لدى مراجعة القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة و التاريخ الصحيح يظهر لنا بأن لنبيِّا محمد ( صلَّى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ) إسماء عديدة ، و من أشهر هذه الأسماء أحمد و محمد .

تسميته
عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بأحمد :

أما أحمد فهو الإسم الذي عُرف به قبل ولادته و بعثته و جاء ذكره في الإنجيل ، و إليه تُشير الآية المباركة : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } .سورة الصف الآية 6

قال في السيرة الحلبية : و كانت أُمّه ( عليها السَّلام ) قد سمّته أحمد قبل أن يسمّيه جدّه .

و سُمي نبيُّنا
عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بـ " أحمد " لحسن ثناء الله عليه .

تسميته
عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بمحمد :

أما " محمد " فقد سمَّاه به جده عبد المطَّلِب في اليوم السابع من ولادته ، و معناه كثير الخصال المحمودة ، و قيل أنه لم يُسَمَّ بهذا الإسم أحد قبل نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

و عندما سُئل عبد المطلب عن سبب إختياره هذا الأسم لهذا المولود أجاب : أردت أن يُحمَد في السماء و الاَرض .

قال العلامة الطريحي : " و قد سُمِّيَ بـ " محمد " لأن الله و ملائكته و جميع أنبيائه و رسله و جميع أممهم يحمدونه و يصلون عليه " .

و كان هذا الاسم نادراً ما يُعرف بين العرب و يُسمى به فلم يسم به منهم سوى ستة عشر شخصاً .

قال الشاعر :

إن الذين سُمُوا باسم محمدٍ*مِن قبلِ خير الخلقِ ضِعف ثمان

و لذا فإنّ تسميته به يُعَدُّ من جملة خصائصه عليه أفضل الصلاة والسلام .

هذا و لا شكَّ أن هذا الإختيار لم يتم إلا بإلهام إلهي و إرشاد رباني ، و لابد من أن تكون في هذا الإختيار حكمة .

ذلك لأن نُدرة المصاديق لأي لفظ من الالفاظ أو اسم من الأسماء من شأنِها أن تقلّل حالات اللُبس و الاشتباه فيه .

ثم إن أسم النبي " محمد "
عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ذُكر في أربع مواضع من القرآن الكريم ، و هي :

1. قول الله عزَّ و جَلَّ : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } .سورة آل عمران الآية 144

2. قول الله جل جلاله : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكان اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } .سورة الأحزاب 40

3. قول الله تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهو الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } .سورة محمد الآية 2

4. قوله سبحانه و تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } .سورة الفتح الآية 29