[align=center]
عكس ما تصوره العلماء عن الطيور
الببغاوات تستخدم اللسان مثل الإنسان لتصدير الأصوات
[/align]
هل فكر احد من قبل لماذا تجيد الببغاوات تقليد بعض الكلمات والعبارات؟ لقد كشف الباحثون ان الببغاوات تستطيع استخدام اللسان لاصدار ما يشبه الاصوات، كما يفعل الانسان تماماً.عندما يتحدث الانسان بالصوت، يصدر هذا الصوت عن الحنجرة ثم يتم تعديله لتنويع الاصوات الى كلمات عن طريق حركة اللسان في الفم يساعد ذلك الانسان على اصدار اصوات مركبة من متحركة الى ثابتة .
كان الباحثون يعتقدون حتى الان ان الطيور تصدر الاصوات وتغير نغماتها بطريقة تشبه آلية الحنجرة، ثم يتم تنويع النغمات عن طريق القناة السمعية ولا دور ابداً يقوم به اللسان.لكن من المعروف ان الببغاوات تحرك السنتها اماماً وخلفاً عند اصدار الاصوات، او قل الحديث، لذلك قرر يريل بيكرز وزملاؤه من جامعة ليدن في هولندا ان يعرفوا اذا كانت حركة اللسان عند الببغاء تساهم في موهبته في تقليد الاصوات البشرية وغيرها .
قام الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة «بيولوجي» مؤخراً بدراسة خمس طيور ببغاء تم صيدها في اطار برنامج حكومي للسيطرة على الحيوانات الاليفة في فلوريدا.وقام الباحثون باستبدال القناة السمعية عند كل ببغاء من هؤلاء بمكروفون الكتروني، ثم استخدموا خطافاً لتحريك اللسان بنفس الطريقة التي يؤدي بها جهاز تضخيم الاصوات وظيفته.
واتضح ان تحريك اللسان بمقدار اقل من ملليمتر واحد يحدث تغييراً كبيراً في نوعية الاصوات الصادرة التي تشبه الحروف. وقال الباحثون ان هذا الاختلاف اكبر من الاختلاف بين حرفين متحركين مثل الواو والياء عند الانسان.ويعتقد بيكرز ان قدرة الببغاوات على تحريك اللسان لتنويع النغمات الصوتية يحتمل ان يكون وراء موهبتها في تقليد الاصوات والكلمات والعبارات .
انظر من يتحدث
يحتمل ان تكون الببغاوات تستخدم تلك الاصوات في اتصالاتها الطبيعية، كما تقول ايرين يربرج الباحثة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الاختصاصية في اصوات الطيور. وتضيف ان الاختلافات الدقيقة جداً بين الاصوات مهمة جداً بالنسبة لهذه الطيور.مثلاً الطيور الذكور الصداحة تغني في اوقات معينة فقط من العام ولسبب معين هو اجتذاب الاناث لكن اناث وذكور الببغاوات يتصلون صوتياً طوال العام. وتقول يربرج انهم قد يستخدمون المقاطع الصوتية ونغمات اخرى لتوصيل معلومات معقدة مثل التعريف بالشخصية والتهديدات من حيوانات مفترسة .
ويقول بيكرز ان نتائج الدراسة تؤكد بأن نظام الاتصالات بين الببغاوات اكثر تعقيداً مما نظن.ويذكر ان يربرج لها الخبرة الأولى في هذا المجال حيث درست مع فريقها العلمي ببغاء افريقياً رمادياً يسمى اليكس، في المعمل على مدى 27 عاماً. يستطيع الببغاء اليكس اصدار اصوات تعبر عن الاشياء والاشكال والالوان والمواد، ويعرف مفاهيمها وغيرها، وكان يحوم داخل المعمل ليتعرف على البيئة التي يعيش فيها .
وتقول يربرج ان القدرة على اصدار اصوات حروف ليست صدفة، لكنها ترجع الى ثراء مفردات الببغاء.وتفيد الدراسة الجديدة بأن القدرة على اصدار مقاطع صوتية تطورت مرتين على الأقل، مرة عند الببغاوات ومرة عند الانسان، وتحريك اللسان يعطي ابعاداً اكبر للتعقيدات الصوتية، وهي ظاهرة لابد أنها مفيدة لكل من هذه الطيور والانسان ايضاً .
مواقع النشر (المفضلة)