سَــرَاب : ظاهرةٌ طبيعيةٌ تُرَى كمُسَطَّحاتِ الماءِ تُلصَقُ بالأرض عن بُعْد ،
تنشأ عن انكسارِ الضوءِ في طبقاتِ الجَوِّ عند اشتدادِ الحَرِّ ، وتًكثُرُ بخاصةٍ
في الصحراء .


سَــرَاب : ﴿ ... أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً ... ﴾ النور/39 .
ما يُرى نِصفَ النهار لاصقًا بالأرض كأنّه ماءٌ جارٍ وهو ليس كذلك .


سَــرَاب : من الأمثال : { يَجْرِي وَرَاءَ السَّرَابِ } : يَجْرِي ورَاءَ الوَهْمِ .
ومنه : { هُوَ أخْدَعُ مِنَ السَّرَابِ } مَا لاَ حَقِيقَةَ لَهُ .


سَــرَاب : ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا النبأ/20 ؛ أي :هباءً ،
يَراها الناظِرُ لها كأنَّها سَراب . ويُوصَفُ كُلُّ ما لا حقيقةَ له أو وَهْم أو
مَظهر خادِع بالسَّراب .


سَــرَاب : قد يُوصَفُ ما استحالَ وقوعه مع تَمَنِّيهِ بالسَّراب . فدَلَّ على
إحباطٍ بعد أن كان عنده أملٌ في حُصُولِهِ . كمَن تَمَنَّى شيئًا واستحال ،
فقال : حُصُولي عليه سَراب .


سَــرَاب : خَلْطُ المُمْكِنِ بالمُستحيل ، وظَنُّ أنَّ المُستحيلَ مُمْكِن أن يكونَ
مُمْكِنًا ، والجَرْي خَلْفَ ما استحال ، يكونُ جَريًا خَلْفَ وَهْم . والانصرافُ عنه
أَوْلَى بالعقلِ والواقِع .


سَــرَاب : يَكْثُرُ خيالُنا بالتَّوَسُّعِ بإمكانيةِ المُستحيلِ كَحَلٍّ نَفْسِيٍّ لِمَا نُواجِه ،
وكأنَّها بأيدينا ، والصَّوابُ التَّفَاعُلُ مع الواقِعِ والمُمْكِنِ ، فهو الأمانُ والحَلُّ .


سَــرَاب : عندما نتعلَّقُ بمُستحيلٍ لإشباعِ رَغبتِنا ، أو حَلاً في مُشكلة ،
نَصطَدِمُ بالواقِعِ في لَحظةِ سُقُوط ، فكانت مع السُّقُوطِ كَشفُ حقيقةِ السَّرابِ
الذي جَرَيْنَا خَلْفَهُ .


سَــرَاب : تناوَلَهُ القُرآنُ الكريمُ لإبطالِ مَا ظنَّ أنَّه حقيقةٌ بٌنِيَت على أنَّ
المُستحيلَ مُمْكِنًا ، ﴿ ... أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً ... ﴾
النور/39 .


سَــرَاب : تناوَلَهُ الأُدَبَاءُ والشُّعَراءُ ؛ لِوَصْفِ حالاتٍ ظهرت فيها حقيقةٌ
مَعكوسة ، جَعَلَت ما استحال مُمْكِنًا ، وتَعَلَّقَ بها صاحِبُها لإشباعِ رَغْبَتِهِ ،
وظَنًّا أنَّ الحَلَّ فيه .


سَــرَاب : البَعْضُ يُشَبِّهُ ما حَدَثَ له - مَثلاً - بالسَّرابِ أو الحُلْمِ ؛ لِتَقَارُبِهِما
في أنَّهما خَيَالٌ مُمْتَنِعٌ صَعْبٌ تَصديقه أو واقعيته .. فكان حُسْن الوَصْفِ بأن
يُقالَ : سَرابٌ أو حُلْمٌ .


سَــرَاب : يَبقَى السَّرابُ مجالاً واسِعًا لِخَيَالِنا المُمَيَّزِ ؛ لِلْهُرُوبِ مِن حالةِ
المُستحيلِ ، وتحويلِ الاستحالةِ إلى حالةِ المُمْكِنِ في عالَمٍ آخَرَ خَفِيٍّ في ذَواتِنا .




:: منقوول ::
هزاع