هل تعاني من مشكلة بتسجل الدخول ؟ و لا يمكنك استرجاع كلمة المرور بسبب مشكله بعنوان بريديك الالكتروني المسجل بالمنتدى؟ انقر هنا لكي تتواصل معنا و سوف نقوم بمساعدتك!

أضف اعلانك هنا

كن مساهما في التطوير

صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 89

الموضوع: [you] إقرأ معي ، قصة ( العَرْبانه ) من تأليفي ، انتظرك .!

  1. #21
    نائب المشرف العام
    الصورة الرمزية الروح
    الحالة : الروح غير متصل
    رقم العضوية : 4058
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في عالم خيالي
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 9,299
    مقالات المدونة
    3
    التقييم : 195
    Array
    Rep Power : 50
    Array

    لم يدفن القانون يا مرتــــاح و لم تمت العداله ..!!
    فهي قائمة متربعة على عرشها بوجود كل الداعين لهــــــــآ ,, و أنت أولهم ..!!
    هل يعقل أن تكون "قصتك واقعية"؟؟
    أيعقل أن تكون أحداث الظلم قد حدثت حيث أجد للعدالة منبرا~ حيث أظن أننا نستنشق ريح العدل فيحيا به من اختنق بدخان الظلم..!!؟؟
    .. قد استبعدت هذه الفكرة كليـــــــآ ,, و أخشى أنه يكون جوابك ب.. نعم ..!!
    ..

    وأنا لا اكتب ردا على أي موضوع قبل ما أدقق في كل تفاصيله ~ لدرجة أنني أحاول اكتشاف "نفسية كاتبها حينما كتب " خطيييييييييره..
    ومع ذلك سأعود لأقرأها مرة أخرى // فاااضيه شييييييه// ^^
    ولن تجد ردآ أجمل مما كتبت ~
    ليس غرورا .. و لكن حتى تسهل الأمر على نفسك و علي ,, و تقوم بإدراج البقية الباقية من قصتك ..^_^

    لك التحايا أجملها و أرقها يا سيدي ^^







  2. #22
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح مشاهدة المشاركة
    لم يدفن القانون يا مرتــــاح و لم تمت العداله ..!!
    فهي قائمة متربعة على عرشها بوجود كل الداعين لهــــــــآ ,, و أنت أولهم ..!!
    هل يعقل أن تكون "قصتك واقعية"؟؟
    أيعقل أن تكون أحداث الظلم قد حدثت حيث أجد للعدالة منبرا~ حيث أظن أننا نستنشق ريح العدل فيحيا به من اختنق بدخان الظلم..!!؟؟
    .. قد استبعدت هذه الفكرة كليـــــــآ ,, و أخشى أنه يكون جوابك ب.. نعم ..!!
    ..

    وأنا لا اكتب ردا على أي موضوع قبل ما أدقق في كل تفاصيله ~ لدرجة أنني أحاول اكتشاف "نفسية كاتبها حينما كتب " خطيييييييييره..
    ومع ذلك سأعود لأقرأها مرة أخرى // فاااضيه شييييييه// ^^
    ولن تجد ردآ أجمل مما كتبت ~
    ليس غرورا .. و لكن حتى تسهل الأمر على نفسك و علي ,, و تقوم بإدراج البقية الباقية من قصتك ..^_^

    لك التحايا أجملها و أرقها يا سيدي ^^
    * يا سيدتي الكريمة .. دعيني اسلم واقول ( السلام عليكم .)
    * ثم صباح او مساء جميل . وبعد التحياات المباركات والطيبات والصلوت على الرسول الكريم .
    * اقول في الحقيقة اطلب من الروح ، ان تبعدني .. عن مطبّات الانزلاق في تُرّهاتٍ لا حاجة لنا إلى ذكرها ، تلك هي الاخرى ، اوزعتنا ونحن مُوزعين عنها ، لاننا نخط بأقلامنا وبأفهامنا ونُعايش الواقع ، ونكتب من اجل حياة الاخرين .. نبقى جنباً غلى جنب ، لنبقى ..!!
    * أعرف انه لا احد يأتي بأكثر منك ، فوحدك هنا الللاعية .. هههه مزحة ، كله ولا الزعل .وإلا
    * انا اقول اقرايها ، وافهميها جيداً ..
    * من يقول غروراً ، اين نحن منه بل اين هو منا .؟؟؟!




    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


  3. #23
    نائب المشرف العام
    الصورة الرمزية الروح
    الحالة : الروح غير متصل
    رقم العضوية : 4058
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في عالم خيالي
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 9,299
    مقالات المدونة
    3
    التقييم : 195
    Array
    Rep Power : 50
    Array

    السلام عليك ~ يا مرتاح البال ~ ^_^
    قرأتها 3 مرات ~
    و أريد التكملة حالا .. اقصد اذا سمحت ^^
    (( ما اعرف افهم بالأقساط ~ أفضل الدفعه مره واحده ))
    ~
    وصحيح ما أنا اللاعية الوحيده بالمنتدى ~ في عضو ربي يجزيه الجنه أكثر مني

    طــــــآب يومك يا أخي ~







  4. #24
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح مشاهدة المشاركة
    السلام عليك ~ يا مرتاح البال ~ ^_^
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح مشاهدة المشاركة
    قرأتها 3 مرات ~
    و أريد التكملة حالا .. اقصد اذا سمحت ^^
    (( ما اعرف افهم بالأقساط ~ أفضل الدفعه مره واحده ))
    ~
    وصحيح ما أنا اللاعية الوحيده بالمنتدى ~ في عضو ربي يجزيه الجنه أكثر مني

    طــــــآب يومك يا أخي ~
    iiiiiiiiiiii عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    يعني من تقصدين ..!!! بعدني ما عرفته @ .. %
    حشا .. عيلّله مرة وحده .. نحن بقنطار وما محصلين حد يقرأ ..
    اشبه باللي معهم لفلوس .. يشوفوها كبيرة على لافقراء .. ( ههه بدينا نغلط )
    الحمد لله انه محد هنا غيرك
    ما يهمك انشاء الله .. من عيوني




    التعديل الأخير تم بواسطة المرتاح ; 30-10-11 الساعة 11:45 AM
    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


  5. #25
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرتاح مشاهدة المشاركة

    الجزء الثاني
    لنْ نسمح لأحدٍ أياً كانْ ، بِمُصادرة مَراعينا ومحوَ أمكنتنا وتفتيت بُنيتها ، فتكون كأنّها لمْ تكنْ من قبْل ، ولن نرضى بطَمْس مَوْروث أجدادنا وانتزاع حق آبائنا قهراً وإذلالاً ، وإقصاء أحفادنا بعيداً ، كيْ لا يَعْلموا شيئاً بعد أنْ عَلِمْنا كُلّ شيء.!! توقف بُرهة ثم واصل " لنْ نقبلَ بحُجج واهية ، فجّة كهذه ، إنّها حُججٍ أقربَ بهاتةً إلى عُش الغُراب ..! "
    قالتْ عمّتي خديجة التي تكبُر أبي سناً ، هامسة وقد شدّتني من كتفي ، إفْهم أمك جيداً ، فقد آثرت كل شيء من أجلك ولم تبخل ، بذلتْ كُلّ غالٍ ونفيس لتبقى .. كانتْ تدعو لك أن يجعلك الله في نعمة وفضلٍ وفي مسرّة الحال وعفّة النّفس وفي عِلْمٍ ومعرفةٍ مُتواصلة غير منقطعة ، يكفيكَ دُعائها قبل ان تقدم لك الحياة وتُهديك إياها ، كما لو كان ذلك عيداً من أيامها الباقية ، ولهذا السبب خُذ بنصيحتي ولا تعجل ، فإياك وتجعل عينيها تلتقي في عينيك ، فإن التقتا ، فاخفضْهما حالاً ، ولا تهجس أمامها ، كُن مُستمعاً ومُنْصتاً .. نظرتُ إلى عمتي خديجة التي لا تزال تحتفظ بجمالها الفطري رغم تقدّمها في السن ، وأنا اُشنّك حاجبيْ وزوايا شفتيّ ترصّ على بعضها .. وبصوت خافضٍ على غير عادة صَوتي الجهوري :
    - طيب كلميني عن أبي والمال والجرافات والبساتين الجميلة وأهل القرية ، وأسباب تحدّيهم .
    ابتسمتْ ، أحسستُ بإشفاقٍ فُجائي ناحيتها ، لا اعرف سببه ، لكنها طمأنتني .. وأردفت ، كانتْ أُمّك أولّ من واستْ أبيك بِنَهْنِهةَ دمعةٍ سقطتْ من مُقلتيها ، فأنشأتْ بدمعتها التي أخفتْها عن عين أبيك ولم تستطع أنْ تُخفيها ، فكان مُذْ صِغرهِ دقيق المُلاحظة ، شديد الحَدس ، حادّ النظْرة .. وحيث أنهما كانا كتوأم يفهما بعضهما ، أو كأنّهما قدْ ولدتهما أماً واحدة .. فهو بطبيعته العاطفية يميل إليه ويُرغبها ، وهيَ بحبها تعشقه وتتغنّى به ، سعيدة معه لم يُكدرها شيء منذ أن تزوجا ، ولم ينجبا غيرك في الحياة .. أنت يا أحمد وحيدهما ، أتذكّر يوم ذاك ، يوم أن أخذتْ تُسلّيه تعزّياً .. فتبادلا نظرات غائمة ، كانت هي حرنةً وهو واجماً مأخوذاً بتدافع الجرّافات التي تُهشّم بيتهما ، بحجة انه اُقيم في وقتٍ كانتْ أعين المصلحة الوطنية نائمة وها هي الآن قد استيقظتْ ورأت ما لم تره عين ولكنه خطرَ على قلب بشر .. حين أراد أخي عبدالله ، توقيف العمل القائم على تهشيم البيت ، إذ كان بيت أخي عبدالله هو أول بيت تُهشمه المصالح الوطنية ويسقط أمام مرأى الأعين حُطاماً ، إذْ كان في نظر القائمون على المصلحة الوطنية ، أنه بيت أقيم بطريقة لم تكن مُستقيمة يومذاك غير قانونية رغم شرعيتها الدينية ، فالبيت قد مرت عليه أكثر من عقدين من الزمن ، ولكنها اليوم أضحت ممتلكات خارجة عن القانون ، لا وجه حق في قيامها من وجهة نظر المصلحة الوطنية ، ولم يكتفوا بإزالة البيت والبستان ومزرعة صغيرة اتخذها أبوك زريبة للأغنام ، فقد أصدرتْ الجهات المعنية أمراً مُلزماً لجميع ساكني هذه القرية الضارب أطنابها في أعماق الزمن الغابرة ، بتوقيف وسجن كل من يلحق الأذى أو يُعطّل عاملي المصلحة الوطنية حتى ولو كان بحجة شرعية ، فلا شيء فوق القانون .!! والحقوق مكفولة بعد التنفيذ .. يكفلها القانون فقط لا غير ..!! لكن أخي عارض هذا الرأي ومعه رجالٌ ، قاموا معه ، وظنوا أن إخراجهم من ديارهم مذلّة لهم ، وفي الأثر " من يمت دون ماله أو عِرْضه فهو شهيد .." وأبوك يا أحمد شهيداً في الجنة ، لأنه حضيَ بالاثنين معاً ومات دونهما ..!! فضلاً عن أنّ الجراّفات دأبتْ على ترويع وإزعاج مواطني هذه الوطنية المُهشمة بقوةٍ لا غالبَ لها غير القوة الشرعية التي يتمسّك بها الرجال ويعتدّون بها .. وقفتْ عمتي ، وشرعتْ كالخطيب بين المصلين .. لو كان ربّي يأخذهم على أخطائهم لما بقيَ أحد منهم في الحال ولفنيَ الناس ولم يبقى احد على البسيطة ولكن يُؤخّر ذلك عنده في كتاب ، لتُجزى كُلّ نفسٍ بما عملت ويُقضى بين المُتخاصمين ، يوم ذاك يوماً أغرّ لا قوة ولا سُلطة أقوى من الحق المُبين ، يوم ينظرون فيما قالوا وما عملوا وما كانوا يفعلون ، اليومَ فقط تقول النفس الأمارة بالسوء ، ربي ارجعون ، أعمل صالحاً ، وأغيّر نظرتي ، لعلّ أكون راشدة لنفسي وصالحة لغيري ، ولكن القوة الصادحة في هذا اليوم ، لا ظُلْم اليوم ، فأين هُم المُعْتبرون حقاً .. بكتْ عمتي ، وغمغمت ..ثم أردفتْ : أنهم يظنون بفعْلهم يُجانبون الصواب ويُحسنون صُنْعاً ، لكن هيْت لهم ، فإزعاج المَغْلوب على أمره وتهشيم جُدران بيته وسحق بُستانه بالجرّافات ليستْ من الحَصافة الإنسانية وليستْ من القِيم الوطنية والمُثَلِ المُتوارثة .. كان أبوك لا يَرتدّ عن قول الحق ، تُنازعه نفسه إنْ لم يقلها علناً يقول الحقيقة ولو على نفسه ، هكذا عهدناهُ مذ صِغره ، لا يخشى لَوْمة لائم ، تفزّ الكلمات من فمه عامرة بالإيمان ، لكنه للأسف لم يُتمّهُنّ لم يستطع ولم يَقْدر ، كأنما أمرٌ كمّمَ فاهُ ، لثغ لسانه وتثاقل .. ارتجفتْ شفتاه ، واهتزت أطرافها ، قلت لعمتي وأنا إلى جانبها وقد ارتصّ ثوبها التقليدي بجسدها ، ثم تابعتْ تُكْمل حديثها .. لكني قاطعتها ، نعم يا عمّتي أتذكر ذاك الموقف جيداً .. دمدمتْ عمتي برأسها إلى صَدْرها واغرورقتْ عينيها بالدمع ، ماءً ينسكب من حُجر مُقلتيها ، بلّل ثوبها البلدي الأنيق بزركشته الجميلة ، التي قلّ أنْ تجد مثله زيّاً نسوياً فضفاضاً ، حافظت عليه المرأة في حارتنا الكبيرة .. أغمضتُ عيني فكأنّي أراهُ حاضراً غير غائب .. تابعتُ بدقة تفاصيل انقطاعه عن البُكاء ثمّ غَمْغم كأنما شيء يَنْفجر في داخله ، ينشطر .. يتقطّع فلم تعُدْ أحبال صَوته فاعلة ولم تكنْ دَمْعته حاضرة ، توقف فجأة .. شخصتْ عينيه وقد صَوّبها تجاه الحقْل والجدار ثم وَمَضتْ عينه إلى أمي .. ساعتئذٍ قد اصفرّ وجهه وتجمّد جسده .. صاحتْ أمي بغضبْ .. وشفتاها تتشنّجان وغدا وجهها احمر ..أحسّت بإشفاقٍ فُجائي ، إشفاقٌ غير مُبين ، لم تُظهره لغيره من قبْل هذه الحالة المُريبة التي أزعجتها .. بَهَتتْ وحَمْلقتْ ، ثم وضعتْ يدها فوق عينيه وأرْخَتْهُما إلى تحت ، فأغمضتهما بيدها ، كأنها تمسح عليها مسحة أخيرة ، مَسْحة بقتْ ذِكْراها تحمل قيَم الوُدّ ودفء السّكن وحُسن العِشْرة ، متنسمةً بالفضْل والإحسان والمعروف الذي لا يُنسى أبداً .. حملتْ شيئاً ثقيلاً وألْقتهُ على جسده ، فكان غطاءً سميكًا ، سحبته من علياء رأسه حتى أخمص قدميه وكتمتْ غيضاً . تنفست وسحبت هواءً عميقاً ، كأنما آلة كهربائية تشفط شيء بقوتها .! وعلى أثر هذه الكلمات ، انسحبتْ عمتي ، وأخذت تسير بخطوات ثقيلة ، إلى خارج دارنا ، كمن يُجرّ إلى حتْف اُنْفه ..! ارقب ثوبها وقد تبلّل لحافها واختلطت دُموعها بِمُخاطها .!

    للقصة بقية ..
    الجزء الثالث
    بعد سبع ليالٍ وعشيّة جلستْ أمي بقربي ، وأخذتْ تحكي مناقب أبي ، تُحرّضني على البقاء على نهجه القويم وأنْ لا استسلمْ لأحدٍ وإن مُتّ دونها ، فالحياة مكتوبة وكذا الموت لا احد يزيد فيه .. كل شيء عند الخالق مُقدّر ومكتوب ، لا تُنْزع الروح إلا بعلمه ، يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصُّدور .. حتى الورقة التي تسقط من الشجر يَعْلمها ، كل شيء معلوم ، لا يَخفى عليه أمر .. ، فإياك إياك يا ـ ولدي ـ أن تقول أقل قِيَمة أو أرخص ثمناً من قيمته ومَعانيه الثمينة فأباك عاشَ برجولته حيّاً وماتَ عليها .. بكيت بحرقة ، ارتميت في أحضانها ، شعرتُ بقشعريرة ، ثم وَخْزةٍ تَسري في جسدي ، حقدتُّ على القائمين على هذه الوطنية ، وعلى أؤلئك الذين يسترخصون أموال الناس ، هواناً عليهم ، ذُلاً وَقَرْفاً ، يترفّعون على غيرهم بقوة مكانتهم وينسجون خُيوط باهتة ـ كخيوط العنكبوت أو هي اشدّ ضعفاً ـ ومن وقفَ في وجههم أذلّوه وأهانوه .. كما فعلوا بأبي .. أقسمتُ في داخلي ، ثم جهرتُ به لتعلمَ أمي :
    - اقسم يا أمي ، أني سأنتقم لروح أبي .. سأنتقم من تلك الأنفس التي تستحقرني وتستضعف غيري من الناس . ولكن ألا تُخبريني القصة بكل تفاصيلها الدقيقة ، كيْ تبقى مُختزلة في ذاكرتي .!
    قبّلتي أمي بين جبيني ، وراحت تسرد حكاية أبي :
    - عاش أبوك طوال حياته على ذُلٍ وهَوان ومهانةٍ وطنيّة كحال غيره من البُؤساء والمُستضعفين والمُسْتقصدين كما هو الحال في حكايتنا هذه .. فعزّتْ عليه أن يُفارقها أو يَهْرب منها ، لتبقى هذه الحكاية المَريرة شاهدةً عليها ولو لم تَعِيها أنتَ يومذاك ، ذلك لأنكَ كُنت صغيراً .. سكتتْ وهي تنغرز عينها في عيني .. ظلّ بيتنا ومزرعتنا ذاك الحقل الصغير الذي نقتات من أزهاره وثمار مزروعاته خيراً كثيراً .. وكذا استفاد منه جزء من هذه القرية المُتسامح أهلها ، فجوارنا كان لهم نصيبٌ وافر منه ، إذا كان أبوك طيباً قانعاً ، إلى أن جاء ذك اليوم المشئوم ، وامنحونا مُهلة لا تزيد عن أسبوعاً يتيماً ، كيْ نقتلع المزروعات ونحمل ما يُمكّننا حَمْله كيف شئنا وارتأينا إلى أي جهة نُريدها ، تحت اسم نزع المُلكية وذريعة المصالح الوطنية ، فبعد المُهلة التي تلقيناها بشفقة وإحسان منهم ، يكون البيت والحقلَ مَنْزوعا الملكية ، ويكونا مسحوقان ، دكّاً دكأً ، يتساوى والتراب ، في هذا اليوم وأمام عيني ، رأىتُ أغصان الأشجار والنخيل الباسقة ، تسحقها الجرّافات فتميل بعذوقها إليّ وتُخْفي ابتسامة ثمرتها فتنحني الأشجار بثمارها والنخيل الباسقات بعُذوقها فتتلألأ أغصانها ، تُوميء إلي بإشارات خفيّة لا أحد يعلمها غيري ، إشارتٌ رمزية استخدمتها أشجار الحقْل نظير تلك الألفة التي كانت بيننا ، كأنها تستغيثني وتحتمي بي .. لحظتها ، يا ـ ولدي ـ دمعتْ عيني وأنا أراني لا استطيع فِعْل شيء ، يدي مكتوفة ، وفمي مُكمّمٌ ، وصَوتي مَحْبوس ، وجسدي مُثقلٌ ، ونفسي مكلومة بأعزّ ما عند زوجي ، فهل يُعقل أن يكون هو صَريعاً فيصرع ما تركه معه .؟! لوحت أمي رأسها أسفاً وندماً غليظاً القلب ، كأنما فظٌ نزل بها فجأة ، ثمّ نظرتْ إليّ بقوة ، واهتزّت مع كل حرف ، كمْ تمنّى أباك أن تكبر لتشهد على كل شيء ، كانت أُمْنِيّته تربيتك أحسن تربية ، على أخلاقيات الرجولة والعزّة والشرف وقيمٌ فاضلة كانت تلكم في مُجملها مدرسة للشموخ .. فأؤلئك الرجال الذينَ غادروا قريتنا وأهلها كانوا يحملون مشاعل القيمِ والفضائل والعزّة ، وبمغادرتهم لم يتبّقى شيء من ريحة قِيَمهم إلا بعضاً من قيمٍ مُتهالكة ، ذهبتْ لتنتحر في عُرف معاني القوام الرغيد الذي لا يَحمل في أُسّه معانيَ صادقة بذات القيَمْ العالية ..غير كلام كثُر رُوّاده وتعالتْ أصوات مَنْظُورةً بلا وازع من قِيَمٍ فاضلة غير الدَسّ في الجيوب . وشبْع البطون ، وبهكذا قِيَم بَقِينا بلا أهليّة في التصرّف في ما نَمْلك إطلاقاً.. فتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية ، أمرٌ مُتّبع وقانوني في مشروعٍ الوطنية السياحي ، وكثيراً ما تداخلتْ مصالحه في جيب المُخلصون كونه مشروعاً كبيراً يحمل ، كومةً من عُري صارخ ، باتتْ كوماته في درجات تأخذ في التصاعد والأخرى ذي التقليدية تأخذ في الانحسار ، وحينها وقعْنا في مظنة الاسترشاد بغيرنا تربّصاً منهم وعداءً دفيناً يُخفونه في صدورهم ، بُغضاً أقبح من وجوههم التي تشكّلت كموجات الصقيع والبَرد الذي ابتلوا به ، من بعْد أنْ نصبوا شِرك العداء البغيض ، منذ بعيدٍ على أهل هذه القرية التي كانوا يَتناهَوْن بينهم عن كل أمر مُريب .. فلا تهتم أنظمتهم بجذورنا ولا تلتفتْ أعينهم إلاّ إلى مصالحهم ، ولا يُعيرون قضايانا اهتماماً ولا يجدون لنا استحقاقنا .. رِجَالُنا ، يا بُني، هم من عاش في قريتنا قديماً ونحن من نعيش عليها حديثاً ، ومصيرنا آخذٌ إلى الزوال إن لم نهتم بمصيرنا أو يلتفت رجل مِنّا إلى أحوالنا .. وأما أؤلئك المأجورون بالحق السياحي ، هُم أصحاب عَرْبدة استخفّوا بأحوالنا فصاروا عبدة للمال .. وما أباكَ إلا فقير ، بائس لا حول له ولا قوة ولا ظَهْرٍ يحتمي إليه ، فمن لا يُسْنده ظَهْر ، يسقط وهو يتراجع إلى الوراء .. وقِسْ هذا في كل شيء ..! سكتت أمي ثم أردفت بعد تنهيدة عميقة :
    - يجب عليك ـ يا بُني ـ أن تلتزم بالحس الوطني حتى لو كنت مقهوراً أو مظلوماً أو مكلوماً ، فها أنت لا أباً لك اليومَ وغداً لا أم لك أيضاً ..! كان أبوك مُتمسكاً بالمكان ، وقد رفض أكثر من مرّة ، فكلما أُخْرج منها عاد إليها في الليلة التالية .. حتى جاء حُكماء القرية المأجورين ، لإقناع أبيك .. وبعدها بقيَ في صَمْته حتى نهايته المشئومة هذه التي تراها ، وحين نسألهم عن التعويض النقدي أو البديل ، كانت الإجابة حاضرة :
    - يَلْزمكم أن تَخْلو العقار أولاً " الدار " ثم يأتيكم " المالْ " تالياً ، لكني حين اجلس مع أبيك ، وأفهمه ، ان يُوكّل الأمر لله وحده ، يقوم من مكانه ، وتنعقد جبينه ويَصْفرّ وجهه ويتلوّن بلون الغضبْ القاهر ، يتصاعد الدم إلى قمّة رأسه بأثر الضغط النفسي ، فلا يجرؤ بكلمة واحدة نظراً للحالة التي يعيشها من يومها ، فقط يُراوحْ مكانه بين الحقْل وزريبة الغنمْ .! ويحتضن ( الْجِدِي ) ذكر صِغار المعْز ، يُؤكد لي مرات كثيرة أنه لكَ وحدك لا يُشاركك احد فيه ، ويمسح بيده على ( الحَمَل ) أنثى صغار الضأنِ والتي أهداها من قبْل لأختك الصغيرة في يوم عيد .. يُمسك بالأوتاد ، ويُوثّق رباطها .. كأنه يُوطّد العلاقة الأزلية بها ، يتوسّل إليها كيْ لا تُبقيه مُشرّداً أو تتخلّى عنه ..!
    للقصة بقية




    التعديل الأخير تم بواسطة المرتاح ; 30-10-11 الساعة 01:30 PM
    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


  6. #26
    نائب المشرف العام
    الصورة الرمزية الروح
    الحالة : الروح غير متصل
    رقم العضوية : 4058
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في عالم خيالي
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 9,299
    مقالات المدونة
    3
    التقييم : 195
    Array
    Rep Power : 50
    Array

    ها قد نلنا نصيب من كرم المرتـــــــآح..
    و وصلت التكملة ~ سريعـــــــآ ^_^
    ,~,~,~,~,

    وبدأت الصورة تزداد وضوحــــــآ ,, عائلة أشقاهم الدهر ,, لازمهم الفقر ~ و بقي الشؤم رفيقهم ..!!
    السبب يتجلى في تمسكهم بكل الخيوط التي تربطهم بماضيهم ~ بذكرات السعاده و الفرح ..
    حب المكـــــــآن ~ وعشق الأرض كان أغلى من أموال يحق لهم أخذها تعويضا على ما تتطلبه /المصلحة الوطنية/~!!
    أكثر ما كان يرديهم في متاهات الحيرة .. إن كان المال سيعوضهم "الدار" ~ فما الذي سيعوضهم ذكرياتهم ..!!
    ~.~.~.~

    قصة جميلة ,, و أحداث متشابكة في كل مرة أشعر بأنها تصل لذروة التعقيد ~ و بت ارجو أن تنفك ..!!
    ظننتها النهاية ~ لكن المرتاح لم يشأ ان يريحنــــــآ بعد فما زال في القصة بقية ..
    وأنـــــــآ هنــــــآ أنتظرها بكل الشوق ~

    أحسن الله اليك ~ و بارك فيك ~ وزادك لسانا فصيحا .. و عقلآ راجحا ^_^


    تعليق:
    لا أدري لماذا ~ اشعر بأن الجزء الثاني و الثالث أكثر ترابطا ,, و تسلسلا في الأفكار و المواقف ~ بينما كانت بداية الجزء الأول تنصب معظم تفاصيلها على الشاب الفقير صاحب العربة " أحمد"..
    أو لعله التدريج من التفصيل إلى الإجمال ~ هو مقصد الكاتب و هدفه ~

    أجدد شكري لعظيم كرمك سيدي ~ و تلبيتك لطلبي ^_^
    لك الشكر بإتساع الأفق ~
    دمت رآئعا و أكثر يا أخي المرتاح ^_^







  7. #27
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح مشاهدة المشاركة
    ها قد نلنا نصيب من كرم المرتـــــــآح..
    و وصلت التكملة ~ سريعـــــــآ ^_^
    ,~,~,~,~,

    وبدأت الصورة تزداد وضوحــــــآ ,, عائلة أشقاهم الدهر ,, لازمهم الفقر ~ و بقي الشؤم رفيقهم ..!!
    السبب يتجلى في تمسكهم بكل الخيوط التي تربطهم بماضيهم ~ بذكرات السعاده و الفرح ..
    حب المكـــــــآن ~ وعشق الأرض كان أغلى من أموال يحق لهم أخذها تعويضا على ما تتطلبه /المصلحة الوطنية/~!!
    أكثر ما كان يرديهم في متاهات الحيرة .. إن كان المال سيعوضهم "الدار" ~ فما الذي سيعوضهم ذكرياتهم ..!!
    ~.~.~.~
    قصة جميلة ,, و أحداث متشابكة في كل مرة أشعر بأنها تصل لذروة التعقيد ~ و بت ارجو أن تنفك ..!!
    ظننتها النهاية ~ لكن المرتاح لم يشأ ان يريحنــــــآ بعد فما زال في القصة بقية ..
    وأنـــــــآ هنــــــآ أنتظرها بكل الشوق ~

    أحسن الله اليك ~ و بارك فيك ~ وزادك لسانا فصيحا .. و عقلآ راجحا ^_^


    تعليق:
    لا أدري لماذا ~ اشعر بأن الجزء الثاني و الثالث أكثر ترابطا ,, و تسلسلا في الأفكار و المواقف ~ بينما كانت بداية الجزء الأول تنصب معظم تفاصيلها على الشاب الفقير صاحب العربة " أحمد"..
    أو لعله التدريج من التفصيل إلى الإجمال ~ هو مقصد الكاتب و هدفه ~

    أجدد شكري لعظيم كرمك سيدي ~ و تلبيتك لطلبي ^_^
    لك الشكر بإتساع الأفق ~
    دمت رآئعا و أكثر يا أخي المرتاح ^_^
    اشكرك على المتابعة اللصيقة والكبيرة ولاقوية .. قارئة مُتفحصة . هكذا عرفناكِ في هذا المنتدى الكبير .
    اما بالنسبة للتعليق ..
    نعم .. انت قرأت الجزء الاول ، هكذا اظن ، بلا اهتمام كبير .. وهو جاء سرد تمهيدي . فتسارعت الخُطى معك ، فكانت لهفتك لمعرفة عنصر التشويق الذي خلا منها كثيراً ، لانه لا شيء فيه يهمك .. وحين وصلت الجزء الثاني وجدت المصلحة الوطنية ، التي كثيراً ما تعاقب عليه الفِعْل الامر ، وكذا لاناهي ، ودواي الحدوث ، حتى وجدت نفسك أما جزء ثالث ، وقفت هنا ، تمسحين الدمعة عن العائلة المنكوبة ، او القرية المنهوبة ( إذا جازت التسمة ) وغدونا كما لم نغدو عليه بالامس ، فاصبحنا على حاضر يسرق منا كل مُبين .. وحلوقنا واجمة بصمت .. وروحنا ساكنة في اعماقنا بلا حس لها ، لان الظّهْر ـ كما قلت ـ لا شيء يستند عليه ، فوقعنا عليه ، وأصابه التواء ، وبقي هذا الالتواء ، مرافقاً ودليلاً حتى عجزتْ المصالح الحياة ان تلتف عليها .. لن ازيد ولن اكثر قليلاً أو كثيراً ، ولكن في القصة يُنبئك بالخبر اليقينْ.!!! والسلام عليكم .




    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


  8. #28
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية ميامين
    الحالة : ميامين غير متصل
    رقم العضوية : 5910
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 588
    Rep Power : 15
    Array






  9. #29
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية المرتاح
    الحالة : المرتاح غير متصل
    رقم العضوية : 6211
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 725
    مقالات المدونة
    4
    التقييم : 20
    Array
    Rep Power : 14
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميامين مشاهدة المشاركة

    شكراً جزيلاً ..




    لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
    لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
    الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


  10. #30
    عضو متميز
    الصورة الرمزية عاشقة السلطنة
    الحالة : عاشقة السلطنة غير متصل
    رقم العضوية : 5244
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حوش بيتنا
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 10,836
    مقالات المدونة
    2
    التقييم : 29
    Array
    Rep Power : 26
    Array

    لي عودة باذن الله..النت عندي شوي مخرف طفربي















صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •