(( إذا ولدت بنت هذه المرة إعتبري نفسك طالق ))
مقولة نسمع عنها صادرة من بعض الرجال أصحاب العقول الفارغة ، والتي لا تقدر قيمة للزوجة ، فلوا فكروا في هذا الأمر لبرهة من الزمن ، وسألوا أنفسهم هل بمقدور تلك المسكينة أن تتدخل في هذا الأمرـ وهل بنفسها ذلك ، ما هذا الغباء وما هذا التدخل في أمور الغيب التي لا يعلهما إلا الخالق ، فقد نسمع عن رجل بأن طلق زوجته لأنها لا تنجب إلا البنات ، وكثيرا ما نسمع أن فلان تزوج على زوجته لرغبته بأن تنجب له الثانية ولد يحمل أسمه ، وكأن رحم الأولى مهيأ فقط لاحتضان البنات ، يا أصحاب هذه العقول الفارغة أنتم تتدخلون في أمر الغيب ، ألستم على دراية بأن هذه الأمور كلها بيد الخالق وليس بيد تلك المسكينة المغلوب على أمرها بحكم رغباتكم وأهوائكم ، فهل هذا هو حقها أن يرمى عليها الطلاق ، أو أن يؤتى لها بضرة ربما تنغص لها حياتها ، أو أن تُهمل من قبلكم إذا عرفت الزوج الثانية أن تلعب بعقولكم ، وهل عندكم علم الغيب أن الثانية سيحتضن رحمها البنين فقط ، ماذا لو رزقتم بالأنثى من الثانية ، وجاءت الأمور والتوقعات عكس ما خططتم له ، أهذا حقها يا فلان بعد أن عانت زفرات الولادة وتعبها ، أهذا حقها بعد أن أنقذتك من العزوبية ، وتقاسمت معك الحلوة والمرة طيلة السنين التي مرت من حياتكما الزوجية . ما هذا التفكير الغير منطقي ! أليس هذا تدخلا في أمر الخالق الذي بيده كل شيء ، فمن رزقك البنات قادرا أن يرزقك البنين منها ، وكذلك بيده أن يحرمك من ذلك ، أليست الفتاة أكثر بر بوالديها من الشاب ، وهذا ما نلاحظه ونسمع عنه في مجتمعنا ، أليست هي من تحملت الديون بعدد شعر رأسها إذا صحت المعادلة لكي تبني مأوى لأسرتها ، وتشارك والدها في مصاريف الحياة ومتطلباتها ، أليست هي من عانت المشاكل مع زوجها من أجل أن تستقطع من راتبها جزء لمساعدة أهلها . إذن لماذا هذا التفكير الغير منطقي من قبل البعض منا نحن الرجال ، ما هكذا تقاس الأمور وتوزن بهذه النظرة القاصرة .
أتذكر قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما انتشرت في الجاهلية ظاهرة وأد البنات ـ عندما شرع بدفن ابنته حيه وعندما لامس التراب لحيته ، أخذت بيدها تزيح التراب عنها ، أليست البنت تحبب نفسها عندما ترى والدها قادم من عمله فترتمي في حضنه .
نترك لأقلامكم المبدعة أن تجود بإثراء النقاش لهذا الموضوع من جميع جوانبه ؟
مواقع النشر (المفضلة)