وصلتني هذه الرسالة عن طريق البريد فأحببت أن أشارككم بها :
اسعاد الآخرين هو اخصر الطرق لاسعاد النفس.. وكثيرون ظلوا زمنا لا يجدون السعادة في هذه الحياة حتى وفقهم الله على العمل لاسعاد الآخرين فعرفوا السعادة.. وجدوها.. وكثيرون لا يعرفون انهم ليسوا سعداء.. وانه من الصعوبة أن يكونوا سعداء.. إما لمشكلات تلازمهم.. أو مشاعر سوداء تداهمهم باستمرار.. او لأي سبب من الأسباب.. وعزاء هؤلاء أن يسعدوا الآخرين... وخاصة الأطفال.. وسوف يجدون في هذا أكثر من عزاء: سوف يشمون عبير السعادة. حتى السعداء يستطيعون مضاعفة سعادتهم بالعمل على اسعاد الآخرين.. وبالمشاركة فان السعادة تكبر بالمشاركة. ونحن نسر حين ننقل الى أحد خبرا يسعده جدا.. نبحث عنه بسرعة.. وبكل وسيلة.. والمثل يقول: يطرق بابك بقوة من يحمل لك خبرا سعيدا.. ويعود هذا الى اننا نفرح بأن نكون مصدر فرح.. هذا طبع البشر.. ونبتهج حين نرى مظاهر الابتهاج وخاصة على وجوه من نحب.. والذين يتطوعون في أعمال الخير، يجدون طمأنينة عجيبة.. وغبطة داخلية، وراحة بال وضمير كلما تعبوا في سبيل عمل الخير، خاصة اذا توج التعب بتكلل المساعي بالنجاح. ان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا، لا في الدنيا ولا في الآخرة.. عمل الخير يجعل النفس تمتزج بالخير وتعاشره وتحبه وتحس به يسري في خلاياها وحناياها وهذا الاحساس من ذرى السعادة.. والتطوع في أعمال الخير من قمم العمل على اسعاد الآخرين وتخفيف معاناتهم، والوقوف معهم. والشعور بالجو الانساني الذي يحيط بالموضوع، يعطي ثقة كريمة في الانسان، وفي الحياة وان (الدنيا لا تزال بخير) بمعنى الكلمة.. **** اسعاد الأطفال السعادة طفلة.. وتختبئ في ثياب الأطفال القصيرة.. وكثيرا ما تهرب منا نحن الكبار.. السعادة طازجة في عمر الزهور.. ولا تستطيع مقاومة الذبول مع طول السنين.. ولكنها في حياة الأطفال طازجة تنبض بالحياة والرواء والعبير.. فالطفل تدهشه الاشياء الجديدة وتثيره وتفرحه.. اما نحن الكبار فمن الصعب ادهاشنا او جعل الفرح يلمع في أعيننا الا بحدث مفرح كبير وما كل يوم ولا كل شهر تأتي احداث مفرحة كبار .. قد تمر شهور وسنوات حسب الظروف والحظوظ.. أما الطفل فأشياء كثيرة جدا ويسيرة جدا.. تجعل عينيه تلمعان بالفرحة والسعادة والدهشة.. فاذا عملناها له ورأينا سعادته وتجلى لنا فرحه وسروره فإن تيارا من السعادة ينتقل منه الينا.. ومن رحمة الله عز وجل أن اسعاد الأطفال سهل.. ميسور.. قليل التكاليف.. نزهة مع صغارك تفرحهم... وجولة بهم في حديقة الحيوان تدهشهم وتجعل المرح والحبور والتشوق اللذيذ تظهر في عيونهم وملامحهم.. وجمعهم بأصدقائهم واقاربهم الصغار يجعل أقمار السعادة تنهال امامهم.. وانظر فرحتهم بقدوم اصدقائهم الصغار ورؤيتهم لوجوههم وهتافهم بأسمائهم ولمسهم لهم.. أما أخذهم الى مدن الألعاب مع رفاقهم الصغار.. فهو كرنفال من الفرح.. وكلما ظللت معهم وانتقلت بهم من لعبة لأخرى زاد اندماجك في جوهم السعيد.. مفاجأتهم - وأنت تدخل البيت - بلعبة جديدة ولو كانت رخيصة.. او اخراج حلوى مفضلة خبأتها لهم.. كل هذا ينشر السرور في البيت.. والصغار هم بهجة البيت.. ووعدهم برحلة.. ولو كانت قريبة.. يجعل الوقت عندهم مثيرا وانتظار الحدث السعيد جميلا.. ومن الأفضل وعدهم بالرحلة واخبارهم بها قبل موعدها بيوم.. لأن ذلك سوف يسعدهم يومين.. يوم الرحلة.. واليوم الذي قبله.. بل وذكرى الرحلة.. اذكر ونحن اطفال ان اهلنا - رحمهم الله - كانوا يأخذوننا الى رحلة برية بين الحين والآخر وكانوا - رحمهم الله - يخبروننا بالرحلة قبلها بيوم.. ويزيدون في اسعادنا بان يجتمع عندنا بعض اقاربنا الصغار ممن نحبهم جدا.. وينامون معنا ليلة الرحلة.. فلا تسل عن الفرح (المرح والسرور).. ولا تسل عن استيقاظنا بحيوية وابتسام مع اول نداء لليقظة فجر الرحلة.. وكنا لا نستيقظ للمدرسة الا بتثاقل.. مع اننا ليلة الرحلة نسهر نسبيا.. فالسعادة تجعلنا نسهر. وتجعلنا ننهض باكرا بحيوية ونشاط.. الذي اريد قوله ان ابواب اسعاد الأطفال كثيرة، وفتحها سهل، والدخول منها متاح للكبار اذا كان معهم صغار، فكأن للسعادة ناد اعضاؤه من الأطفال، ويرحب بضيوفهم، فكل من يمسك بيده طفلا يدخل هذا النادي السعيد.. **** واسعاد المسنين يصحبه شعور متميز بالسعادة.. خاصة اذا كانوا من اقارب الانسان او اصدقاء والده أو جيرانه القدماء.. او القائمين.. واسعاد المسنين ايضا سهل.. ميسور.. وعمل طيب مبرور.. فزيارة المسن.. والدعاء له.. والثناء عليه.. والاستماع لذكرياته وتجاربه.. كل هذا ممتع جدا.. ويسعد الشيخ ويشعر فاعله أنه قام بعمل حسن.. فيه صلة.. وفيه وفاء ومودة.. وارتباط مرغوب بين الأجيال. **** والكلمة الطيبة تسعد قائلها.. وتسعد سامعها.. فوق انها صدقة.. "الكلمة الطيبة صدقة" كما ورد في الحديث الشريف.. وإذا اعتاد الانسان الكلام الطيب طابت نفسه.. علاوة على ما يجلبه الكلام الطيب من محبة الناس. والبعد عن المشكلات.. وفتح أبواب التقدم والنجاح. حتى مع السفهاء والجهلاء والذين يخطئون.. {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}.. وفي هذا ايمان.. وحلم.. وعقل وخلق.. وعدم الاستعداد لتضييع جزء من الحياة في كلام مزعج أو جدال لا طائل تحته سوى اثارة الأعصاب. والحياة أقصر من أن تقصرها بالتوافه.
 |
 |
|
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)