“ الزهور وبنات افكاري "




حكايتي بدأت حينما حان موعد استيقاضي ،،

لإنتشل فيه نفسي المرهقه من ليل طويل واحمل جسدي النحيل من على سريري المثقل بالحكايات الطويله ..



هنالك من ينتظرني


في حديقة منزلي بين الزهور اتجول واتفقد حالها لعلها تعاني من العطش لعل الجفاف يوشك على القضاء عليها ،،،
أهرول لأسقيها لكي تبقى على قيد الحياة وأبقى برفقتها طويلاً

مع ضوء الشمس تستيقض هيه الأخرى وتنفض كل ماعليها من عناء وتراقبني حين ما أحمل الماء على كفوف يدي وانثره عليها ليلامس خدودها ،،

تبتسم لي حين ما أقترب منها وأداعب وجناتها بأناملي

تنحني خجلاً وتحتظن بعضها البعض

يفوح عطرها ليعتق المكان بأكمله و تتجول الفراشات على رؤسها ومن بعيد
أقف أنا مراقباً لكل ذالك

والصمت حاكماً يجلس على كرسي الحديقة يراقبنا جميعاً "


لو إن للبشر قدرة على فهم لغة باقي المخلوقات لكنت أول من يترجم حديث الزهور مع الفراشات والعصافير فقد كان بينهما حديث طويل،،


ربما يكون عني انا

وربما لايعني شيئاً



جميلة هيه الحياة

عندما تكون بتلك البراءة

عندما تعانقنا بكل رفق

عندما تبتسم لنا مثل إبتسامة الزهور

عندما تحملنا على أكفها وتمضي بنا فرحاً

عندما تحتظننا بدفء في ليلة شتاء باردة


كل ذالك ممكناً ...


ولكن يجب علينا ان نسعى لذلك دائماً ولانقف عند أول عقبة تواجهنا لكي لانتعثر عند باقي العقبات فالحياة مليئة بالعقبات ولكن لايعني ذالك إنها سيئة لانها مليئة بالنجاح أيضاً ،،

يبقى الأمر بيد الله وأيدينا فنحن مُخيرون ولسنا مُسيرون

على أقل تقدير مُخيرون في مانعلمه ومُسيرون في ما لانعلمه "


لذلك كل شيء ممكناً ،،



إنتهى وقت زوآرنا فقد رحلت الفرآشات والعصافير وبقيت أنا والزهور .



ولكن من انا ؟

ومن اعني لها ؟


لست انا من يطرح هذه التساؤلات بل وجه الزهور يتهادى لي وكأنه هوه من يسأل ،،

ولكنها محقه ألم أتسائل انا مع نفسي عن معنى حديثها اللذي دار بينها وبين الفراشات والعصافير ؟

ولكي اتفادى الإجابة مضيت مسرعاً الى الداخل لإبقى وحدي أُعرف عن نفسي لنفسي !!

فبدأت أُفتش عن نفسي هنا وهناك داخل غرفتي ووجدت جسداً ملقى على ذالك السرير ،،

إقتربت منه فوجدته يحمل ملامحي بل يشبهني وقفت أرمقه طويلاً وكأنه أنا !!


لن أصدق كل هذا ،،

ومع ذالك ظل ذالك الجسد ممدداً امامي ،،


شعوراً ما يحدثني بأنه حقيقة فأخذته من على السرير وسرعان ماتبعثر بين يدي ليعلن انه ليس إلا ذاتي اللتي أتركها نائمة عندما استيقض كل صباح "

كان يحمل كل تفاصيل شيخصيتي اللتي اجهلها في بعض الأحيان وأشفق عليها غالباً ..


بقيتُ حبيس غرفتي ولم أخرج بعدها لمدة طويله



حكاية اخرى من حكاياتي الممزقه تتحدث عن ذكريات مدونة في مذكرة باليه تتكدس عليها الأتربة بعد ان كانت تتراقص بين صفحاتها بنات افكاري منذ زمن بعيد عادت لتكمل ماتبقى من سطور تؤرقني حينما يقع نظري عليها ،،


مجروح قلمي يسيل منه حبراً يشبه الدماء تجري بين أشلاء الكلمات وفي نهاية كل سطر هناك كومة من الحروف تشبه الأجساد الفارغة من كل تفاصيل الحياة ولكنها ترقد بسلام ،،


حكايتي معها بدأت عندما كنت أعشق الكتابة فقد كانت رفيقتي الوحيدة ومؤنستي عندما يحل الظلام تأتي لتمزقه بنور قنديلها اللذي لاينطفئ ,,


كانت تلك الكلمات تشعر بالسعادة عندما يخطها قلمي بين السطور تدفع بعضها البعض
وكل حرف منها لا يحب ان يكون في آخر السطر ولأنني أعشق الكتابة كنت أرضيها بالاستمرار دون توقف حتى استسلم للنعاس "


ورغم ذالك لا أتركها بل أستند على مذكرتي وأخلد للنوم برفقتها ..


قد يسأل سائلاً من اللذي قتلها وتركها مرمية على حافة السطر الأخير من مذكرتي ؟


حكاية آخرى يسردها ضميري اللذي استيقض قبل قليل ،،


وجاء يتقمص دور القاضي يشير بأصبعه نحوي !


نظرة من حولي فإذا بي داخل قفص الاتهام مكبلاً بالأصفاد متهماً بقضايا ومدان بها !!


ليس هناك أحداً في تلك القاعة سوى القاضي وأنا !!

نظر إلي بعد أن طرق بمطرقته وقال لي أنت مدان بجريمة قتل بنات أفكارك وتركها أجساداً هامدة في اسطر مذكرتك "


لم يتريث لأقول شيء حتى صاح قائلاً : ومدان بقتل الزهور اللتي تركتها حتى جفت عطشا وماتت "

لذالك فأنت قاتلاً متعمد !!


نظرة من حولي مرة اخرى ابحث فيها عن من سيدافع عني ولم اجد !!


محق سيدي القاضي


انا من فعل ذالك

انا من تركها تموت

انا من كنت اتجول بين شواهد قبورها دون ان اشعر بذالك



سيدي القاضي ،،


الأمر لايستحق كل هذا العناء احكم بما تراه تحقيقاً للعدالة ,,


فحكم بأن أبقى دون معرفة لذاتي سنيناً عديدة حتى وجدتها بعد عناء طويل في حوزة ذالك الجسد الملقى على السرير ..


حقاً لم اكن اعلم بمقتل الزهور وبنات افكاري إلا حينما استيض ضميري ،،



‘ الحياة مليئة بالحكايات '




حكاية آخرى مع فتاة سلبت مني ذاتي طوعاً مني،،،


ولكنها لم تروى بعد .





بقلمي/ مخـــــاوي الهــــم