[align=center]
هل يتحول العراق الى جمهورية اسلامية
الكثير من رجال الدين الشيعة في العراق
يريدونه أن يتحول إلى دولة دينية[/align]
[align=justify]في ظل حكم صدام حسين كان العراق يخضع لسلطة مركزية ، وكان يتسم عموما بالطابع العلماني .
الآن ، وفي حال حصلت الأحزاب الشيعية الدينية على ما تريد فسيتحول العراق إلى دولة لا تعود فيها السلطة مركزة في بغداد, وتتخذ هوية إسلامية .
وتصف مسودة الدستور العراقي الجديد الإسلام بأنه" مصدر رئيسي من مصادر التشريع" وتنص على أنه لا يجب أن يحدث أي تعارض بين أي قانون ومبادئ الشريعة الإسلامية .
وتنص مسودة الدستور أيضا على أن من حق مجموعة من المحافظات أن تشكل "منطقة" يمكن أن تحصل على حصة معينة من ميزانية الدولة العامة .
الفيدرالية
كل هذا يرقى إلى ما يمكن اعتباره تغيرا جذريا ، وهو يثير قدرا من المشاعر القوية بصورة لا مفر منها .
فالجماعتان اللتان تهيمنان على العراق الجديد - أي الأحزاب الدينية الشيعية والأحزاب الكردية - لهما مصلحة واضحة في الانفصال عن الماضي .
فالأكراد يرغبون في تثبيت ، وإن أمكنهم ، توسيع نطاق منطقة حكمهم الذاتي ، وهو الحكم الذي تمتعوا به شمالي العراق لنحو عقد من الزمن .
أما الأحزاب الشيعية فتريد قلب السياسات العلمانية التي كانت سائدة في عهد صدام حسين ، ويريدون أن يحظى جنوبي العراق ذو الأغلبية الشيعية على الجزء الأكبر من الثروة النفطية هناك .
حتى أن بعض الشيعة يطالبون " بمنطقة واسعة" تمتد من بغداد إلى حدود الكويت وتضم أكبر آبار النفط في البلاد .
وهذا النوع من الفيدرالية -أي مع حكم ذاتي كردي في الشمال ومنطقة شيعية كبيرة غنية بالنفط في الجنوب - يثير فزع الأقلية من العرب السنة العراقيين .
فهم يخشون أن يتبقى لهم دويلة محرومة من النفط ، كما يخشون أن ينتهي المطاف بالعراق إلى التقسيم .
يخشى جيران العراق كل ما يجري فيه ويتخوفون أن يتحول إلى دولة ضعيفة متعددة الطوائف والعرقيات وأن ينزلق في هاوية حرب أهلية كما جرى للبنان في السبعينيات والثمانينيات .
وفي نفس الوقت يبدي العراقييون العلمانيون - سواء من الشيعة أوالأكراد أو السنة - خشيتهم بشكل كبير من الاتجاه الذي يسير فيه العراق .
ففي كثير من النواحي عراق اليوم مختلف عن العراق قبل بضعة أعوام خلت .
فقد باتت الزيجات المختلطة بين السنة والشيعة قضية تسبب المشاكل بعد أن كانت أمرا من المُسَلّمات .
وفي كثير من أنحاء البلاد تخشى النساء الآن السير في الشوارع حاسرات الرؤوس .
كما ترد أنباء عن صورة أكثر قتامة من المناطق الشمالية الغربية غير الخاضعة لسلطة الحكومة العراقية في بغداد حيث هناك صورة عن نوع من الحكم تفرضه جماعات سنية متشددة على شاكلة نظام حركة طالبان الحاكمة سابقا في أفغانستان .
قلق الجيران
ويجد جيران العراق من السنة كل هذا الذي يجري في العرق أمرا مثيرا للقلق .
فلا توجد سابقة في العالم العربي لنجاح دولة دون سلطة مركزية .
وما يخشاه الجيران أن تحول العراق إلى دولة ضعيفة متعددة الطوائف والعرقيات سوف يفضي به في نهاية الأمر إلى مصير لبنان في السبعينيات والثمانينيات ويغرق في حرب أهلية .
ويعتقد الحكام السنة في الرياض وعمان والقاهرة وغيرها أن البلد الوحيد الذي سيستفيد من تشرذم العراق هو إيران الشيعية .
أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فيواجه عددا من الخيارات غير المستحبة .
فهو يصر على الالتزام بجدول زمني سياسي مشدود يمكنه من البدء بسحب القوات الأمريكية من العراق العام القادم .
لكن هل سيجبره اندفاعه لإيجاد "استراتيجية للخروج" على التخلي عن مطمحه إلى إقامة نظام ديموقراطي علماني حديث على أنقاض "ديكتاتورية" صدام ؟ [/align]
[align=center]BBC[/align]
مواقع النشر (المفضلة)