هل تعاني من مشكلة بتسجل الدخول ؟ و لا يمكنك استرجاع كلمة المرور بسبب مشكله بعنوان بريديك الالكتروني المسجل بالمنتدى؟ انقر هنا لكي تتواصل معنا و سوف نقوم بمساعدتك!

أضف اعلانك هنا

كن مساهما في التطوير

النتائج 1 إلى 10 من 54

الموضوع: بنت الصياد_ قصة قصيرة

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #27
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    9
    مدّ بصره في بصري ، كأنه يتأملني .. يتخيّلني .. يشيح بوجههِ تارةً ويردّها في أخرى ، كـ لصّ يوشكُ الوجل أن يقبضه والخوف أن يَعْصره ، والفزع يربكه ربْكاً شديداً ،على غير عادته ، يتأملني بقوة ، كأنْ لم يرَ قبلاً أُنثى غيري .. رفع نظره وقال بعد تنهيدة وابتسامه :
    - أتعرفي يا هادية أنتِ في قمّة الذوق .. كثيراً من أصدقائي بالجامعة ، يظنّونَ ، أنكِ أختي .. أليسَ بيننا تشابه كبير .
    - أجل .. يقولون بيننا تشابه كبير .. في الصّوت والصّورة والملامح والمشْية..!
    - نعم .. فكم من المرات أتشكّك في الأمر ، لكني أطرد هذه الأفكار من عقلي . تصوّري لو كنتِ أختي سأفرح كثيراً ، فانا وأنتِ في جامعة واحدة .. والشبه بيننا كبير ..!هززتُ رأسي .. بالإيجابْ ..ثُم أردف .. ـ الحقيقة أن كُل واحدٍ منا مُحتاجاً إلى الآخر .. فأنتِ لا أخاً لكِ وأنا لا أختَ لي ..!
    - نعمْ وانت تستحقّ كل الخير .!
    - وأنتِ تستحقين ان تكوني أختاً بل أنتِ مثلاً يُحتذى به في النّعومة والجمال .! توقّف برهة ، واستطرد ، إياك وتكونين أختي ..!! قالها ضاحكاً .. وزادَ من ضِحكته .. لكأنّ شيئاً غمرهُ وازدادتْ موجة ضكته في تتابع . حتى خشيتُ عليه ..أن حدث به أذًى .. ثم ضرب على يدي ، كالحركات التي تنمّ عن حميمينْ ، وتدعو إلى الشعور بالرضا والوئامْ وتدفع إلى السرور والاقتراب.!قلت له مبتسمة :- تصوّر نكون اخوين ..!؟نظر إليّ باندهاش .. وقال :
    - حتى لوْ كُنّا أخوين ....! لن نجوز .. وابتسم في صمت..فألقيتُ بإبتسامة في وجهه .. وقلت بَعد أنْ نظرت إلى ساعة مَعصمي :
    - حانَ موعد مجيء أبي .. وعليك مُغادرة الدار .؟!
    - وما المشكلة.. ألم تقولي بأنه أباً لنا جميعاً .!؟ إنه يَعرفني تماماً ، فأنا طالبٌ معكِ في نفس الجامعة .!؟
    - .. أبي يحترمك.. ولا تُقلّل من شأنك ، أبي يرفض هكذا لقاءات دون عِلْمه وحضوره .!وافقَني بسرعة ، وهزّ رأسه وهو يبتسم ، وقف يُلقي إهداءاته وتقبيلاته ع الهواء ، يمدّ يدهُ في الهواء ، يُطلقها ثم يضع يده على فَمهِ يرجعها إلى فمه ، يضمّ شفتيه فيحدث صوتاً حِسّياً كالقبلة تماماً تكون لها أثراً بالغاً في نفسي ، وطفقَ يُلقيها في تكرار وأنا أُبادله نفس الحركات ، فحركة اليد ،رائحة ، غادية على الشفتين ، لهما وقع حِسّي في نفسي ، كما العين لها وقع السّحْر حين تتبادل مَشاعر حسّيةً ، تُضفي صَفاءٌ وجدانيّ وتَبْني وُداًّ جميلاً بين المُتحابّين .!في هذه اللحظات .. طافتْ كلمات أبي وهو يُلقيها على مسامعي بهدوء :
    - بُنيتي .. لقد حفيتْ أقدام الخاطئين .. فتمسّكي بموقفك الرافض لكُل خطيئة .! لا تقتنعي بأحاديث الهوى ولا ترمي بنفسك إلى الأهواءات .. لا تكوني طُعماً للشهوات .. أحببت فيك كل شيء .. فاجعلي كل شيء فيك هادي وجميل ..!! وعين السماء ترعاكِ .!
    دخلتُ غرفتي .. ولا تزال كلمات أبي تصطدم بأفكاري .. كأنها تطلب مني زيادة التمسك ، بالحياء .. فالأنثى حياؤُها بمعرفة مكانتها .! وأبي أعطاني مكانتي .. ثقة أبي فيني خير مكانة أعتز بها ، يُخاطبني ويُحدثني يشرح لي منافع كل مسألة وكذا ضررها وَسُوءها ! لم استطع أن أتمالك نفسي ، فوقعت أبكي على أثر خيانتي لثقة أبي .. لصداقتي لأبي ، هي خير من ألف صداقة .. فمودّته أعظم من أي مودة ، وثقته أغلى من أي مَساسٍ غير سوي .! أحسست بان أقدام أبي تتبعني ، تُطاردني .. وعينه تراقبني لكنها بعين الأب العطوف .. نظرت على طرقات وقع قدميه ، فإذا به يسألني :
    - هادية.. هادية .. ابنتي .!
    فقلت بقسوة :
    - ماذا تريد مِني .. أثري وقد اقتفيتها .. وعينك تُطاردني حيثما كنت .. وقلبك وقد قسى فأين هيَ عاطفة الأبوة وحنان الوالدينْ عنيّ .. ولم يتبقّى غير هذه الغرفة وهي ليستْ بمنأى عن رقابتك .!ومنْ خلف الباب المُغْلق ،اسمع صوت أبي وكان يتكلّم بنكهة لغوية ، تُحسي وكأنه مثقف.. وأحياناً تنتكس عنده اللغة فيعرّج بها إلى الدارجة ، وكنت أحاوره بالمِثْل ، لكيْ أكون مُتساوية معه :
    - لا تلوميني ..فأنا أبوكِ وأخاف عليك .. أنتِ وحيدتي .. وليس لي أحد سِواك .. أنا أعترف بخطأي ، لكن العاقل الحصيف يجده مقبولاً ..وكان عليك أن لا تزعلي .. وما فيه أحد يخاف عليكِ أكثر مني . سمعتيني .!
    - أسمعكَ وكلامك واضح جداً ، لكنه خطأ ، وأنا لا أحب أن أقع في خطأٍ كهذا ،كثيراً ما يقع فيه كل الآباء ، أولئك ا لآباء منزوعي الثقة عن أبنائهم . فإيّاك وتقع في نفس المُشكلة . !
    - الآباء يا ابنتي مسئولين عن خِسّة أبنائهم .. كما أنهم مسئولين عن دناءة تصرفاتهم ومسئولين عن سُوء أخلاقياتهم . فإنْ هُم أضاعوا تلك المَحاذير التي يتلقونها من آبائهم ، سوف يتلقَّوْنها مِمّن هم أضاعوا حق والديهم فالذي لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس ، فأبوكِ هذا ، قد خبَر الحياة وعركَ صُروفها وخاض تجاربها وذاق قسوتها . ويا ليتك تسمعينى جيداً ، فالّذي بداخلي غير الذي بظاهري .. كل همّي أن تكوني مرفوعة الراس في العلم والتربية .. لا أن أجدك وقد وقعتِ ضحية أخلاقيه أو وحشيةَ ذئب بشري لا خلاقَ له . . بسبب عاطفةٍ مغرورة .!
    الكاتب :
    حمد الناصري ، عُماني




    التعديل الأخير تم بواسطة المرتاح ; 11-09-13 الساعة 08:05 AM
    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •