4 رمضان
التوبة
فرحة الرجوع
أرباح اليوم:
- التائب من الذنب كمن لم يرتكبه : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . حسن، والثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلاً
- التائب حبيب الرحمن : قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222]
- التائب سبب فرح الرب: قال (صلى الله عليه وسلم) : لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : أرجع إلى مكاني ، فرجع فنام نومة ، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده.
- التائب نادم محمود: عن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه ، وندمه عليه مفتاح توبته ، ولا يزال العبد يهتم بالذنب يصيبه حتى يكون أنفع له من بعض حسناته

نور قرآني:

قال جلَّ ذكره : { وَتُوبُوا إِلّى اللَّهِ جميعاً أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .
أمَر الله الكافة بالتوبةِ؛ العاصين بالرجوع إلى الطاعة من المعصية ، والمطيعين من رؤية الطاعة إلى رؤية لاتوفيق ، وخاصَّ الخاصِّ من رؤية التوفيق إلى مشاهدة الذي وفقهم لهذه الطاعة وهو الله جل جلاله، ولذا قيل أحوجُ الناس إلى التوبة مَنْ تَوَهَّمَ أنَّه لا يحتاج إلى التوبة .
{ إنه هو التواب } المراد من وصف الله تعالى بالتواب المبالغة في قبول التوبة وذلك من وجهين:
الأول : أن واحداً من ملوك الدنيا متى جنى عليه إنسان ثم اعتذر إليه فإنه يقبل الاعتذار ، ثم إذا عاد إلى الجناية وإلى الاعتذار مرة أخرى فإنه لا يقبله لأن طبعه يمنعه من قبول العذر ، أما الله سبحانه وتعالى فإنه بخلاف ذلك.
الثاني : أن الذين يتوبون إلى الله تعالى كثير عددهم ، فإذا قبل توبة الجميع استحق المبالغة في ذلك.
الرسول قدوتنا :
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة. صحيح
فائدة:
انظر إلى الرحمة المهداة "صلى الله عليه وسلم" يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة أو مئة مرة، بل كان يعلنها في مجلسه ويكثر منها في مجلسه فكان الصحابة يعدون لرسول الله في المجلس الواحد ( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ) أكثر من مئة مرة ، وهذا النبل من رسول الله قد أزال عن كاهل الأمة بحورا من سوء الظن ربما تفتك بها.
هل هناك فرق بين الصورتين ؟ صورة المهموم الطامع في فك كربه وصورة المذنب الطامع في مغفرة ذنبه ؟
لو استغفر المذنب لظن الناس أنه صاحب ذنب أو ارتكب جريمة أو كبيرة من الكبائر ، لكنه الستر النبوي الجميل والتغطية الربانية الرحيمة على كل صاحب ذنب ، بأن شرع الاستغفار للجميع، حتى قال بكر بن عبدالله : إن أكثر الناس ذنوباً أقلهم استغفاراً ، وأكثرهم استغفاراً أقلهم ذنوبا.
من درر الأقوال:
* قال الفضيل بن عياض : ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلاله : من أعظم مني جوداً ، والخلائق عاصون ، وأنا لهم مراقب ، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني ، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا ، من بيني وبينهم أجود بالفضل على العاصي ، وأتفضل على المسىء ، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه ؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه ؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته ، أنا الفضل ومني الفضل ، أنا الجواد ومني الجود ، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني ، فأين عني تهرب الخلائق ، وأين عن بابي يتنحى العاصون ؟!
* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة.
* قال ابن السماك: والله لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم!!
* قال مجاهد رحمه الله : من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح فهو من الظالمين.
* قال سهل بن عبد الله التستري : التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات المحمودة.
* قال علي رضي الله عنه: العجب ممن يهلك ومعه النجاة ، فقيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار والتوبة.
* قال ابن عباس : كل ذنب أصر عليه العبد كبير ، وليس بكبير ما تاب منه العبد.
* قال عطاء الخراساني: مثل المعتكف كمثل عبد ألقى نفسه بين يدي ربه ثم قال رب لا أبرح حتى تغفر لي لا أبرح حتى ترحمني.
* قال ابن مسعود : " أكبر الكبائر : الشرك بالله ، والقنوط من رحمة الله، والأمن لمكر الله، واليأس من روح الله ".
من روائع القصص:
* سئل عبد الله بن المبارك عن بدء حاله، فقال : كنت في بستان ، فأكلت مع إخواني وكنت مولعاً حريصاً بضرب العود والطنبور ، فقمت في جوف الليل والعود بيدي وطائر فوق رأسي يصيح على شجرة ، فسمعت الطير يقول : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } (الحديد : 16) ، فقلت : بلى ، وكسرت العود ، فكان هذا أول زهدي.
* سمع عليٌّ أعرابيا يقول : اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك ، فقال : يا هذا إن سرعة اللسان بالتوبة توبة الكذابين ، قال : وما التوبة؟ قال : يجمعها ستة أشياء : على الماضي من الذنوب الندامة ، وعلى الفرائض الإعادة ، ورد المظالم واستحلال الخصوم ، وأن يعزم على أن لا يعودوا ، وأن تدئب نفسك في طاعة الله كما أدأبتها في المعصية ، وأن تذيقها مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعاصي.
التوبة في رمضان:

ويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له
هل لك في دعاء طويل لا تقوم منه حتى يتوب الله عليك
هل لك في بكاء غزيز في ليلة من ليالي رمضان ترجو به العتق من النار
هل هناك فرصة سانحة مثل هذه الفرصة في أن تتوب من سماع المغنين والمغنيات ، ومشاهدة القنوات الفاضحات، أسرع قبل ن يأتي يوم لا تقال فيه العثرات، ولا تستدرك الزلات، فغن لم يكن اليوم فمتى ؟!
وغابت شمس التوبة:
فرأينا الآتي:
* استعظام الذنب، فإذا استعظم الإنسان ذنبه رأى أنه لا يمكن مغفرته وبالتالي يستمرئه ويستمر عليه ، وهذا قنوط من رحمة الله ، وهو من الكبائر.
* استصغار الذنب واحتقاره ، فكثير من العصاة يستصغرون ذنوبهم ويحتقرونها ، فيستمرون فيها.
* الإصرار على الذنب والمداومة عليه.
* المجاهرة بالذنب والمفاخرة به.
المراحل الأربعة للذنب: وهذا لأن الشيطان يستدرج العبد رويدا رويدا، فيبدأ الذنب بالارتكاب، ثم بعده يكون الانهماك، ثم يزداد تعلق القلب بالخطيئة فيكون الاستحسان، ثم يأتي في المرحلة الرابعة الاستحلال والعياذ بالله.
دعاء:
* اللهم اغفر لي خطيئتى وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت اعلم به منى .. اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.. اللهم اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت.
* اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، خطأه وعمده، وسره وعلانيته، أوله وآخره.
* رب اغفر لي وتب علي إنك انت التواب الرحيم
بهذا التعميم فى الدعاء وهذا الشمول تحصل التوبة لكل الذنوب التى عملها العبد من ذنوبه وما لم يعلمها، فينبغى ألا يخلو يوماً في حياتك من توبه عامة شاملة من خلال واحد من الأدعية المأثورة السابقة.
كفانا كلاما أرونا العمل:
سأجدِّد توبتي لله كل ليلة.
سأحفظ ثم أردد الأدعية النبوية المأثورة
لن اكتفي بنفسي بل سأحاول اجتذاب العصاة إلى رحاب الله، وأفتح لهم باب الأمل في عفو الله.
سأرد المظالم إلى اهلها، ولن أيمر هذا الشهر علي وعلي مظلمة لأحد. .
تابع5 رمضان