المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى استعبدتم الناس..؟!



الوحيد
13-01-03, 02:13 PM
البعض منا يتلذذ بتعذيب وظلم الآخرين.. خاصة إذا كانوا من فئة " الخدم " الذين يتم التعامل معهم على أنهم بشر من الدرجة العاشرة.. ويعطي بعض المواطنين نفسه الحق لأن يفعل بهم ما يشاء، حتى يشعر على الأقل بأنه مواطن له أفضلية على الآخرين..!
المظالم التي تتعرض لها هذه الفئة المغلوبة على أمرها لا تعد ولا تحصى وكثير منها يحصل خلف الأبواب "المغلقة".. ولا أحد يحرك ساكنا لنصرة هؤلاء المظلومين!
عندما اقرأ عن قيام خادمة إندونيسية أو سيلانية برمي نفسها من شرفة منزل مخدومها فإنني أشعر بالحزن لأنني أكاد أجزم بأنها لم تقدم على هذا الفعل إلا بسبب ظلم كبير تعرضت له دفعها للتخلص من حياتها.. وبالطبع التحقيق يتعامل مع الأمر باعتباره قضية انتحار..!
وقد أصبحت قضايا الانتحار بين الخدم أمرا لافتا للانتباه حيث لا يكاد يمر شهر إلا ونقرأ عن حادثة من هذا النوع.
فهذه خادمة تبتلع مبيدا حشريا.. وذاك راعي أغنام بنغالي يجدونه منتحرا في "جاخور" أو معلقا في خيمة في وسط الصحراء..!
ولا أحد يتساءل.. لماذا يقدم هؤلاء المساكين على التخلص من حياتهم رغم أنهم في البلاد النفط والرفاهية..؟!
بالطبع لدينا قضاء عادل لا يفرق بين مواطن ووافد.. لكن كيف لكثير من هؤلاء المظلومين الوصول اليه..!
فكل شيء بيد "المعزب" البطاقة البدنية والجواز الذي لا يراه الخدم إلا عندما يغادرون البلاد.. وكثير من الخادمات لا يخرجن من منزل سيدها طوال سنوات عملها إلا لرمي القمامة أو عند المغادرة إلى بلدها..!
وفي داخل منزل هذا السيد تلاقي شتى صنوف الظلم.. حيث المطلوب منها أن تعمل كالآلة على مدار الساعة لا تكل ولا تمل ولا"تمرض" وإذا اشتكت عارضا صحيا فإنها تكذب و"تتمارض"..! والبعض منهن لا يجدن مكانا للنوم غير الممرات أو تحت الدرج أو في المطبخ..!
وفوق هذا كله فإنها لا تجد الكلمة الطيبة أو الابتسامة التي تعينها على تحمل عذاب الغربة لأن الجميع من الصغير حتى الكبير ينظر إليها على أنها"خادمة"..!
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فكثير من هؤلاء المساكين لا يستلمون رواتبهم إلا بعد طلوع الروح.. وبعضهم لا يستلمها على الإطلاق!
وهذه أمور واقعية تحصل في الكثير من البيوت الخليجية.. وقد شاهدنا عشرات العمال يضربون عن العمل بعد أن امتنعت المؤسسات التي يعملون بها عن صرف رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر..!
ولو أن جهة محايدة أجرت استبيانا حول المظالم التي يتعرض لها الخدم في البيوت لخرجت ب"بلاوي" يندى لها الجبين..!
قال لي عمي منذ يومين أنه قد جاء اليه قبل أيام عامل بنغالي يطلب مساعدة قريبه المحجوز في سجن إدارة الأبعاد.. وقد علمت منه إن هذا المسكين رفع قضية ضد مخدومه يطالبه فيها بدفع رواتب 6أشهر وتسليمه جوازه ورخصة القيادة.. وقد حكمت له المحكمة بذلك.. وحينما علم "المعزب" الكويتي بذلك رفع قضية تغيب ضد الخادم وتم حجزه منذ 15 يوما تمهيدا لإبعاده خارج البلاد.. هذا الخادم لم يستلم رواتبه التي حكمت لها بها المحكمة ولا رخصة القيادة.. ولم يستلم سوى جوازه وتذكرة سفر تفضل بها سيده لكي يغادر البلاد..!!
وهناك بالتأكيد آلاف الحالات لمظلومين من أمثال هؤلاء في بلداننا الخليجية "النفطية"..!
إننا نقول لهؤلاء الظلمة أن الأمور دول بين الناس وإننا لا نعرف ماذا يخبئ لنا"المستقبل"..!
ولنرحم هؤلاء فهم أيضا كانوا أعزاء في قومهم.. لكن الظروف القاسية التي تمر بها بلدانهم اضطرتهم للعمل خدما وسواقا وعمال نظافة.. فلنحسن وفادتهم ولنتعامل معهم بالحسنى.. وعلى الأقل لنعطهم حقوقهم.. ولنتذكر دائما قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم:" أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".. ولنتذكر ايضا موقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما استدعى عمرو بن العاص وابنه من مصر وطلب من "القبطي" الذي استنصره ان يضرب ابن الأكرمين ابن عمرو بن العاص، وقال كلمته التي ذهبت مثلا يحتذى في العدالة.." ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"..!!