلك إذا كانت المقاطعة جماعية صادرة من الجهة الحكومية الرسمية والشعبية الجماهيرية، وهذه أقوى في أثرها من التي قبلها.

أسباب المقاطعة:
تندرج أسباب المقاطعة تحت سببين أساسين هما :
1- سبب مقبول لرد الظلم والعدوان : وفيه تكون المقاطعة أسلوباً عمليّاً للزجر والتأديب ولرد الظلم والعدوان، إضافة إلى تحقيق مصلحة عامة دينية أو دنيوية.
2- سبب مرفوض لممارسة التسلط والظلم: وفيه تكون المقاطعة عملاً عدوانياً أو انتقامياً يفتقد إلى الأسباب الإنسانية أو الحضارية أو الدينية المقبولة، ومثال ذلك المقاطعة التي تفرضها بعض الدول القوية (الصناعية ) على الدول الضعيفة (النامية).

مشروعية المقاطعة:
المقاطعة لها أصل شرعي مستفاد من دلالة عدد وافر من النصوص الشرعية، وهذه جملة منها مع بيان وجه الاستدلال:
أولاً: النصوص من القرآن الكريم:
1- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ;،
إن من الولاء للمؤمنين نصرتهم ومنها النصرة الاقتصادية، وان من البراءة من المعتدين الكافرين عدم نصرتهم وإعانتهم ومن ذلك عدم إعانتهم اقتصاديا، وهذه هي حقيقة المقاطعة الاقتصادية.
2- قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان ;
" وقال ابن خويز منداد في أحكامه: والتعاون على البر والتقوى يكون بوجوه؛ فواجب على العالم أن يعين الناس بعلمه فيعلمهم، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون كاليد الواحدة.. .. ويجب الإعراض عن المعتدي، وترك النصر له، ورده عما هو عليه"(1)، والمقاطعة الاقتصادية داخلة في هذا المعنى فهي من جهة تعاون على منع العدوان، وهو مأمور به في الجملة ومؤكد عليه إذا كان عدواناً من غير المسلمين على المسلمين، ومن جهة أخرى فإن المقاطعة تعتبر تعاوناً على البر بما تستلزمه أو تحث عليه من التعامل والتكامل الاقتصادي بين المسلمين، وذلك تقوية لقدراتهم، وتعظيماً لمصالحهم، ومن جهة ثالثة فإن معارضة ذلك فيه إعانة للمعتدين الظالمين بتعظيم أرباحهم وتقوية اقتصادهم من خلال المتاجرة معهم والشراء منهم.
3- قال تعالى:;مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
والشاهد من الآية قولهولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار والمعنى أن كل عمل تحصل به إغاظة الكفار يكون للمسلم به أجر من الله، ولا يكون الأجر إلا على العمل المشروع الذي فيه خير الدنيا وثواب الآخرة، ولا شك أن المقاطعة الاقتصادية تضر العدو وتغيظه وتغمه.
وكذلك قوله تعالى:ولا ينالون من عدواً نيل ، "يُقال: نال منه إذا أصابه برزء"(تفسير ابن عاشور 11/57)، والمقاطعة الاقتصادية تصيبهم بالضرر وتنال من قوتهم وقدرتهم،
4- قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ .
قال ابن كثير:"أي فيهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم،ليسوا بعاجزين ولا أذلة، بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم"(تفسير ابن كثير 1672).
5- عموم النصوص التي تتحدث عن الجهاد بالمال: بالتتبع لعموم آيات القرآن، والنظر فيما ورد في السنة والسيرة النبوية من الأحداث والمواقف الدالة على إضعاف اقتصاد الأعداء أو الاستيلاء عليه تظهر مشروعية المقاطعة الاقتصادية، كما نجد ذلك في تعامل السلف الصالح مع هذا الموضوع.
أ- الجهاد بالمال تجارة رابحة ناجية: قال تعالى: يا أيها الذين ءامنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم إلى قوله: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين ، أي تجاهدون في دين الله وطريقه الذي شرعه لكم بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم (2) ;، أي إيمانكم بالله ورسوله وجهادكم في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم خير لكم من تضييع ذلك والتفريط فيه إن كنتم تعلمون مضار الأشياء ومنافعه(3).
وجه الدلالة من الآيات التي فيها أمر بالجهاد بالمال هو: من باب أنّ الأمر بالشيء منهي عن ضدّه؛ وعليه كما يجب إنفاق المال وبذله في إعلاء كلمة الله وإظهار دينه كذلك يجب عدم صرفه في كل وجه مخالف لهذا الغرض، وعليه تجب مقاطعة بضائع ومنتجات العدوّ؛ لئلا يتقوّى به على إظهار باطله ومحاربة دين الله وأوليائه.

ثانياً:النصوص من السنة النبوية:
استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أساليب جهادية كثيرة متنوعة مع العدوّ في دعوته إلى الله ترغيباً وترهيباً ومن ذلك استخدامه السلاح الاقتصادي وهذه بعض الشواهد:
1- ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله:« جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم »(4) .
ومن المجاهدة بالمال الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عدم استخدامه فيما ينفع العدو‍ّ، وينمي اقتصاده، ومن ثَمّ يقْوى جيشه.
ومما لا يخفى على المسلم أن شراء منتجات العدوّ تعتبر دعماً لهم، في حال الحرب، وتقويةً لشوكتهم، إلا إذا دعت الحاجة إليها ولم يوجد لها بديل عند المسلمين، أ و عند غير المحارب.
2- مقاطعة قريش لبني هاشم وبني المطلب (المقاطعة العامة)
تدل على أنّ أسلوب المقاطعة- أو الحصار أسلوب قديم استخدمه المشركون منذ أربعة عشر قرناً ضدّ المسلمين ضغطاً عليهم؛ كي يصرفوا عن دينهم، وما زال أهل الكفر يستخدم ضدّ المسلمين إلى يوم الناس هذا‍‍‍‍‍‍‍‍ بصورة أشد ظلماً وأكثر فتكاً، وأقل ضميراً. أفلا يحق للمسلمين أن يدافعوا عن معتقداتهم، وأنفسهم، وأعراضهم، وأموالهم بمقاطعة أعدائهم.

ثالثاً: من السيرة النبوية :
1- لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة:
عن أبي هريرة-رضي الله- قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:« ماذا عندك يا ثمامة »، فقال عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد، فقال:« ما عندك يا ثمامة »، قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت؟. فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد، فقال:« ماذا عندك يا ثمامة » فقال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أطلقوا ثمامة »، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟، فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى(5) الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى اليمامة، فمنع قومه أن يحملوا إلى مكة شيئاً حتى جهدت قريش، وقد أقره رسول اللهصلى الله عليه وسلم على هذا الأمر ( المقاطعة الاقتصادية )، وهي تعتبر من مناقب هذا الصحابي الجليل-رضي الله عنه وأرضاه وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم استجاب بعد ذلك لطلب قريش بفك الحظر الاقتصادي عنهم.
وجه الشاهد: قيام الصحابي بهذا العمل واستخدامه وسيلةً لإضعاف المشركين اقتصادياً، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيّ على هذا العمل دليل ساطع على مشروعية المقاطعة في الإسلام.
2- حصار الطائف :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ... حتى نزل قريباً من الطائف فضرب عسكره.. فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة.... وقاتلهم قتالاً شديداً، ... فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدوّ إلى الاستسلام) بقطع الأعناب وتحريقها؛ فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً، حتى سألته ثقيف أن يدعها لله والرحم، فتركها لله والرحم)(6)... .
قال ابن قيم الجوزية-رحمه الله- في معرض ذكره الفوائد الفقهية من هذه الغزوة: ’’منها: جواز قطع شجر الكُفار إذا كان ذلك يُضعفهم ويَغيظهم، وهو أنكى فيهم ‘‘ .(7)
فهذا الحدث صريح الدلالة، ومحل الشاهد واضح فيه، وأن من سياسة الحرب إضعاف العدوّ، وإلجائه إلى الاستسلام، بأخذ الأسباب المؤدية إلى ذلك.

مع التحية ::::::::::::::: الشييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييييييييالشييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييالشييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييي
تحية :: الشيخ

:56: