حرب اليمن الجديد.

[المرتاح]

جزيرتنا العربية اليوم باتت منطقة مُلتهبة باحداثيات غير متوقعة تزداد سُوءا ف حراك مْمهّد تمهيدا حصيفاً لخلخلة الاستقرار الاستراتيجي وتغيّرات ستشهدها الساحة الاقليمية، فالتداعيات مُرهقة وقراءات الامن الاستراتيجي ف المنطقة غير محسوبة بصورة أدقّ وعواقب ردة الفعل فالحروب ليست الحل الامثل ف عالمنا الجديد بل نجد الوضع مأخوذاً بالعاطفة او من نظرة أوحادية الابعاد. والامر ف خطورة، فكتلة النار تتشطّر من اليمن الذي كان سعيداً يوماً. ولا يمكن بحال سدّ الانشطار إلا بعد ان تتشطّر كلّ القوى ف ادمغة القوى حين تفتقد السيطرة الكلية، وتعاني من صداعات الرأس ، حينها تجد نفسها مُرغمة إلى تسريع عملية عاجلة لمعالجة ما تشطّرت به، وذلك مخافة امتداد هذا التشطير الى امكنة اخرى من الجسد الواهن بسبب مزاجات مليشيات غير هادية من القصر الرئاسي اليمني مدعوماً بتدخل عسكري سعودي يعصف بكل حزمٍ يرتهن ع تقلّباتٍ تستنفر القوى الاقليمية والعالمية فترعى اخضرنا ويابسنا ع السواء دون رحمة او شفقة، وكأنّ الحال يقول، إمّا ان تكن معنا او تختلف عنا.. فتسليح المنطقة لتكون مخازن لانفجارات لطالما بعُدتْ عنا كثيرا لكنّا اليوم نُعايش أوكار تُجار السلاح يتعاملون معها بصيغٍ شتى لصالح قوى دولية لا دخل لها بمراعات ايدلوجياتنا وديموغرافيتنا ، بل علينا ان نرعاها بانفسنا فترتيب البيت من الداخل يحملنا ع دفع تشكيله من الخارج، فتحسين مظهرياتنا لا تُعطينا الكفاءة ما لم تكن دواخلنا اقرب إليها.
واليوم وف منتصف الليلة، شهدت المنطقة تطورات متسارعة، صاحبتها انفجارات واستنفارات غير مرسومة الهدف الآمن. فهادي الذي غادر قصره اضحى مُزعجاً للوضع القائم اليوم لليمن التاريخ والحضارة التي لم تشتمّ نسيمه البلدان المشاركة ف العدوان، ولن يُنتج هذا العدوان إلاّ عُدواناً مُماثلا بعد ان تفنى انفسٌ لا دخل لها وهو ما يُحرمه الشرع الحنيف الذي نُؤمن به جميعاً، لذا فإننا ندعو الاطراف التي انساقتْ بين عشيّة وضُحاها ان توظف هذه الاستراتيجية التي تناديها من 60 سنة، ولم تُحرك فيه ساكن ولا هاجس يُذكر غير التآمرات ع وطنٍ هو أولى قبلة التوحيد.
تحياتي.