المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأورام السرطانية



فتى الاحلام
01-03-07, 06:41 PM
الأورام السرطانية


صورة ميكروسكوبية لورم سرطاني




يعرف السرطان بصفة عامة أنه نمو جديد للأنسجة ينتج من التكاثر المستمر لخلايا غير طبيعية لها القدرة على مهاجمة الأنسجة الطبيعية والقضاء عليها. وقد ينشأ السرطان من أي نوع من الخلايا، وفي أي نسيج من أنسجة الجسم وهو ليس مرضا واحدا بل هو مجموعة كبيرة من الأمراض تصنف حسب النسيج ونوع الخلية التي نشأ منها المرض. وتنشأ كل الخلايا السرطانية عادة من خلية واحدة، بعد أن تخلصت هذه الخلايا من القوة المعتادة التي تنظم نمو الخلايا. وتشبه الخلايا السرطانية خلايا الجنين حيث تكون غير قادرة على التمييز أو النضج بحيث تصل إلى مرحلة النضج والقيام بالوظائف. وعندما تتكاثر هذه الخلايا، فقد تكون كتلة تسمى الورم الذي يتضخم ويستمر في النمو بغض النظر عن وظيفة النسيج الذي نشأ منه.
والأورام السرطانية هي أكثر أنواع السرطان المنتشرة وتنشأ من الأنسجة الظهارية مثل الجلد وبطانة تجاويف وأعضاء الجسم والأنسجة الغددية بالثدي والبروستاتا. وتسمى الأورام ذات التركيب الذي يشبه الجلد أورام الخلية المحرشفة ، أما تلك التي تشبه الأنسجة الغددية فتسمى الأورام السرطانية الغددية.
وقد يشمل ابيضاض الدم والأورام الليمفاوية أنواع السرطان التي تحتوي على أنسجة تكوين الدم وتبدو أعراضها في صورة تضخم العقد الليمفاوية كما تصيب الطحال والنخاع العظمي وتتكاثر الخلايا البيضاء غير الناضجة بكثرة.
ولقد عرف الأطباء المسلمون الأورام السرطانية منذ أمد بعيد. ومع بداية القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي تم وصفه وصفا دقيقا في مؤلفاتهم الطبية وأطلقوا علي هذا النوع من الأورام (السرطان). ويشير الزهراوي في كتابه التصريف إلى سبب هذه التسمية فيقول: "السرطان إنما سمي سرطانا لشبهه بالسرطان البحري، وهو على ضربين: مبتدئ من ذاته أو ناشئ عقب أورام حارة وهو إذا تكامل فلا علاج له ولا برء منه ولا داوء البتة إلا بعمل اليد إذا كان في عضو يمكن استئصاله فيه كله بالقطع ... والسرطان يبتدئ مثل الباقلاء ثم يتزايد مع الأيام حتى يعظم وتشتد صلابته ويصير له في الجسد أصل كبير مستدير كمد اللون تضرب فيه عروق خضر وسود إلى كل جهة منه وتكون فيه حرارة يسيرة عند اللمس".
أما الرازي فيصف السرطان في كتابه الحاوي بقوله: "ورم مستدير في أكثر الأمر لازم الأصل فهو في العضو أكثر منه خارج له أصل كبير وعروق ممتدة منها خضر وفي مجسته حرارة على الأمر الأكثر... ويعرض في الأكثر في الأعضاء العصبية، وإن تقرح أو بط انقلب وغلظ وأحمر وصار وحشا ولم يبرأ إلا باستئصاله وسل عروقه ".
وقد حاول الزهراوي التمييز بين أنواع الصلابة المختلفة التي يعرض لها البدن مميزا بينها وبين الورم السرطاني الحادث في الكلى فيقول: "الصلابة على نوعين إما أن تكون ورما سرطانيا، وإما أن يكون التحجر من قبل الإفراط في استعمال الأدوية الحادة عند علاج الورم. وعلامة الصلابة فقد الحس بدون وجع، ويحس العليل بثقل شديد وكأن شيئا معلقا بكليته العليا إذا اضطجع، ويكون الثقل أكثر من خلف من ناحية الخاصرة ، ويتبع ذلك ضعف الساقين وهزال البدن واستسقاء ، ويكون البول يسير المقدار رقيقا غير ناضج".
كذلك فرق الزهراوي بين سرطان القرنية والسرطان الحادث في البدن فيقول: "الفرق بينه وبين السرطان الحادث في البدن أنه إذا ما حدث في العين لزمه وجع شديد مؤلم مع امتلاء العروق والصداع وسيلان الدموع الرقيقة، ويفقد العليل شهوة الطعام ولا يحتمل الكحل، ويؤلمه الماء، وهو داء لا يبرأ منه، لكن يعالج بما يسكن الوجع".
كما يشير إلى الورم الحادث في الرحم فيقول: "السرطان يكون على نوعين إما متقرح وإما غير متقرح. وعلامته أن يكون فيما يلي: فم الرحم جاسيا ليس بالأملس، ولونه كلون الورد إلى الحمرة وربما كان إلى السواد ويعرض معه وجع شديد عند الأربيتين وأسفل البطن والعانة والصلب. وعلامة المتقرح سيلان الصديد الأسود المنتن منه، وربما سال منه شيء مائي أبيض وأحمر، وربما جاء منه دم".
أما ابن سينا فقد ذكر أعراض الورم السرطاني في الكبد في كتابه القانون بقوله: "فإن كان الصلب سرطانيا كان هناك إحساس بالوجع وكان أحداث الآفة في اللون وفي الشهوة وغير ذلك أكثر إحداثا وربما أحدث فواقا وغثيانا بلا حمى، وإن لم يحس بالوجع كا ن في طريق إماتة العضو. واعلم أن الكبد سريع الانسداد والتحجر".
ويشير ابن سينا إلى ضرورة استئصال السرطان كليا لمنع انتقاله كما هو الحال في سرطان الثدي فيقول: "وقد حكي بعض الأولين أن طبيبا قطع ثديا متسرطنا من أصله، فتسرطن الآخر (أقول) إنه يمكن قد كان ذلك في طريق التسرطن فوافق تلك الحالة، ويمكن أن يكون على سبيل انتقال المادة وهو أظهر".
ويشرح الزهراوي كيفية استئصال الورم السرطاني بقوله: "ذكر الأوائل أنه متى كان السرطان في موضع لا يمكن استئصاله كله، لا سيما متى قدم وعظم، فلا ينبغي أن تقربه، فإني ما استطعت أن أبرئ منه أحدا، ولا رأيت الغير والكل كذلك. أما إذا كان مركزه حيث يمكن إخراجه، كالذي في الثدي أو الفخذ ونحوهما من الأعضاء، ولا سيما إذا كان مبتديا صغيرا، فالعمل فيه أن نسهل العليل مرات من السوداء، ثم نفصده، إن كان في العروق امتلاء من دم. ثم ننصب المريض نصبة نتمكن فيها من العمل، ثم نلقي في السرطان الصنانير التي تصلح له ثم نقوره من كل جهة مع الجلد على استقصاء حتى لا يبقى منه شيء من أصوله. واترك الدم يخرج ولا تقطعه حتى لا يبقى منه شيء من أصوله. واترك الدم الغليظ يسيل كله بيدك أو بما أمكنك من الآلات، فإن عرض في عملك نزف دم عظيم من قطع شريان أو وريد، فاكو العرق حتى يقطع، ثم عالجه بسائر العقاقير والعلاج والله الشافي".
وفي الممارسات المعاصرة لعلاج السرطان يتدخل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي بجانب الجراحة. ولكن يوجد حديثا دراسات أخرى عن أهمية وفائدة العلاج المناعي ومقومات الاستجابات البيولوجية. ومن بين الإجراءات الوقائية الهامة في القضاء على السرطان الإقلاع عن تعاطي التبغ الذي يعتبر السبب في 30 في المائة من الوفيات من جراء السرطان. كما ينصح بالاعتدال في تناول الأطعمة المعالجة بالملح أو التدخين أو تلك المضاف إليها النيترات. كما يوصى بالابتعاد عن تعاطي الكحول. وينبغي أن يتجنب المرء التعرض لأشعة الشمس. وفي حالة التعرض لها، يوصى باستخدام واقي من الشمس لتجنب الإصابة بسرطان الجلد.







علوم > علوم الطب > الأورام السرطانية

/rowad.al-islam.com

الوالي
02-03-07, 03:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور أخي فتى الأحلام ما قصرت

الله يسلمك ويعافيك

الطائر الحزين
02-03-07, 04:32 PM
مشكور اخي فتى الأحلام موضوع رائع

فتى الاحلام
02-03-07, 07:57 PM
أشكركم أخواني على مرورك الغالي

النمر الوردى
02-03-07, 08:16 PM
أشكرك كثير أخي فتى الأحلام لموضوعك الرائع

تقبل أحترامي

أخوك النمر الوردي

ترن ترن ترن

فتى الاحلام
03-03-07, 01:37 AM
العفوا اخي الكريم وتسلم على المرور

مون999
03-03-07, 04:07 PM
اشكرك اخوي عالموضوع الرائع

الله يعطيك العافيه

فتى الاحلام
04-03-07, 01:26 AM
الله يعافيك اختي

تسلمين على المرور الطيب

ولد اليث
09-03-07, 11:33 AM
بارك الله فيك يا اخي مجهود في خدمة الأخرين

فتى الاحلام
09-03-07, 04:10 PM
الله يبارك فيك اخي الكريم وشكرا على المرور الطيب