[align=center]زرع القوقعة . التصور الحقيقي والنتائج [/align]
كثر الحديث عن هذا الموضوع وتكونت أفكار لدى الصم وضعاف السمع وعائلاتهم أكثرها خاطئة عن النتائج المتوقعة من هذه العملية الجراحية وتوابعها ، فما هو التصور الحقيقي والواقعي لزرع القوقعة ونتائجها ؟
إن المعوقين سمعياً هم ضعاف السمع والصم وبالنسبة لضعاف السمع فإنه يمكن إفادتهم والتغلب على إعاقتهم بالمعينة السمعية (سماعة الأذن الملائمة لكل معوق وحسب درجة فقدانه (للسمع) .
أما الصم فهم مجموعة من المعاقين سمعياً لاتستفاد من المعينة وعلى ضوء هذا الواقع تم التفكير بأسلوب أو طريقة تساعد هذا القطاع على التغلب على عوقه .
وبزرع القوقعة يمكن للاصم أن يحس بالصوت والكلام ويوصل هذا الإحساس إلى العصب السمعي ثم الدماغ ليتمثل هناك بواقعه إن كان صوتاً أو كلاماً مكوناً من ذبذبات مختلفة .
لذلك فإن فعل السماعة هو التكبير وإيصال الصوت المكبر إلى الدماغ. أما زرع القوقعة فهو إيصال الحوافز الصوتية والكلامية عبر العصب إلى الدماغ وبذلك نكون قد ساعدنا الأجزاء غير العاملة من أجهزة السمع المعقدة في الإنسان وجعلها تستقبل الأصوات في حين أنها كانت غير عاملة قبل العملية .
كيف نسمع ؟
الصوت مثل الكلام والموسيقا وأصوات المحيط تنتقل خلال الهواء إلى الأذن الخارجية على شكل موجات مما يؤدي إلى إحداث تضاغط مختلف في قناة الأذن ويؤدي إلى حركة طبلة الأذن التي بدورها تحرك عظيمات السمع الصغيرة الثلاث ، حيث تنتهي الحركة بأصغر عظم في جسم الإنسان وهو العظم الركابي الذي يتحرك ويوصل تلك الاهتزازات إلى الأذن الداخلية عبر غشاء مطاطي يسمى الشباك البيضوي .
والأذن الداخلية تسمى القوقعة وهي مليئة بسائل يتحرك بتلك الاهتزازات ، وهذه الحركة في سائل القوقعة تؤدي إلى تحفيز الخلايا الحسية والتي هي على شكل شعيرات دقيقة جداً وتقدر بالآلاف بالأذن الداخلية وتستجيب هذه الشعيرات إلى ذبذبات الصوت المختلفة التي تقع بين 20 - 20000 ذبذبة بالثانية .
وهذه الخلايا هي أكثر الخلايا - حساً - بالأذن وعندما تتحفز ترسل تياراً كهربائياً والذي يصل إلى العصب السمعي وإلى الدماغ حيث يفهم الصوت هناك .
الفقدان السمعي :
بعض الناس يفقدون السمع وبدرجات متفاوتة/ بعضهم بدرجة شديدة جداً وبعضهم بدرجة متوسطة وبعضهم بدرجة بسيطة. وفي أغلب الأحيان يمكن مساعدتهم بالمعينة السمعية أو السماعة للتغلب على الإعاقة ، أما إذا كان التلف كبيراً من الخلايا الحسية في القوقعة فلا نتوقع أن تخدم السماعة هذا المعوق لأن الأذن الداخلية تكون في هذه الحالة غير قادرة على نقل الحوافز إلى العصب السمعي والدماغ ، وهنا يرشح هذا المعوق لإجراء عملية زرع القوقعة بهدف إيصال الحوافز الكهربائية إلى العصب السمعي والدماغ من خلال هذا الزرع .
زرع القوقعة كيف يعمل ؟
1- تستقبل الأصوات بالميكرفون .
2- ترسل الإشارة بعد الاستقبال عبر ألواير إلى منظم الكلام .
3- منظم الكلام يحول الكلام إلى إشارات سريعة وصغيرة .
4- ترسل الإشارات إلى المستقبل رقم (5) .
5- والمستقبل يحول هذه الإشارات إلى المستقبل المزروع تحت الجلد رقم (6) .
6- وهذا يرسل الإشارات الصغيرة السريعة إلى القوقعة عبر القطب المزروع رقم (7) .
7- وهنا تتحفز النهايات العصبية وتحفز بدورها العصب السمعي ، حيث يقوم بعمله وينقل الحوافز إلى الدماغ .
وبهذه الطريقة يسمع المعوق الحوافز الصوتية .
جميع هذه العملية تتم خلال أجزاء من الثانية .
ما هو حجم الجهاز المحمول بالجيب أو المعلق بالحزام (منظم الكلام) ؟
الحجم 9 سم طولاً و8،6 سم عرضاً و2 سم ارتفاعاً (أي حجم راديو صغير) ويعمل ببطاريات (قلم عدد 2) قابلة للشحن .
وتكفي الشحنة الواحدة يوم واحد ويعاد شحن البطارية ليلاً (عطاء البطارية 10 - 15 ساعة) .
عملية زرع القوقعة محددة وفيها بعض التحفظات :
- يمكن إجراء العملية لأذن واحدة لذلك لا يحدد المعوق سمعياً اتجاه الصوت من اليمين أو من اليسار .
- يحصل في زرع القوقعة أيضاً ضوضاء تؤثر في بعض الأحيان في فهم الكلام بشكل دقيق .
- تختلف درجة الفائدة باستعمال زرع القوقعة من مريض إلى مريض .
- عند انتهاء شحن البطارية أي الكهربائية فإن الجهاز يقف بانتظار الاستبدال ببطاريات مشحونة جديدة .
- العطل الذي يصيب الجهاز يحتاج إلى إصلاح شأنه شأن تصليح السماعة لذلك لا بد من إرساله للتصليح عند الإصابة بعطل .
- الرياضة العنيفة ممنوعة ورياضة التماس والمصارعة والملاكمة ممنوعة منعاً باتاً ولكن جميع متعلقات الحياة ممكن أن يمارسها المعوق الذي أجرى العملية .
- عند السباحة أو الغسل بالحمام لا بد من رفع الأجزاء الظاهرة من الأجهزة .
العملية الجراحية :
- تستغرق حوالي ساعتين تحت التخدير العمومي .
- يزال الشعر من خلف الأذن وجانب الرأس .
- الفتح أو الجرح حوالي 10 سم طول وبشكل مائل يسهل التداخل الجراحي .
- تحفر حفرة صغيرة في عظم الجمجمة سطحية غير نافذة لوضع المستقبل الثابت تحت الجلد .
- القطب التوصيلي يزرع بالقوقعة من خلال قريب على الشباك الدائري .
- يقفل الجلد (بخيط) وبعد أسابيع قليلة يظهر الشعر والجرح لا يصبح واضحاً .
- لا يوجد تهديد للحياة من خلال العملية عدا مخاطر التخدير وبعض مخاطر الجراحة التي تصاحب عمليات الأذن الوسطى مثلاً .
وقد كثرت الأسئلة الموجهة من العائلات والمعاقين سمعياً عن هذا الموضوع وفهمه الكثيرون خطأ بأنه يعمل كأذن بشرية وأن عملية زرع القوقعة تجعل المعوق يستغني عن سماعة الأذن ويصبح أشبه بالأسوياء .
وبنيت الآمال الكبيرة على هذا المفهوم الخاطئ لذلك جئنا نوضح الصورة من الناحية العلمية والجراحية والفسيولوجية ونطرحها على شكل أسئلة وأجوبة لسهولة الاستيعاب :
هل تجري عملية زرع القوقعة لجميع المعاقين سمعياً من الصم وضعاف السمع ؟
- لا تجري العملية إلا للصم المطلقين الذين لا فائدة من ارتداء السماعة من قبلهم والذين لا تعوض أقوى سماعة أذن عن النقيصة السمعية الحاصلة لديهم .
لذلك فإن الخطوة الأولى لاختيار الحالات التي تخضع للجراحة تتم بالفحص الدقيق لتحديد درجة النقيصة السمعية واتخاذ القرار للمرشحين لهذه العملية ولا تجرى العملية لضعاف السمع .
هل المعوق الذي تجرى له العملية يكون قد استغنى عن جهاز السمع أو السماعة ؟
- كلا ، بعد إجراء العملية سنرى المعوق الأصم وهو يرتدي :
- جهازاً يشبه السماعة الجيبية الكبيرة .
- جهازاً آخر يشبه سماعة خلف الأذن .
- جهاز استقبال خلف الأذن أيضاً يرتبط برقم (2) .
- جهازاً آخر صغير جداً يزرع تحت الجلد (خلف الأذن) مغلف بالسيراميك .
- قطباً إلكترونياً يزرع في داخل القوقعة .
وكل هذه المجموعة هدفها إيصال الحوافز السمعية إلى العصب السمعي والدماغ .
د. عبدالغني اليوزبكي
 |
 |
|
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)