[ALIGN=CENTER]


(على بركة الله نفتتح البطولة) بهذه الكلمات افتتح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد بطولة (خليجي 16) مساء اليوم متمنيا للفرق المشاركة التوفيق والتنافس الشريف في جو تسوده الالفة والمحبة. وكان عشاق الكرة الخليجية على موعد مع انطلاق افتتاح أم الاعراس بطولة خليجي 16 وسط حشد جماهيري لم تشهده الكويت منذ كأس آسيا 1980.

ورحب وزير الطاقة ورئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة الشيخ احمد الفهد بضيوف الكويت قائلا: (من حسن الطالع ان تتزامن البطولة مع القمة الخليجية لتؤكد ترابط هذا الاقليم قيادة وشعبا، وبعد اسابيع من القبض على رئيس النظام العراقي المقبور).

واعرب في كلمة ارتجالية عن شكره لسمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد لرعايته السامية للبطولة، ودعمه اللا محدود للرياضيين، كما شكر سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد. وقال الفهد: ان الكويت تتشرف باستضافة البطولة التي تحظى باهتمام كبير من الجماهير الخليجية وقياداتها الرياضية، خصوصا انها فرضت وجودها واصبحت من اكثر البطولات اثارة، مبينا ان اللجنة المنظمة العليا اجتهدت لتهيئة الظروف لضمان نجاحها، والتنافس الشريف بين الفرق السبعة.

وامتدح الفهد عمالقة الرياضة الخليجية الحاضرين والغائبين، مستذكرا مآثر الفقيد الامير فيصل بن فهد والشهيد فهد الاحمد اللذين سيظلان في القلوب بانجازاتهما الكبيرة خليجيا وعربيا وآسيويا وعالميا. وكانت بوابات ستاد نادي الكويت اغلقت في الثالثة والنصف عصرا بعد امتلاء المدرجات بالجماهير التي توافدت مبكرا، وهي حالة تحدث للمرة الاولى تؤكد الولاء المطلق لهذا البلد ورفعة شأنه ونجاح اللجنة المنظمة في استقطاب هذا الحشد الهائل من الحضور.

وادت القوات الامنية دورا كبيرا في ترتيب الامور داخل المدرجات في الوقت الذي عكس حفل الافتتاح القدرة الرائعة لابناء (الديرة) من خلال (اوبريت الامل) الذي تناول دول الخليج كلا على حدة، وتكاتفها في وجه المحن واداه 10 من خيرة مطربي المنطقة هم: عبدالكريم عبدالقادر، نبيل شعيل، عبدالله روشيد، احمد الجميري، احمد فتحي، عبدالمجيد عبدالله، محمد البلوشي، فايز السعيد، سالم العريمي، منصور المهندي الذين رددوا (يا الخليجي زانت الدنيا بحضورك).

في بداية العروض وضع الحضور اياديهم على قلوبهم، خشية ان يكون حفل الافتتاح اقل من الدعاية التي اخذها، لكن بعد رفع علم الدورة تحولت ارض الملعب الى نوافير اضاءت باللونين الازرق والاصفر انطلق معها صوت الشهيد فهد الاحمد، داعيا الى (ان نظل متكاتفين ونعمل بيد واحدة) فانفرجت اسارير الحضور الضخم وبدأ بالتفاعل، ثم اطفئت الاضاءة لتنطلق الالعاب النارية في سماء الملعب معلنة (أم الاعراس الخليجية).

وبدأ الاوبريت بأصوات امواج ونوارس ورعد ومطر ليطل الفنان ابراهيم الصلال متضرعا الى الله ان يزيد الخير على ابناء الخليج في الوقت الذي يخاطب حفيدته في مشهد يمثل صوت الماضي والحاضر والمستقبل، مستحضرا البطولات السابقة، ثم انطلقت اغاني الاوبريت ودخلت الفرق الشعبية. الديكور والسينوغرافيا كانا يمثلان دول الخليج وهي في الاصل صحراوية وتنتشر فيها الكثبان الرملية ثم تتحول الى خضرة ثم الى مدن واعمار كل ذلك ظهر ايضا على شكل مسرح روماني مكشوف وعين مفتوحة بداخلها خشبة مسرح دائري يتسع الى مائتي شخص ارتفاعه ثلاثة امتار وقطره 18 مترا والغرض من شكل العين المفتوحة ان الكويت تستضيف زائريها في عينيها وخشبة المسرح مصنوعة من الفلين المضغوط للمحافظة على سلامة الملعب.

واسعد القائمون على تنظيم حفل افتتاح (خليجي 16) الحضور والمشاهدين بفقرات بسيطة وعروض تعبيرية مزجت بألعاب نارية واضاءة متطورة كانت غاية في الروعة. لا يخفي المرء الشعور الذي اعتراه بالخوف قبل الافتتاح بألا يظهر الحفل بالصورة التي يتمناها الجميع، بيد ان احساسا بالفخر ملأ كل مواطن في الديرة بعد مشاهدة الفقرات التي صاغت فنا جميلا، فأصبح من يتابعها يشعر بالحيرة، فما هو الذي ازدان بالآخر، الرياضة تزينت بالفن أم الفن اصبح له بعد آخر في الرياضة. احسنت اللجنة المنظمة في ترجمة ما تحويه دورة الخليج العربي لكرة القدم من معان، فهي البطولة الاكثر خصوصية في العالم ولا تشبهها في الكرة الارضية بطولة.

في كل مرة تنظم الكويت الدورة تتجه انظار شعوب الخليج اليها، وفي ظنها ان جديدا ما ستتميز به دورة الخليج، وكان ستاد الكويت شاهدا اليوم على ان المنظمين لم يخيبوا الظن. دائما نقول ان اشقاءنا في الخليج ينظرون الينا على اننا اصحاب الريادة ونأمل دائما ألا نخيب الظن، لذلك فإن خروج حفل الافتتاح بتلك الصورة الجميلة هو من اول واجباتنا نحو ضيوفنا.

المثل الكويتي يقول (لا صار زادك ماكول رحّب)، واغلب الظن ان الجنود الذين وقفوا خلف حفل الافتتاح ارادوا الترحيب بصدور واسعة للضيوف الاعزاء الذين اكدوا قبل مجيئهم ان الدورة في الكويت لها طعم خاص. وللجمهور الرائع الذي ملأ مدرجات ستاد نادي الكويت نقول ان المنظر لم يكن بتلك الروعة لولا الحضور الطاغي الذي دل على روح وغيرة ليستا غريبتين عن اهل الكويت، اما من لم يسعفه الحظ في دخول الملعب فيكفي (العنوة) والاثارة ستكون اكبر في لقاءات البطولة، ومازلنا في البداية. الى المنظمين نقول: (الامل) فيكم ما خاب.

لقطات
-----
ـ وصل ممثل راعي الحفل صاحب السمو أمير البلاد، سمو الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء في تمام الخامسة والنصف.
ـ أغلقت بوابات ستاد نادي الكويت في الثالثة والنصف بعدما امتلأت المدرجات بالجماهير التي كانت غالبيتها من العائلات.
ـ رغم إغلاق البوابات، أصرت بعض العائلات على الدخول، ما دفع عضو مجلس ادارة نادي الكويت عبدالعزيز العنبري الى فتح الباب الرئيسي من ناحية ادارة النادي.
ـ لم يهدأ نائب رئيس اللجنة المنظمة الشيخ طلال الفهد طوال فترة الحفل، وكان يتنقل في كل اجزاء الملعب، ويطمئن بنفسه على التنظيم.
ـ كان رجال الأمن نجوم الافتتاح، فغالبيتهم كانوا متفهمين، وتعاملوا بلطف ورقي مع الجماهير.
ـ تلا مدرب حراس مرمى المنتخب احمدالطرابلسي آيات من الذكر الحكيم، في مستهل حفل الافتتاح. انطلق الأوبريت الغنائي في السادسة والنصف.
ـ صعد بعض أهالي المنازل المطلة على ستاد الكويت على سطوح منازلهم وتابعوا منها فقرات حفل الافتتاح.
ـ غادر منتخب الكويت الستاد قبل انطلاق أوبريت الأمل، اما منتخب البحرين فغادر عقب انتهاء فقرة البحرين في الأوبريت.
ـ صفق الجمهور كثيرا لكلمة الشيخ احمد الفهد التي لاقت استحسانا من الحضور.
ـ وزعت اللجنة المنظمة هدايا على الجماهير التي تفاعلت مع فقرات الحفل، وظلت مكانها حتى نهايته.
ـ تلقى الشيخ طلال الفهد التهنئة بعد الحفل لما اتسم به من دقة وروعة، حيث انه صاحب فكرة الاوبريت.
ـ تفاعلت الجماهير مع المطربين جميعا، الذين قاموا بأداء الاوبريت، وقال احد الحضور انهم الفريق الثامن في البطولة.
ـ دخل لاعبو (الأزرق) والبحرين غرفة الاعلاميين وادوا صلاة المغرب معا.
ـ اغلقت الابواب في الثالثة مساء بعد ان امتلأ الملعب عن آخره، وشهدت طرق كيفان ازدحاما شديدا.
ـ حاول عدد من الجمهور تسلق اسوار النادي للدخول الى الملعب، الا ان رجال الامن منعوهم. يُذكر ان الدخول للافتتاح كان بالمجان.
ـ شهدت الافتتاح وسائل الاعلام العربية التي اجرت لقاءات مع الجماهير وسألتهم عن توقعاتهم للبطل، وانحصرت ترشيحاتهم بين الكويت والسعودية.
ـ رغم برودة الطقس، الا ان تفاعل الجمهور كان كبيرا مع الاوبريت، كما تابعت بعض العوائل حفل الافتتاح منذ بدايته.
ـ اطفئت الإضاءة بوصول سمو رئيس مجلس الوزراء واطلقت الألعاب النارية بأنواعها في الساعة 5.30 دقيقة مساء حيث استقبله رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ووزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد ورؤساء الوفود الخليجية.
ـ أضيء الستاد مرة أخرى لتظهر أرضية الملعب على شكل خيام.
ـ سحب الفنانان داود حسين وحسن البلام أرقام الفائزين وتميزا بخفة الدم، ويبدو ان عرض مسرحيتهما (اوه يا الكره) تأخر بسبب وجودهما في الملعب، فكانا يرددان مع النداء على الأرقام الفائزة (تأخرنا وراح ندش بملابسنا الرياضية). [/ALIGN]