بدر المجيني
21-07-06, 12:20 PM
مشكلة الخمور
لقد مرت مشكلة الخمر بعدة مراحل متدرجة على النحو التالي :
1)كان أول ذكر لها في القرآن الكريم إشارة ومقارنة إلى أنها تتخذ من ثمرات النخيل والأعناب إذ قال الله تعالى : ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا أو رزقا حسنا )) صدق الله العظيم
إذ أعتبر القرآن مايتخذ من الأعناب والنخيل نوعين : السكر ( الخمر ) والرزق الحسن وفي ذلك إشارة إلى مايتخذ منها للسكر ليس من الرزق الحسن . كانت تللك الإشارة في مكة حيث لم يكن للمسلمين سلطة تنفذ الأحكام وتحاسب من يخالف النظام .
2) المرحلة الثانية : تصنيف الخمر على إنه من المنتجات التي ينتفع بها الناس إلا أن هذه المنفعة يخالطها إثم أكثر مما فيها من النفع ، قال تعالى :
((يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهمها)) صدق الله العظيم
وقد كان لهذه الإشارة تأثير في عدد من المسلمين ولاشك فأمتنعوا عنها أو قللوا على الأقل من تعاطيها وصناعتها والإتجار بها لما يخالطها من الأثم ، لاسيما وقد قرنت بالميسر وهو القمار وهو مفسدة إجتماعية كذلك ، وكانت هذه الآية من أول ما أنزل في الخمر في المدينة .
3)بقى عدد من المسلمين يعاقرون الخمر ، إذ لم يرد نهي قاطع عن شربها حتى إن بعض المسلمين كان يأتي إلى الصلاة وهو سكران وصلى أحد المسلمين إماما فخلط في قراءته فنزلت الآية الكريمة قال تعالى : (( يأيها الذين ءامنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) صدق الله العظيم
وحيث إن الصلوات الخمس موزعة على اليوم نهارا وليلا فإنه لم يعد لمن يريد شربها إلا وقتا محددا لعله بعد صلاة العشاء أو أن يكتفي بقدر قليل منها لايصل إلى حد السكر .
4)المرحلة الرابعة : وقد جاءت بعد أن أصبح المجتمع بشكل عام معدا من الناحية النفسية والإقتصادية لتقبل النهي القاطع والتحريم الصريح حتى أنه يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكثر من الدعاء ويقول فيه : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآيات (( يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوات فهل إنت منتهون ))
ولم تكن عادة من عادات الجاهلية أشد أستحكاما وتاثيرا في الناس مثل شرب الخمر وماحرم عليهم شيء أشد منها ، وبالرغم من كل ذلك فقد كان تجاوب المجتمع الأسلامي مع هذا التحريم رائعا ، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأوعية الخمر في المدينة أن تجمع ، فجاء ومعه عدد من كبار الصحابه فيهم أبو بكر وأجتمع الناس من حوله فقال لهم : أتعرفون هذه ؟؟
قالوا نعم يارسول الله ، هذه الخمر ، قال صدقتم ، ثم قال : فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة أليه وبائعها ومشتريها وأكل ثمنها ثم دعاء بسكين فقال اشحذوها ففعلول ، ثم اخذها يخرق بها الزقاق ، فقال الناس في هذه الزقاق منفعة ، قال : أجل ولكني أفعل ذلك غضبا لله عزوجل لما فيها من سخطه .
ولاشك أن تشديد الأسلام حتى يمنع أستعمال أوعية الخمر والأستفادة منها لأغراض أخرى ، حتى يقطع دابر هذه الآفة ولايبقى في المجتمع ما يذكر بها ، وحتى لايكون توفر آنيتها أو أدوات صنعها مبررا للعودة أليها
وسالت الخمر في المدينة وطرقها كالأنهار ، ويروى أن الخمر الموجودة في أزقة المدينة بقيت فترة طويلة وكلما أمطرت استبان فيها لون الخمر وفاحت رائحتها لكثره ما اريق منها ، وهكذا تخلص المجتمع الأسلامي من آفة تعتبر من أخطر الآفات التي تفتك بصحة الناس وتذهب بعقولهم وتبدد أموالهم .
مشكلة الخمور
لقد مرت مشكلة الخمر بعدة مراحل متدرجة على النحو التالي :
1)كان أول ذكر لها في القرآن الكريم إشارة ومقارنة إلى أنها تتخذ من ثمرات النخيل والأعناب إذ قال الله تعالى : ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا أو رزقا حسنا )) صدق الله العظيم
إذ أعتبر القرآن مايتخذ من الأعناب والنخيل نوعين : السكر ( الخمر ) والرزق الحسن وفي ذلك إشارة إلى مايتخذ منها للسكر ليس من الرزق الحسن . كانت تللك الإشارة في مكة حيث لم يكن للمسلمين سلطة تنفذ الأحكام وتحاسب من يخالف النظام .
2) المرحلة الثانية : تصنيف الخمر على إنه من المنتجات التي ينتفع بها الناس إلا أن هذه المنفعة يخالطها إثم أكثر مما فيها من النفع ، قال تعالى :
((يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهمها)) صدق الله العظيم
وقد كان لهذه الإشارة تأثير في عدد من المسلمين ولاشك فأمتنعوا عنها أو قللوا على الأقل من تعاطيها وصناعتها والإتجار بها لما يخالطها من الأثم ، لاسيما وقد قرنت بالميسر وهو القمار وهو مفسدة إجتماعية كذلك ، وكانت هذه الآية من أول ما أنزل في الخمر في المدينة .
3)بقى عدد من المسلمين يعاقرون الخمر ، إذ لم يرد نهي قاطع عن شربها حتى إن بعض المسلمين كان يأتي إلى الصلاة وهو سكران وصلى أحد المسلمين إماما فخلط في قراءته فنزلت الآية الكريمة قال تعالى : (( يأيها الذين ءامنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) صدق الله العظيم
وحيث إن الصلوات الخمس موزعة على اليوم نهارا وليلا فإنه لم يعد لمن يريد شربها إلا وقتا محددا لعله بعد صلاة العشاء أو أن يكتفي بقدر قليل منها لايصل إلى حد السكر .
4)المرحلة الرابعة : وقد جاءت بعد أن أصبح المجتمع بشكل عام معدا من الناحية النفسية والإقتصادية لتقبل النهي القاطع والتحريم الصريح حتى أنه يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكثر من الدعاء ويقول فيه : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآيات (( يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوات فهل إنت منتهون ))
ولم تكن عادة من عادات الجاهلية أشد أستحكاما وتاثيرا في الناس مثل شرب الخمر وماحرم عليهم شيء أشد منها ، وبالرغم من كل ذلك فقد كان تجاوب المجتمع الأسلامي مع هذا التحريم رائعا ، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأوعية الخمر في المدينة أن تجمع ، فجاء ومعه عدد من كبار الصحابه فيهم أبو بكر وأجتمع الناس من حوله فقال لهم : أتعرفون هذه ؟؟
قالوا نعم يارسول الله ، هذه الخمر ، قال صدقتم ، ثم قال : فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة أليه وبائعها ومشتريها وأكل ثمنها ثم دعاء بسكين فقال اشحذوها ففعلول ، ثم اخذها يخرق بها الزقاق ، فقال الناس في هذه الزقاق منفعة ، قال : أجل ولكني أفعل ذلك غضبا لله عزوجل لما فيها من سخطه .
ولاشك أن تشديد الأسلام حتى يمنع أستعمال أوعية الخمر والأستفادة منها لأغراض أخرى ، حتى يقطع دابر هذه الآفة ولايبقى في المجتمع ما يذكر بها ، وحتى لايكون توفر آنيتها أو أدوات صنعها مبررا للعودة أليها
وسالت الخمر في المدينة وطرقها كالأنهار ، ويروى أن الخمر الموجودة في أزقة المدينة بقيت فترة طويلة وكلما أمطرت استبان فيها لون الخمر وفاحت رائحتها لكثره ما اريق منها ، وهكذا تخلص المجتمع الأسلامي من آفة تعتبر من أخطر الآفات التي تفتك بصحة الناس وتذهب بعقولهم وتبدد أموالهم .