وكأن الحنين لا يغزو قلوبنا إلا ليلا... حين نضع رؤسئنا المرهقة لتحك الدمعات جفون احرقتها الذكرى... أنفاس مكتومه بألف آه وضيقه معقودة بشرايين اشبعها الفراق صبرا... لا زالت بقايا عطر ذكرى طفولية مغموسة بحلوى تشاطرناها سوية ذات نهار تقود الروح لأمل عودة أصبحت مستحيلة... يا رفيقا أمسك معصمي برفق وحمل الروح على أعتاب دراجة تحكي بلوعة عشق ضاع من بين أحضانها... أتذكر يا عشيق طفولتي حين أقول لك" لما أكبر أصير أستاذة" وكنت أطلق دعواتي للسماء دون خجل أريد أن أعيش حياة الكبار وأتذوق جمالها وأمتلك نقودا كثيرة وأقتني كل ما تتوق له نفسي وكنت ترد عليي بحزم "وأنا بصير شرطي اتشوفي"..حقا وبحجم السماء الواسعة أنا نادمة حين تمنيت أنقضاء طفولتي فلا جمال لحياتي يضاهي ذلك الشعور حين تنسينا الأحاديث واللعب كل من حولنا وكانت دراجتك محور حديثنا الذي لا ينتهي... أتذكر ياروحي الأخرى حين قرر الجميع أن يتركونا على العشاء نتقاسم اللقيمات ليكون آخر ذكرى نطبعها سويا ويعلن كبريائي ابتعاده عن طفل يعاملني كحبيبة له لتسلم النفس من ضحكاتهم علينا حينما يرون يداك تلتف حول ظهري خوفا عليي من السقوط... أتعلم لآن أن في كل مرة تسقط عيناي عليك تغمرني سعادة عارمة ويلوح لي الأمل من بعيد أن القادم أجمل ولا أعلم هل يقصد بأن طفولتنا ستعاود رفع أشرعتها أم أننا سينشغل كل واحد منا بتحقيق حلمه وتأخذه الحياة حيث تريد...