ذات ليلة سٌرت على رصيف الطرقات المهجورة لأبحث عن شيء أجهله تطاولت علي الكلاب بنباحُها ولكنني مضيت أقتفي اثر المجهول على أمل أن ألقى زاوية أقف بمحاذاتها لأستعيد شيء من ذاكرتي التي لاتسعفني أبدا لأتذكر من هوه اللذي كان يتنقل بجواري قبل أن أستيقض كنت أحس بتحركاته كنت أشتم رائحته كنت أيقِنُ أنهُ أحداٌ ما بجواري يتصفح مذكرتي يقرأ أشعاري ومن ثم أتجه للنافذة ليغلقها ليوقِف دخول الهواء لقد أحس ببرودة جسدي أقترب من مضجعي وألقى غطاء من صوف ليدفيني به من قرصات البرد أوقد المدفأة وأخذ يلقي بداخلها الخشب وأطفئ القنديل وبقي ضوء النار المشتعلة في المدفأة وبقي هوه جالساً بجواري وصوت رشفاته للحساء كانت مرتفعه وضع الإناء من يديه كان من زجاج قام من على الكرسي كان وكأنه شيخ كهل تنهد بصوت عالي ومن ثم هم ليخرج ففتح الباب وذهب،، كنت نائماً ولكنني أحسست بكل شيء مضيت أبحث عنه ولكن لا أعرف أين سأجده بعد مضي نصف ليلة على خروجه هل أتعبه طول الطريق وتوقف في مكان ما ؟ أم انه واصل السير؟ بحثتُ عنه في كل مكان وعلى ضوء الفجر لمحته على قارعة الطريق جثة هامدة متجمدة وألقيت نفسي عليه و إنتحبت ُباكياً رغم جهلي له من يكون ولم اهتم بي لماذا لم يوقِضُني من نومي لماذا لم يقُل لي من هوه....؟؟
غسلته وكفنته بمفردي وشيعته إلى مثواه الأخير بمفردي ودعته و حجب اللحد ملامحه عني للأبد ولكنني مازلت اذكر وجهه المبتسم وهوه بجسد هامد إنعدمت الحياة بداخله عدة إلى منزلي وإنقضت ساعات وبينما كنت أتسائل مع نفسي من يكون ياترى ؟ إلى أن غرقت عياني في محيط نوم عميق و رأيته في أحد أحلامي المتشتته رأيته قادماً من بعيد مبتسماً و يقول لي طوبى لك بموتي لقد كنت حُزنك على صورة بشر وبموتي لن يعد هناك حزن في حياتك أبتسمت له ومضى هوه إلى الأبد...
مواقع النشر (المفضلة)