مقرشي
19-04-07, 04:34 PM
الخليلي في محاضرة بعنوان (فقه الأولويات لدى طالب العلم) :
لا يمكن للإنسان أن يتفقه في الدين وهو غير عارف بلغة القرآن الكريم
ألقى سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة صباح امس في معهد العلوم الشرعية التابع لوزارة الأوقاف والشئون الدينية محاضرة بعنوان (فقه الأولويات لدى طالب العلم).قال فيها: لا ريب أنه مما غرس في الطباع حب العلم، فكل إنسان يحب أن ينال حظا من العلم، وهذه فطرة مغروسة في نفوس البشر جميعا، فكل أحد يتطلع إلى أن يعلم ما لم يعلم وكل أحد يحس بلذة بالغة عندما يكتشف جانبا من جوانب العلم،ذلك بأن الله سبحانه وتعالى هيأ الإنسان ليكون خليفة في الأرض يتعامل مع هذا الكون وفق نظم وضوابط، ولا يمكن التعامل مع هذا الكون إلا عندما يكون على علم به وبأنواعه وبما يتيسر له أن يتعامل معه.
وأضاف سماحته: إن الإنسان يحب اكتشاف العلوم دائماً ويحب أن يكون على خبرةٍ بكل ما تتوسع معه دائرة المعلومات.
إذاً حب العلم مغروس في طبائع البشر ولا ريب أن كل العلوم خير فإن الله تعالى بيّن مكانة العلم عندما قال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ، وقال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، وذكر شهادته بنفسه ثم شهادة الملائكة ثم بعد ذلك بشهادة أولوا العلم، ذلك ما يدل على عظم شأن العلم وشأن العلماء حيث يقول الله تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وقال سماحته: قيل في تفسير ذلك يرفع الله الذين آمنوا منكم درجة والذين أوتوا العلم درجات، معنى هذا أن الذين أوتوا العلم هم أرفع درجة من غيرهم من الناس.
ولا ريب أن العلوم تقاس بمقدار ما يكون لها من أثر في النفوس وما تخلفه أيضاً من أثر في واقع هذه الحياة. وأضاف سماحته إن الفقه في دين الله سبحانه وتعالى من أحسن ما يتقرب به إلى الله تعالى. والفقه في دين الله لا يكون أمرا راجعاً إلى تجربة البشر لأن التجارب لا دخل لها في أمور الدين لأن العقول محدودة والتجارب قاصرة وإنما الفقه في الدين هو الرجوع إلى وحي الله سبحانه وتعالى، بالرجوع إلى كتابه وبالرجوع إلى سنة نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن إسهام ذلك من خلال الوسائل التي جعلها الله سبحانه وتعالى ممثلة الإنسان من التوصل إلى معرفة حكمه. وقال سماحته: لا يمكن للإنسان أن يتفقه في الدين وهو غير عارف بلغة القرآن الكريم، وغير عارف بلغة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد اختار الله سبحانه وتعالى اللغة العربية أن تكون وعاءً لشرعه ودينه، فاللغة العربية هي الوسيلة إلى معرفة الأحكام الشرعية، لأن أي أحد لا يمكن أن يدرس كتاب الله تعالى وأن يدرس سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع عدم معرفة هذه اللغة المباركة.
واضاف : كانت اللغة العربية قبل ان ينزل به الكتاب العزيز وقبل أن يبعث الرسول ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ بين الناس كانت لغة قومية خاصة للعرب وحدهم ولكن بعدما بعث الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بين العرب الأميين واستن به عليهم إذ قال سبحانه : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). وأصبحت هذه اللغة لغة مشتركة ما بين جميع الشعوب التي خوطبت بهذا الوحي، فهذا الوحي ليس خاصاً على العرب دون غيرهم بل وليس خاصاً للمحيط الإنساني وحده وإنما يتعدى هذا المحيط إلى غيره ولذلك خاطب الله تعالى الجن والأنس بل جعله تعالى رحمة للعالمين.
وحث سماحة الشيخ طلبة العلم على دراسة قواعد أصول الفقه فقال انه لا يمكن للإنسان أن يصبح فقيهاً ماهراً وهو مقطوع عن النصوص كما قيل (من ضيع الأصول قلما تتيسر له الأصول) ، ومن الصعب على الإنسان أن يصل إلى الفروع وهو لم يدخل إلى الأصول، فعلى طالب العلم أن يتعلم اللغة العربية بعمق لأنها هي الأساس. وقال سماحته: على طالب العلم أن يعيي في دراسته ضوابط الثابت وغير الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يقدم الأهم عن المهم وغيرها من الأمور التي دعا إليها سماحة الشيخ طلبة العلم في التمعن والنظر في الأمور الفقهية.
المصدر جريدة الوطن
لا يمكن للإنسان أن يتفقه في الدين وهو غير عارف بلغة القرآن الكريم
ألقى سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة صباح امس في معهد العلوم الشرعية التابع لوزارة الأوقاف والشئون الدينية محاضرة بعنوان (فقه الأولويات لدى طالب العلم).قال فيها: لا ريب أنه مما غرس في الطباع حب العلم، فكل إنسان يحب أن ينال حظا من العلم، وهذه فطرة مغروسة في نفوس البشر جميعا، فكل أحد يتطلع إلى أن يعلم ما لم يعلم وكل أحد يحس بلذة بالغة عندما يكتشف جانبا من جوانب العلم،ذلك بأن الله سبحانه وتعالى هيأ الإنسان ليكون خليفة في الأرض يتعامل مع هذا الكون وفق نظم وضوابط، ولا يمكن التعامل مع هذا الكون إلا عندما يكون على علم به وبأنواعه وبما يتيسر له أن يتعامل معه.
وأضاف سماحته: إن الإنسان يحب اكتشاف العلوم دائماً ويحب أن يكون على خبرةٍ بكل ما تتوسع معه دائرة المعلومات.
إذاً حب العلم مغروس في طبائع البشر ولا ريب أن كل العلوم خير فإن الله تعالى بيّن مكانة العلم عندما قال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ، وقال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، وذكر شهادته بنفسه ثم شهادة الملائكة ثم بعد ذلك بشهادة أولوا العلم، ذلك ما يدل على عظم شأن العلم وشأن العلماء حيث يقول الله تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وقال سماحته: قيل في تفسير ذلك يرفع الله الذين آمنوا منكم درجة والذين أوتوا العلم درجات، معنى هذا أن الذين أوتوا العلم هم أرفع درجة من غيرهم من الناس.
ولا ريب أن العلوم تقاس بمقدار ما يكون لها من أثر في النفوس وما تخلفه أيضاً من أثر في واقع هذه الحياة. وأضاف سماحته إن الفقه في دين الله سبحانه وتعالى من أحسن ما يتقرب به إلى الله تعالى. والفقه في دين الله لا يكون أمرا راجعاً إلى تجربة البشر لأن التجارب لا دخل لها في أمور الدين لأن العقول محدودة والتجارب قاصرة وإنما الفقه في الدين هو الرجوع إلى وحي الله سبحانه وتعالى، بالرجوع إلى كتابه وبالرجوع إلى سنة نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن إسهام ذلك من خلال الوسائل التي جعلها الله سبحانه وتعالى ممثلة الإنسان من التوصل إلى معرفة حكمه. وقال سماحته: لا يمكن للإنسان أن يتفقه في الدين وهو غير عارف بلغة القرآن الكريم، وغير عارف بلغة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد اختار الله سبحانه وتعالى اللغة العربية أن تكون وعاءً لشرعه ودينه، فاللغة العربية هي الوسيلة إلى معرفة الأحكام الشرعية، لأن أي أحد لا يمكن أن يدرس كتاب الله تعالى وأن يدرس سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع عدم معرفة هذه اللغة المباركة.
واضاف : كانت اللغة العربية قبل ان ينزل به الكتاب العزيز وقبل أن يبعث الرسول ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ بين الناس كانت لغة قومية خاصة للعرب وحدهم ولكن بعدما بعث الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بين العرب الأميين واستن به عليهم إذ قال سبحانه : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). وأصبحت هذه اللغة لغة مشتركة ما بين جميع الشعوب التي خوطبت بهذا الوحي، فهذا الوحي ليس خاصاً على العرب دون غيرهم بل وليس خاصاً للمحيط الإنساني وحده وإنما يتعدى هذا المحيط إلى غيره ولذلك خاطب الله تعالى الجن والأنس بل جعله تعالى رحمة للعالمين.
وحث سماحة الشيخ طلبة العلم على دراسة قواعد أصول الفقه فقال انه لا يمكن للإنسان أن يصبح فقيهاً ماهراً وهو مقطوع عن النصوص كما قيل (من ضيع الأصول قلما تتيسر له الأصول) ، ومن الصعب على الإنسان أن يصل إلى الفروع وهو لم يدخل إلى الأصول، فعلى طالب العلم أن يتعلم اللغة العربية بعمق لأنها هي الأساس. وقال سماحته: على طالب العلم أن يعيي في دراسته ضوابط الثابت وغير الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يقدم الأهم عن المهم وغيرها من الأمور التي دعا إليها سماحة الشيخ طلبة العلم في التمعن والنظر في الأمور الفقهية.
المصدر جريدة الوطن