المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله يمهل ولا يهمل!!



حورالعين
21-06-06, 07:38 PM
يُمهل.. ولا يُهمل




عندما جاء إلى البلاد كان عمره لا يتجاوز السنوات العشر وعلى الفور ألحقه عمه الذي كان يعمل في إحدى المناطق الصناعية بورشة لتصليح السيارات، استمر في الورشة بضع سنين تمكن خلالها (شمشاد) من توفير مبلغ من المال، فقد كان حريصاً على كل فلس يدخل إلى جيبه، فكر أن يستغل جزءاً مما لديه من مال في الزواج والجزء الآخر في إقامة ورشة خاصة به فقد أصبحت لديه خبرة واسعة في مجال تصليح السيارات حتى أصبح الكثير من الزبائن يطلبونه بالاسم لتصليح سياراتهم.


خطوة عملية


بدأ «شمشاد» يبحث عن ورشة كي يستأجرها لصالحه وفعلاً تمكن من ذلك، ورغم أن الورشة كانت بعيدة عن الشارع العام إلا أنه كان واثقاً من أن زبائنه سيأتون إليه أينما كان عندما يعرفون موقعه الجديد، ولكي لا يضيع وقتاً فقد استخدم هاتفه النقال في الاتصال بمن يعرف وكان يطلب منهم ان يخبروا الآخرين من الذين لا يعرف هو هواتفهم، لم يمض وقت طويل حتى استطاع «شمشاد» ان يجمع حوله، عدداً كبيراً من الزبائن حتى أن ورشته رغم كبرها ضاقت بالسيارات المتوقفة داخلها وأمامها تنتظر دورها للتصليح، زادت ثروة الرجل بصورة كبيرة، وهنا فكر في ان يذهب إلى بلاده لإكمال نصف دينه.


بعد وصول «شمشاد» إلى قريته بثلاثة أيام كانت أمه خطبت له فتاة بسيطة يتيمة الأبوين وتعيش عند خالها، كانت الأم تعرف جيدا بأن هذه الفتاة طيبة القلب وأنها لن تسبب لابنها أية مشاكل في غربته، تم الزواج سريعا دعا «شمشاد» مع زوجته «رينا» حيث باشر العمل في ورشته بجد واجتهاد ومما زاد من حماسه للعمل، إخلاص زوجته وتفانيها في خدمته وإنجابها له أول ولد بعد تسعة أشهر، استمر زواج «شمشاد» من رينا سنين عدة أنجبت له خلالها ثلاثة أولاد وبنتا.


بداية المتاعب


ورغم الحياة البسيطة التي كانت تعيشها أسرة «شمشاد» الا أنها كانت مستقرة وبدون أية مشاكل تذكر، في أحد الأيام ذهب «شمشاد» إلى ورشة في المنطقة الصناعية المجاورة له ليشتري قطع غيار لإحدى السيارات التي يقوم بإصلاحها، وعندما عاد سأل عن زوجته فلم يجدها، سأل أولاده وبعض معارفه فأخبروه بأنهم لا يعرفون عنها شيئا، وذهب الرجل إلى المستشفيات حاملاً صورتها ولكنه لم يجدها، وأخيرا ساقته قدماه إلى الشرطة حيث سجل بلاغا عن غياب زوجته، وقال في البلاد بأنه يتهم شخصا «لكنه لا يعرفه» بالتغرير بها لأنه لاحظ في المدة الأخيرة بأنها كانت تستخدم الهاتف كثيرا وفي أوقات غير مناسبة وعندما كان يسألها عن المتكلم على الطرف الآخر كانت تقول بأن الرقم خطأ.


استمر بحث «شمشاد» عن زوجته طويلا كان خلالها يذرف الدمع باكياً عليها، ومع استمرار غياب الزوجة زادت الأعباء على «شمشاد» فلم يعد قادراً أن يوفق بين عمله في الورشة وبين الاهتمام بأولاده، وأخيرا رصد جائزة قدرها 000,10 درهم لمن يعيد إليه زوجته، مرت الأيام ورفضت الزوجة ان تعود وبدأ الكل ينسى قصة «شمشاد» وزوجته.


وأخيرا جاءه أحد الأصدقاء ونصحه بأن يتزوج من أخرى حتى تهتم هي بالأولاد والبيت ويتفرغ هو لعمله خاصة وان الورشة لم تعد تعمل كالسابق بسبب إهمال «شمشاد» لها، الا أنه رفض فكرة الزواج فخيانة زوجته وهروبها مع من تحب لايزالان ماثلين امام عينيه، فكيف يتزوج من امرأة أخرى قد تخونه مع رجل آخر؟ الا ان الصديق ألح عليه مؤكداً له أن ليس كل النساء خائنات وأن زوجته قد تكون تعرضت لما يشبه عملية غسيل الدماغ من رجل استغل بساطتها خاصة أنها إنسانة ساذجة وليس لها تجارب كبيرة في الحياة وبعد أخذ ورد بدأ «شمشاد» يقتنع بفكرة الزواج من أخرى.


ولأنه لا يستطيع ان يذهب إلى قريته ليختار عروساً جديدة حيث أولاده بحاجة إليه طلب من إخوته ان يختاروا له عروساً وأن يرسلوها له، بعد بضعة أسابيع كانت العروسة «هنسة» قد وصلت إلى المطار، حيث استقبلها «شمشاد» بالترحاب وعندما أوصلها إلى السكن اعتذر لها لأنه يسكن في هذه الورشة التي يمتلكها مؤكدا لها بأنه سيستأجر لها بيتاً أو بعد أن تستقر حالته النفسية ربتت «هنسة» على يد «شمشاد».


قائلة له إن هذا لا يهم وأكدت له بأنها ستعمل المستحيل من أجل اسعاده واسعاد أولاده وستحاول جاهدة أن تنسيه مأساة زوجته السابقة وخيانتها له بعد تسعة أشهر رزق «شمشاد» بولد وبدلا من أن يحقق له هذا المولود الفرحة والسعادة أحس شمشاد بأن حملاً ثقيلاً أضيف إلى أحماله السابقة خاصة وأن الورشة لم تعد تعمل كالسابق وأصبح زبائنها أقل من أصابع اليد. زادت أسرة «شمشاد» بمولوده الثاني والثالث حتى أصبح لديه سبعة أطفال من الزواجين.


المشاكل تتفجر


بدأت المشاكل بين «شمشاد» و«هنسة» تتفجر بصورة سيئة يومياً فهي تريده أن يلتفت إلى عمله وأن يلبي متطلبات البيت، والأهم من هذا كله أنها كانت تريد لأولادها أن يدخلوا المدرسة شأنهم في ذلك شأن أي أطفال آخرين الا ان «شمشاد» كان يرفض ذلك بشدة متحججاً بأن ليس لديه المال الكافي للمدارس أولاً، وثانياً لأنه يريدهم أن يعملوا في الورشة معه شأنهم في ذلك شأن اخوتهم من زوجته الأولى، فالتعليم في رأيه لا قيمة له ولا فائدة ترجى منه.


في احدى الليالي استضاف «شمشاد» صديقاً له وبينما كانا يتناولان طعام العشاء وقعت مشادة بينه وبين زوجته «هنسة» في حضور الضيف، وذلك على خلفية ادخال الأولاد إلى المدارس تطورت المشادة بين شمشاد وهنسة وتحولت إلى صراخ عال فما كان من «شمشاد» الا ان ترك البيت وطلب من صديقه أن يذهب معه لينام عنده. أخذ الصديق «شمشاد» إلى غرفته في ورشة قريبة، وبعد ان شربا الشاي أخلدا إلى النوم.


حريق هائل


قبل صلاة الفجر بقليل سُمع صوت صراخ ونداءات استغاثة هرع الناس إلى حيث المكان فشاهدوا النيران مشتعلة في ورشة «شمشاد» حاول البعض أن يطفئها لكن ذلك لم يكن ممكنا فحجم النيران كان كبيراً جدا ومما زاد النيران اشتعالا كثرة الزيوت التي كانت منتشرة على أرضية الورشة، تطوع أحدهم واتصل بالشرطة حيث جاءت الشرطة وسيارات الاطفاء في الوقت المناسب.


وبدأت سيارات الاطفاء توجه خراطيم مياهها إلى النيران التي كانت تلتهم كل شيء أمامها لدرجة أنه تأكد للجميع أن أفراد عائلة «شمشاد» ماتوا جميعا. خلال عملية الاطفاء حاول «شمشاد» الذي جاء كغيره من الناس إلى موقع الحادث أن يصل إلى أولاده وزوجته إلا أن الاصدقاء منعوه حتى لا يحترق، فما كان منه إلا ان جلس عاجزاً يبكي أسرته المنكوبة ويندب حظه العاثر.


أثناء اطفاء الحريق طلب الضابط المسؤول من عمال الاطفاء التركيز على أرض الورشة أن يغرقوها بالماء وذلك لأن أرض الورشة كانت مشبعة بالزيت وبنزين السيارات والمواد التي تساعد على الاشتعال، نفذ العمال ما طُلب منهم و وجهوا خراطيم المياه القوية إلى أرض الورشة، وكان تدفق المياه قويا لدرجة أنه كان يزيل كل ما كان يقف أمامه.


المفاجأة


ورغم تركيز خراطيم المياه على أرض الورشة إلا أن النيران كانت لا تزال مشتعلة لذا طلب الضابط من عمال الإطفاء أن يستمروا في التركيز على أرض الورشة، ومع استمرار المياه انطفأت النيران، إلا أن جزءًا واحداً من طرف الورشة طلب الضابط من العمال أن يوجهوا جميع خراطيم المياه إليه، وكانت كمية المياه الموجهة إليه تكفي لإطفاء بركان، إلا أن النار كانت لا تزال مستمرة، فطلب الضابط من العمال زيادة تدفق المياه.


وهكذا فعلوا حتى بدأت المياه تحفر أخاديد في الأرض، استغرب الجميع هذا الموقف، وكيف أن النيران لا تزال مستمرة رغم تدفق كميات هائلة من المياه عليها، وراحت خراطيم المياه تحفر في الأرض أكثر وأعمق، ومع زيادة الحفر ظهرت أمام الأعين مجموعة من العظام وبعد أن ظهرت العظام توقفت النيران فوراً، ذهب الضابط ليطمئن على أسرة «شمشاد فوجدهن جميعاً بخير، ثم عاد مسرعاً إلى حيث العظام.


فطلب من رجال الشرطة التحفظ على المكان وما هي إلا فترة قصيرة من الزمن حتى كان المكان يعج برجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية وتم حفر المكان فتكشف عن وجود هيكل عظمي وجمجمة، وتم نقل الهيكل العظمي إلى المختبر الجنائي، فيما بقي رجال من البحث الجنائي يعاينون الورشة لمعرفة أسباب الحريق، بعد فترة جاء تقرير المختبر الجنائي أشار إلى أن العظام تعود لسيدة وأنها ماتت مقتولة بدليل وجود شرخ في عظمة الجمجمة مع تحديد تاريخ تقريبي للوفاة، بدأ الضباط المسؤولين تحقيقاتهم مع «شمشاد» الذي أنكر معرفته بأي شيء عن هذه العظام إلا أن تقرير المختبر الجنائي الذي حدد بشكل تقريبي تاريخي الوفاة يشير إلى ذات الفترة التي قدم فيها «شمشاد» بلاغاً يفيد بتغيب زوجته.


فتمت محاصرته بالأسئلة والقرائن، وأخيراً اعترف بأن هذه العظام هي عظام زوجته «رينا» وأنه هو الذي قتلها كونه مدمنا على المخدرات، منذ فترة طويلة، وفي أحد الأيام عندما احتاج إلى مال ليشتري جرعة المخدر لم يجد معه المال الكافي فطلب من زوجته أن تعطيه خاتماً ذهبياً كان في إصبعها وعندما رفضت قام بضربها بعمود حديدي على رأسها ما أدى إلى موتها فوراً وخوفاً من أن يقع في يد العدالة قام بدفنها في أرض الورشة دون أن يحس به أحد ثم توالت اعترافات «شمشاد».


قائلاً بأنه افتعل الشجار مع زوجته «هنسة» أمام صديقه ليذهب وينام عنده، ثم يعود في ساعة متأخرة من الليل ويشعل النار في الورشة فتموت زوجته وأولاده ليستريح منهم جميعاً ومن طلباتهم التي لا تنتهي، مضيفاً بأنه أغرق المكان بزيت السيارات والبنزين حتى يأتي الحريق على كل شيء، وقال بأنه نفذ الخطة بدقة ولكن لم يخطر بباله أن زوجته التي قتلها قبل أكثر من 15 عاماً ستظهر من جديد وستوقعه في شر أعماله.

skeleton
21-06-06, 10:14 PM
فعلا اختي --ان الله يمهل ولا يهمل ---
قصة رائعة---وروعتها تكمن في ما تحمله من عبر ولكن اين من يعتبر ,للاسف نحن في زمان تعيش فيه البشريه اوج واسوى الظلمات فيها الادمي بلا قلب رحيم ولا عقلا يتدبر به فهوه فيها غشيم .......



اسأل الله عز وجل ان يحفضنا من كل سوى وان يحفظ اوطاننا من ما يعيشه باقي العالم من ظلام ,, " على رغم من ما يسود شبابنا من تبعيه عميا للغرب , يتبعونهم بلا بصير ولا تبصر"

جزاك الله خير الجزاء
مع خالص تحياتي
اخوك الحضرمي

ساكنة القلووب،
23-06-06, 01:26 AM
صدقت والله الله يعطيك العافية اختي على هالقصة المؤثره

حورالعين
23-06-06, 12:50 PM
بارك الله فيكم اسعدتني مروركم الطيب

الوالي
30-07-06, 07:28 PM
قصة رائعة

أخيت حور العين

شكراً لك ولمجهودك الرائع

حورالعين
30-07-06, 08:25 PM
اشكرك أخي الكريم الوضاحي على تواصلك الدائم....

اسيرالغرام
24-08-06, 11:38 PM
مشكوه علىالقصه الرائعه

حورالعين
25-08-06, 12:25 PM
أشكر مشاركتك الطيبة

حاملة القران
08-11-11, 04:13 PM
قصة رررررررررررررررررررررراااااااااااااااااااااائئئئئئ ئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئععععععععععععععععععععععععععع ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة