بيروت في أول فبراير/ العمانية / تشتهر قرية "حاقل" في بلدة "جبيل" شمال بيروت ب
"متحجراتهــا السمكيـة الأثرية" التي جذبــت إليها خبراء الأثار الفرنسيـين والألمان
وغيرهـم ليحصلـوا بوسائلهـم الخاصـة على الأسمـاك التـي ذاعـت شهرتهــا فـي
المـوسوعـة العلـميـة العالمـيـة.
وقرية "حاقل" أحد القرى الجبلية الوادعة المرتفعة عن سطح البحر بحوالي 650م، أقام
فيها أحد سكانها متحفًا للأسماك المتحجرة يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
صاحب المتحف هو "رزق الله نهرا" وقد أسند إدارته إلى ابنه "روي" الذي اكتسب خبرة
من والده، إلى جانب دراسته لعلم الآثار، فأعطى كل سمكة متحجرة يتم العثور عليها
بالقرية أهميتها من حيث الشكل والحجم وبخاصة النادر منها أو المنقرض.
ويضم المتحف أنواعًا عديدة من المتحجرات التي يتطلب جمعها وتصنيفها سنوات طويلة
من العمل قبل أن يتم عرضها بالمتحف.
يقول "روي نهرا" مدير المتحف لوكالة الأنباء العمانية: "تاريخ اكتشاف هذه المتحجرات
يعود إلى أربعينيات القرن الماضي عندما جاء الفرنسيون إليها وكانوا ينقّبون عن الأسماك
ويستخرجونها بوسائلهم الخاصة ويرسلونها إلى بلادهم، وفي ذلك الوقت لم يكن أبناء
القرية يدركون قيمة هذه المكتشفات، غير مباليين عند رؤية خبراء الأثار يكابدون عناء
الذهاب إلى الجبل ويحملون منه الأحجار، بعدما يلفونها بالقطن ومن ثم بالورق، ولم
يعلموا إلا متأخرين كم هي مهمة علميًا تلك الآثار المتحجرة، لكن العائلة قامت خلال
تلك الفترة على تخزين العديد من الآثار والحفاظ عليها، وما زالت حتى اليوم تكشف بين
يوم وآخر أصنافًا جديدة من الأسماك المتحجرة".
والمتحف مفتوح دائمًا أمام الزوار وطلاب المدارس والجامعات، ويمكنهم الحصول على
قطع صغيرة من المتحجرات بأسعار زهيدة، وهناك صالة عرض عند مدخل المتحف تتيح
للزائرين مشاهدة فيلم وثائقي عن الأسماك المتحجرة.
ويضيف مدير المتحف أن مبنــى المتحــف بناء لبنــاني قديـم (عمره حوالي مائة سنة)
سقفــه معقود وجدرانه عريضة، أعيد ترميمه وتجميله دون المسّ بتراثه المعماري القديم،
وقد جهّــز بواجهات زجاجيــة متباينــة الأحجــام والأشكــال تُعرض على رفوفها الأسماك
والنباتات البحرية المتحجرة.
وما يميز المتحجرات اللبنانية هو جودتها مقارنة مع تلك الموجودة في العالم، حيث إنها
صلبة جدًا ولا تتكسر بسهولة وهذا يعود إلى التكوين ونوعية التربة والمناخ.
وفي متحف "حاقل" يوجد 300 نوع من الأسماك، بعضها انقرض والبعض الآخر تطوّر
من حيث الشكل فقط، الأمر الذي يعتبر ثروة علمية مهمّة، أما الحصول على أنواعٍ جديدة
فقد أصبح نادرًا جدًا بعد مضي سنوات طويلة على بدء التنقيب.
ويحتوي المتحف حاليًا على أنواع عامة وغريبة من المتحجرات السمكية الأثرية، وكل
نوع يكتشف للمرة الأولى، أو يكون نادرًا لا يُباع بأي ثمن، (وفي المتحف 10 قطع فريدة
لا مثيل لها في العالم) علمًا أن بعض الأنواع لم تعرض حتى الآن.
وخلال التجول في أرجاء المتحف، تلفت الزائر مجموعة من النفائس من مختلف أنواع
الأسماك، وقد أضيفت إليها بطاقات تحوي على معلومات علمية تشرح للزائر هوية القطع
المعروضة.
/ العمانية /
ف هـ



أكثر...